الهيئة تدعي صورية العقد ولم تبرّر سبب دفع المنشأة للاشتراكات

إلزام “التأمينات” بإحالة مواطنة للتقاعد بعدما دفعت الرسوم 14 عامًا

| عباس إبراهيم

قالت‭ ‬المحامية‭ ‬زينب‭ ‬إبراهيم‭ ‬إن‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬المدنية‭ ‬الثانية‭ ‬قضت‭ ‬بإلغاء‭ ‬حكم‭ ‬كانت‭ ‬رفضت‭ ‬فيه‭ ‬المحكمة‭ ‬الإدارية‭ ‬ضم‭ ‬مدة‭ ‬عمل‭ ‬موكلتها‭ ‬بنظام‭ ‬العمل‭ ‬الجزئي‭ ‬لمدة‭ ‬14‭ ‬عامًا‭ ‬لدى‭ ‬أحد‭ ‬الاستوديوهات‭ ‬لتتمكن‭ ‬من‭ ‬تسجيلها‭ ‬ضمن‭ ‬المتقاعدين‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬وحكمت‭ ‬مجددًا‭ ‬بإلزام‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للتأمين‭ ‬الاجتماعي‭ -‬المستأنف‭ ‬ضدها‭- ‬بضم‭ ‬تلك‭ ‬المدة‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1‭ ‬يناير‭ ‬2004‭ ‬ولغاية‭ ‬31‭ ‬يناير‭ ‬2018‭ ‬إلى‭ ‬مدة‭ ‬خدمة‭ ‬موكلتها‭ -‬المؤمن‭ ‬عليها‭ ‬أصلاً‭ ‬لدى‭ ‬الهيئة‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭- ‬وتسجيل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سجلاتها‭ ‬الرسمية،‭ ‬كما‭ ‬ألزمت‭ ‬الهيئة‭ ‬بالمصروفات‭ ‬عن‭ ‬درجتي‭ ‬التقاضي‭ ‬عدا‭ ‬الرسوم‭ ‬القضائية‭ ‬وبمبلغ‭ ‬50‭ ‬دينارًا‭ ‬كمقابل‭ ‬لأتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬

‭ ‬وشرحت‭ ‬وكيلة‭ ‬المستأنفة‭ ‬وقائع‭ ‬الدعوى‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬موكلتها‭ ‬عملت‭ ‬لدى‭ ‬محل‭ ‬أستوديو‭ ‬صغير‭ ‬بوظيفة‭ ‬كاتب‭ ‬حسابات‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المشار‭ ‬إليها‭ ‬بمنطوق‭ ‬الحكم،‭ ‬مقابل‭ ‬راتب‭ ‬شهري‭ ‬مقداره‭ ‬150‭ ‬دينارًا‭ ‬كون‭ ‬أنها‭ ‬تعمل‭ ‬بنظام‭ ‬العمل‭ ‬الجزئي،‭ ‬وقد‭ ‬تقدمت‭ ‬المستأنفة‭ ‬بتاريخ‭ ‬4‭ ‬فبراير‭ ‬2018‭ ‬للهيئة‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬بطلب‭ ‬إحالتها‭ ‬للتقاعد‭ ‬وصرف‭ ‬المعاش‭ ‬التقاعدي‭ ‬لكونها‭ ‬أنهت‭ ‬14‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬الخدمة‭ ‬ووصلت‭ ‬لسن‭ ‬الإحالة‭ ‬للتقاعد،‭ ‬وبعد‭ ‬تكرار‭ ‬المراجعات‭ ‬المستمرة‭ ‬تم‭ ‬الرد‭ ‬عليها‭ ‬شفاهة‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تستحق‭ ‬الراتب‭ ‬التقاعدي‭ ‬وأنه‭ ‬تم‭ ‬إلغاء‭ ‬طلب‭ ‬ضمها‭ ‬للتقاعد‭.‬

‭ ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬موكلتها‭ ‬تظلمت‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬القرار،‭ ‬وأرفقت‭ ‬كافة‭ ‬المستندات‭ ‬التي‭ ‬تؤيد‭ ‬أحقيتها‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬الراتب‭ ‬التقاعدي،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الرد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬على‭ ‬تظلمها‭ ‬بأنه‭ ‬نظرًا‭ ‬لعدم‭ ‬كفاية‭ ‬المستندات‭ ‬المقدمة‭ ‬لإثبات‭ ‬علاقة‭ ‬العمل‭ ‬يتعذّر‭ ‬على‭ ‬الهيئة‭ ‬قبول‭ ‬طلبها،‭ ‬فاضطرت‭ ‬لاختصام‭ ‬الهيئة‭ ‬قضائيا،‭ ‬وقدمت‭ ‬ما‭ ‬يثبت‭ ‬أحقيتها‭ ‬بإحالتها‭ ‬للتقاعد،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬تلك‭ ‬المستندات،‭ ‬والتي‭ ‬تثبت‭ ‬عملها،‭ ‬إقرار‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬العمل‭ ‬بقيد‭ ‬عملها‭ ‬طيلة‭ ‬الفترة‭ ‬السابقة،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬التأمين‭ ‬على‭ ‬المدعية‭ ‬خلالها‭ ‬لدى‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للتأمين‭ ‬الاجتماعي‭.‬

‭ ‬لكن‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬قضت‭ ‬برفض‭ ‬دعواها،‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬طعنت‭ ‬المستأنفة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الحكم،‭ ‬وبينت‭ ‬المحامية‭ ‬أن‭ ‬حكم‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬خالف‭ ‬القانون‭ ‬عندما‭ ‬ادعى‭ ‬بأن‭ ‬المستندات‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المستأنفة‭ ‬لا‭ ‬تثبت‭ ‬وجود‭ ‬علاقة‭ ‬عمل‭ ‬فعليه‭ ‬بينها‭ ‬وجهة‭ ‬عملها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنها‭ ‬وطيلة‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة‭ ‬مسجلة‭ ‬لدى‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للتأمين‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ويتم‭ ‬دفع‭ ‬الاشتراكات‭ ‬الشهرية‭ ‬بشكل‭ ‬منتظم،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تستلم‭ ‬تلك‭ ‬الاشتراكات‭ ‬سواء‭ ‬اشتراكات‭ ‬المستأنفة‭ ‬أو‭ ‬اشتراك‭ ‬العاملة‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعمل‭ ‬معها‭ ‬وبذات‭ ‬الوظيفة‭ ‬وذات‭ ‬الراتب،‭ ‬والتي‭ ‬أحيلت‭ ‬قبل‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬للتقاعد‭ ‬وصرف‭ ‬لها‭ ‬الراتب‭ ‬التقاعدي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬كانت‭ ‬تجري‭ ‬زيارات‭ ‬تفتيشية‭ ‬للمؤسسة‭ ‬ولم‭ ‬تقم‭ ‬بالاحتجاج‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬موكلتها‭.‬

‭ ‬وأفادت‭ ‬بأن‭ ‬القانون‭ ‬كان‭ ‬صريحًا‭ ‬في‭ ‬إثبات‭ ‬العلاقة‭ ‬التعاقدية‭ ‬بين‭ ‬العامل‭ ‬ورب‭ ‬العمل،‭ ‬إذ‭ ‬أجاز‭ ‬للعامل‭ ‬إثبات‭ ‬العلاقة‭ ‬العقدية‭ ‬مع‭ ‬رب‭ ‬العمل‭ ‬بكافة‭ ‬طرق‭ ‬الإثبات،‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬البينة‭ ‬والقرائن،‭ ‬ولم‭ ‬يشترط‭ ‬لإثبات‭ ‬علاقة‭ ‬العمل‭ ‬حتى‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬عقد‭ ‬عمل‭ ‬محرر‭ ‬بين‭ ‬العامل‭ ‬ورب‭ ‬العمل‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬الإدارية‭ ‬تذرعت‭ ‬في‭ ‬حكمها‭ ‬برفض‭ ‬طلب‭ ‬موكلتها‭ ‬بعدم‭ ‬وجود‭ ‬عقد‭ ‬عمل،‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬تحويلات‭ ‬بنكية‭ ‬للراتب‭ ‬أو‭ ‬بصمه‭ ‬دخول‭ ‬وخروج‭ ‬من‭ ‬العمل،‭ ‬وقررت‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬بأن‭ ‬العقد‭ ‬صوري‭ ‬دون‭ ‬دليل‭ ‬ولم‭ ‬تفسر‭ ‬سبب‭ ‬انتظامها‭ ‬بدفع‭ ‬الاشتراكات‭ ‬طيلة‭ ‬الـ14‭ ‬سنة‭ ‬الماضية،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬إخطار‭ ‬رب‭ ‬العمل‭ ‬بإلغاء‭ ‬اشتراكها‭ ‬أو‭ ‬صوريته‭ ‬أو‭ ‬تسجيل‭ ‬أية‭ ‬مخالفة‭ ‬ضد‭ ‬المنشأة‭.‬

‭ ‬واختتمت‭ ‬مرافعتها‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬قبل‭ ‬إصدار‭ ‬حكمها‭ ‬بطلب‭ ‬إحالة‭ ‬الدعوى‭ ‬للتحقيق‭ ‬لتثبت‭ ‬المستأنفة‭ ‬بكافة‭ ‬طرق‭ ‬الإثبات‭ ‬المقررة‭ ‬قانونًا‭ ‬علاقة‭ ‬العمل‭ ‬الفعلية‭ ‬لدى‭ ‬المنشأة‭ ‬المسجلة‭ ‬عليها‭ ‬طيلة‭ ‬سنوات‭ ‬الخدمة‭ ‬والتي‭ ‬امتدت‭ ‬لـ14‭ ‬سنة‭ ‬وأنها‭ ‬ليست‭ ‬علاقة‭ ‬صورية‭ ‬كما‭ ‬تدعي‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها،‭ ‬وفي‭ ‬الموضوع‭ ‬بإلغاء‭ ‬حكم‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬والقضاء‭ ‬مجددا‭ ‬بإلزام‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬بتثبيت‭ ‬مدة‭ ‬الخدمة‭ ‬للمستأنفة‭ ‬عن‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1‭ ‬يناير‭ ‬2004‭ ‬ولغاية‭ ‬31‭ ‬يناير‭ ‬2018‭ ‬وصرف‭ ‬الراتب‭ ‬التقاعدي‭ ‬لها‭ ‬وإدراجها‭ ‬في‭ ‬قوائم‭ ‬المتقاعدين،‭ ‬مع‭ ‬إلزام‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬برسوم‭ ‬الدعوى‭ ‬وأتعاب‭ ‬المحاماة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬استجابت‭ ‬له‭ ‬المحكمة‭ ‬وقضت‭ ‬بحكمها‭ ‬سالف‭ ‬الذكر‭.‬