قاسم حداد.. هزيع الباب الأخير

| طارق البحار

بدعمها‭ ‬المستمر‭ ‬للسينما‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬نظمت‭ ‬شركة‭ ‬البحرين‭ ‬للسينما‭ (‬سينكو‭) ‬في‭ ‬سينماتها‭ ‬بمجمع‭ ‬الجفير‭ ‬وسط‭ ‬تجمع‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬البحرينيين‭ ‬والإعلام‭ ‬وبحضور‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬بهيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬الشيخة‭ ‬هلا‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ليلة‭ ‬سينمائية‭ ‬بحرينية‭ ‬لعرض‭ ‬الفيلم‭ ‬الوثائقي‭ ‬“قاسم‭ ‬حداد‭... ‬هزيع‭ ‬الباب‭ ‬الأخير”‭ ‬للمخرج‭ ‬البحريني‭ ‬خالد‭ ‬الرويعي،‭ ‬وبمدة‭ ‬64‭ ‬دقيقة‭ ‬يأخذنا‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬عوالم‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬حداد‭ ‬الشعرية،‭ ‬إذ‭ ‬تدور‭ ‬أحداث‭ ‬الفيلم‭ ‬حول‭ ‬سيرة‭ ‬الإبداع‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬الشاعر‭ ‬البحريني‭ ‬قاسم‭ ‬حداد‭. ‬ويتحدث‭ ‬حداد‭ ‬في‭ ‬الفيلم‭ ‬عن‭ ‬تجربته‭ ‬ونظرته‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬المحطات‭ ‬الإبداعية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والحياتية،‭ ‬بمشاركة‭ ‬أصدقاء‭ ‬قاسم‭ ‬أمين‭ ‬صالح‭ ‬والفنان‭ ‬خالد‭ ‬الشيخ‭ ‬والفنان‭ ‬جبار‭ ‬الغضبان‭ ‬والفنان‭ ‬عباس‭ ‬يوسف،‭ ‬فيما‭ ‬تشارك‭ ‬الفنانة‭ ‬نسرين‭ ‬شريف‭ ‬بأداء‭ ‬تمثيل‭ ‬طوال‭ ‬الفيلم‭.‬

يعتبر‭ ‬الفيلم‭ ‬إنتاجا‭ ‬شخصيا،‭ ‬واستغرق‭ ‬العمل‭ ‬الفني‭ ‬فيه‭ ‬نحو‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬لشخصية‭ ‬تعيش‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬المخرج‭ ‬خالد‭ ‬الرويعي،‭ ‬الذي‭ ‬يعتبره‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬تجربته‭ ‬الثقافية،‭ ‬إذ‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬للجمهور‭ ‬ومدى‭ ‬صبر‭ ‬حداد‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬التصوير‭ ‬وكل‭ ‬الحب‭ ‬منه،‭ ‬وكانت‭ ‬فكرة‭ ‬الفيلم‭ ‬الوثائقي‭ ‬تعيش‭ ‬معه‭ ‬منذ‭ ‬التسعينات‭.‬

في‭ ‬الفيلم‭ ‬حوارات‭ ‬بسيطة‭ ‬وعميقة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬مع‭ ‬طبيعة‭ ‬الأسئلة‭ ‬التي‭ ‬وجهت‭ ‬لضيوفه‭ ‬في‭ ‬حوارات‭ ‬ديناميكية‭ ‬متحركة،‭ ‬خليطة‭ ‬بمزيج‭ ‬جميل‭ ‬بين‭ ‬القصيدة‭ ‬والموسيقى‭ ‬واللوحة‭ ‬بسيناريو‭ ‬عاشق‭ ‬مع‭ ‬لمسات‭ ‬فان‭ ‬جوخ‭ ‬الذي‭ ‬يحبه‭ ‬قاسم‭ ‬أولا‭ ‬وقبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬

واجه‭ ‬الرويعي‭ ‬بعض‭ ‬الصعوبات‭ ‬في‭ ‬تصوير‭ ‬الفيلم‭ ‬الوثائقي‭ ‬القيم‭ ‬بسبب‭ ‬إنتاجه‭ ‬الشخصي‭ ‬له،‭ ‬لكن‭ ‬تحدي‭ ‬الصعوبات‭ ‬وعشق‭ ‬السينما‭ ‬أول‭ ‬دافع‭ ‬لتقديم‭ ‬الحلم‭ ‬عن‭ ‬قامة‭ ‬بحرينية‭ ‬عربية‭ ‬مثل‭ ‬قاسم‭ ‬الذي‭ ‬فيه‭ ‬يتحدث‭ ‬حداد‭ ‬في‭ ‬عن‭ ‬تجربته‭ ‬ونظرته‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬المحطات‭ ‬الابداعية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والحياتية،‭ ‬إذ‭ ‬يأخذنا‭ ‬إلى‭ ‬عوالم‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬حداد‭ ‬الشعرية،‭ ‬وهو‭ ‬ببساطة‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يرى‭ ‬قاسم‭ ‬حداد‭ ‬بشكل‭ ‬مختلف‭ ‬نسبيًا،‭ ‬الشعر‭ ‬أو‭ ‬الشاعر‭ ‬عندما‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬صورة‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬معنى،‭ ‬الرموز‭ ‬والسياقات‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬حداد‭ ‬الكتابية،‭ ‬رؤيته‭ ‬لمن‭ ‬حوله‭ ‬ورؤية‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬إليه‭. ‬هو‭ ‬فيلم‭ ‬بأبطال‭ ‬عشنا‭ ‬ونعيش‭ ‬معهم‭ ‬الحب‭ ‬والشعر‭ ‬والموسيقى،‭ ‬هم‭ ‬أمين‭ ‬صالح،‭ ‬خالد‭ ‬الشيخ،‭ ‬عبدالجبار‭ ‬الغضبان‭ ‬وعباس‭ ‬يوسف‭ ‬وغيرهم‭.‬

الفيلم‭ ‬يحمل‭ ‬تجارب‭ ‬متصلة‭ ‬بتجربة‭ ‬قاسم‭ ‬حداد،‭ ‬وهو‭ ‬بمثابة‭ ‬مختبر‭ ‬وأن‭ ‬تقرب‭ ‬العدسات‭ ‬المجهرية‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬التفاصيل،‭ ‬كالمغامرة‭ ‬المثيرة‭ ‬والخليط‭ ‬بين‭ ‬الفنون‭ ‬كلها،‭ ‬وكأنها‭ ‬مائدة‭ ‬عامرة‭ ‬بصنوف‭ ‬الأشكال‭ ‬التعبيرية‭ ‬والفنية‭.‬

وهنأت‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬الفنان‭ ‬والمخرج‭ ‬البحريني‭ ‬خالد‭ ‬الرويعي‭ ‬بمناسبة‭ ‬فوز‭ ‬فيلم‭ ‬قاسم‭ ‬حداد‭ ‬هزيع‭ ‬الباب‭ ‬الأخير‭ ‬بجائزة‭ (‬Jean Luc Godard‭) ‬لصناع‭ ‬الأفلام‭ ‬المستقلين‭ ‬التي‭ ‬تنظمها‭ ‬مجلة‭ ‬Cult Critic Movie awards،‭ ‬عن‭ ‬فئة‭ ‬الأفلام‭ ‬الوثائقية‭ ‬ضمن‭ ‬فئات‭ ‬الجائزة‭ (‬Best‭ ‬of the Bests‭) ‬التي‭ ‬تقدّم‭ ‬عليها‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬3500‭ ‬فيلم‭ ‬مشارك‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬140‭ ‬دولة‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬إذ‭ ‬حظي‭ ‬الفيلم‭ ‬بإعجاب‭ ‬النقاد‭ ‬والجماهير‭.‬

وأكدت‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الفوز‭ ‬يعزز‭ ‬مكانة‭ ‬المبدع‭ ‬البحريني‭ ‬وقدرته‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬العالمية،‭ ‬مشيدة‭ ‬بجهود‭ ‬المخرج‭ ‬البحريني‭ ‬خالد‭ ‬الرويعي‭ ‬ومشاركته‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬الحراك‭ ‬الثقافي‭ ‬البحريني،‭ ‬متمنية‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬فيلم‭ ‬“قاسم‭ ‬حدّاد‭.. ‬هزيع‭ ‬الباب‭ ‬الأخير”‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬وتعريف‭ ‬العالم‭ ‬بشخصية‭ ‬قاسم‭ ‬حدّاد‭ ‬الأدبية‭ ‬وغنى‭ ‬إنتاجه‭ ‬الفكري‭ ‬والإبداعي‭.‬

وكان‭ ‬الفيلم‭ ‬قد‭ ‬فاز‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬العالمية‭ ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬إخراج‭ ‬بمهرجان‭ ‬برشلونة‭ ‬الدولي‭ ‬للأفلام‭. ‬وعمل‭ ‬على‭ ‬التأليف‭ ‬الموسيقي‭ ‬والغناء‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الفنان‭ ‬خالد‭ ‬الشيخ‭ ‬والفنانة‭ ‬هدى‭ ‬عبدالله‭. ‬أما‭ ‬طاقم‭ ‬التمثيل‭ ‬فكان‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬أفراده‭ ‬نسرين‭ ‬شريف‭. ‬وعمل‭ ‬أشرف‭ ‬محروس‭ ‬وعبدالله‭ ‬عبدالمجيد‭ ‬في‭ ‬التوزيع‭ ‬والمكساج،‭ ‬فيما‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬التصوير‭ ‬أحمد‭ ‬بوجيري‭ ‬وأشرف‭ ‬على‭ ‬الإضاءة‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬الرميحي‭ ‬ونور‭ ‬رضا‭ ‬واشتغل‭ ‬على‭ ‬الصوت‭ ‬يوسف‭ ‬الجفن‭. ‬وشهد‭ ‬استوديو‭ ‬آن‭ ‬فوكس‭ ‬عمليات‭ ‬المونتاج‭ ‬وإنتاج‭ ‬المؤثرات‭ ‬البصرية‭ ‬التي‭ ‬صممها‭ ‬محمد‭ ‬سالم،‭ ‬كما‭ ‬عمل‭ ‬حسين‭ ‬الرفاعي‭ ‬في‭ ‬فريق‭ ‬الفيلم‭ ‬منتجا‭ ‬إداريا‭.‬