تسبب بإجراء عمليات طارئة لها باللثة وكادت تخسر أسنانها

إيقاف طبيب أسنان 6 أشهر فشل بتقويم الأسنان لمريضته

| عباس إبراهيم

قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬المدنية‭ ‬الأولى‭ (‬الدائرة‭ ‬الإدارية‭) ‬برفض‭ ‬دعوى‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تقدم‭ ‬بها‭ ‬طبيب‭ ‬مختصما‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭ (‬NHRA‭)‬،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬أصدرت‭ ‬قرارا‭ ‬بوقفه‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬شهور،‭ ‬بعدما‭ ‬تسبب‭ ‬بمضاعفات‭ ‬لإحدى‭ ‬مرضاه‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬ترغب‭ ‬بتركيب‭ ‬تقويم‭ ‬لأسنانها،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬لإجراء‭ ‬عمليات‭ ‬طارئة‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬اللثة‭ ‬بسبب‭ ‬احتمالية‭ ‬فقدانها‭ ‬الأسنان‭ ‬وعلاج‭ ‬الأعصاب‭ ‬الخاصة‭ ‬بها،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأنه‭ ‬ثبت‭ ‬فشله‭ ‬في‭ ‬معالجتها‭ ‬بالطريقة‭ ‬السليمة‭ ‬وأن‭ ‬فترة‭ ‬العلاج‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬اللازم‭ ‬والتي‭ ‬انتهت‭ ‬بالفشل‭ ‬في‭ ‬معالجتها،‭ ‬ألزمت‭ ‬المدعي‭ ‬بالمصروفات‭.‬

وتتمثل‭ ‬وقائع‭ ‬الدعوى‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الطبيب‭ ‬المدعي‭ ‬تقدم‭ ‬بدعواه‭ ‬للمطالبة‭ ‬بإلغاء‭ ‬القرار‭ ‬التأديبي‭ ‬بوقفه‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬شهور،‭ ‬والصادر‭ ‬من‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭ (‬NHRA‭)‬،‭ ‬أو‭ ‬تعديل‭ ‬الجزاء‭ ‬التأديبي‭ ‬والاكتفاء‭ ‬بتوقيع‭ ‬جزاء‭ ‬الإنذار‭ ‬بحقه‭.‬

وأوضح‭ ‬المدعي‭ ‬أنه‭ ‬طبيب‭ ‬أسنان‭ ‬متخصص‭ ‬في‭ ‬تقويم‭ ‬الأسنان،‭ ‬وأن‭ ‬إحدى‭ ‬مريضاته‭ ‬تقدمت‭ ‬بشكوى‭ ‬ضده،‭ ‬زعما‭ ‬منها‭ ‬أنه‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬أسنانها‭ ‬وسبب‭ ‬لها‭ ‬أضرارا،‭ ‬فتمت‭ ‬إحالته‭ ‬إلى‭ ‬اللجنة‭ ‬التأديبية‭ ‬للتحقيق‭ ‬معه‭ ‬فيما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬مخالفات،‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬طول‭ ‬فترة‭ ‬العلاج‭ ‬وعدم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬النتيجة‭ ‬المطلوبة‭ ‬واحتياج‭ ‬المريضة‭ ‬إلى‭ ‬عمليات‭ ‬لثوية‭ ‬واحتمال‭ ‬فقدان‭ ‬الأسنان‭ ‬واحتياج‭ ‬لعلاج‭ ‬العصب،‭ ‬وقد‭ ‬صدر‭ ‬ضده‭ ‬القرار‭ ‬التأديبي‭ ‬بوقفه‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬أشهر‭.‬

وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬تظلم‭ ‬من‭ ‬القرار،‭ ‬على‭ ‬سند‭ ‬أنه‭ ‬مخالف‭ ‬للقانون،‭ ‬مدعيا‭ ‬أنه‭ ‬تجاهل‭ ‬موافقة‭ ‬المريضة‭ ‬على‭ ‬خطة‭ ‬العلاج‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تبصيرها‭ ‬بها،‭ ‬وأن‭ ‬المريضة‭ ‬تركت‭ ‬عيادته‭ ‬وتوجهت‭ ‬إلى‭ ‬طبيب‭ ‬آخر‭ ‬وأزالت‭ ‬التقويم‭.‬

من‭ ‬جهتها،‭ ‬قالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إن‭ ‬الثابت‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬الدعوى‭ ‬أن‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية،‭ ‬أصدرت‭ ‬قرارها‭ ‬بإحالة‭ ‬المدعي‭ ‬إلى‭ ‬اللجنة‭ ‬التأديبية‭ ‬للمرخص‭ ‬لهم‭ ‬بمزاولة‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬البشري‭ ‬وطب‭ ‬الأسنان‭ ‬للتحقيق‭ ‬معه‭ ‬فيما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬مخالفات‭ ‬لمقتضيات‭ ‬وأصول‭ ‬وأحكام‭ ‬المهنة‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬تقييم‭ ‬وتقدير‭ ‬صعوبة‭ ‬الحالة‭ ‬بصورة‭ ‬صحيحة،‭ ‬كما‭ ‬فشل‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المضاعفات‭ ‬مما‭ ‬ترتب‭ ‬عليه‭ ‬طول‭ ‬فترة‭ ‬العلاج‭ ‬وعدم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬النتيجة‭ ‬المطلوبة‭ ‬وانحسار‭ ‬اللثة‭ ‬في‭ ‬الأسنان‭ ‬السفلية‭ ‬واحتياج‭ ‬المريضة‭ ‬إلى‭ ‬عمليات‭ ‬لثوية‭ ‬ووجود‭ ‬احتمالية‭ ‬لفقدان‭ ‬الأسنان‭ ‬واحتياج‭ ‬لعلاج‭ ‬العصب‭.‬

وبينت‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬التأديبية‭ ‬وبالاطلاع‭ ‬على‭ ‬السجل‭ ‬الطبي‭ ‬الخاص‭ ‬بالمريضة‭ ‬محررة‭ ‬الشكوى،‭ ‬واستدعاء‭ ‬المدعي‭ ‬وسؤاله‭ ‬عن‭ ‬المخالفات‭ ‬المنسوبة‭ ‬إليه‭ ‬وتحقيق‭ ‬دفاعه‭ ‬انتهت‭ ‬بإجماع‭ ‬أصوات‭ ‬أعضائها‭ ‬إلى‭ ‬ثبوت‭ ‬المخالفات‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المدعي‭ ‬وقررت‭ ‬إيقافه‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬أشهر،‭ ‬وإذ‭ ‬تظلم‭ ‬المدعي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القرار،‭ ‬وصدر‭ ‬قرار‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للصحة‭ ‬بتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬التظلم‭ ‬المرفوع‭ ‬من‭ ‬المدعي‭ ‬برئاسة‭ ‬استشاري‭ ‬تركيب‭ ‬أسنان،‭ ‬وعضوية‭ ‬استشاريين‭ ‬طب‭ ‬وعصب‭ ‬وعلاج‭ ‬لثة‭ ‬الأسنان،‭ ‬والذين‭ ‬انتهوا‭ ‬وبإجماع‭ ‬أعضائها‭ ‬إلى‭ ‬تأييد‭ ‬القرار‭ ‬الصادر‭ ‬من‭ ‬اللجنة‭ ‬التأديبية‭ ‬للمرخص‭ ‬لهم‭ ‬بمزاولة‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬البشري‭ ‬وطب‭ ‬الأسنان‭ ‬بإيقاف‭ ‬المدعي‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬لمدة‭ ‬6‭ ‬أشهر‭.‬

ولفتت‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬قرر‭ ‬بأن‭ ‬اللجنة‭ ‬التأديبية‭ ‬للمرخص‭ ‬لهم‭ ‬بمزاولة‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬البشري‭ ‬وطب‭ ‬الأسنان‭ ‬هي‭ ‬الجهة‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬خولها‭ ‬المشرع‭ ‬سلطة‭ ‬تقرير‭ ‬الأخطاء‭ ‬المهنية‭ ‬للمرخص‭ ‬لهم،‭ ‬ولا‭ ‬معقب‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬القضاء‭ ‬في‭ ‬ممارستها‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬لم‭ ‬تسئ‭ ‬استعمالها‭ ‬ولم‭ ‬تنحرف‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬إذ‭ ‬خلت‭ ‬الأوراق‭ ‬مما‭ ‬يفيد‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬قد‭ ‬أساءت‭ ‬استعمال‭ ‬سلطتها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬