قلة استخدام الإنترنت في المدارس وانخفاض أعداد خريجي العلوم

تقرير لـ“اليونسكو”: جهوزية البحرين لاقتصاد المعرفة.. متدنية

| سيدعلي المحافظة

صنّفت‭ ‬إحصائية‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬معهد‭ ‬اليونسكو‭ ‬للإحصاء‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ضمن‭ ‬البلدان‭ ‬ذات‭ ‬الجهوزية‭ ‬المتدنية‭ ‬لاقتصاد‭ ‬المعرفة‭. ‬واعتمدت‭ ‬الإحصائية‭ ‬في‭ ‬تقييمها‭ ‬للجهوزية‭ ‬على‭ ‬مؤشرين‭ ‬أساسيين‭ ‬وهما‭ ‬مؤشر‭ ‬درجة‭ ‬استخدام‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬المدارس،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مؤشر‭ ‬نسبة‭ ‬خريجي‭ ‬التخصصات‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭.   ‬وبلغت‭ ‬درجة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬معدل‭ ‬5‭.‬2‭ % ‬متقدمة‭ ‬بذلك‭ ‬على‭ ‬ثلاث‭ ‬دول‭ ‬خليجية‭ ‬وهي‭ ‬الكويت‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭.  ‬يأتي‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬بلغت‭ ‬حلت‭ ‬فيه‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الرابعة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬خريجي‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬7‭.‬64‭ %‬،‭ ‬متقدمة‭ ‬على‭ ‬دولتي‭ ‬الكويت‭ ‬وقطر‭. ‬ويعد‭ ‬اقتصاد‭ ‬المعرفة‭ ‬الذي‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬البشري‭ ‬والذكاء‭ ‬والإبداع‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬وطرق‭ ‬إدارة‭ ‬المعرفة،‭ ‬أحد‭ ‬روافد‭ ‬التقدم‭ ‬للبلدان‭.‬

‭ ‬وتتحقق‭ ‬جهوزية‭ ‬الدول‭ ‬لاقتصاد‭ ‬المعرفة‭ ‬بتوفير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المتخصصة‭ ‬والمواكبة‭ ‬للتطور‭ ‬التكنولوجي‭ ‬والمعلوماتي،‭ ‬وتوفير‭ ‬الإمكانات‭ ‬والطاقات‭ ‬البشرية‭ ‬ذات‭ ‬المهارة‭ ‬والكفاءة‭ ‬العالية‭ ‬والقادرة‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬والتجديد،‭ ‬وبالتالي‭ ‬تقليص‭ ‬الفجوة‭ ‬الرقمية‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭. ‬وتعتبر‭ ‬درجة‭ ‬استخدام‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬البوابة‭ ‬الأولى‭ ‬للانفتاح‭ ‬على‭ ‬العالم،‭ ‬واكتساب‭ ‬مختلف‭ ‬المعارف‭ ‬والعلوم،‭ ‬والاطلاع‭ ‬على‭ ‬التجارب‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭.‬

وبالرغم‭ ‬من‭ ‬قيام‭ ‬بعض‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬بوضع‭ ‬خطط‭ ‬تطوير‭ ‬وتوظيف‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصال‭ ‬ضمن‭ ‬الأهداف‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬للخطط‭ ‬والسياسات‭ ‬التعليمية‭ ‬التي‭ ‬انتهجتها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬إدماج‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصال‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬التعليمية‭ ‬وطرق‭ ‬التدريس‭ ‬لم‭ ‬يتطور‭ ‬بالقدر‭ ‬الكافي‭. ‬

مستوى‭ ‬الإنفاق

‭ ‬ورغم‭ ‬مستوى‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬المؤشرات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالنفاذ‭ ‬والإنصاف‭ ‬والمردودية‭ ‬وجودة‭ ‬المكتسبات‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬دون‭ ‬المأمول‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدول‭ ‬الأكثر‭ ‬تقدمًا‭.‬

‭ ‬ويدعو‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬إمعان‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬التعليم‭ ‬كخيار‭ ‬تنموي‭ ‬حقيقي،‭ ‬عبر‭ ‬رسم‭ ‬رؤية‭ ‬استشرافية‭ ‬لسياسة‭ ‬تعليمية‭ ‬تطويرية‭ ‬تصبو‭ ‬لتحقيق‭ ‬تنمية‭ ‬مستدامة،‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬مخرجات‭ ‬تتملك‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬الكفايات‭ ‬والمهارات،‭ ‬ويكون‭ ‬لها‭ ‬فرصة‭ ‬للاندماج‭ ‬بنجاح‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمجتمع‭. ‬وحتى‭ ‬تتمكن‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬تعليم‭ ‬جيد،‭ ‬منصف،‭ ‬وشامل،‭ ‬يجب‭ ‬عليها‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬الأداء‭ ‬العام‭ ‬لمنظوماتها‭ ‬التربوية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬تربوية‭ ‬وطنية‭ ‬تنبثق‭ ‬من‭ ‬خيارات‭ ‬مجتمعية‭ ‬واسعة‭.‬

‭ ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬إعداد‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬لتطوير‭ ‬التعليم‭ ‬وتجويده،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬سياسة‭ ‬عامة‭ ‬مندمجة‭ ‬تجعل‭ ‬التعليم‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولوياتها،‭ ‬وتتضمن‭ ‬خطة‭ ‬تنفيذية‭ ‬تكون‭ ‬أهدافها‭ ‬واضحة‭ ‬وقابلة‭ ‬للتنفيذ،‭ ‬وتحتوي‭ ‬على‭ ‬إجراءات‭ ‬مزمنة‭ ‬تحدد‭ ‬فيها‭ ‬المسؤوليات‭ ‬بكل‭ ‬دقة‭ ‬ووضوح‭.‬