غنيم: أبرما العقد رغم علمهما بتعثر الشركة ماليا وقتها

إلزام عضوين بشركة “ذ.م.م” بدفع ديون متعثره من أموالهما الشخصية

| عباس إبراهيم

أفاد‭ ‬المحامي‭ ‬إسلام‭ ‬غنيم‭ ‬بأن‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬المدنية‭ ‬الخامسة‭ ‬أصدرت‭ ‬حكما‭ ‬مميزا‭ ‬ضد‭ ‬عضوين‭ ‬بمجلس‭ ‬إدارة‭ ‬شركة‭ ‬ذات‭ ‬مسؤولية‭ ‬محدودة‭ ‬يلزمهما‭ ‬بدفع‭ ‬الدين‭ ‬المستحق‭ ‬على‭ ‬الشركة‭ ‬من‭ ‬أموالهم‭ ‬الشخصية‭ ‬لمصلحة‭ ‬شركة‭ ‬إنشاءات‭ ‬عقارية‭ ‬معروفة‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬3‭ ‬أبراج‭ ‬لصالحهم،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬الشركات‭ ‬ذات‭ ‬المسؤولية‭ ‬المحدودة‭ ‬لا‭ ‬يلزم‭ ‬فيها‭ ‬الشركاء‭ ‬بأداء‭ ‬ما‭ ‬يترتب‭ ‬على‭ ‬الشركة‭ ‬من‭ ‬ديون‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الغير‭ ‬من‭ ‬أموالهم‭ ‬الشخصية؛‭ ‬لأن‭ ‬الشركة‭ ‬فقط‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تكون‭ ‬مسؤولة‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬شخصية‭ ‬اعتبارية‭ ‬مستقلة‭ ‬عن‭ ‬شخصية‭ ‬وذمة‭ ‬الشركاء‭ ‬فيها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المشرع‭ ‬أدخل‭ ‬تعديلا‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬الشركات‭ ‬ليلزم‭ ‬الشركاء‭ ‬في‭ ‬أموالهم‭ ‬الشخصية‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬محددة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬أصحابها‭ ‬في‭ ‬ترتب‭ ‬تلك‭ ‬الديون‭ ‬عليها‭ ‬مع‭ ‬علمهم‭ ‬بعدم‭ ‬قدرة‭ ‬الشركة‭ ‬على‭ ‬السداد،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬بخطئهم‭ ‬الجسيم‭ ‬أو‭ ‬إهمالهم‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬تطبيق‭ ‬لذلك‭ ‬التعديل،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬أصدرت‭ ‬حكما‭ ‬بإلزام‭ ‬الشركة‭ ‬فقط،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬وباعتباره‭ ‬وكيلا‭ ‬عن‭ ‬الشركة‭ ‬المدعية‭ ‬لم‭ ‬يقبلوا‭ ‬بهذا‭ ‬الحكم‭ ‬وطعنوا‭ ‬عليه‭ ‬بالاستئناف‭ ‬إذ‭ ‬ألغت‭ ‬المحكمة‭ ‬الحكم‭ ‬الابتدائي‭ ‬وألزمت‭ ‬لشركاء‭ ‬في‭ ‬أموالهم‭ ‬الشخصية‭ ‬بالإضافة‭ ‬للشركة‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الديون،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬تطبيقا‭ ‬جديدا‭ ‬لتعديل‭ ‬قانون‭ ‬الشركات‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وقائع‭ ‬الدعوى‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الشركة‭ ‬المستأنفة‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬بيع‭ ‬مواد‭ ‬البناء‭ ‬والمواد‭ ‬الإنشائية‭ ‬المعدنية‭ ‬ومعدات‭ ‬السباكة‭ ‬والتدفئة‭ ‬ولوازمها‭ ‬وبيع‭ ‬وتأجير‭ ‬السقالات‭ ‬للمشروعات‭ ‬العمرانية،‭ ‬والمستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬الأولى‭ ‬شركة‭ ‬ذات‭ ‬مسؤولية‭ ‬محدودة‭ ‬تمارس‭ ‬نشاطها‭ ‬في‭ ‬المقاولات‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدهم‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‭ ‬الشركاء‭ ‬والمخولين‭ ‬بالتوقيع‭ ‬عن‭ ‬الشركة‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭.‬

ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشركة‭ ‬المحكوم‭ ‬لصالحها‭ ‬تعاقدت‭ ‬بتاريخ‭ ‬10‭ ‬مايو‭ ‬2010‭ ‬مع‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬الأولى،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬الأولى‭ ‬بتنفيذ‭ ‬أوامر‭ ‬الشراء‭ ‬عبر‭ ‬تزويد‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬الأولى‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬السقالات‭ ‬بغرض‭ ‬تنفيذها‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬الإنشائية،‭ ‬وهي‭ ‬مشروع‭ ‬بناء‭ ‬متعدد‭ ‬الطوابق‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬السيف‭ ‬المملوك‭ ‬للمستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬الرابعة،‭ ‬ومشروع‭ ‬برج‭ ‬مملوك‭ ‬للمستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬السادسة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬البرج‭ ‬الخاص‭ ‬بالمستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬السابعة،‭ ‬وذلك‭ ‬مقابل‭ ‬مبلغ‭ ‬مالي‭ ‬قدره‭ ‬227189‭ ‬دينارا‭ ‬و300‭ ‬فلس،‭ ‬كما‭ ‬تعاقدت‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬الأولى‭ ‬بواسطة‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدهم‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬السقالات‭ ‬وقوالب‭ ‬الصب‭ ‬من‭ ‬الشركة‭ ‬المستأنفة‭ ‬بقيمة‭ ‬42500‭ ‬دينار‭ ‬و500‭ ‬فلس،‭ ‬وحيث‭ ‬تخلف‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدهم‭ ‬عن‭ ‬سداد‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المبالغ‭ ‬المستحقة‭ ‬الأداء‭ ‬لمصلحة‭ ‬المستأنفة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬حدا‭ ‬بها‭ ‬أن‭ ‬قررت‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬القضاء‭ ‬طالبة‭ ‬إلزام‭ ‬المطلوب‭ ‬ضدهم‭ ‬الأمر‭ ‬بالتضامن‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬المبلغ‭ ‬المذكور‭.‬

فأصدرت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬حكما‭ ‬برفض‭ ‬الدعوى‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المدعى‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬الثاني‭ ‬وحتى‭ ‬الرابعة‭ ‬والمدعى‭ ‬عليهما‭ ‬السادسة‭ ‬والسابعة،‭ ‬وبإلزام‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الأولى‭ ‬بأن‭ ‬تؤدي‭ ‬للمدعية‭ ‬مبلغ‭ ‬وقدره‭ ‬269689‭ ‬دينارا‭ ‬و800‭ ‬فلس‭ ‬والفائدة‭ ‬التأخيرية‭ ‬بواقع‭ ‬3‭ % ‬سنويا‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الاستحقاق‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬مايو‭ ‬2018‭ ‬وحتى‭ ‬السداد‭ ‬التام‭ ‬وتحميلها‭ ‬بالمصاريف‭ ‬و20‭ ‬دينارا‭ ‬مقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭. ‬فلم‭ ‬ترتض‭ ‬المستأنفة‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬وطعنت‭ ‬عليه‭ ‬بالاستئناف‭ ‬الماثل‭ ‬تأسيسا‭ ‬على‭ ‬خطأ‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون،‭ ‬وذلك‭ ‬عندما‭ ‬قضى‭ ‬برفض‭ ‬الدعوى‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدهما‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬نص‭ ‬المادة‭ (‬18‭) ‬مكرر‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬رقم‭ (‬50‭) ‬لسنة‭ ‬2014‭ ‬بتعديل‭ ‬بعض‭ ‬أحكام‭ ‬قانون‭ ‬الشركات‭ ‬التجارية‭ ‬الصادر‭ ‬بالمرسوم‭ ‬بقانون‭ ‬رقم‭ (‬21‭) ‬لسنة‭ ‬2001‭.‬

وبناء‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الدين‭ ‬الذي‭ ‬في‭ ‬ترتب‭ ‬في‭ ‬ذمة‭ ‬الشركة‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬لمصلحة‭ ‬المستأنفة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعهد‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬الثاني‭ ‬تحديدا‭ ‬بصفته‭ ‬الشريك‭ ‬والمخول‭ ‬بالتوقيع‭ ‬عنها،‭ ‬وأقر‭ ‬بخط‭ ‬يده‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رصيدين‭ ‬بمديونية‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬الأولى‭ ‬بمبلغ‭ ‬227189‭ ‬دينارا‭ ‬و300‭ ‬فلس،‭ ‬مقابل‭ ‬تأجير‭ ‬الشركة‭ ‬المستأنفة‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬السقالات‭ ‬المملوكة‭ ‬لها؛‭ ‬بهدف‭ ‬تنفيذ‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬الأولى‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إقرار‭ ‬المستأنف‭ ‬ضده‭ ‬الثاني‭ ‬بمبلغ‭ ‬وقدره‭ ‬42500‭ ‬دينار‭ ‬و500‭ ‬فلس‭ ‬مقابلا‭ ‬ماليا‭ ‬مستحقا‭ ‬للشركة‭ ‬المستأنفة‭ ‬نظير‭ ‬شراء‭ ‬الشركة‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬الأولى‭ ‬لسقالات‭ ‬وقوالب‭ ‬الصب‭.‬

فاعتبرت‭ ‬المحكمة‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدهما‭ ‬مسؤولين‭ ‬في‭ ‬أموالهما‭ ‬الشخصية‭ ‬باعتبارهما‭ ‬الشركاء‭ ‬في‭ ‬الشركة‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬الأولى‭ ‬وقت‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬المستأنفة،‭ ‬والذين‭ ‬تسببوا‭ ‬بإهمالهم‭ ‬وخطئهم‭ ‬الجسيم‭ ‬بترتيب‭ ‬التزامات‭ ‬على‭ ‬الشركة‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬الأولى‭ ‬لمصلحة‭ ‬المستأنفة‭ ‬كونهم‭ ‬كانوا‭ ‬يعلمون‭ ‬وقت‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬المستأنفة‭ ‬بالوضع‭ ‬المالي‭ ‬المتعثر‭ ‬للشركة‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬الأولى‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬رتبوا‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬على‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬الأولى‭ ‬رغم‭ ‬علمهم‭ ‬اليقيني‭ ‬بعدم‭ ‬قدرة‭ ‬الشركة‭ ‬على‭ ‬الوفاء‭ ‬بتلك‭ ‬الالتزامات‭ ‬وهم‭ ‬ما‭ ‬تنعقد‭ ‬معه‭ ‬مسؤوليتهم‭ ‬في‭ ‬المبلغ‭ ‬المحكوم‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬الأولى‭ ‬إعمالا‭ ‬لنص‭ ‬المادة‭ (‬18‭) ‬مكرر‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الشركات‭. ‬فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬الاستئنافية،‭ ‬أولا‭: ‬بقبول‭ ‬الاستئناف‭ ‬شكلا،‭ ‬ثانيا‭: ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬بإلغاء‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬فيما‭ ‬قضى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬رفض‭ ‬إلزام‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدهما‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‭ ‬بالتضامن‭ ‬مع‭ ‬الشركة‭ ‬بأداء‭ ‬المبلغ‭ ‬المقضي‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬والقضاء‭ ‬مجددا‭ ‬بإلزامهما‭ ‬بالتضامن‭ ‬مع‭ ‬المستأنف‭ ‬ضدها‭ ‬الأولى‭ ‬بأداء‭ ‬المبلغ‭ ‬المقضي‭ ‬بها‭ ‬وقدره‭ ‬269689‭ ‬دينارا‭ ‬و800‭ ‬فلس‭ ‬والفائدة‭ ‬التأخيرية‭ ‬3‭ % ‬سنويا‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬الاستحقاق‭ ‬الحاصل‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬مايو‭ ‬2018‭ ‬وحتى‭ ‬السداد‭ ‬التام‭ ‬للمستأنف‭ ‬ورفضت‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬طلبات‭ ‬وألزمتهما‭ ‬بالمناسب‭ ‬من‭ ‬المصاريف‭ ‬عن‭ ‬درجتي‭ ‬التقاضي‭ ‬و30‭ ‬دينارا‭ ‬مقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬