رعاية الأمير خليفة حفزت المستثمرين على اتخاذ البحرين مكانا مفضلا

تحت رعاية سمو رئيس الوزراء... القطاع المصرفي يحتفل برحلة الـ 100 عام

| المنامة - بنا

مئوية‭ ‬قطاع‭ ‬المصارف‭ ‬تشكل‭ ‬حلقة‭ ‬مفصلية‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الحياة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬البحرين إنجازات‭ ‬ومكتسبات‭ ‬عديدة‭ ‬حققها‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬بدعم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك البحرين‭ ‬تغلّبت‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬ودخلت‭ ‬بجدارة‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬المراكز‭ ‬المالية‭ ‬الكبرى

 

‭ ‬مع‭ ‬قرب‭ ‬انطلاق‭ ‬احتفالات‭ ‬جمعية‭ ‬مصارف‭ ‬البحرين‭ ‬بمئوية‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬ستقام‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬القادم‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬بدأت‭ ‬الاستعدادات‭ ‬لتلك‭ ‬الاحتفالية،‭ ‬بما‭ ‬يجسّد‭ ‬الحلقة‭ ‬المفصلية‭ ‬للقطاع‭ ‬المصرفي،‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الحياة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬لكونها‭ ‬تؤرّخ‭ ‬لدخول‭ ‬المملكة‭ ‬بكل‭ ‬جدارة‭ ‬واستحقاق‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬المراكز‭ ‬المالية‭ ‬والمصرفية‭ ‬الكبرى،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استطاع‭ ‬نموذجها‭ ‬التنموي‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافه‭ ‬متغلبًا‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬والصعاب‭. ‬

وحظي‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬باهتمام‭ ‬ودعم‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬فقد‭ ‬حققت‭ ‬البحرين‭ ‬خطوات‭ ‬متميزة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬بما‭ ‬ذلك‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وقطاع‭ ‬المصارف‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬عاملاً‭ ‬أساسيًّا‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬والازدهار،‭ ‬وطالت‭ ‬رعاية‭ ‬سموه‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وحفّزت‭ ‬المستثمرين‭ ‬من‭ ‬كافة‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬البحرين‭ ‬مكانًا‭ ‬مفضّلاً‭ ‬للاستثمار،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬رؤية‭ ‬سموه‭ ‬تمكّنت‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تجتذب‭ ‬كبرى‭ ‬البنوك‭ ‬العالمية،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬رعاية‭ ‬سموه‭ ‬وحرصه‭ ‬الدائم‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬أهم‭ ‬مقومات‭ ‬النجاح‭. ‬

‭ ‬وشهد‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬السبعينات،‭ ‬توجيهات‭ ‬وقرارات‭ ‬حكيمة‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬طفرة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬فعندما‭ ‬تولي‭ ‬سموه‭ ‬رئاسة‭ ‬مؤسسة‭ ‬نقد‭ ‬البحرين،‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬خطط‭ ‬متكاملة‭ ‬لجذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الداعمة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬جهود‭ ‬سموه‭ ‬حفّزت‭ ‬المستثمرين‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬البحرين‭ ‬منطلقًا‭ ‬للعمليات‭ ‬الاستثمارية،‭ ‬وكان‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬القطاعات‭ ‬استفادة‭ ‬حيث‭ ‬نمت‭ ‬أصول‭ ‬وميزانيات‭ ‬البنوك‭ ‬الوطنية‭ ‬وتضاعفت‭ ‬بنسب‭ ‬عالية‭.‬

‭ ‬وتواصل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسي‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬تحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المنجزات‭ ‬والمكتسبات‭ ‬التي‭ ‬يفخر‭ ‬ويعتزّ‭ ‬بها‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إنجازات‭ ‬ومكتسبات‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬بمختلف‭ ‬أنشطته‭ ‬ومكوناته‭.  ‬

‭ ‬ويعود‭ ‬تاريخ‭ ‬انطلاق‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي،‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬عشرينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬عندما‭ ‬تأسس‭ ‬بنك‭ ‬ستاندرد‭ ‬تشارترد‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعرف‭ ‬آنذاك‭ ‬باسم‭ (‬البنك‭ ‬الشرقي‭ ‬المحدود‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬1920،‭ ‬حيث‭ ‬تركز‭ ‬نشاطه‭ ‬في‭ ‬تمويل‭ ‬عمليات‭ ‬التجارة‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬البحرين،‭ ‬وتجار‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬الخليج‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬باعتبار‭ ‬المملكة‭ ‬موطناً‭ ‬للحركة‭ ‬التجارية‭ ‬ومركزاً‭ ‬لربط‭ ‬الخطوط‭ ‬التجارية‭ ‬العالمية‭ ‬بالدول‭ ‬المجاورة‭. ‬

وسجل‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬قصص‭ ‬نجاح‭ ‬شكلت‭ ‬نموذجًا‭ ‬احتذت‭ ‬به‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة،‭ ‬وتطور‭ ‬أداء‭ ‬الصناعة‭ ‬المصرفية‭ ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬تسهم‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬17‭ % ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي،‭ ‬وتحقق‭ ‬نموًّا‭ ‬سنويًّا‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬10‭ %‬،‭ ‬كما‭ ‬عمل‭ ‬نحو‭ ‬14‭.‬093‭ ‬موظف‭ ‬بنسبة‭ ‬بحرنة‭ ‬بلغت‭ ‬66‭ %‬،‭ ‬وبلغة‭ ‬الأرقام‭ ‬أيضًا،‭ ‬تحتضن‭ ‬المملكة‭ ‬حاليًّا‭ ‬382‭ ‬مؤسسة‭ ‬مالية،‭ ‬بمجموع‭ ‬موجودات‭ ‬تقدر‭ ‬بـ192‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬98‭ ‬بنكًا‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬21‭ ‬مصرفًا‭ ‬إسلاميًّا‭. ‬

‭ ‬ونهضت‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬بالقطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬لكي‭ ‬يحقق‭ ‬القطاع‭ ‬إنجازات‭ ‬ومكتسبات‭ ‬متعددة،‭ ‬إذ‭ ‬حل‭ ‬القطاع‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬النسخة‭ ‬الخامسة‭ ‬من‭ ‬تقرير‭ ‬“IFDI”الصادر‭ ‬عن‭ ‬وكالة‭ ‬تومسون‭ ‬رويترز،‭ ‬وجاءت‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬عالميًّا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الإنجازات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬كما‭ ‬حقق‭ ‬المركز‭ ‬الرابع‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬التنافسية‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬لعام‭ ‬2018،‭ ‬كما‭ ‬صنفت‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬عالميًّا‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬التدفقات‭ ‬الدولية‭ ‬الأكثر‭ ‬كثافة‭ ‬في‭ ‬التجارة‭ ‬ورأس‭ ‬المال‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬الترابط‭ ‬العالمي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬شركة‭ ‬“دي‭ ‬اتش‭ ‬ال”،‭ ‬كما‭ ‬صنفت‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الرأسمالية‭ ‬والتصنيفات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬تقارير‭ ‬ممارسة‭ ‬الأعمال‭ ‬التجارية‭ ‬والتنافسية‭ ‬العالمية‭ ‬والتنمية‭ ‬البشرية‭ ‬وجاءت‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬خليجيًّا‭ ‬بمؤشر‭ ‬الرفاهية‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬يحدد‭ ‬مراتب‭ ‬الدول‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والحوكمة‭ ‬وبيئة‭ ‬الأعمال‭ ‬والأمن‭ ‬والسلامة‭ ‬والجودة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ورأس‭ ‬المال‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والذي‭ ‬تعده‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬ذا‭ ‬ليغاتوم‮»‬‭ ‬للأبحاث‭.‬

‭ ‬وجاء‭ ‬اختيار‭ ‬كبرى‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬والبنوك‭ ‬للبحرين‭ ‬مقراً‭ ‬لها‭ ‬نتيجة‭ ‬طبيعية‭ ‬للتطور‭ ‬الحضاري‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬شهدته‭ ‬البحرين‭ ‬عبر‭ ‬العصور،‭ ‬وبروزها‭ ‬كجزيرة‭ ‬استوعبت،‭ ‬ومزجت‭ ‬الحضارات‭ ‬المتعاقبة‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬الزمان،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬مركزًا‭ ‬لتجارة‭ ‬العبور‭ ‬ومرفأ‭ ‬متطورًا‭ ‬لمغاصات‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬الطبيعي‭ ‬وسوقًا‭ ‬رائجًا‭ ‬لتجارته‭ ‬وقد‭ ‬أعقب‭ ‬اكتشاف‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1932‭ ‬إنشاء‭ ‬شركة‭ ‬“بابكو”‭ ‬التي‭ ‬احتضنت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬انتقلت‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬المصرفية‭ ‬وأسهمت‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬تلك‭ ‬الصناعة‭ ‬وتعزيز‭ ‬مكانتها‭ ‬محليًّا‭ ‬وإقليميًّا‭. ‬

ولقد‭ ‬أحدث‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬والمالي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تغيرًا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬أول‭ ‬بنك‭ ‬عالمي‭ ‬مرموق‭ ‬وهو”البنك‭ ‬الشرقى”‭ ‬حيث‭ ‬طال‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬التغيرات،‭ ‬مساهمة‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي،‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الأنظمة‭ ‬والقوانين‭ ‬وتخصيص‭ ‬مكاتب‭ ‬المحاماة‭ ‬والاستشارات‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬تدعم‭ ‬أعمال‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬ومن‭ ‬جانب‭ ‬أخر‭ ‬تطوير‭ ‬شركات‭ ‬التدقيق‭ ‬المالي‭ ‬والإداري‭ ‬واستقطاب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬العالمية‭ ‬لتتخذ‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬مقرًّا‭ ‬لها‭. ‬

‭ ‬وساهم‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬في‭ ‬تنشيط‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬نظرًا‭ ‬لاعتماد‭ ‬الخدمات‭ ‬المصرفية‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الاتصالات‭ ‬السلكية‭ ‬واللاسلكية‭ ‬الداعمة،‭ ‬مما‭ ‬انعكس‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتنشيط‭ ‬حركة‭ ‬الاستثمار،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬جذب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الخارجية‭ ‬وتوطينها‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬لعب‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬دورًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬النظام‭ ‬التعليمي،‭ ‬حيث‭ ‬نتج‭ ‬عن‭ ‬تواجد‭ ‬هذه‭ ‬العدد‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬المصارف‭ ‬والبنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المالية،‭ ‬إنشاء‭ ‬جامعات‭ ‬محلية‭ ‬وعالمية‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬الصيرفة‭ ‬بكل‭ ‬أنواعها‭ ‬والتمويل‭ ‬الاحترافي‭. ‬

‭ ‬ونجح‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬ودعم‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ومختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تمركز‭ ‬مصارف‭ ‬عملاقة‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬توفير‭ ‬التمويلات‭ ‬اللازمة‭ ‬لمشاريع‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬اليابان‭ ‬وشرق‭ ‬آسيا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬وأميركا‭ ‬اللاتينية‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البنوك‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المناطق‭ ‬منذ‭ ‬ثمانينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭. ‬

‭ ‬وساهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬في‭ ‬تفادي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬المالية‭ ‬العالمية،‭ ‬وإلى‭ ‬اعتلاء‭ ‬المملكة‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الرأسمالية‭ ‬والتصنيفات‭ ‬الدولية،‭ ‬وفقًا‭ ‬لما‭ ‬أكدته،‭ ‬تقارير‭ ‬ممارسة‭ ‬الأعمال‭ ‬التجارية‭ ‬والتنافسية‭ ‬والتنمية‭ ‬البشرية‭. ‬

‭ ‬واستطاع‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي،‭ ‬تخفيض‭ ‬العجز‭ ‬بالميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬وغير‭ ‬مباشر،‭ ‬سواء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬قيادته‭ ‬لقروض‭ ‬مصرفية‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬الطاقات‭ ‬الإنتاجية‭ ‬لمصانع‭ ‬عملاقة‭ ‬مثل‭ ‬“ألبا”‭ ‬و”بابكو”‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ضخه‭ ‬لأموال‭ ‬ترتبط‭ ‬بالرسوم‭ ‬والإيجارات‭ ‬وتكاليف‭ ‬الكهرباء‭ ‬والمياه‭ ‬واستخدام‭ ‬الأسواق‭ ‬والمجمعات‭ ‬ودعم‭ ‬حركة‭ ‬المراكز‭ ‬التجارية‭ ‬وغيرها‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬وضعه‭ ‬لخطط‭ ‬مدروسة‭ ‬وبرامج‭ ‬محفزة‭ ‬للمناخ‭ ‬الاستثماري‭ ‬وإطلاقه‭ ‬لمبادرات‭ ‬دعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭. ‬

ودعّم‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬التمويلات‭ ‬اللازمة،‭ ‬لها‭ ‬وتحفزيها‭ ‬على‭ ‬أخذ‭ ‬دورها‭ ‬المحوري‭ ‬كمحرك‭ ‬أساسي،‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬وزيادة‭ ‬الناتج‭ ‬المحلى‭ ‬الإجمالي،‭ ‬كما‭ ‬ساهم‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬مسؤوليته‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬والأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬متمثلة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬قطاعات‭ ‬الصحة‭ ‬والتعليم‭ ‬والعمل‭ ‬الأهلي‭ ‬التطوعي‭ ‬والشرائح‭ ‬الأكثر‭ ‬ضعفًا‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭.‬

والخلاصة،‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬ورؤي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬كافة‭ ‬القطاعات‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بما‭ ‬يعزّز‭ ‬من‭ ‬مكانتها‭ ‬وازدهارها،‭ ‬كما‭ ‬أسهمت‭ ‬جهود‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الأسس‭ ‬المتينة‭ ‬للقطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬البحريني،‭ ‬منذ‭ ‬سبعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قراءة‭ ‬سليمة‭ ‬وواعية‭ ‬للوضع‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬فى‭ ‬المنطقة،‭ ‬واستطاعت‭ ‬البحرين‭ ‬استقطاب‭ ‬بنوك‭ ‬ومؤسسات‭ ‬مالية‭ ‬إقليمية‭ ‬وعالمية‭ ‬عريقة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يشهده‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬المناخ‭ ‬الاستثماري‭ ‬الملائم‭ ‬الذي‭ ‬وفرته‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬والذي‭ ‬يساعد‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬المتنوعة‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬والإبداع‭ ‬لوضع‭ ‬الآليات‭ ‬التمويلية‭ ‬المتطورة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تشريعات‭ ‬وقوانين‭ ‬متطورة‭ ‬ومرنة‭ ‬تحدد‭ ‬وتضمن‭ ‬حقوق‭ ‬الجميع‭ ‬هو‭ ‬الهدف‭ ‬الأسمى‭ ‬الذي‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬والتي‭ ‬تضع‭ ‬ضمان‭ ‬استدامة‭ ‬تنوعها‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬صدارة‭ ‬أولوياتها‭.‬