محبو الدراجات الهوائية في البحرين يحلمون بالوصول إلى العالمية

عيون الدراجين على اقتناص لقب “الرجل الحديدي”

| سعيد محمد من سار

ينتظم‭ ‬راكبو‭ ‬الدراجات‭ ‬الهوائية‭ ‬في‭ ‬طابور‭ ‬يسير‭ ‬بشكل‭ ‬سلس‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬يمكن‭ ‬رؤيته‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬شوارع‭ ‬محافظات‭ ‬البحرين،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬الإجازة‭ ‬الأسبوعية‭ ‬والإجازات،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الفترات‭ ‬المسائية‭ ‬طوال‭ ‬الأسبوع‭.. ‬ومع‭ ‬اختلاف‭ ‬نوعية‭ ‬الدراجات‭ ‬وعلاماتها‭ ‬التجارية‭ ‬المتفاوتة،‭ ‬والزي‭ ‬الرياضي‭ ‬المستخدم‭ ‬لهذه‭ ‬الرياضة،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تستهوي‭ ‬مختلف‭ ‬الأعمار‭.‬

ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬الهواية‭ ‬على‭ ‬ممارستها‭ ‬كرياضة،‭ ‬فالعديد‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬البحرينيين‭ ‬يمارسونها‭ ‬كتدريب‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬المسابقات‭ ‬المحلية،‭ ‬بل‭ ‬وعيون‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬بطولة‭ ‬الرجل‭ ‬الحديدي،‭ ‬فيما‭ ‬البعض‭ ‬يحلم‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬العالمية،‭ ‬وكما‭ ‬يرى‭ ‬الدراج‭ ‬أنور‭ ‬الملا،‭ ‬فإنه‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬الطموح‭ ‬والحماسة‭ ‬لدى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشباب،‭ ‬فهم‭ ‬يحتاجون‭ ‬دائمًا‭ ‬للتشجيع‭ ‬والدعم،‭ ‬وحين‭ ‬نسمع‭ ‬البعض‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭ ‬بأن‭ ‬طموحه‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬البطولات‭ ‬العالمية،‭ ‬فنقول‭ :‬”ليش‭ ‬لا‭.. ‬الشباب‭ ‬فيهم‭ ‬الخير”‭.‬

وعلى‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬مسابقات‭ ‬يتم‭ ‬تنظيمها‭ ‬دوريًا،‭ ‬وهذه‭ ‬المسابقات‭ ‬أسهمت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬مهارات‭ ‬المشاركين،‭ ‬وكذلك‭ ‬استقطاب‭ ‬وتشجيع‭ ‬مختلف‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرياضة،‭ ‬وأولت‭ ‬لجنة‭ ‬المسابقات‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬للدراجات‭ ‬الهوائية‭ ‬اهتمامًا‭ ‬باستقطاب‭ ‬الشباب‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنظيم‭ ‬سباقات‭ ‬أبرزت‭ ‬نجومًا‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬الفنئات‭ ‬العمرية‭ ‬للناشئين،‭ ‬ومنها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬سباق‭ ‬“الطريق‭ ‬المفتوح”‭ ‬الذي‭ ‬يمتد‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬69‭ ‬كيلومترًا،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬المنافسات‭ ‬بين‭ ‬النجوم‭ ‬طوال‭ ‬العام،‭ ‬وهي‭ ‬تحظى‭ ‬بدعم‭ ‬ممثل‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬وشؤون‭ ‬الشباب،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة،‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬البحرينية‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وخطط‭ ‬الاتحاد‭ ‬برئاسة‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬لتطوير‭ ‬هذه‭ ‬اللعبة‭.‬

وخلال‭ ‬إحدى‭ ‬الجولات،‭ ‬تواجدت‭ ‬“البلاد”‭ ‬لمشاركة‭ ‬الدراجين،‭ ‬حيث‭ ‬يشير‭ ‬الدراج‭ ‬حسين‭ ‬البوري‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الرياضة‭ ‬تطورت‭ ‬كثيرا،‭ ‬والمشاركة‭ ‬فيها‭ ‬كما‭ ‬ترى‭ ‬تمثل‭ ‬نقطة‭ ‬تميز،‭ ‬وما‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬التفاؤل‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬لديهم‭ ‬حماسة‭ ‬للعمل‭ ‬المتواصل‭ ‬والتدريب؛‭ ‬لتحقيق‭ ‬ما‭ ‬يأملونه‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬في‭ ‬البطولات‭.‬

وعن‭ ‬مشاركته‭ ‬في‭ ‬الجولة،‭ ‬يقول‭ ‬الدراج‭ ‬عيسى‭ ‬الياسي‭ ‬بأنه‭ ‬يواصل‭ ‬التمرين‭ ‬استعدادًا‭ ‬لبطولة‭ ‬الرجل‭ ‬الحديدي‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬تنظيمها‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬المقبل‭ ‬2019،‭ ‬لذلك،‭ ‬فإن‭ ‬التدريب‭ ‬المتواصل‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يرفع‭ ‬لياقة‭ ‬واستعداد‭ ‬اللاعب،‭ ‬أما‭ ‬عن‭ ‬كونها‭ ‬هواية‭ ‬منتشرة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬فذلك‭ ‬يرجع‭ ‬لعدة‭ ‬أمور‭ ‬منها‭ ‬الوعي‭ ‬الصحي‭ ‬والاهتمام‭ ‬باللياقة‭ ‬البدنية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬متعة‭ ‬الرياضة‭.‬

ويرى‭ ‬الدراج‭ ‬عباس‭ ‬الحلي‭ ‬أنه‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬فوائد‭ ‬الرياضة‭ ‬الصحية،‭ ‬فإن‭ ‬اللاعبين‭ ‬يهتمون‭ ‬بالمشاركة‭ ‬لتطوير‭ ‬قدراتهم‭ ‬البدنية‭ ‬وكذلك‭ ‬لقياس‭ ‬أنفسهم‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬الهواة‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬المحترفين،‭ ‬ويقول‭ :‬”بالنسبة‭ ‬لي‭.. ‬تستهويني‭ ‬هذه‭ ‬الرياضة‭ ‬في‭ ‬إجازة‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع‭ ‬للترفيه‭ ‬عن‭ ‬النفس‭ ‬وتغيير‭ ‬جو‭ ‬العمل‭.. ‬هي‭ ‬رياضة‭ ‬ممتعة‭ ‬في‭ ‬الواقع”،‭ ‬وليس‭ ‬البحرينيون‭ ‬فقط‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجولات،‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الجاليات‭ ‬يحبون‭ ‬المشاركة،‭ ‬وتقول‭ ‬“كايسي”‭ ‬أنها‭ ‬تجد‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬أمرًا‭ ‬رائعًا‭ ‬ومن‭ ‬الجميل‭ ‬التجول‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدراجين‭ ‬المتميزين‭.‬

ويهتم‭ ‬الدراجون‭ ‬بانتقاء‭ ‬الدراجات‭ ‬الجيدة‭ ‬الصنع،‭ ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬يختارون‭ ‬الأسعار‭ ‬التي‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬200‭ ‬إلى‭ ‬500‭ ‬دينار‭ ‬وربما‭ ‬أكثر‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمقتدرين،‭ ‬ولكن‭ ‬الأغلب‭ ‬يفضل‭ ‬الدراجات‭ ‬الجبلية‭ ‬ذات‭ ‬الهيكل‭ ‬المصنوع‭ ‬من‭ ‬الألمنيوم‭ ‬والسرعات‭ ‬التي‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬21‭ ‬و‭ ‬24‭ ‬سرعة،‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمبتدئين،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬للفئات‭ ‬المتوسطة‭ ‬والاحترافية،‭ ‬فالأغلب‭ ‬يختار‭ ‬27‭ ‬سرعة‭ ‬مع‭ ‬مكابح‭ ‬الهيدروليك،‭ ‬للمسافات‭ ‬الطويلة‭ ‬والاستخدام‭ ‬المتتابع‭.‬