محرقيون يحيون ذكرى سيرة المعلم الراحل إبراهيم محرم

حفل “الأستاذ الأعجوبة” يوصي بإعادة إحياء مدرسة النور الوطنية

| سعيد محمد من قلالي

((تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الالكترونية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية ، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الاشارة للمصدر.))

 

ظهر‭ ‬الفنان‭ ‬المرحوم‭ ‬إبراهيم‭ ‬بحر‭ ‬في‭ ‬لقطة‭ ‬مع‭ ‬الفنان‭ ‬جمعان‭ ‬الرويعي‭ ‬في‭ ‬مقطع‭ ‬من‭ ‬مسلسل‭ ‬“سعدون”‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭ ‬“هالمدرسة‭ ‬تعلموا‭ ‬فيها‭ ‬عشرات‭ ‬كانوا‭ ‬يحملون‭ ‬في‭ ‬داخلهم‭ ‬الجهل”،‭ ‬وهو‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬مبنى‭ ‬لمدرسة‭ ‬في‭ ‬المحرق،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬المقطع‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬فيلم‭ ‬وثائقي‭ ‬عن‭ ‬سيرة‭ ‬المعلم‭ ‬الراحل‭ ‬إبراهيم‭ ‬محرم‭ ‬مؤسس‭ ‬مدرسة‭ ‬“النور‭ ‬الوطنية”‭.‬

في‭ ‬ركن‭ ‬من‭ ‬حفل‭ ‬“الأستاذ‭ ‬الأعجوبة”‭ ‬جمعت‭ ‬بعض‭ ‬مقتنيات‭ ‬الراحل‭ ‬محرم‭ ‬ومنها‭ ‬آلة‭ ‬كاتبة،‭ ‬واللافت‭ ‬أن‭ ‬حديثًا‭ ‬بين‭ ‬راعي‭ ‬الحفل‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمجموعة‭ ‬البركة‭ ‬المصرفية‭ ‬عدنان‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالملك‭ ‬ورئيس‭ ‬بعثة‭ ‬البحرين‭ ‬للحج‭ ‬الشيخ‭ ‬عدنان‭ ‬القطان،‭ ‬تحدثا‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬أنهما‭ ‬تعلما‭ ‬الطباعة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المدرسة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الآلة‭ ‬الكاتبة،‭ ‬وإحياءً‭ ‬لذكرى‭ ‬المرحوم‭ ‬محرم‭ ‬“بوحسن”‭.‬

فريج‭ ‬الشيوخ

حفل‭ ‬“الأستاذ‭ ‬الأعجوبة”‭ ‬الذي‭ ‬أقيم‭ ‬في‭ ‬صالة‭ ‬يوسف‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالملك‭ ‬بقلالي‭ ‬مساء‭ ‬السبت‭ ‬28‭ ‬سبتمبر‭ ‬2019‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬عدنان‭ ‬أحمد‭ ‬عبدالملك‭ ‬وسط‭ ‬مشاركة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الحضور‭ ‬رجالًا‭ ‬ونساءً،‭ ‬تحدث‭ ‬فيه‭ ‬عبدالملك‭ ‬عن‭ ‬ذكريات‭ ‬طفولته‭ ‬مع‭ ‬المرحوم‭ ‬محرم‭ ‬في‭ ‬فريج‭ ‬الشيوخ‭ ‬بالمحرق‭ ‬ضمن‭ ‬كلمته‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬أمام‭ ‬الحفل‭. ‬ويعود‭ ‬عبدالملك‭ ‬إلى‭ ‬ذكريات‭ ‬الطفولة،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬والدته‭ ‬ترسله‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬إلى‭ ‬منازل‭ ‬الجيران‭ ‬ومنها‭ ‬منزل‭ ‬المرحوم،‭ ‬وحين‭ ‬يغادر‭ ‬منزلهم‭ ‬كان‭ ‬يأخذ‭ ‬“كم‭ ‬بيضة”‭ ‬من‭ ‬قفص‭ ‬الدجاج،‭ ‬ويتذكر‭ ‬أيضًا‭ ‬أنه‭ ‬تعلم‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬المرحوم‭ ‬الطباعة‭ ‬على‭ ‬الآلة‭ ‬الكاتبة‭ ‬باللغتين‭ ‬العربية‭ ‬والإنجليزية،‭ ‬كما‭ ‬تعلم‭ ‬كيفية‭ ‬إعداد‭ ‬الجداول‭ ‬ومن‭ ‬يتقن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬كان‭ ‬يعتبر‭ ‬آنذاك‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬المتخصص‭ ‬في‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬اليوم‭.‬

وكان‭ (‬رحمه‭ ‬الله‭) ‬رجلًا‭ ‬فاضلًا‭ ‬كريم‭ ‬الأخلاق،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬يعلم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬والحساب‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬يعلم‭ ‬العزف‭ ‬على‭ ‬العود،‭ ‬وحتى‭ ‬العمانيون‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ولحبهم‭ ‬للعزف‭ ‬على‭ ‬العود،‭ ‬كانوا‭ ‬يتعلمون‭ ‬عنده‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬موهوبًا‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عدة‭.‬

وزاد‭ ‬قوله‭ ‬”فضل‭ ‬هذه‭ ‬المدرسة‭ ‬وفضل‭ ‬المرحوم‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إحياء‭ ‬مدرسة‭ ‬النور‭ ‬الوطنية؛‭ ‬حفاظًا‭ ‬على‭ ‬تاريخها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية؛‭ ‬باعتبارها‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬البحرين”‭.‬

قريب‭ ‬وصديقوفي‭ ‬كلمة‭ ‬أحمد‭ ‬العوضي،‭ ‬باعتباره‭ ‬تلميذا‭ ‬وقريبا‭ ‬وصديقا‭ ‬للمرحوم،‭ ‬وكانت‭ ‬العبرة‭ ‬في‭ ‬صوته‭ ‬تعكس‭ ‬مدى‭ ‬الحب‭ ‬للراحل،‭ ‬ووصفه‭ ‬بأنه‭ ‬إنسان‭ ‬كبير‭ ‬بكل‭ ‬معاني‭ ‬الإنسانية‭ ‬”نتذكر‭ ‬تلك‭ ‬الأوقات،‭ ‬فقد‭ ‬تعلمت‭ ‬مع‭ ‬أخي‭ ‬عبدالله‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬لدى‭ ‬المرحوم‭ (‬بوحسن‭)‬،‭ ‬وأتذكر‭ ‬أنه‭ ‬المدرسة‭ ‬تنقلت‭ ‬في‭ ‬منازل‭ ‬عدة‭ ‬ومنها‭ ‬مبنى‭ ‬في‭ (‬فريج‭ ‬الصنقل‭) ‬بالقرب‭ ‬من‭ (‬عين‭ ‬فخرو‭)‬،‭ ‬وكان‭ ‬المبنى‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬ديوان‭ ‬وغرفة‭ ‬علوية‭ ‬كان‭ ‬المرحوم‭ ‬يدرس‭ ‬التلاميذ‭ ‬فيها،‭ ‬وأتذكر‭ ‬كذلك‭ ‬إحدى‭ ‬التمثيليات‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬بنادي‭ ‬التعاون،‭ ‬ومقطعا‭ ‬للأخ‭ ‬يعقوب‭ ‬مسعود‭ ‬يسأله‭ ‬أحدهم‭ (‬أنت‭ ‬خريج‭ ‬وين؟‭)‬،‭ ‬فيقول‭ (‬أنا‭ ‬خريج‭ ‬جامعة‭ ‬عين‭ ‬فخرو‭)‬،‭ ‬كمقاربة‭ ‬مع‭ ‬جامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس‭ ‬في‭ ‬مصر”‭.‬

وقبل‭ ‬فقرة‭ ‬التكريم‭ ‬التي‭ ‬خصصتها‭ ‬العائلة‭ ‬لراعي‭ ‬الحفل‭ ‬وبعض‭ ‬الشخصيات‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬أصدقاء‭ ‬الراحل،‭ ‬تحدث‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬معارفه‭ ‬في‭ ‬فيلم‭ ‬وثائقي‭ ‬من‭ ‬سيناريو‭ ‬وإعداد‭ ‬أحمد‭ ‬جاسم‭ ‬وتصوير‭ ‬وإخراج‭ ‬إيمان‭ ‬بوزبون،‭ ‬احتوى‭ ‬على‭ ‬ذكريات‭ ‬وشهادات‭ ‬عن‭ ‬“الأستاذ‭ ‬الأعجوبة”‭ ‬المعلم‭ ‬الراحل‭ ‬إبراهيم‭ ‬محرم‭ ‬باعتباره‭ ‬اسمًا‭ ‬سيبقى‭ ‬في‭ ‬سجل‭ ‬الشخصيات‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬بإخلاص‭ ‬وتفان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن‭.‬