إيران... من فمك أدينك

| عمر عليمات

في‭ ‬أحدث‭ ‬تصريحات‭ ‬ساسة‭ ‬إيران،‭ ‬ان‭ ‬رئيسهم‭ ‬مستعد‭ ‬للحوار‭ ‬مع‭ ‬الرياض‭ ‬إذا‭ ‬أوقفت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬اليمن‭! ‬لتنطبق‭ ‬عليهم‭ ‬مقولة‭: ‬“من‭ ‬فمك‭ ‬أدينك”،‭ ‬ويتحدث‭ ‬روحاني‭ ‬عن‭ ‬اليمن‭ ‬وكأنها‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬أرضه،‭ ‬ما‭ ‬باله؟‭!‬،‭ ‬ولماذا‭ ‬هذا‭ ‬الربط‭ ‬“العضوي”‭ ‬بين‭ ‬ملالي‭ ‬طهران‭ ‬وميليشيات‭ ‬صنعاء؟

الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬“التحالف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الأمل”‭ ‬لتعزيز‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬عدم‭ ‬الاعتداء‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تصريحات‭ ‬نيويورك‭ ‬ليست‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالواقع،‭ ‬وأكبر‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬التصريح‭ ‬الأخير‭ ‬للمتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬علي‭ ‬ربيعي،‭ ‬الذي‭ ‬قال‭: ‬“إن‭ ‬طهران‭ ‬مستعدة‭ ‬للحوار‭ ‬إذا‭ ‬أوقفت‭ ‬السعودية‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬اليمن”،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬تدخلاً‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬التدخل،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬تعريفه؟‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬هجمات‭ ‬أرامكو‭ ‬ليست‭ ‬اعتداء‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬توصيف‭ ‬الاعتداء؟

يمكن‭ ‬تَفهم‭ ‬أن‭ ‬تربط‭ ‬دولة‭ ‬ما‭ ‬محادثاتها‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬بوقف‭ ‬الحرب‭ ‬معها،‭ ‬ونؤمن‭ ‬بأن‭ ‬المفاوضات‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬وأصوات‭ ‬المدافع‭ ‬تصم‭ ‬الآذان‭ ‬في‭ ‬مدنها،‭ ‬لكن‭ ‬أن‭ ‬تربط‭ ‬إيران‭ ‬الحوار‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬فمعناه‭ ‬أنها‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬ميليشيات‭ ‬صنعاء‭ ‬تابعة‭ ‬لها‭ ‬وعليها‭ ‬حمايتها،‭ ‬أو‭ ‬انها‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬الأرض‭ ‬الإيرانية،‭ ‬وكلا‭ ‬الأمرين‭ ‬أسوأ‭ ‬من‭ ‬الآخر‭.‬

دول‭ ‬المنطقة‭ ‬كافة‭ ‬أرسلت‭ ‬رسائل‭ ‬واضحة‭ ‬بأن‭ ‬المسار‭ ‬السياسي‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬الأفضل‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬وأن‭ ‬أبواب‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬لم‭ ‬تغلق‭ ‬بعد،‭ ‬والرياض‭ ‬مارست‭ ‬ضبطاً‭ ‬كبيراً‭ ‬للنفس‭ ‬بعد‭ ‬هجمات‭ ‬أرامكو،‭ ‬مقابل‭ ‬تصريحات‭ ‬استفزازية‭ ‬غير‭ ‬مبررة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قادة‭ ‬إيران،‭ ‬وكأن‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬أمر‭ ‬يزعج‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬ويظهر‭ ‬زيف‭ ‬ادعاءات‭ ‬وخزعبلات‭ ‬خطابه‭ ‬“المقاوم”‭.‬

بالمحصلة،‭ ‬عندما‭ ‬تربط‭ ‬إيران‭ ‬أي‭ ‬حوار‭ ‬معها‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬فهي‭ ‬بذلك‭ ‬تؤكد‭ ‬المؤكد،‭ ‬حين‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬الحوثيين‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬نظامها‭ ‬يجب‭ ‬عليها‭ ‬الدفاع‭ ‬عنه،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬ينسف‭ ‬الأكاذيب‭ ‬التي‭ ‬تروجها،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تتدخل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬فمن‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬اشتراط‭ ‬طرف‭ ‬يمني‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬للبدء‭ ‬بمفاوضات‭ ‬أو‭ ‬حوار‭ ‬خاص‭ ‬باليمن،‭ ‬أما‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬إيران،‭ ‬فهذا‭ ‬ما‭ ‬ينطبق‭ ‬عليه‭ ‬“إذا‭ ‬لم‭ ‬تستحِ‭ ‬فاصنع‭ ‬ما‭ ‬شئت”‭. ‬“الرؤية”‭.‬