محاضرة بـ “عيسى الثقافي” من منتدى البحرين للكتاب

استعراض “التراث التقليدي لملابس النساء في نجد”

أقام‭ ‬مركز‭ ‬عيسى‭ ‬الثقافي‭ ‬الجلسة‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬منتدى‭ ‬البحرين‭ ‬الكتاب،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬استعراض‭ ‬كتاب‭ ‬“التراث‭ ‬التقليدي‭ ‬لملابس‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬نجد”‭ ‬للباحثة‭ ‬ليلى‭ ‬البسام،‭ ‬وبادرت‭ ‬بتقديمه‭ ‬أروى‭ ‬خميس‭ ‬بأسلوب‭ ‬تحليلي‭ ‬علمي‭ ‬شيق،‭ ‬وأدارت‭ ‬الجلسة‭ ‬ضياء‭ ‬الكعبي،‭ ‬وذلك‭ ‬بحضور‭ ‬مؤلفة‭ ‬الكتاب‭ ‬ونخبة‭ ‬من‭ ‬الباحثين‭ ‬والأدباء‭ ‬والمثقفين‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي

‭ ‬وخاضت‭ ‬أروى‭ ‬خميس‭ ‬في‭ ‬قراءتها‭ ‬في‭ ‬مضامين‭ ‬الكتاب‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬1983م،‭ ‬ونشر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1985م،‭ ‬إذ‭ ‬يعتبر‭ ‬ذا‭ ‬قيمة‭ ‬كبيرة‭ ‬وذلك‭ ‬لندرة‭ ‬المراجع‭ ‬ولتفرد‭ ‬طريقة‭ ‬جمع‭ ‬المعلومات‭ ‬فيه،‭ ‬وقالت‭ ‬“للكتاب‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬نعيش‭ ‬فيها‭ ‬كموثق‭ ‬للملابس‭ ‬والصناعات‭ ‬الفنية،‭ ‬وعنصر‭ ‬تراث‭ ‬مادي‭ ‬لفترة‭ ‬ربما‭ ‬ليس‭ ‬باستطاعتنا‭ ‬الآن‭ ‬توثيق‭ ‬معلومات‭ ‬عنها‭ ‬بهذه‭ ‬الدقة”،‭ ‬وأردفت‭ ‬“خوفًا‭ ‬من‭ ‬ضياع‭ ‬السمات‭ ‬التي‭ ‬تميز‭ ‬مجتمعنا‭ ‬السعودي‭ ‬عن‭ ‬غيره،‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬ننضم‭ ‬إلى‭ ‬ركب‭ ‬الحضارة‭ ‬المادية‭ ‬ونفقد‭ ‬هويتنا‭ ‬المميزة‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬الاهتمام‭ ‬بإحياء‭ ‬تراث‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬الإحياء‭ ‬بالمفهوم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لا‭ ‬بمفهوم‭ ‬التنقيب‭ ‬عن‭ ‬الآثار‭ ‬فقط”‭.‬

‭ ‬واستعرضت‭ ‬القارئة‭ ‬الفصول‭ ‬التي‭ ‬احتواها‭ ‬الكتاب،‭ ‬حيث‭ ‬تطرق‭ ‬الفصل‭ ‬الأول‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬مسميات‭ ‬الملابس‭ ‬وأنواعها،‭ ‬وذكرت‭ ‬منها‭ ‬“المقطع‭ (‬الدراعة‭)‬،‭ ‬الثوب‭ (‬البدن‭- ‬البنيقة‭- ‬الأكمام‭- ‬التخراصة‭- ‬فتحة‭ ‬الرقبة‭)‬،‭ ‬الزبون‭ (‬الدقلة‭)‬”،‭ ‬وتناول‭ ‬الفصل‭ ‬الثاني‭ ‬أنواع‭ ‬الخامات‭ ‬الملبسية‭ ‬وطرق‭ ‬شرائها،‭ ‬أي‭ ‬أنواع‭ ‬الخامات‭ ‬ومصادرها‭ ‬ومسمياتها،‭ ‬وطرق‭ ‬الصباغة‭ ‬وأنواع‭ ‬الصبغات،‭ ‬وشراء‭ ‬الأقمشة،‭ ‬وتوسع‭ ‬الفصل‭ ‬الثالث‭ ‬في‭ ‬طرق‭ ‬التفصيل‭ ‬والخياطة‭ ‬والتشطيبات‭ ‬النهائية،‭ ‬وتحدث‭ ‬الفصل‭ ‬الرابع‭ ‬بصورة‭ ‬مفصل‭ ‬عن‭ ‬أنواع‭ ‬الخيوط‭ ‬والملابس‭ ‬المطرزة‭ ‬والغرز‭ ‬ومسمياتها،‭ ‬والكلف‭ ‬المضافة‭ ‬“السبتة‭ (‬التللي‭)‬،‭ ‬الجوخة‭ (‬تثبت‭ ‬في‭ ‬حجل‭ ‬السروال‭)‬،‭ ‬التفت،‭ ‬التلي‭ ‬أو‭ ‬الغندة،‭ ‬التنتر‭ ‬أو‭ ‬الترتر،‭ ‬الأزرة‭ ‬أو‭ ‬أزارير‭ ‬الفضة”،‭ ‬وفي‭ ‬الفصل‭ ‬الخامس‭ ‬والسادس‭ ‬تم‭ ‬استعراض‭ ‬طرق‭ ‬تنظيف‭ ‬الملابس‭ ‬وطرق‭ ‬إعدادها‭ ‬بعد‭ ‬الغسيل‭ ‬والكي،‭ ‬ومكملات‭ ‬الزي‭ ‬“الأحذية،‭ ‬الجوارب،‭ ‬القفازات”،‭ ‬وصور‭ ‬الفصل‭ ‬الأخير‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬الزي‭ ‬وأساليبه‭ ‬مع‭ ‬تضمين‭ ‬بعض‭ ‬الصور‭ ‬التي‭ ‬تبين‭ ‬للقارئ‭ ‬أشكال‭ ‬الزي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭.‬

‭ ‬يعد‭ ‬الكتاب‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬تفاصيل‭ ‬توثيقًا‭ ‬مهمًّا‭ ‬لملامح‭ ‬التاريخ‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والملامح‭ ‬الفنية‭ ‬والتاريخية‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬مهمة،‭ ‬حيث‭ ‬أجريت‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشهود،‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬عاشوا‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الدراسة‭ ‬والبحث‭ ‬“نجد”،‭ ‬وشهدوا‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬التاريخية‭ ‬“100‭ ‬سنة‭ ‬ماضية”،‭ ‬ومنهم‭ ‬أفراد‭ ‬يذكرون‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬آباؤهم‭ ‬وأجدادهم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬وآخرون‭ ‬لديهم‭ ‬رغبة‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬جمع‭ ‬التراث‭ ‬والمحافظة‭ ‬عليه‭.‬

‭ ‬واستعرضت‭ ‬ضياء‭ ‬الكعبي‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬الجلسة‭ ‬تعريفًا‭ ‬عن‭ ‬سيرة‭ ‬المؤلفة‭ ‬أ‭.‬د‭. ‬ليلى‭ ‬الباسم،‭ ‬حيث‭ ‬قالت‭ ‬بأنها‭ ‬خبيرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التراث،‭ ‬وأستاذة‭ ‬تاريخ‭ ‬الأزياء‭ ‬والمنسوجات‭ ‬التقليدية،‭ ‬وتعمل‭ ‬بقسم‭ ‬تصميم‭ ‬الأزياء‭ ‬بكلية‭ ‬التصاميم‭ ‬والفنون‭ ‬بجامعة‭ ‬الأميرة‭ ‬نورة‭ ‬بنت‭ ‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬بالرياض،‭ ‬حاصلة‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬ومنحة‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬التقديرية‭ ‬للمتميزين‭ ‬في‭ ‬دراسات‭ ‬وبحوث‭ ‬تاريخ‭ ‬الجزيرة‭ ‬العربية‭ ‬لجهودها‭ ‬في‭ ‬توثيق‭ ‬الأزياء‭ ‬التقليدية‭ ‬السعودية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدراسات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الميدانية‭ ‬2012م‭ ‬“المرأة‭ ‬الوحيدة‭ ‬الحاصلة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة”،‭ ‬ومنحت‭ ‬وسام‭ ‬الملك‭ ‬خالد‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الثالثة‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬عام‭ ‬2019م‭ ‬وذلك‭ ‬لتميزها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬خدمة‭ ‬التراث‭ ‬الوطني،‭ ‬وهي‭ ‬نشيطة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البحث‭ ‬العلمي‭ ‬والنشر‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والندوات،‭ ‬وأقامت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬معارض‭ ‬وعروض‭ ‬الأزياء‭ ‬التقليدية‭ ‬السعودية‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬بتطوير‭ ‬الأزياء‭ ‬التقليدية‭ ‬وقدمتها‭ ‬بشكل‭ ‬معاصر‭ ‬في‭ ‬تصميمات‭ ‬حديثة‭.‬