التجار موافقون... والنواب رافضون... والوزارات متحفظة

“عسر هضم” حكومي لإنشاء هيئة الغذاء

| محرر الشؤون المحلية

أوصت‭ ‬لجنة‭ ‬بمجلس‭ ‬الشورى‭ ‬برفض‭ ‬إنشاء‭ ‬هيئة‭ ‬عامة‭ ‬للغذاء‭ ‬المعد‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬الاقتراح‭ ‬بقانون‭ ‬بصيغته‭ ‬المعدلة‭ ‬المقدم‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬مبينة‭ ‬لجنة‭ ‬المرافق‭ ‬العامة‭ ‬والبيئة‭ ‬عدم‭ ‬الحاجة‭ ‬لإنشاء‭ ‬الهيئة‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الأحكام‭ ‬الواردة‭ ‬بمشروع‭ ‬القانون‭ ‬المعروض‭ ‬قد‭ ‬تضمنتها‭ ‬تشريعات‭ ‬قائمة‭ ‬حالياً‭.‬

ويهدف‭ ‬المشروع‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬سلامة‭ ‬الغذاء‭ ‬للإنسان،‭ ‬ووضع‭ ‬سياسة‭ ‬واضحة‭ ‬للغذاء‭ ‬والتخطيط‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬هذه‭ ‬السياسة،‭ ‬ومراقبة‭ ‬التنظيمات‭ ‬والإجراءات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتراخيص‭ ‬لمصانع‭ ‬الأغذية،‭ ‬ونشر‭ ‬المعلومات‭ ‬اللازمة‭ ‬والمفيدة‭ ‬عن‭ ‬الأغذية‭ ‬المختلفة‭ ‬وتبادل‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬العلمية‭ ‬والقانونية‭ ‬المحلية‭ ‬والعالمية‭ ‬وإيجاد‭ ‬قاعدة‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬الغذاء،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬مراجعة‭ ‬وتطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬الأنظمة‭ ‬الرقابية‭ ‬المطبقة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الغذاء

وأكدت‭ ‬الحكومة‭ ‬أن‭ ‬أهداف‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬باتت‭ ‬متحققة‭ ‬بالفعل‭ ‬بعد‭ ‬تأسيس‭ (‬وحدة‭ ‬سلامة‭ ‬الغذاء‭) ‬بوزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني،‭ ‬لافتة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬خلا‭ ‬من‭ ‬بيان‭ ‬الوزير‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬أعمال‭ ‬الهيئة‭ ‬أمام‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬ومجلس‭ ‬النواب،‭ ‬وماهية‭ ‬سلطاته‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬الهيئة‭ ‬من‭ ‬أعمال،‭ ‬موضحة‭ ‬أنه‭ ‬سينتج‭ ‬عن‭ ‬تبعية‭ ‬الهيئة‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬العملية‭ ‬في‭ ‬شأن‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬الهيئة‭ ‬وكيفية‭ ‬مباشرتها‭ ‬الاختصاصات‭ ‬التي‭ ‬ستؤول‭ ‬إليها‭. ‬وأكدت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬مرئياتها‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬تشريعات‭ ‬قائمة‭ ‬تؤدي‭ ‬الغرض‭ ‬المرجو‭ ‬من‭ ‬مشروع‭ ‬القانون،‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬إدارة‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬بوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بمهماتها‭ ‬في‭ ‬الرقابة‭ ‬والتفتيش‭ ‬على‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬كما‭ ‬يتطلَّب‭ ‬إنشاء‭ ‬هيئة‭ ‬عامة‭ ‬للغذاء‭ ‬تخصيص‭ ‬ميزانية‭ ‬مالية‭ ‬كبيرة‭ ‬ستشكل‭ ‬عبئًا‭ ‬ماليًا‭ ‬على‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬دون‭ ‬مبرر‭ ‬أو‭ ‬مسوغ‭ ‬مقبول‭. ‬فيما‭ ‬رأي‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والسياحة‭ ‬أن‭ ‬اختصاصات‭ ‬الهيئة‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬قانون‭ ‬رقم‭ (‬9‭) ‬لسنة‭ ‬2016‭ ‬بشأن‭ ‬المواصفات‭ ‬والمقاييس‭ ‬الذي‭ ‬أوكل‭ ‬لإدارة‭ ‬المواصفات‭ ‬والمقاييس‭ ‬بالوزارة‭ ‬تحديد‭ ‬المواصفات‭ ‬القياسية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وجعلها‭ ‬المرجع‭ ‬الوحيد‭ ‬المُعتمد‭ ‬للتوحيد‭ ‬القياسي‭ ‬وضبط‭ ‬جودة‭ ‬الإنتاج‭ ‬وأحكام‭ ‬الرقابة‭ ‬وضمان‭ ‬جودة‭ ‬مطابقة‭ ‬السلع‭ ‬المستوردة‭ ‬للمواصفات‭ ‬القياسية‭ ‬الوطنية‭ ‬والمواصفات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬هيئة‭ ‬المواصفات‭ ‬والمقاييس‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬أو‭ ‬المنظمة‭ ‬العربية‭ ‬للمواصفات‭ ‬والمقاييس‭ ‬المعتمدة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬إنشاء‭ ‬هيئة‭ ‬عامة‭ ‬للغذاء‭ ‬سيُحدث‭ ‬ازدواجية‭ ‬في‭ ‬الاختصاصات‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬إدارة‭ ‬المواصفات‭ ‬والمقاييس‭ ‬بالوزارة‭.‬

ومن‭ ‬جهتها،‭ ‬وافقت‭ ‬غرفة‭ ‬تجارة‭ ‬وصناعة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬القانون‭ ‬واقترحت‭ ‬إجراء‭ ‬بعض‭ ‬التعديلات‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬القانون،‭ ‬إذ‭ ‬اقترحت‭ ‬تعديل‭ ‬مسمى‭ ‬الهيئة‭ ‬ليكون‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للغذاء‭ ‬والدواء‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية،‭ ‬على‭ ‬ألّا‭ ‬تتداخل‭ ‬اختصاصات‭ ‬الهيئة‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭.‬