مستخدمون: عملية وآمنة وقوية.. ورخيصة

السيارات الصينية تجوب شوارع البحرين

| المحرر الاقتصادي

تجوب‭ ‬السيارات‭ ‬الصينية‭ ‬شوارع‭ ‬البحرين‭ ‬بكثرة‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬اقتناع‭ ‬المستهلك‭ ‬بها،‭ ‬وبدء‭ ‬“موضة”‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬المركبات‭ ‬الذي‭ ‬بقي‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬حكرًا‭ ‬على‭ ‬الصناعات‭ ‬الأميركية‭ ‬والألمانية‭ ‬واليابانية،‭ ‬وكوريا‭ ‬الجنوبية‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭.‬

وبات‭ ‬إطلاق‭ ‬نوعيات‭ ‬وعلامات‭ ‬لسيارات‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬المحلية‭ ‬وخلال‭ ‬فترات‭ ‬متقاربة‭ ‬أمرًا‭ ‬طبيعيًّا،‭ ‬حيث‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬يشاهدون‭ ‬شعارات‭ ‬وسيارات‭ ‬تتحرك‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يعرفوا‭ ‬اسمها‭.‬

يتفق‭ ‬مدراء‭ ‬المبيعات‭ ‬في‭ ‬وكالات‭ ‬وشركات‭ ‬السيارات‭ ‬الصينية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التغيرات‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬وزيادة‭ ‬أسعار‭ ‬الوقود،‭ ‬و”رتم”‭ ‬الحياة‭ ‬السريع‭ ‬أدت‭ ‬مجتمعة‭ ‬إلى‭ ‬بحث‭ ‬شركاتهم‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬ترضي‭ ‬أذواق‭ ‬العملاء،‭ ‬وتناسب‭ ‬التغيرات‭ ‬التي‭ ‬طرأت‭ ‬على‭ ‬ميزانياتهم‭ ‬ودخلهم‭ ‬ومستوى‭ ‬معيشتهم،‭ ‬وترضي‭ ‬طموحاتهم‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬سيارات‭ ‬ذات‭ ‬أداء‭ ‬مرتفع‭ ‬بأقل‭ ‬سعر‭ ‬ممكن‭.‬

ويضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬قناعة‭ ‬الناس‭ ‬والمستهلكين‭ ‬بأن‭ ‬السلع‭ ‬طويلة‭ ‬الحياة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬ذات‭ ‬فائدة،‭ ‬حيث‭ ‬بدأ‭ ‬الكثيرون‭ ‬تغيير‭ ‬قناعاتهم‭ ‬بأهمية‭ ‬شراء‭ ‬سعلة‭ ‬تكفيهم‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬مثلاً‭ ‬بسعر‭ ‬رخيص‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تغييرها‭.‬

ويؤكد‭ ‬هؤلاء‭ ‬أن‭ ‬السيارات‭ ‬الصينية‭ ‬استطاعت‭ ‬فرض‭ ‬نفسها‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2019،‭ ‬شكل‭ ‬جميل‭ ‬يضاهي‭ ‬السيارات‭ ‬الفاخرة‭ ‬إلى‭ ‬حدٍّ‭ ‬ما،‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬متطورة‭ ‬وألوان‭ ‬جذابة‭ ‬وقوة‭ ‬معقولة،‭ ‬وأسعار‭ ‬قليلة،‭ ‬الأمور‭ ‬مجتمعة‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬المستهلك‭.‬

‭ ‬ويؤكد‭ ‬متابعون‭ ‬لسوق‭ ‬السيارات‭ ‬المحلي‭ ‬ارتفاع‭ ‬وتيرة‭ ‬السباق‭ ‬بين‭ ‬العلامات‭ ‬التجارية‭ ‬الصينية،‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬حصة‭ ‬ذات‭ ‬قيمة‭ ‬بالسوق،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مواكبة‭ ‬التغيرات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬طرأت‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬العملاء‭ ‬من‭ ‬متوسطي‭ ‬الدخل‭ ‬والذين‭ ‬يسعون‭ ‬لشراء‭ ‬فئات‭ ‬حديثة‭ ‬بأقل‭ ‬سعر‭ ‬ممكن‭.‬

ولعلّ‭ ‬ما‭ ‬يذكي‭ ‬اهتمام‭ ‬منتجي‭ ‬السيارات‭ ‬الصينية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭ ‬أن‭ ‬السوق‭ ‬الخليجية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أسواق‭ ‬السيارات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬ما‭ ‬دفعها‭ ‬إلى‭ ‬مداعبة‭ ‬أمزجة‭ ‬المستهلكين‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تضبيط‭ ‬المركبات‭ ‬ما‭ ‬يناسب‭ ‬أجواء‭ ‬المنطقة‭ ‬خصوصًا‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتحمل‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬والاعتناء‭ ‬بالمكيف‭.‬

‭ ‬ويرى‭ ‬مدير‭ ‬إحدى‭ ‬العلامات‭ ‬أن‭ ‬المستهلك‭ ‬المحلي‭ ‬بات‭ ‬يهتم‭ ‬بالحصول‭ ‬على‭ ‬سيارة‭ ‬تؤدي‭ ‬حاجاته‭ ‬اليومية،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬اسمها‭ ‬وعلامتها‭ ‬التجارية،‭ ‬شريطة‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يدفع‭ ‬مبالغ‭ ‬كبيرة،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬انتشار‭ ‬هذه‭ ‬المركبات‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬أنواعها‭.‬

‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬كلمة‭ ‬“صنع‭ ‬في‭ ‬الصين”‭ ‬أصبحت‭ ‬تحظى‭ ‬بالثقة‭ ‬وبالشهرة،‭ ‬نظرًا‭ ‬للنجاح‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬والأصعدة،‭ (...) ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬وأوروبا‭ ‬يستخدم‭ ‬الناس‭ ‬هناك‭ ‬منتجات‭ ‬صينية‭.‬

‭ ‬وتابع‭ ‬“لم‭ ‬يعد‭ ‬المنتج‭ ‬الصيني‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬السابق،‭ ‬فهناك‭ ‬جودة‭ ‬ومنافسة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم”‭.‬

وتتراوح‭ ‬أسعار‭ ‬السيارات‭ ‬الصينية‭ ‬الجديدة‭ (‬موديل‭ ‬2020‭) ‬بين‭ ‬3000‭ ‬دينار‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬بحسب‭ ‬الحجم‭ ‬والقوة‭.‬

ومن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬الشركات‭ ‬الصينية‭ ‬الصانعة‭ ‬للسيارات‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬مركبات‭ ‬بأسعار‭ ‬قليلة‭ ‬كونها‭ ‬تمتلك‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والمواد‭ ‬الأولية،‭ ‬والمصانع‭ ‬ولديها‭ ‬اكتفاء‭ ‬ذاتي‭ ‬بكل‭ ‬شيء‭ ‬تقريبًا،‭ ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬رخص‭ ‬الأيدي‭ ‬العاملة‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الأخرى‭.  ‬وزادت‭ ‬مبيعات‭ ‬السيارات‭ ‬الصينية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬الثلاثة‭ ‬سنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ،‭ ‬لترتفع‭ ‬حصتها‭ ‬في‭ ‬السوقية‭ ‬المحلية‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬6‭ % ‬تقريبًا،‭ ‬حيث‭ ‬تحتل‭ ‬المرتبة‭ ‬الخامسة،‭ ‬بعد‭ ‬الموديلات‭ ‬اليابانية‭ ‬التي‭ ‬تستحوذ‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬55‭ %‬،‭ ‬والأميركية‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬20‭ % ‬تقريبًا،‭ ‬والكورية‭ ‬والأوروبية‭ ‬اللتين‭ ‬تصل‭ ‬حصة‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬نحو‭ ‬10‭ % ‬على‭ ‬12‭ % .‬

ويعتبر‭ ‬متابعون‭ ‬وتجار‭ ‬سيارات‭ ‬أن‭ ‬مصروف‭ ‬هذه‭ ‬السيارات‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالبنزين‭ ‬وقطع‭ ‬الغيار‭ ‬متدنية‭ ‬قياسًا‭ ‬بغيرها‭ ‬من‭ ‬العلامات‭ ‬العالمية،‭ ‬وهي‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬التراجع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتدني‭ ‬قدرة‭ ‬الناس‭ ‬الشرائية،‭ ‬فالكل‭ ‬أصبح‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬شيء‭ ‬“عملي”‭.‬

وتوفر‭ ‬الشركات‭ ‬والوكالات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬جميع‭ ‬موديلات‭ ‬وأشكال‭ ‬وأنواع‭ ‬الشركات‭ ‬الصينية‭ ‬تقريبًا،‭ ‬كالسيارات‭ ‬متوسطة‭ ‬الحجم‭ ‬والسيدان‭ ‬والدفع‭ ‬الرباعي‭ ‬والصالون‭ ‬والميني‭ ‬فان‭.‬

والملاحظ‭ ‬أن‭ ‬السيارات‭ ‬الصينية‭ ‬لا‭ ‬توفر‭ ‬مركبات‭ ‬“السبورت”‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بـ‭ ‬“الكوبيه”،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يرتبط‭ ‬بأن‭ ‬الشركات‭ ‬الصانعة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬احتياجات‭ ‬السوق‭ ‬وتوفير‭ ‬سيارات‭ ‬“عملية”‭.  ‬ومن‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬تشجّع‭ ‬الزبائن‭ ‬على‭ ‬اقتناء‭ ‬المركبات‭ ‬الصينية‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬العلامات‭ ‬تمنح‭ ‬العملاء‭ ‬كفالة‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة،‭ ‬تصل‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يتوفر‭ ‬في‭ ‬الأنواع‭ ‬الأخرى‭.‬

‭ ‬ويؤكد‭ ‬خبراء‭ ‬ومهندسون‭ ‬أن‭ ‬السيارات‭ ‬الصينية‭ ‬شهدت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬تطورات‭ ‬كثيرة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬جودة‭ ‬المواد‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬التصنيع،‭ ‬والأمان‭ ‬والقوة‭ ‬والتصاميم‭ ‬والتقنيات،‭ ‬التي‭ ‬ترضي‭ ‬وتناسب‭ ‬جميع‭ ‬الأذواق‭.‬

وبيّنوا‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬تراجع‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬دفع‭ ‬شركات‭ ‬سيارات‭ ‬محلية‭ ‬إلى‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬نظيرتها‭ ‬الصينية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إطلاق‭ ‬مركبات‭ ‬تواكب‭ ‬التطورات‭ ‬والتغير‭ ‬في‭ ‬القدرات‭ ‬الشرائية‭ ‬لدى‭ ‬متوسطي‭ ‬ومنخفضي‭ ‬الدخل،‭ ‬الذين‭ ‬يشكلون‭ ‬النسبة‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬العملاء‭.‬