استولى وآخرون على قيمة مصوغات ببطاقات مزورة

عدم جواز نظر استئناف حكم نهائي وبات لسابقة الفصل فيه

| عباس إبراهيم

قضت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬برفض‭ ‬استئناف‭ ‬مدان‭ ‬بشراء‭ ‬مصوغات‭ ‬ذهبية‭ ‬باستعمال‭ ‬بطاقات‭ ‬ائتمانية‭ ‬مزورة،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬3‭ ‬آخرين‭ ‬سبق‭ ‬الحكم‭ ‬عليهم،‭ ‬وحكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬بعدم‭ ‬جواز‭ ‬نظر‭ ‬الطعن‭ ‬بالاستئناف‭ ‬الخاص‭ ‬بالمستأنف‭.‬

‭ ‬وذلك‭ ‬لأنه‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬تم‭ ‬الحكم‭ ‬عليه‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬المدانين‭ ‬برفض‭ ‬استئنافاتهم‭ ‬وتأييد‭ ‬الحكم‭ ‬بحقهم،‭ ‬ولأن‭ ‬الأوراق‭ ‬خلت‭ ‬من‭ ‬ثمة‭ ‬أدلة‭ ‬جديدة‭ ‬أو‭ ‬ظروف‭ ‬جديدة‭ ‬أو‭ ‬تغيير‭ ‬للوصف‭ ‬القانوني‭ ‬للجريمة؛‭ ‬لذا‭ ‬فإنه‭ ‬طبقا‭ ‬لنصوص‭ ‬القانون،‭ ‬فلا‭ ‬يجوز‭ ‬الطعن‭ ‬بالاستئناف‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬ويمتنع‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬تبحث‭ ‬في‭ ‬حكم‭ ‬يمس‭ ‬حجيته؛‭ ‬لأنه‭ ‬أصبح‭ ‬نهائيا‭ ‬وباتا‭ ‬وحائزا‭ ‬لحجية‭ ‬الشيء‭ ‬المحكوم‭ ‬فيه‭. ‬وكانت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬قضت‭ ‬بمعاقبة‭ ‬المتهمين‭ ‬الأربعة‭ ‬الوافدين‭ ‬وبينهم‭ ‬مواطن،‭ ‬وتتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬21‭ ‬و32‭ ‬عاما؛‭ ‬وذلك‭ ‬بسجن‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬لمدة‭ ‬5‭ ‬سنوات،‭ ‬وبإبعاد‭ ‬المستأنف‭ ‬واثنين‭ ‬آخرين‭ ‬نهائيا‭ ‬عن‭ ‬البلاد‭ ‬بعد‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة‭ ‬وبمصادرة‭ ‬البطاقات‭ ‬المزورة‭. ‬وذكرت‭ ‬أن‭ ‬تفاصيل‭ ‬الواقعة‭ ‬تتحصل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬اتفق‭ ‬مع‭ ‬آخر‭ ‬مجهول‭ ‬بأن‭ ‬يقوم‭ ‬المتهم‭ ‬بتزويد‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬ببطاقات‭ ‬خاصة‭ ‬به‭ ‬وبشقيقه‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬رصيد‭ ‬وبعضها‭ ‬منتهي‭ ‬الصلاحية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعيدها‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬صالحة‭ ‬للاستعمال‭ ‬لشراء‭ ‬مصوغات‭ ‬ذهبية‭ ‬وإعادة‭ ‬بيعها‭ ‬وتوزيع‭ ‬المبالغ‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭. ‬وبالفعل‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬استلم‭ ‬المتهم‭ ‬تلك‭ ‬البطاقات‭ ‬المزورة‭ ‬استعان‭ ‬بباقي‭ ‬المتهمين‭ ‬لتنفيذ‭ ‬ذلك،‭ ‬وبعد‭ ‬موافقة‭ ‬المتهمين‭ ‬توجهوا‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬المحلات‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬واشتروا‭ ‬مصوغات‭ ‬ذهبية‭ ‬منه‭ ‬بمبلغ‭ ‬3600‭ ‬دينار،‭ ‬ثم‭ ‬قاموا‭ ‬بإعادة‭ ‬بيعها‭ ‬بمبلغ‭ ‬2900‭ ‬دينار،‭ ‬وبعدها‭ ‬بفترة‭ ‬عاودوا‭ ‬الأفعال‭ ‬ذاتها‭ ‬بمحل‭ ‬آخر،‭ ‬اشتروا‭ ‬منه‭ ‬مصوغات‭ ‬ذهبية‭ ‬بقيمة‭ ‬4250‭ ‬دينار‭ ‬وأعادوا‭ ‬بيعها‭ ‬بمبلغ‭ ‬أقل‭.‬

وفي‭ ‬يوم‭ ‬16‭ ‬يوليو‭ ‬2014‭ ‬توجهوا‭ ‬إلى‭ ‬محل‭ ‬مجوهرات،‭ ‬وكان‭ ‬صاحب‭ ‬المحل‭ ‬موجودا‭ ‬فيه‭ ‬والتقى‭ ‬المتهمين‭ ‬الذين‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬حضروا‭ ‬إلى‭ ‬محله‭ ‬واستخدموا‭ ‬إحدى‭ ‬البطاقات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عملية‭ ‬السحب‭ ‬لم‭ ‬تتم،‭ ‬وأعادوا‭ ‬المحاولة‭ ‬باستخدام‭ ‬بطاقة‭ ‬أخرى‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية،‭ ‬فقام‭ ‬بإبلاغ‭ ‬الجهات‭ ‬المصرفية‭ ‬والشرطة،‭ ‬فتم‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المتهمين‭ ‬متلبسين‭.‬

واعترف‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬“مساعد‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬لشركة‭ ‬تنظيفات”‭ ‬أنه‭ ‬حضر‭ ‬للمملكة‭ ‬قبل‭ ‬4‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬الواقعة،‭ ‬وخلال‭ ‬حديثه‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬معارفه‭ ‬من‭ ‬جنسيته‭ ‬عرفه‭ ‬على‭ ‬شخص‭ ‬أجنبي‭ - ‬مجهول‭ ‬ويعيش‭ ‬في‭ ‬بلاده‭ - ‬حيث‭ ‬طلب‭ ‬الأخير‭ ‬منه‭ ‬بطاقات‭ ‬ائتمانية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬رصيد‭ ‬أو‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية،‭ ‬فسلمه‭ ‬بطاقته‭ ‬الخاصة‭ ‬بأحد‭ ‬البنوك‭ ‬في‭ ‬بلاده‭ ‬وكذلك‭ ‬بطاقة‭ ‬شقيقه؛‭ ‬بهدف‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬مصوغات‭ ‬ذهبية‭ ‬وإعادة‭ ‬بيعها‭ ‬مقابل‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬عمولة‭ ‬80‭ ‬دينارا‭ ‬هو‭ ‬ومن‭ ‬معه،‭ ‬وبالفعل‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬عمولته‭ ‬ووزع‭ ‬باقي‭ ‬المبلغ‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬المتهمين‭ ‬وأرسل‭ ‬الباقي‭ ‬إلى‭ ‬الشخص‭ ‬المجهول‭ ‬في‭ ‬بلاده‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬إحدى‭ ‬شركات‭ ‬تحويل‭ ‬الأموال‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬المرة‭ ‬الثانية‭ ‬زاد‭ ‬الشخص‭ ‬المجهول‭ ‬عمولتهم‭ ‬إلى‭ ‬120‭ ‬دينارا،‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬وفي‭ ‬المرة‭ ‬الثالثة‭ ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشرطة‭.‬

وكانت‭ ‬وجهت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬للمدانين‭ ‬أنهم‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬يوليو‭ ‬2014،‭ ‬أولا‭: ‬استعملوا‭ ‬تواقيع‭ ‬إلكترونية‭ ‬للغير،‭ ‬وهي‭ ‬البطاقات‭ ‬الائتمانية‭ ‬المبينة‭ ‬الوصف‭ ‬والمرفقة‭ ‬بالأوراق‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬لغرض‭ ‬احتيالي،‭ ‬ثانيا‭: ‬توصلوا‭ ‬إلى‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬المبالغ‭ ‬النقدية‭ ‬والمملوكة‭ ‬للغير،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬بالاستعانة‭ ‬بطرق‭ ‬احتيالية‭ ‬بأن‭ ‬استعملوا‭ ‬البطاقات‭ ‬الائتمانية‭ ‬المزورة‭ ‬محل‭ ‬التهمة‭ ‬الأولى‭.‬