كشف الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران وانتهاج خطاب التسامح

إنجاز دولي جديد.. الخارجية الأميركية تشيد بجهود البحرين في مكافحة الإرهاب

| المنامة - بنا

جاء‭ ‬تقرير‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬عن‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والصادر‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬الجاري،‭ ‬بمثابة‭ ‬شهادة‭ ‬دولية،‭ ‬وإنجاز‭ ‬جديد‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬أكد‭ ‬التقرير‭ ‬النجاح‭ ‬اللافت‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬جهودها‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتجفيف‭ ‬مصادر‭ ‬تمويله،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تزايد‭ ‬المخاطر‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والتصدي‭ ‬لتمويل‭ ‬الأنشطة‭ ‬الإرهابية‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬استعراضه‭ ‬لهذه‭ ‬النجاحات،‭ ‬أشار‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬2018‭ ‬حققت‭ ‬مكاسب‭ ‬حقيقية‭ ‬في‭ ‬اكتشاف‭ ‬واحتواء‭ ‬التهديدات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬خارجية،‭ ‬منوها‭ ‬بالنجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬كشف‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬المدعومة‭ ‬إيرانيًّا‭ ‬أمام‭ ‬العالم،‭ ‬وتبدى‭ ‬ذلك‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2018‭ ‬لسرايا‭ ‬الأشتر‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬الإرهابية‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬إيران،‭ ‬على‭ ‬قوائم‭ ‬الإرهاب‭ ‬الأميركية‭.‬

‭ ‬وأوضح‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬تنظيم‭ ‬“سرايا‭ ‬الأشتر”‭ ‬أعلن‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬شعاره‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬يتشابه‭ ‬مع‭ ‬شعار‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬صلة‭ ‬هذا‭ ‬التنظيم‭ ‬الوثيقة‭ ‬بالحرس‭ ‬الثوري‭ ‬المصنف‭ ‬إرهابيًّا‭.‬

‭ ‬ودلّل‭ ‬التقرير‭ ‬على‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬المملكة،‭ ‬بالتراجع‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬الإرهاب‭ ‬ضد‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬المملكة،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يسجل‭ ‬العام‭ ‬2018‭ ‬وقوع‭ ‬أي‭ ‬هجمات‭ ‬إرهابية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬بفضل‭ ‬جهود‭ ‬الحكومة‭ ‬ويقظة‭ ‬رجال‭ ‬الأمن،‭ ‬كما‭ ‬جرت‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭ ‬أواخر‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬والطمأنينة‭.‬

‭ ‬وأشاد‭ ‬التقرير‭ ‬بخطاب‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬الذي‭ ‬تنتهجه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والذي‭ ‬يساعد‭ ‬من‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الخطاب‭ ‬الطائفي،‭ ‬مثمّنًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭ ‬تدشين‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬الماضي‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الانتماء‭ ‬الوطني‭ ‬وترسيخ‭ ‬قيم‭ ‬المواطنة‭ ‬‮«‬بحريننا‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية،‭ ‬وكذا‭ ‬مبادرات‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬التي‭ ‬تبنتها‭ ‬الوزارة‭.‬

‭ ‬وأكد‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬واصلت‭ ‬جهودها‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬لمكافحة‭ ‬العنف‭ ‬والتطرف،‭ ‬وفقًا‭ ‬لمبادئ‭ ‬“خطة‭ ‬عمل‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬منع‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف”،‭ ‬منوّهًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬بقانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬سريانه‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬كآلية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تخفيف‭ ‬العقوبات‭ ‬القاسية‭ ‬على‭ ‬الجرائم‭ ‬البسيطة‭ ‬وسيكون‭ ‬وسيلة‭ ‬فعالة‭ ‬لتقليل‭ ‬العنف،‭ ‬كما‭ ‬تطرق‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬الحكومة،‭ ‬ومنها‭ ‬استحداث‭ ‬شرطة‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع،‭ ‬منوها‭ ‬بأهميتها‭ ‬والدور‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬التعاون‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬أورد‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭ ‬لإعادة‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬بقيادة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬كما‭ ‬تؤدي‭ ‬البحرين‭ ‬دورها‭ ‬كعضو‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬ومنظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وشاركت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬2018‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬كما‭ ‬دعمت‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ (‬2231‭) ‬في‭ ‬وقف‭ ‬خطر‭ ‬إيران‭ ‬النووي‭.‬

‭ ‬وأثنى‭ ‬التقرير‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬الدولي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عضويتها‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬العمل‭ ‬المالي‭ ‬لمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬لمكافحة‭ ‬غسل‭ ‬الأموال‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب‭ (‬مينافاتف‭)‬،‭ ‬ووحدتها‭ ‬المالية‭ ‬المعنية‭ ‬بمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وغسل‭ ‬الأموال‭ ‬فالبحرين‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ (‬إيغمونت‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬“مركز‭ ‬استهداف‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب”‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬عضويتها‭ ‬في‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬ضد‭ ‬“داعش”،‭ ‬تشارك‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬مناهضة‭ ‬“داعش”‭ ‬الخاص‭ ‬بمجموعة‭ ‬“إيغمونت”‭ ‬لوحدات‭ ‬الاستخبارات‭ ‬المالية،‭ ‬وقامت‭ (‬مينافاتف‭)‬،‭ ‬ومجموعة‭ ‬العمل‭ ‬المالي‭ (‬فاتف‭) ‬بالاشتراك‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬التقييم‭ ‬المشترك‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬يونيو،‭ ‬وتضمن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التوصيات‭ ‬لتعزيز‭ ‬أنظمة‭ ‬مكافحة‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب‭ ‬وغسل‭ ‬الأموال‭.‬

‭  ‬وتناول‭ ‬التقرير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬تعزيز‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بنيتها‭ ‬القانونية‭ ‬لمكافحة‭ ‬تمويل‭ ‬الإرهاب،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مواءمة‭ ‬التشريعات‭ ‬الوطنية‭ ‬للتشريعات‭ ‬الدولية،‭ ‬حيث‭ ‬يسمح‭ ‬القانون‭ ‬بتجميد‭ ‬الأصول‭ ‬المالية‭ ‬المشبوهة،‭ ‬كما‭ ‬تلزم‭ ‬الحكومة‭ ‬المنظمات‭ ‬غير‭ ‬الربحية‭ ‬بتقديم‭ ‬تقارير‭ ‬عن‭ ‬المعاملات‭ ‬المشبوهة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تنظيم‭ ‬ومراقبة‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات؛‭ ‬لتحول‭ ‬دون‭ ‬إساءة‭ ‬الاستخدام‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وتقوم‭ ‬الحكومة،‭ ‬بتوزيع‭ ‬قوائم‭ ‬العقوبات‭ ‬المالية‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بموجب‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬على‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭.‬

‭ ‬إن‭ ‬الإشادات‭ ‬السابقة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬التقارير‭ ‬تخصصًا‭ ‬عن‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الدولي،‭ ‬فخر‭ ‬للمملكة‭ ‬وأبنائها‭ ‬وإنجاز‭ ‬دولي‭ ‬يشار‭ ‬له‭ ‬بالبنان،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنه‭ ‬جاء‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬تقرير‭ ‬عالمي‭ ‬رصين‭ ‬آخر،‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية‭ ‬وهو‭ ‬تقرير‭ ‬التنافسية‭ ‬العالمي‭ ‬لعام‭ ‬2019،‭ - ‬وهو‭ ‬تقرير‭ ‬مشهود‭ ‬له‭ ‬بالنزاهة‭ ‬إذ‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬منهجية‭ ‬تدمج‭ ‬أحدث‭ ‬الإحصاءات‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والدراسات‭ ‬الاستقصائية،‭ ‬ويعتمد‭ ‬في‭ ‬70‭ % ‬منه‭ ‬على‭ ‬البيانات‭ ‬الإحصائية‭ ‬و30‭ % ‬على‭ ‬الاستبيانات‭- ‬والذي‭ ‬كشف‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المرتبة‭ ‬الرابعة‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬الأمن‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬141‭ ‬دولة،‭ ‬والمركز‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الجرائم‭ ‬المنظمة،‭ ‬والخامس‭ ‬في‭ ‬جدارة‭ ‬خدمات‭ ‬الشرطة‭ ‬والتاسع‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬القتل‭.‬

‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬وتحققها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نتيجة‭ ‬طبيعية‭ ‬لجهود‭ ‬جبارة‭ ‬وخطط‭ ‬وبرامج‭ ‬تم‭ ‬الإعداد‭ ‬لها‭ ‬بعناية‭ ‬ودقة‭ ‬فائقة‭ ‬وبحرفية‭ ‬عالية‭ ‬تطبق‭ ‬وفق‭ ‬أجندة‭ ‬مدروسة‭ ‬جيدًا‭ ‬ينفذها‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لحفظ‭ ‬أمن‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن‭.‬

‭ ‬إن‭ ‬النجاح‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬المملكة،‭ ‬تأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المنظومة‭ ‬الأمنية‭ ‬تسير‭ ‬بخطى‭ ‬ثابتة‭ ‬نحو‭ ‬التطور‭ ‬والعالمية‭ ‬ومواكبة‭ ‬التطورات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الجرائم‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكالها،‭ ‬وتعمل‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬في‭ ‬استغلال‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬وتوظيفها‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الأمني‭. ‬ومن‭ ‬حسن‭ ‬الطالع‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الدولي‭ ‬يأتي‭ ‬متزامنًا‭ ‬مع‭ ‬استعدادات‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬للاحتفال‭ ‬بمئوية‭ ‬الشرطة،‭ ‬حيث‭ ‬انطلق‭ ‬العمل‭ ‬الشرطي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬عام‭ ‬1919،‭ ‬لتبقى‭ ‬المملكة‭ ‬واحة‭ ‬للأمن‭ ‬والأمان‭ ‬والاستقرار،‭ ‬في‭ ‬محيط‭ ‬يشهد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭.‬