إلزام جامعة حكومية بدفع 28 ألف دينار لمُحاضِرَة بعد استقالتها

قال‭ ‬المحامي‭ ‬محمد‭ ‬الأبيوكي‭ ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬العمالية‭ ‬الثانية‭ ‬قضت‭ ‬بإلزام‭ ‬إحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬أن‭ ‬تدفع‭ ‬لصالح‭ ‬أستاذة‭ (‬محاضرة‭) ‬استقالت‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬لديها،‭ ‬مبلغا‭ ‬وقدره‭ ‬28‭ ‬ألفا‭ ‬و341‭ ‬دينارا‭ ‬و700‭ ‬فلس،‭ ‬تعويضا‭ ‬عن‭ ‬رواتبها‭ ‬المتأخرة‭ ‬ومكافأة‭ ‬نهاية‭ ‬الخدمة‭ ‬وبدل‭ ‬الإجازات؛‭ ‬وذلك‭ ‬بعدما‭ ‬تخلت‭ ‬الجامعة‭ ‬الحكومية‭ ‬عن‭ ‬صفتها‭ ‬السيادية‭ ‬في‭ ‬إبرام‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬وأبرمته‭ ‬بصفتها‭ ‬متعاقد‭ ‬عادي،‭ ‬إذ‭ ‬نصت‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يخضع‭ ‬لقانون‭ ‬العمل،‭ ‬مما‭ ‬ينفي‭ ‬معه‭ ‬اختصاص‭ ‬المحاكم‭ ‬الإدارية‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى‭ ‬التي‭ ‬رفضها‭ ‬القاضي‭ ‬مدير‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬الجامعة‭ ‬جهة‭ ‬حكومية‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬موكلته‭ ‬التحقت‭ ‬بعمل‭ ‬لدى‭ ‬الجامعة‭ ‬بوظيفة‭ ‬أستاذ‭ (‬محاضرة‭) ‬براتب‭ ‬أساسي‭ ‬شهري‭ ‬قدره‭ ‬3370‭ ‬دينارا،‭ ‬وقدمت‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2018‭ ‬استقالتها‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬آخر‭ ‬يوم‭ ‬عمل‭ ‬لها‭ ‬31‭ ‬أغسطس‭ ‬2018،‭ ‬وتم‭ ‬قبول‭ ‬الاستقالة،‭ ‬لكن‭ ‬الجامعة‭ ‬لم‭ ‬تبادر‭ ‬لدفع‭ ‬راتبها‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬شهرين،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬تسلمها‭ ‬المقابل‭ ‬النقدي‭ ‬للإجازات‭ ‬السنوية‭ ‬المستحقة‭ ‬للمدعية،‭ ‬كما‭ ‬امتنعت‭ ‬عن‭ ‬سداد‭ ‬مكافأة‭ ‬نهاية‭ ‬الخدمة‭ ‬عن‭ ‬فترة‭ ‬عملها‭ ‬من‭ ‬18‭/‬9‭/‬2011‭ ‬وحتى‭ ‬31‭/‬8‭/‬2018‭ ‬ولم‭ ‬تسلمها‭ ‬شهادة‭ ‬الخدمة‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬عند‭ ‬رفع‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭ ‬بداية‭ ‬رفض‭ ‬قاضي‭ ‬إدارة‭ ‬الدعوى‭ ‬العمالية‭ ‬النظر‭ ‬فيها،‭ ‬وأصدر‭ ‬أمرا‭ ‬بإحالتها‭ ‬للمحكمة‭ ‬المدنية‭ (‬الدائرة‭ ‬الإدارية‭) ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬الجامعة‭ ‬جهة‭ ‬حكومية،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يلاحظه‭ ‬مدير‭ ‬الدعوى‭ ‬أن‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬نص‭ ‬صراحة‭ ‬على‭ ‬أنه‭ (‬يخضع‭ ‬العامل‭ ‬لقانون‭ ‬العمل‭ ‬البحريني‭ ‬وتعديلاته‭ ‬إن‭ ‬وجدت‭)‬،‭ ‬وذلك‭ ‬بتوافق‭ ‬إرادة‭ ‬طرفي‭ ‬العقد‭ ‬بتطبيق‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬العلاقة‭ ‬العقدية‭ ‬المبرمة‭ ‬فيما‭ ‬بينهما‭ ‬وعدم‭ ‬انعقاد‭ ‬الاختصاص‭ ‬للمحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الإدارية؛‭ ‬وذلك‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬عقد‭ ‬إداري‭ ‬يتضمن‭ ‬عناصر‭ ‬العقد‭ ‬الإداري‭ ‬وعدم‭ ‬تضمن‭ ‬العقد‭ ‬شروط‭ ‬استثنائية‭ ‬تعقد‭ ‬الاختصاص‭ ‬للقضاء‭ ‬الإداري‭.‬

وتابع،‭ ‬أن‭ ‬عقد‭ ‬العمل‭ ‬بين‭ ‬المدعية‭ ‬والمدعى‭ ‬عليها‭ ‬كان‭ ‬أسلوب‭ ‬إبرامه‭ ‬بأسلوب‭ ‬القانون‭ ‬الخاص،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬الجامعة‭ ‬الحكومية‭ ‬أبرمت‭ ‬هذا‭ ‬العقد‭ ‬كمتعاقد‭ ‬عادي‭ ‬كالأفراد‭ ‬وليس‭ ‬بصفتها‭ ‬السيادية،‭ ‬وإذ‭ ‬إن‭ ‬الإدارة‭ ‬تخلت‭ ‬عن‭ ‬امتيازات‭ ‬السلطات‭ ‬العامة‭ ‬وتكون‭ ‬الإدارة‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الكفة‭ ‬التي‭ ‬يتميز‭ ‬بها‭ ‬المتعاقد‭ ‬معها‭ ‬أي‭ ‬كالأفراد،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬العقد‭ ‬غير‭ ‬مشمول‭ ‬على‭ ‬شروط‭ ‬استثنائية‭ ‬غير‭ ‬مألوفة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬العقد‭ ‬هو‭ ‬عقد‭ ‬عمل‭ ‬وليس‭ ‬عقد‭ ‬إداري،‭ ‬ويكون‭ ‬القانون‭ ‬المطبق‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬قانون‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي‭.‬