مواطن يطالب بتطليق أم ولديه لزواجها من آخر بدولة خليجية

| عباس إبراهيم

قالت‭ ‬المحامية‭ ‬فاطمة‭ ‬الجفن‭ ‬إن‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الشرعية‭ ‬قضت‭ ‬برفض‭ ‬دعوى‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أقامها‭ ‬زوج‭ ‬للمطالبة‭ ‬بتطليق‭ ‬زوجته؛‭ ‬ليتخلص‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الالتزامات‭ ‬الشرعية‭ ‬تجاهها‭ ‬ولإسقاط‭ ‬حضانة‭ ‬ولديه‭ ‬منها‭ ‬عنها،‭ ‬كما‭ ‬ألزمت‭ ‬بمصروفات‭ ‬الدعوى‭ ‬ومقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وقائع‭ ‬الدعوى‭ ‬غريبة‭ ‬نوعا‭ ‬ما،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الزوج‭ ‬المدعي‭ ‬أقام‭ ‬دعوى‭ ‬شرعية‭ ‬ضد‭ ‬زوجته‭ ‬مطالبا‭ ‬وقبل‭ ‬الفصل‭ ‬في‭ ‬الموضوع،‭ ‬أولا‭: ‬بمنع‭ ‬الولدين‭ ‬من‭ ‬السفر‭ ‬مع‭ ‬والدتهما،‭ ‬وبضم‭ ‬محضر‭ ‬بلاغ‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬ضد‭ ‬زوجته‭ ‬بشأن‭ ‬واقعة‭ ‬تزوير‭ ‬والجمع‭ ‬بين‭ ‬زوجين‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد،‭ ‬ثانيًا‭: ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬ببطلان‭ ‬عقد‭ ‬الزواج‭ ‬وفسخه‭ ‬وإسقاط‭ ‬جميع‭ ‬حقوق‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬الشرعية،‭ ‬وكذلك‭ ‬إسقاط‭ ‬حضانتها‭ ‬للصغيرين؛‭ ‬كونها‭ ‬غير‭ ‬أمينة‭ ‬عليهما‭. ‬وأفاد‭ ‬المدعي‭ ‬أنه‭ ‬تزوج‭ ‬من‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2007،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬2018،‭ ‬وبمحض‭ ‬الصدفة‭ ‬عثر‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬الزوجية‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬زواج‭ ‬باسم‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬خليجية‭ ‬يعود‭ ‬للعام‭ ‬2013،‭ ‬وبالاستعلام‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬تبين‭ ‬أنها‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬على‭ ‬ذمة‭ ‬ذلك‭ ‬الزوج‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬إيقاع‭ ‬الطلاق،‭ ‬وتقدم‭ ‬ببلاغ‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬الواقعة‭.‬

لكن‭ ‬موكلتها‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬أقرت‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة‭ ‬بأنها‭ ‬بالفعل‭ ‬كانت‭ ‬متزوجة‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬زواجا‭ ‬صوريا؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإقامة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدولة‭ ‬فقط‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬طلقها‭ ‬شفويا،‭ ‬وقالت‭ ‬إن‭ ‬زوجها‭ ‬المدعي‭ ‬يعلم‭ ‬بذلك‭ ‬وتم‭ ‬الطلاق‭ ‬قبل‭ ‬دخول‭ ‬المدعي‭ ‬بها‭.‬

وبينت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬حكمها‭ ‬بأن‭ ‬الزوج‭ ‬أقر‭ ‬بأنه‭ ‬تزوج‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2007‭ ‬وأنه‭ ‬دخل‭ ‬بها‭ ‬وأنجب‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬فراش‭ ‬الزوجية‭ ‬ولدين،‭ ‬وأنه‭ ‬لم‭ ‬يكتشف‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬بكر‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬الزواج‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إبرامه‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬خليجية‭.‬

وأضافت‭ ‬أنها‭ ‬خاطبت‭ ‬محاكم‭ ‬الدولة‭ ‬الخليجية‭ ‬للاستفسار‭ ‬عن‭ ‬الواقعة،‭ ‬وهل‭ ‬تم‭ ‬الطلاق‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الرد‭ ‬عليها،‭ ‬ثم‭ ‬قررت‭ ‬المحكمة‭ ‬سؤال‭ ‬المدعي‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬بكرا‭ ‬عند‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أجاب‭ ‬بـ‭ ‬“لا‭ ‬أعلم”‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬ما‭ ‬أنكره‭ ‬في‭ ‬محضر‭ ‬إحدى‭ ‬الجلسات‭ ‬السابقة‭.‬

ولفتت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عقد‭ ‬الزواج‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭ ‬غير‭ ‬مصدق‭ ‬بالجهات‭ ‬الرسمية،‭ ‬موضحة‭ ‬أنها‭ ‬سألت‭ ‬المدعي‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬المدعى‭ ‬عليها‭ ‬قد‭ ‬سافرت‭ ‬خارج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬زواجهما‭ ‬فأجاب‭ ‬بالنفي،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أقرت‭ ‬الزوجة‭ ‬بزواجها‭ ‬الأول‭ ‬شفويا‭ ‬وأنه‭ ‬تم‭ ‬الطلاق‭ ‬قبل‭ ‬الدخول‭ ‬بها‭.‬

وأشارت‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المدعي‭ ‬في‭ ‬دعوى‭ ‬الطلاق‭ ‬للضرر‭ ‬لم‭ ‬يقدم‭ ‬دعوى‭ ‬فسخ‭ ‬وبطلان‭ ‬عقد‭ ‬النكاح‭ ‬وإنما‭ ‬استمر‭ ‬في‭ ‬دعوى‭ ‬الضرر،‭ ‬ونظرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المادة‭ (‬116‭) ‬فقرة‭ (‬ب‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الأسرة‭ ‬نصت‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يسقط‭ ‬طلب‭ ‬الفسخ‭ ‬إذا‭ ‬صدر‭ ‬من‭ ‬المدعي‭ ‬ما‭ ‬يفيد‭ ‬علمه‭ ‬بهذا‭ ‬البند‭ ‬ورضاه‭ ‬بذلك‭ ‬صراحة‭ ‬أو‭ ‬عمدا،‭ ‬وحيث‭ ‬إن‭ ‬المدعي‭ ‬صرح‭ ‬بعلمه‭ ‬بالعقد‭ ‬ولم‭ ‬يقدم‭ ‬العقد‭ ‬ويطلق‭ ‬عليه‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬المقامة‭ ‬حاليا‭.‬

فلهذه‭ ‬الأسباب‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬برفض‭ ‬الدعوى‭ ‬وألزمت‭ ‬المدعي‭ ‬الرسوم‭ ‬والمصاريف‭ ‬ومقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة‭.‬