وزير الخارجية يؤكد استمرار دعم المملكة التام لأهداف حركة عـدم الانحيـاز

البحرين ملتزمة بمواصلة دعم الشرعية في اليمن

| المنامة - وزاة الخارجية

بتكليف‭ ‬من‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬شارك‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬أعمال‭ ‬القمة‭ ‬الثامنة‭ ‬عشرة‭ ‬لحركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز،‭ ‬والتي‭ ‬تعقد‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬يومين‭ ‬25‭-‬26‭ ‬أكتوبر‭ ‬2019،‭ ‬بمدينة‭ ‬باكو‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬أذربيجان،‭ ‬برئاسة‭ ‬فخامة‭ ‬الرئيس‭ ‬إلهام‭ ‬علييف،‭ ‬رئيس‭ ‬جمهورية‭ ‬أذربيجان‭ ‬ومشاركة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬125‭ ‬دولة‭ ‬ومنظمة‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭.‬

وأكد‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬دعم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التام‭ ‬لأهداف‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬حفظ‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين،‭ ‬منوها‭ ‬بأن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تلتزم‭ ‬بنهج‭ ‬التعاون‭ ‬والعمل‭ ‬الجماعي؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬ركائز‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الودية‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب،‭ ‬والالتزام‭ ‬بمبادئ‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول،‭ ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬سياسات‭ ‬التهديد‭ ‬وزعزعة‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬والإقليمي‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬استضافة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مؤخرا‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وجمهورية‭ ‬بولندا‭ ‬لمجموعة‭ ‬عمل‭ (‬عملية‭ ‬وارسو‭ ‬حول‭ ‬أمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬والجوية‭)‬،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جهودها‭ ‬الهادفة؛‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬التهديدات‭ ‬خطورة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬لاسيما‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والمنطقة،‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬دول‭ ‬وجماعات‭ ‬إرهابية‭ ‬من‭ ‬اعتداءات‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬التجارية،‭ ‬وبعد‭ ‬الهجمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬منشآت‭ ‬نفطية‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬وما‭ ‬حملته‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬جدية‭ ‬على‭ ‬اقتصاد‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم،‭ ‬مبينًا‭ ‬أن‭ ‬إنشاء‭ ‬منطقة‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬وأسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬هو‭ ‬ركيزة‭ ‬مهمة‭ ‬لتعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أجمع،‭ ‬وتفرض‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬الحيوي‭ ‬لمعاهدة‭ ‬منع‭ ‬انتشار‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬نزع‭ ‬هذه‭ ‬الأسلحة‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ستظل‭ ‬ملتزمة‭ ‬بسياستها‭ ‬بالعمل‭ ‬مع‭ ‬الأشقاء‭ ‬والحلفاء‭ ‬والشركاء‭ ‬الدوليين‭ ‬الحريصين‭ ‬على‭ ‬النهوض‭ ‬بمسؤولياتهم،‭ ‬وستواصل‭ ‬جهودها‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬كل‭ ‬سبل‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬ومواجهة‭ ‬كافة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬بما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬إستراتيجية‭ ‬فائقة‭.‬

وأشاد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬بالجهود‭ ‬التي‭ ‬مكنت‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬ثابتة‭ ‬متمسكة‭ ‬بمبادئها‭ ‬وقيمها‭ ‬التي‭ ‬نشأت‭ ‬عليها‭ ‬منذ‭ ‬مؤتمر‭ ‬باندونج‭ ‬في‭ ‬إندونيسيا‭ ‬العام‭ ‬1955،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬للقضايا‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬بجانبها‭ ‬الحركة،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬ومحاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتصدي‭ ‬لداعميه‭ ‬ومموليه،‭ ‬ووقف‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬والذي‭ ‬تنتهجه‭ ‬وتصر‭ ‬عليه‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬ويعد‭ ‬صورة‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬هذا‭ ‬الإرهاب‭ ‬الواجب‭ ‬محاربته‭ ‬ووقفه،‭ ‬وأداة‭ ‬لزعزعة‭ ‬الأمن‭ ‬وإثارة‭ ‬الفوضى‭ ‬وعرقلة‭ ‬تسوية‭ ‬الأزمات‭ ‬وعدم‭ ‬قيام‭ ‬علاقات‭ ‬إيجابية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬احترام‭ ‬الاستقلال‭ ‬والسيادة‭ ‬والثقة‭ ‬المتبادلة‭ ‬وحسن‭ ‬الجوار‭.‬

كما‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ستظل‭ ‬ملتزمة‭ ‬بالعمل‭ ‬ومواصلة‭ ‬الجهود‭ ‬مع‭ ‬أشقائها‭ ‬في‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭ ‬لدعم‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬حتى‭ ‬يستتب‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬اليمنية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬ويتم‭ ‬التوصل‭ ‬لحل‭ ‬سلمي‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬المبادرة‭ ‬الخليجية‭ ‬وآليتها‭ ‬التنفيذية‭ ‬ومخرجات‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬وقرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬رقم‭ ‬2216‭ ‬للعام‭ (‬2015‭)‬،‭ ‬وبما‭ ‬يضمن‭ ‬وحدة‭ ‬اليمن‭ ‬وسلامة‭ ‬أراضيه‭ ‬وجواره‭ ‬الإقليمي،‭ ‬معربا‭ ‬عن‭ ‬تقديره‭ ‬للجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توحيد‭ ‬كافة‭ ‬الأطراف‭ ‬الوطنية‭ ‬والحكومة‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬ميلشيات‭ ‬الحوثي‭ ‬الانقلابية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬خطرًا‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬اليمن،‭ ‬والمنطقة‭ ‬ككل‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالجمهورية‭ ‬العربية‭ ‬السورية،‭ ‬فقد‭ ‬شدد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬استقلالها‭ ‬ووحدتها،‭ ‬والرفض‭ ‬التام‭ ‬لأي‭ ‬احتلال‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬أراضيها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أية‭ ‬قوات‭ ‬أجنبية،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬ضرورة‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬وفق‭ ‬بيان‭ ‬جنيف‭ ‬‮١‬‭ ‬وقرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وعلى‭ ‬الموقف‭ ‬الثابت‭ ‬بأن‭ ‬هضبة‭ ‬الجولان‭ ‬هي‭ ‬أرض‭ ‬عربية‭ ‬سورية‭ ‬محتلة‭ ‬وفقًا‭ ‬للقرارات‭ ‬الدولية‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬

وأكد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬سعي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الدءوب‭ ‬والمتواصل؛‭ ‬لتعزيز‭ ‬دور‭ ‬حركة‭ ‬عدم‭ ‬الانحياز‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬اليوم‭ ‬بقضاياه‭ ‬ومشكلاته‭ ‬وتطلعات‭ ‬دوله‭ ‬وشعوبه،‭ ‬والعمل‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء؛‭ ‬لتفعيل‭ ‬دورها‭ ‬وتحقيق‭ ‬أهدافها‭.‬