مهندس توسع “بتلكو” ورقمنة “اتصالكوم”

راشد آل سنان .. من عامل “بدّالة” إلى رئيس تنفيذي

بدأ‭ ‬عامل‭ ‬بدالة‭ ‬بـ‭ ‬“كيبل‭ ‬آند‭ ‬وايرلس”‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬السبعينات درس‭ ‬أسواق‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توسع‭ ‬شركة‭ ‬“بتلكو” مراحله‭ ‬الدراسية‭ ‬شهدت‭ ‬تصنيف‭ ‬الطلبة‭ ‬بين‭ ‬“شطار”‭ ‬و”كسالى” نال‭ ‬شهادة‭ ‬الهندسة‭ ‬الكهربائية‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬البريطانية نفذ‭ ‬تركيب‭ ‬أول‭ ‬بدالة‭ ‬رقمية‭ ‬بالبحرين‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة تركيب‭ ‬نظام‭ ‬“بليب‭ ‬موتورلا”‭ ‬شكل‭ ‬ثورة‭ ‬قبيل‭ ‬انتشار‭ ‬النقال ترأس‭ ‬أول‭ ‬شركة‭ ‬لـ‭ ‬“بتلكو”‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬وساهم‭ ‬بدخول‭ ‬العراق قاد‭ ‬“اتصالكوم”‭ ‬من‭ ‬2005‭ ‬لبر‭ ‬الأمان‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬عاصفة

 

 

على‭ ‬طريقة‭ ‬“خطوة‭ ‬بخطوة”‭ ‬وفي‭ ‬قطاع‭ ‬يتسم‭ ‬بالتخصص‭ ‬الدقيق‭ ‬والحساسية‭ ‬المفرطة،‭ ‬شقّ‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ ‬“اتصالكوم”،‭ ‬راشد‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬طريقه‭ ‬دون‭ ‬توقف‭ ‬بكل‭ ‬ثقة‭ ‬وثبات؛‭ ‬ليبرهن‭ ‬للجميع‭ ‬أن‭ ‬البحريني‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬اقتحام‭ ‬أي‭ ‬قطاع‭ ‬وإثبات‭ ‬جدارته‭ ‬باقتدار‭.‬

فمن‭ ‬فني‭ ‬اتصالات‭ ‬بسيط‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬الاتصالات‭ ‬البريطانية‭ ‬“‭ ‬كيبل‭ ‬آند‭ ‬وايرلس”‭ ‬في‭ ‬سبعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬تدرج‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬ليصبح‭ ‬مهندس‭ ‬الاتصالات‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬“بتلكو”‭ ‬للتوسع‭ ‬خارج‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكلل‭ ‬مسيرته‭ ‬بقيادة‭ ‬شركة‭ ‬الاتصالات‭ ‬“اتصالكوم”‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬عديدة‭ ‬اتسمت‭ ‬بالتغيير‭ ‬والتطوير‭ ‬الكامل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭.‬

 

في‭ ‬بداية‭ ‬حديثه‭ ‬إلى‭ ‬“البلاد”عن‭ ‬مسيرته‭ ‬المهنية،‭ ‬يستعيد‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬ذكرياته‭ ‬في‭ ‬مسقط‭ ‬رأسه‭ ‬بمدينة‭ ‬الحد،‭ ‬بجزيرة‭ ‬المحرق،‭ ‬ومرحلة‭ ‬الدراسة‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب،‭ ‬مدرسة‭ ‬طارق‭ ‬بن‭ ‬زياد‭ ‬ثم‭ ‬الهداية‭ ‬الخليفية‭. ‬ويذكر‭ ‬زملاءه‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬التعليمية،‭ ‬ومنهم‭ ‬المرحوم‭ ‬محمد‭ ‬العامر،‭ ‬والذي‭ ‬شغل‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬هيئة‭ ‬تنظيم‭ ‬الاتصالات،‭ ‬والشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله،‭ ‬ومحمود‭ ‬سيار،‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬أصدقاء‭ ‬الشباب‭. ‬كما‭ ‬يستحضر‭ ‬نظام‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬السبعينات،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬يتسم‭ ‬بالقوة‭. ‬ففي‭ ‬تلك‭ ‬الحقبة‭ ‬وحينما‭ ‬كان‭ ‬بالمرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬فصل‭ ‬الطلبة‭ ‬بين‭ ‬صف‭ ‬“الشطار”‭ ‬وصف‭ ‬“الكسالى”،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬بيئة‭ ‬التعليم‭ ‬تكتنفها‭ ‬المنافسة‭ ‬المحمومة‭ ‬بين‭ ‬الطلاب‭.‬

وقد‭ ‬ساهم‭ ‬التدريب‭ ‬والتحفيز‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يعشق‭ ‬آل‭ ‬سنان،‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات،‭ ‬ليبقى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬كفني‭ ‬متخصص‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬مهندس‭ ‬اتصالات‭ ‬ومدير‭ ‬للتطوير،‭ ‬ليرفض‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬عروض‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬مسيرته‭ ‬المهنية‭.‬

‭ ‬الالتحاق‭ ‬بشركة‭ ‬“كيبل‭ ‬آند‭ ‬وايرلس”

بعد‭ ‬استكماله‭ ‬دراسة‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬التحق‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬بشركة‭ ‬“كيبل‭ ‬آند‭ ‬وايرلس”‭ ‬البريطانية‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1973،‭ ‬حينها‭ ‬كانت‭ ‬الشركة‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تقنيات‭ ‬الاتصالات‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬شركة‭ ‬“هاتف‭ ‬البحرين”‭ ‬عندما‭ ‬لم‭ ‬تظهر‭ ‬بعد‭ ‬شركة‭ ‬“بتلكو”‭ ‬نتيجة‭ ‬اندماج‭ ‬بين‭ ‬الشركتين‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬في‭ ‬الثمانينات‭.‬

وفور‭ ‬انضمامه‭ ‬للشركة‭ ‬البريطانية،‭ ‬انضم‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬إلى‭ ‬دورة‭ ‬تدريبية‭ ‬أقامتها‭ ‬الشركة،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬دراسة‭ ‬كاملة‭ ‬تعادل‭ ‬دراسة‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬إذ‭ ‬درس‭ ‬مختلف‭ ‬المواد‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬العلوم‭ ‬والرياضيات‭ ‬وغيرها‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬وذلك‭ ‬لمدة‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬منها‭ ‬سنتان‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وسنة‭ ‬واحدة‭ ‬تقريبا‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬ويتم‭ ‬بعدها‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الدبلوما،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬شركة‭ ‬“كايبل‭ ‬آند‭ ‬وايرلس”‭ ‬لديها‭  ‬كلية‭ ‬إقليمية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬تدرب‭ ‬فيها‭ ‬مختلف‭ ‬الموظفين‭ ‬لديها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ثم‭ ‬ترسلهم‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة؛‭ ‬لمواصلة‭ ‬دراستهم‭ ‬للدبلوما،‭ ‬والتدريب‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الاختصاصات‭ ‬الدقيقة‭ ‬في‭ ‬الاتصالات‭.‬

وخلال‭ ‬تواجده‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬لم‭ ‬يدخر‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬جهدا‭ ‬في‭ ‬تحصيل‭ ‬العلم‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬الخبرات،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التسجيل‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬الشهادات‭ ‬الاحترافية‭ ‬في‭ ‬هندسة‭ ‬الاتصالات،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬حينها‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬الإلكترونيات‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭.‬

وبعد‭ ‬إنجاز‭ ‬مرحلة‭ ‬الدراسة‭ ‬هذه،‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬البدالات،‭ ‬إذ‭ ‬تلقى‭ ‬التدريب‭ ‬وقتئذ‭ ‬على‭ ‬بدالات‭ ‬“هيتشاي”‭ ‬اليابانية،‭ ‬وكانت‭ ‬عملية‭ ‬الاتصالات‭ ‬تتم‭ ‬بشكل‭ ‬رئيس‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬البدالات‭ ‬التي‭ ‬تتوزع‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬والتي‭ ‬يتم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬ربط‭ ‬الهواتف‭ ‬عند‭ ‬محاولة‭ ‬الاتصال‭ ‬بطريقة‭ ‬آلية،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬البدالات‭ ‬تصدر‭ ‬أصوات‭ ‬التغيير‭ ‬بين‭ ‬المفاتيح‭ ‬بصورة‭ ‬ميكانيكية‭.‬

يقول‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬“أتذكر‭ ‬أن‭ ‬جميع‭ ‬العاملين‭ ‬تقريبا‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬غير‭ ‬بحرينية‭ ‬وبالتحديد‭ ‬من‭ ‬الهند،‭ ‬وكنت‭ ‬البحريني‭ ‬الوحيد‭ ‬بينهم‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬البدالات،‭ ‬وفي‭ ‬البداية‭ ‬خدمت‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬البعيدة‭ ‬نسبيا‭ ‬مثل‭ ‬صدد،‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أداوم‭ ‬لإصلاح‭ ‬أي‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬البدالات”‭.‬

أول‭ ‬بدالة‭ ‬إلكترونية‭ ‬بمهارات‭ ‬بحرينية

ومع‭ ‬العمل‭ ‬المكثف‭ ‬والتدريب،‭ ‬صقل‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬مهاراته‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬والبدالات‭ ‬خصوصا‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تمثل‭ ‬عصب‭ ‬التواصل‭ ‬في‭ ‬حينها،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬وصول‭ ‬أول‭ ‬بدالة‭ ‬إلكترونية‭ ‬للبحرين‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬إنجليزية‭ ‬تسمى‭ ‬“بليسي”،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مكونات‭ ‬مفككة،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1978‭. ‬أشرف‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬على‭ ‬تركيب‭ ‬أجزاء‭ ‬تلك‭ ‬البدالة‭ ‬بالكامل،‭ ‬مستفيدا‭ ‬من‭ ‬التدريب‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬بريطانيا،‭ ‬ليقوم‭ ‬بعد‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الوطن‭ ‬بتدريب‭ ‬فريق‭ ‬كامل‭ (‬من‭ ‬5‭ ‬أشخاص‭) ‬على‭ ‬تركيب‭ ‬البدالات‭ ‬وكانت‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬يقوم‭ ‬فريق‭ ‬بحريني‭ ‬بتركيب‭ ‬بدالة‭ ‬من‭ ‬الألف‭ ‬إلى‭ ‬الياء‭. ‬وقد‭ ‬ساهمت‭ ‬هذه‭ ‬البدالة‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬القدرة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬لخطوط‭ ‬الاتصالات،‭ ‬وتم‭ ‬تركيبها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مواقع‭ ‬البحرين‭ ‬ما‭ ‬طور‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭.‬

وقد‭ ‬عمل‭ ‬الفريق‭ ‬البحريني‭ ‬على‭ ‬تركيب‭ ‬معظم‭ ‬البدالات‭ ‬بعدها‭ ‬من‭ ‬“كاتيل”‭ ‬و”إريكسون”‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الشركات،‭ ‬واستطاع‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬توفير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬النفقات‭ ‬بفضل‭ ‬الخبرة‭.‬

وعندما‭ ‬وصلت‭ ‬أول‭ ‬بدالة‭ ‬رقمية‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬من‭ ‬“ألكاتيل”،‭ ‬زار‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬مقر‭ ‬الشركة‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬وتدرب‭ ‬عليها،‭ ‬وعمل‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬فرنسي‭ ‬لتركيب‭ ‬البدالة‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬“بتلكو”‭ ‬في‭ ‬الماحوز،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬بدالة‭ ‬رقمية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ككل‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1980،‭ ‬وكان‭ ‬البحريني‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬تدرب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬البدالة،‭ ‬ثم‭ ‬قام‭ ‬بتدريب‭ ‬فريق‭ ‬بحريني‭ ‬لاستبدال‭ ‬جميع‭ ‬البدالات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

ومع‭ ‬ترقيه‭ ‬لمنصب‭ ‬مهندس‭ ‬اتصالات‭ ‬في‭ ‬الثمانينات،‭ ‬سافر‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬إلى‭ ‬بريطانيا‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬متخصصة،‭ ‬حيث‭ ‬نال‭ ‬شهادة‭ ‬الهندسة‭ ‬الكهربائية‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬هناك‭ ‬تخلل‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬اتصالات‭ ‬“اس‭ ‬تي‭ ‬سي”‭ ‬البريطانية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬أنظمة‭ ‬الاتصالات،‭ ‬والتي‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬أنظمة‭ ‬اتصالات‭ ‬مثل‭ ‬القطار‭ ‬الإنجليزي،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬1989‭ ‬بعد‭ ‬غربة‭ ‬استمرت‭ ‬نحو‭ ‬5‭ ‬سنوات‭.‬

‭ ‬تولى‭ ‬مسؤولية‭ ‬بدالات‭ ‬“بتلكو”

وبعد‭ ‬العودة‭ ‬من‭ ‬بريطانيا،‭ ‬تولى‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬مسؤولية‭ ‬البدالات‭ ‬في‭ ‬“بتلكو”،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬الهواتف‭ ‬الثابتة‭ ‬هي‭ ‬العصب‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات،‭ ‬قبل‭ ‬الظهور‭ ‬الخجول‭ ‬للموبايل‭ ‬نهاية‭ ‬الثمانينات‭ ‬وبداية‭ ‬التسعينات،‭ ‬فأشرف‭ ‬على‭ ‬مشروعات‭ ‬تطوير‭ ‬الشبكة‭ ‬والانتشار‭ ‬وتغطية‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬سواعد‭ ‬بحرينية،‭ ‬لتصل‭ ‬الخطوط‭  ‬في‭ ‬بداية‭ ‬التسعينات‭ ‬إلى‭ ‬250‭ ‬ألف‭ ‬خط‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬كبير،‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬خصوصا‭ ‬القرى،‭ ‬لا‭ ‬تصلها‭ ‬خطوط‭ ‬الهاتف‭ ‬وقتئذ‭.‬

وقبل‭ ‬بدايات‭ ‬انطلاق‭ ‬الموبايل‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1995‭ ‬بنظام‭ ‬“جي‭ ‬أس‭ ‬أم”‭ ‬أسندت‭ ‬إلى‭ ‬سنان‭ ‬مهمات‭ ‬تطوير‭ ‬الشبكة،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬نظام‭ ‬أجهزة‭ ‬المناداة‭ ‬أو‭ ‬المعروف‭ ‬بـ‭ ‬“البيجر”‭ ‬أو‭ ‬“البليب”،‭ ‬إذ‭ ‬عمل‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬بحريني‭ ‬على‭ ‬تركيب‭ ‬نظام‭ ‬“موتورلا”‭ ‬لأجهزة‭ ‬المناداة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1993‭ ‬تقريبا،‭ ‬والذي‭ ‬شكل‭ ‬ثورة‭ ‬في‭ ‬الاتصالات‭ ‬حينها‭ ‬وكان‭ ‬وسيلة‭ ‬اتصالات‭ ‬أساسية‭ ‬تشابه‭ ‬“الموبايل”‭ ‬حاليا‭.‬

قيادة‭ ‬شركة‭ ‬“أثير”‭ ‬في‭ ‬السعودية

ومع‭ ‬بدء‭ ‬“بتلكو”‭ ‬في‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬التوسع‭ ‬الخارجي،‭ ‬أسندت‭ ‬إلى‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬مهمة‭ ‬تطوير‭ ‬الأعمال‭ ‬وطرق‭ ‬أسواق‭ ‬جديدة،‭ ‬إذ‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬دخول‭ ‬السوق‭ ‬السعودية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رشحه‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬“بتلكو”‭ ‬حينها‭ ‬برئاسة‭ ‬رشيد‭ ‬المعراج‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1998،‭ ‬حيث‭ ‬أعد‭ ‬دراسة‭ ‬عمل‭ ‬عن‭ ‬السوق‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬والكويت‭ ‬والأردن‭ ‬وحتى‭ ‬فلسطين‭ ‬وأفغانستان‭ ‬والمغرب‭ ‬وسوريا‭.‬

وعمل‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬مدير‭ ‬تنفيذي‭ ‬للشركة‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬“بتلكو”‭ ‬وأحد‭ ‬الشركاء‭ ‬السعوديين‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬“أثير”‭ ‬التي‭ ‬أطلقت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1998،‭ ‬والتي‭ ‬دشنت‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬لتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬الانترنت،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الشركات‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬وتقديم‭ ‬الإنترنت‭ ‬وحصلت‭ ‬على‭ ‬جوائز‭ ‬كأفضل‭ ‬مقدم‭ ‬للخدمة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬حينها،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الأجواء‭ ‬كانت‭ ‬تتسم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬بالمنافسة‭ ‬الشديدة‭.‬

ويذكر‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2002‭ ‬حين‭ ‬أعلن‭ ‬عن‭ ‬فتح‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات،‭ ‬وكان‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬مديرا‭ ‬تنفيذيا‭ ‬لـ‭ ‬“أثير”‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬هذا‭ ‬“بتلكو”‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬مصادر‭ ‬إضافية‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬خارجية،‭  ‬فبدأ‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬دراسة‭ ‬السوق‭ ‬العراقية‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬الموافقات‭ ‬لدخول‭ ‬تلك‭ ‬السوق‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬2004،‭ ‬إذ‭ ‬قامت‭ ‬“بتلكو‭ ‬العراق”‭ ‬بتركيب‭ ‬أجهزة‭ ‬اتصالات‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬شريك‭ ‬عراقي،‭ ‬وكانت‭ ‬أول‭ ‬شركة‭ ‬اتصال‭ ‬نقال‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬الرافدين‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬جورج‭ ‬بوش‭ ‬الابن‭ ‬انتهاء‭ ‬الحرب‭.‬

‭ ‬قيادة‭ ‬شركة‭ ‬“اتصالكوم”

وفي‭ ‬جو‭ ‬انفتاح‭ ‬سوق‭ ‬الاتصالات‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2005،‭ ‬غادر‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬“بتلكو”،‭ ‬ليتولى‭ ‬قيادة‭ ‬شركة‭ ‬“اتصالكوم”،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬طفرة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬شركات‭ ‬خدمات‭ ‬الاتصالات،‭ ‬ليفوق‭ ‬عددها‭ ‬40‭ ‬شركة‭ ‬حينها،‭ ‬وغالبيتها‭ ‬تقدم‭ ‬خدمات‭ ‬بطاقات‭ ‬الاتصال،‭ ‬والتي‭ ‬عملت‭ ‬عليها‭ ‬شركة‭ ‬“اتصالكوم”‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬واستطاعت‭ ‬الشركة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الريادة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬وحققت‭ ‬أرباحا‭ ‬“خيالية”‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬عمرها‭. ‬كما‭ ‬أطلقت‭ ‬الشركة‭ ‬خدمة‭ ‬الصوت‭ ‬عبر‭ ‬بروتوكول‭ ‬“الآي‭ ‬بي”،‭ ‬والذي‭ ‬حقق‭ ‬نجاحا‭ ‬واسعا‭ ‬خصوصا‭ ‬للذين‭ ‬يسافرون‭ ‬خارج‭ ‬البحرين،‭ ‬إذ‭ ‬استطاعوا‭ ‬الاتصال‭ ‬واستقبال‭ ‬الاتصالات‭ ‬من‭ ‬الخارج‭ ‬بأسعار‭ ‬محلية،‭ ‬حيث‭ ‬طرحت‭ ‬الشركة‭ ‬أرقام‭ ‬الهواتف‭ ‬الخاصة،‭ ‬والتي‭ ‬تبدأ‭ ‬برقم‭ ‬13‭.‬

واستطاع‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬المرور‭ ‬بالشركة‭ ‬إلى‭ ‬بر‭ ‬الأمان‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنويع‭ ‬الأنشطة،‭ ‬فمع‭ ‬انتهاء‭ ‬سوق‭ ‬بطاقات‭ ‬الاتصال،‭ ‬كان‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬فتح‭ ‬نشاطا‭ ‬آخر‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬خدمات‭ ‬الشركات،‭ ‬إذ‭ ‬حصلت‭ ‬“اتصالكوم”‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬لتشغيل‭ ‬جميع‭ ‬خدمات‭ ‬الاتصالات‭ ‬في‭ ‬برج‭ ‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬التجاري‭ ‬العالمي‭ ‬بالمنامة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2007،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬لدى‭ ‬الشركة‭ ‬اتفاق‭ ‬شراكة‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬الاتصالات‭ ‬الماليزية،‭ ‬وعملت‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬الإمارات‭ ‬والسعودية‭ ‬لتقديم‭ ‬خدمة‭ ‬الاتصالات‭.‬

وفي‭ ‬2009‭ ‬بدأت‭ ‬الشركة‭ ‬تقديم‭ ‬خدمات‭ ‬الإنترنت‭ ‬وتوفير‭ ‬الخطوط‭ ‬للمنازل‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬“بتلكو”‭ ‬حينها،‭ ‬كما‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬الانترنت‭ ‬اللاسلكي‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬“فيفا”‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2011‭.‬

‭ ‬“اتصالكوم”‭ ‬والحوسبة‭ ‬السحابية

في‭ ‬العام‭ ‬2012‭ ‬بدأ‭ ‬آل‭ ‬سنان‭ ‬بقيادة‭ ‬“اتصالكوم”‭ ‬لتكون‭ ‬شركة‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬معلومات‭ ‬واتصالات‭ ‬ICT‭  ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬تقديم‭ ‬خدمات‭ ‬الحوسبة‭ ‬السحابية‭ ‬والبرمجيات‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬“هواوي”‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬توفير‭ ‬التطبيقات‭ ‬وتصميم‭ ‬المواقع‭ ‬والمتاجر‭ ‬الإلكترونية؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دعم‭ ‬عمليات‭ ‬الشركة‭ ‬وتنويع‭ ‬أنشطتها،‭ ‬وعملت‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬مثل‭ ‬تركيب‭ ‬أنظمة‭ ‬“أوراكل”‭ ‬لمستشفى‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬الجامعي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تصميم‭ ‬شبكات‭ ‬“ألياف‭ ‬بصرية”‭ ‬جنوب‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬تقدم‭ ‬الربط‭ ‬لخدمات‭ ‬شبكة‭ ‬بطاقات‭ ‬الائتمان،‭ ‬وتوفير‭ ‬الرسائل‭ ‬النصية‭ ‬القصيرة‭ ‬للبنوك‭ ‬والشركات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خدمات‭ ‬الجملة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭. ‬وفي‭ ‬آخر‭ ‬مستجداتها‭ ‬تقدم‭ ‬الشركة‭ ‬خدمات‭ ‬البدالات‭ ‬وفق‭ ‬تقنية‭ ‬الحوسبة‭ ‬السحابية‭ ‬بتكلفة‭ ‬بسيطة‭ ‬للشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬باستخدام‭ ‬شبكة‭ ‬الأنترنت‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬خطوط‭ ‬هاتف‭ ‬وشبكة‭ ‬معقدة‭.‬