مبادرة الضمير العالمي... والبُعد الأخلاقي للتنمية

| أمين الشرقاوي المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة

في‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة؛‭ ‬من‭ ‬اعتماد‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬مبادرة‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين؛‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة؛‭ ‬بإعلان‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬يومًا‭ ‬دوليًا‭ ‬للضمير‭ ‬العالمي؛‭ ‬جاء‭ (‬منتدى‭ ‬البحرين‭.. ‬رؤى‭ ‬مشتركة‭ ‬لمستقبل‭ ‬ناجح‭) ‬المنعقد‭ ‬بمبنى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬نيويورك؛‭ ‬ليرفد‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة؛‭ ‬بمبادرة‭ ‬جديدة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬التنفيذ‭ ‬العملي‭ ‬والجديّ‭ ‬للمبادئ‭ ‬والمضامين‭ ‬التي‭ ‬ترتكز‭ ‬عليها‭ ‬مبادرة‭ ‬يوم‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي،‭ ‬وهي‭ ‬مبادرة‭ (‬سفراء‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭)‬؛‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬إلى‭ ‬العالم؛‭ ‬بأن‭ ‬نشر‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬كالسلام‭ ‬والتعايش‭ ‬والعدل‭ ‬والمساواة‭ ‬والرخاء‭ ‬وغيرها؛‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أدوات‭ ‬تنفيذ،‭ ‬وإلى‭ ‬شخصيات‭ ‬قيادية‭ ‬ملهمة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬ترسيخ‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬ونشرها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬ولاسيما‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬صراعات‭ ‬أو‭ ‬تحديات‭ ‬تُعيقها‭ ‬عن‭ ‬بلوغ‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭ ‬والمستدامة‭.‬

إن‭ ‬تركيز‭ ‬هاتين‭ ‬المبادرتين‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬إحياء‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي؛‭ ‬يحمل‭ ‬إلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬دلالة‭ ‬واضحة‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬صور‭ ‬التنمية‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬الدول‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها،‭ ‬ولاسيما‭ ‬المتعلقة‭ ‬بأجندة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030،‭ ‬وأهدافها‭ ‬السبعة‭ ‬عشر،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنجح‭ ‬أو‭ ‬تستقر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬الأرضية‭ ‬القوية‭ ‬للتنمية،‭ ‬مُمثلة‭ ‬في‭: ‬السلام،‭ ‬والأمن،‭ ‬وعدالة‭ ‬توزيع‭ ‬الموارد،‭ ‬وعدم‭ ‬المساواة،‭ ‬والتي‭ ‬تشكل‭ ‬مُجتمعةً‭ ‬البُعد‭ ‬الأخلاقي‭ ‬للتنمية،‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬بحث‭ ‬آلياته،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إرسائها،‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬الدساتير‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الدولية‭.‬

لم‭ ‬يَغب‭ ‬عن‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬والذي‭ ‬خرج‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬مبادرة،‭ ‬وحاز‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جائزة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية،‭ ‬بأن‭ ‬النجاحات‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الشعوب‭ ‬ورخائها؛‭ ‬تتحقق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترسيخ‭ ‬مبادئ‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والعدالة‭ ‬والمساواة،‭ ‬لتكون‭ ‬الضابط‭ ‬الذي‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬العنف‭ ‬والنزاعات،‭ ‬ويدفع‭ ‬بطريق‭ ‬التنمية‭ ‬إلى‭ ‬الأمام،‭ ‬ويساعد‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الصعوبات‭ ‬والتحديات‭ ‬المختلفة‭. ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يغب‭ ‬عن‭ ‬سموه‭ ‬–‭ ‬كذلك‭ ‬–‭ ‬أهمية‭ ‬إيجاد‭ ‬منصة‭ ‬إعلامية،‭ ‬تتولى‭ ‬نشر‭ ‬المبادئ‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬للمبادرة،‭ ‬وعلاقتها‭ ‬بموضوع‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬جاء‭ (‬منتدى‭ ‬البحرين‭ .. ‬رؤى‭ ‬مشتركة‭ ‬لمستقبل‭ ‬ناجح‭) ‬في‭ ‬نسخته‭ ‬الثانية،‭ ‬حاملا‭ ‬شعار‭ (‬القيم‭ ‬المطلوبة‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭)‬،‭ ‬بحضور‭ ‬قوي‭ ‬وحافل‭ ‬للشخصيات‭ ‬القيادية‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية،‭ ‬مع‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬المنظمات‭ ‬الأممية؛‭ ‬ليشكل‭ ‬فرصة‭ ‬مهمة؛‭ ‬لتبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬المختلفة‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬عرض‭ ‬تجارب‭ ‬البحرين‭ ‬الناجحة،‭ ‬وخصوصا‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتسامح‭ ‬والتعددية‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر؛‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬منها‭ ‬نموجا‭ ‬رائدا‭ ‬للقيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬العالية،‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجنسيات‭ ‬والديانات‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬أرضها‭. ‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬المنتدى‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬سلسلة‭ ‬الجهود‭ ‬والمساهمات‭ ‬المتواصلة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬عليها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تعزيز‭ ‬المبادئ‭ ‬والقيم‭ ‬التي‭ ‬ترتكز‭ ‬عليها‭ ‬منظومة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ولاسيما‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام،‭ ‬وقد‭ ‬أثبتت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادراتها‭ ‬الرائدة،‭ ‬والجوائز‭ ‬التي‭ ‬حملت‭ ‬أسماء‭ ‬قادتها‭ ‬أنها‭ ‬شريك‭ ‬مسؤول،‭ ‬وعضو‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الوعي‭ ‬بأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وتحفيز‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬تحقيقها،‭ ‬كما‭ ‬أثبتت‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الحلول‭ ‬للتحديات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية؛‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعلها‭ ‬تحظى‭ ‬بمكانة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭.‬