حبسها السابق كفيل بردعها وحتى لا تتفرق الأسرة

سنة مع وقف التنفيذ لأم تعمدت حرق ابنتها بماء ساخن

أدانت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬سيدة‭ ‬عشرينية،‭ ‬بحرق‭ ‬وتعذيب‭ ‬ابنتها‭ ‬الرضيعة‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬15‭ ‬شهرا‭ ‬فقط‭ ‬عبر‭ ‬سكب‭ ‬الماء‭ ‬الساخن‭ ‬على‭ ‬جسدها‭ ‬والتسبب‭ ‬لها‭ ‬بحروق‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية،‭ ‬بعدما‭ ‬أبلغ‭ ‬ضدها‭ ‬زوجها‭ - ‬والد‭ ‬الطفلة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ - ‬بشأن‭ ‬تعمدها‭ ‬تعذيب‭ ‬ابنتهما‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬لها‭ ‬بعاهة‭ ‬مستديمة‭ ‬تصل‭ ‬نسبتها‭ ‬إلى‭ ‬10‭ %‬،‭ ‬وعاقبتها‭ ‬بالحبس‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط،‭ ‬وأمرت‭ ‬بذات‭ ‬الوقت‭ ‬بوقف‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬مراعاة‭ ‬لظروف‭ ‬أبناء‭ ‬المتهمة‭ ‬الثلاثة‭ ‬ومن‭ ‬ضمنهم‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬وحفاظا‭ ‬على‭ ‬روابط‭ ‬الأسرة‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إنه‭ ‬نظرا‭ ‬لظروف‭ ‬الدعوى‭ ‬وملابساتها‭ ‬وإن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬كان‭ ‬خارجا‭ ‬عن‭ ‬إرادة‭ ‬المتهمة؛‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مدركة‭ ‬لما‭ ‬فعلته،‭ ‬وحرصا‭ ‬من‭ ‬المحكمة‭ ‬على‭ ‬لم‭ ‬شمل‭ ‬الأسرة،‭ ‬وحتى‭ ‬تستطيع‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬من‭ ‬يكفلها‭ ‬ويرعاها‭ ‬هي‭ ‬وشقيقيها‭ ‬الصغار‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬يحتاجون‭ ‬فيه‭ ‬لخدمة‭ ‬الأم،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬في‭ ‬حبسها‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬لانفصام‭ ‬روابط‭ ‬تلك‭ ‬الأسرة،‭ ‬إضافة‭ ‬لكون‭ ‬أنها‭ ‬لاحظت‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الأخيرة‭ ‬وجود‭ ‬الرضيعة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬وشقيقيها‭ ‬في‭ ‬كنف‭ ‬المتهمة‭ ‬وبصحبتها،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإنها‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المتهمة‭ ‬وحبسها‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬لزجرها‭ ‬وردعها‭ ‬وعدم‭ ‬إتيانها‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الأفعال‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

وكان‭ ‬قد‭ ‬ادعى‭ ‬وكيل‭ ‬المتهمة،‭ ‬والذي‭ ‬أحضر‭ ‬في‭ ‬جلسة‭ ‬سابقة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬وعرضها‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة،‭ ‬أن‭ ‬تشوها‭ ‬خلقيا‭ ‬هو‭ ‬سبب‭ ‬نزيف‭ ‬البنت‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نفاه‭ ‬وكيل‭ ‬الرضيعة‭ ‬ووالدها،‭ ‬وطالب‭ ‬الأول‭ ‬بإسقاط‭ ‬التهم‭ ‬عن‭ ‬موكلته؛‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬شفاء‭ ‬ابنتها‭ ‬من‭ ‬الإصابات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها‭ ‬وأن‭ ‬حالتها‭ ‬الصحية‭ ‬جيدة‭ ‬بعد‭ ‬معالجتها‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭.‬

وتتمثل‭ ‬التفاصيل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الأب‭ ‬ولي‭ ‬أمر‭ ‬الرضيعة‭ ‬المجني‭ ‬عليها،‭ ‬أبلغ‭ ‬ضد‭ ‬زوجته‭ ‬المتهمة،‭ ‬التي‭ ‬رزق‭ ‬منها‭ ‬بطفل‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬3‭ ‬سنين‭ ‬والرضيعة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬سنة‭ ‬و3‭ ‬أشهر،‭ ‬وأنها‭ ‬حامل‭ ‬بجنين‭ ‬آخر‭ ‬وضعته‭ ‬بعد‭ ‬بدء‭ ‬محاكمتها‭ ‬ويبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬أشهر‭ ‬حاليا،‭ ‬أبلغ‭ ‬ضدها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬بأنه‭ ‬اكتشف‭ ‬بعد‭ ‬عودته‭ ‬للمنزل‭ ‬إصابة‭ ‬رضيعته‭ ‬بكسر‭ ‬في‭ ‬يدها،‭ ‬وعندما‭ ‬سأل‭ ‬زوجته‭ (‬المتهمة‭) ‬أبلغته‭ ‬أنها‭ ‬سقطت‭ ‬أثناء‭ ‬تعلمها‭ ‬المشي‭ ‬وأصيبت‭ ‬يدها،‭ ‬لكنه‭ ‬رفض‭ ‬تصديق‭ ‬تلك‭ ‬الرواية‭ ‬التي‭ ‬ادعتها‭ ‬والدتها،‭ ‬لكنه‭ ‬ونتيجة‭ ‬لتدخل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬تنازل‭ ‬عن‭ ‬البلاغ‭ ‬الذي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬لدى‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬على‭ ‬الحادثة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬أبلغ‭ ‬عنها‭ ‬رجع‭ ‬مجددا‭ ‬للمنزل‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬العمل،‭ ‬وتفاجأ‭ ‬بأن‭ ‬رضيعته‭ ‬مغطاة‭ ‬بلحاف‭ ‬لكامل‭ ‬جسدها‭ ‬تقريبا،‭ ‬وعندما‭ ‬سأل‭ ‬زوجته‭ ‬ادعت‭ ‬إليه‭ ‬أن‭ ‬ابنتهما‭ ‬مصابة‭ ‬بـ‭ ‬“نزلة‭ ‬برد‭ ‬قوية”،‭ ‬لكنه‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أيضا‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬خصوصا‭ ‬عندما‭ ‬لاحظ‭ ‬أن‭ ‬ابنته‭ ‬مصابة‭ ‬بتشنجات،‭ ‬فقام‭ ‬بنقلها‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭.‬