المعتدون ضربوا زميلهم بكراسي وتسببوا له بعاهة مستديمة في عينه

انفعال “الهدة” يتسبب بحبس 3 طلاب متنمرين

| عباس إبراهيم

حبست‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬3‭ ‬طلبة‭ - ‬مخلى‭ ‬سبيلهم‭ ‬بضمان‭ ‬مالي‭- ‬بمدرسة‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬الثانوية‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات،‭ ‬وألزمتهم‭ ‬متضامنين‭ ‬بأن‭ ‬يدفعوا‭ ‬لزميلهم‭ ‬بالمدرسة،‭ ‬وإلى‭ ‬والديه‭ -‬المدعين‭ ‬بالحق‭ ‬المدني‭- ‬مبلغ‭ ‬1000‭ ‬دينار‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬التعويض‭ ‬المدني‭ ‬المؤقت‭ ‬وكذلك‭ ‬بمصروفات‭ ‬الدعوى‭ ‬وبمقابل‭ ‬أتعاب‭ ‬المحاماة،‭ ‬فيما‭ ‬برأت‭ ‬متهما‭ ‬رابعا‭ ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬اتهام،‭ ‬فيما‭ ‬يدعي‭ ‬الطلاب‭ ‬المدانون‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬افتعل‭ ‬الشجار‭ ‬قبل‭ ‬3‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬الواقعة‭ ‬المتهمين‭ ‬بها‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬بشأن‭ ‬براءة‭ ‬المتهم‭ ‬الرابع‭ ‬إن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬لم‭ ‬يذكره‭ ‬بأقواله‭ ‬حول‭ ‬الواقعة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬اعتصام‭ ‬المتهم‭ ‬بالإنكار‭ ‬في‭ ‬جلسات‭ ‬المحاكمة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬تتشكك‭ ‬معه‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬إسناد‭ ‬التهمة‭ ‬إليه‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬الطالب‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬الثالث‭ ‬الثانوي‭ ‬ذكر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬22‭ ‬نوفمبر‭ ‬2018‭ ‬الساعة‭ ‬2‭:‬15‭ ‬ظهرا‭ ‬كان‭ ‬متواجدا‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬ونازلا‭ ‬من‭ ‬السلم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬“الهدة”،‭ ‬فشعر‭ ‬بضربه‭ ‬في‭ ‬كتفه‭ ‬الأيمن‭ ‬ومؤخرة‭ ‬رأسه،‭ ‬وكانت‭ ‬الضربة‭ ‬بسيطة،‭ ‬فاعتقد‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬متعمدة،‭ ‬وعندما‭ ‬التفت‭ ‬نحو‭ ‬من‭ ‬ضربه‭ ‬تبين‭ ‬له‭ ‬أنه‭ ‬المتهم‭ ‬الأول،‭ ‬عندها‭ ‬قال‭ ‬له‭ (‬بالراحة‭ ‬شوي‭ ‬شوي‭).‬

لكن‭ ‬المتهم‭ ‬دفعه‭ ‬بالقوة‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬لسقوطه‭ ‬أرضا،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬اعتدى‭ ‬عليه‭ ‬بالضرب‭ ‬بواسطة‭ ‬يده‭ ‬وأثناء‭ ‬ذلك‭ ‬صرخ‭ ‬المعتدي‭ ‬وطلب‭ ‬ممن‭ ‬حوله‭ ‬مساعدته‭ ‬في‭ ‬ضربه،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬بمشاركة‭ ‬3‭ ‬طلاب‭ ‬آخرين‭ ‬لا‭ ‬يعرفهم‭ ‬بالاعتداء‭ ‬عليه‭ ‬بالضرب‭ ‬رفقة‭ ‬بالأول،‭ ‬وتعرض‭ ‬حينها‭ ‬لإصابات‭ ‬بسيطة‭.‬

إلا‭ ‬أنه‭ ‬وفي‭ ‬يوم‭ ‬الواقعة‭ ‬الموافق‭ ‬25‭ ‬نوفمبر‭ ‬2018‭ ‬الساعة‭ ‬6‭:‬40‭ ‬صباحا،‭ ‬كان‭ ‬متواجدا‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬الطابور‭ ‬الصباحي،‭ ‬فحضر‭ ‬له‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬ودعاه‭ ‬للخروج‭ ‬للتحدث‭ ‬معه،‭ ‬فرفض‭ ‬ذلك،‭ ‬ولم‭ ‬تمر‭ ‬سوى‭ ‬دقيقتين‭ ‬حتى‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬الصف‭ ‬ورأى‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬وخلفه‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬يقدر‭ ‬بـ‭ ‬20‭ ‬طالبا‭ ‬ومن‭ ‬ضمنهم‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث،‭ ‬والبقية‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬التعرف‭ ‬عليهم‭.‬

وعندها‭ ‬بدأوا‭ ‬في‭ ‬ضربه‭ ‬بطرق‭ ‬مختلفة،‭ ‬إذ‭ ‬ضربه‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بواسطة‭ ‬كرسي‭ ‬خشبي،‭ ‬فحاول‭ ‬الابتعاد‭ ‬والهرب،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬الطلبة‭ ‬صعد‭ ‬فوق‭ ‬طاولة‭ ‬ونزل‭ ‬منها‭ ‬عبر‭ ‬لكمة‭ ‬على‭ ‬وجهه‭ ‬ومسكه‭ ‬من‭ ‬الخلف،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تعرض‭ ‬لعدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬اللكمات‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬وعينه‭ ‬وتم‭ ‬سحبه‭ ‬أرضا،‭ ‬واستمر‭ ‬الجناة‭ ‬في‭ ‬ضربه‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬دقائق‭ ‬بواسطة‭ ‬أيديهم‭ ‬وكراسي‭ ‬الطلاب‭ ‬الخشبية‭ ‬ذات‭ ‬القوائم‭ ‬الحديدية،‭ ‬حتى‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬الفرار‭ ‬من‭ ‬قبضتهم‭.‬

وتوجه‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬غرفة‭ ‬المدير‭ ‬المساعد،‭ ‬ومنها‭ ‬إلى‭ ‬غرفة‭ ‬المدير،‭ ‬إذ‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬الأخير‭ ‬الاتصال‭ ‬بالإسعاف‭ ‬لمعالجته،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬رفض‭ ‬ذلك،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬اتصل‭ ‬بوالده،‭ ‬الذي‭ ‬حضر‭ ‬وطلب‭ ‬له‭ ‬سيارة‭ ‬الإسعاف،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬نقله‭ ‬للمستشفى‭ ‬لتلقي‭ ‬العلاج،‭ ‬مبينا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬وعيه‭ ‬بتلك‭ ‬اللحظات،‭ ‬ولكنه‭ ‬حتى‭ ‬وقت‭ ‬التحقيق‭ ‬معه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يشعر‭ ‬ويعاني‭ ‬آلاما‭ ‬وإصابات‭ ‬في‭ ‬وجهه‭ ‬وعينه‭ ‬اليمنى‭ ‬ورأسه‭.‬

وبشأن‭ ‬أدوار‭ ‬المتهمين‭ ‬المعلومين‭ ‬لديه‭ ‬أوضح‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬ضربه‭ ‬3‭ ‬ضربات‭ ‬بواسطة‭ ‬كرسي‭ ‬خشبي‭ ‬على‭ ‬الجزء‭ ‬الأيمن‭ ‬من‭ ‬وجهه‭ ‬وكتفه‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬استمر‭ ‬بضربه‭ ‬بواسطة‭ ‬يده‭ ‬على‭ ‬وجهه،‭ ‬أما‭ ‬المتهمان‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث،‭ ‬فقد‭ ‬ضرباه‭ ‬عدة‭ ‬ضربات‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬حصرها‭ ‬بواسطة‭ ‬أيديهما‭ ‬على‭ ‬عينه‭ ‬اليمنى‭ ‬ووجهه‭.‬

من‭ ‬جهته‭ ‬قرر‭ ‬الطبيب‭ ‬الشرعي‭ ‬في‭ ‬تقريره‭ ‬أن‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬يعاني‭ ‬إصابة‭ ‬في‭ ‬العين‭ ‬اليمنى،‭ ‬إذ‭ ‬تعاني‭ ‬العين‭ ‬انفصالا‭ ‬شبكيا‭ ‬جزئيا‭ ‬في‭ ‬شبكية‭ ‬العين‭ ‬اليمنى‭ ‬وانخفاض‭ ‬بقوة‭ ‬إبصارها‭ ‬إلى‭ ‬36‭/‬6،‭ ‬وهي‭ ‬على‭ ‬حالتها‭ ‬تعتبر‭ ‬عاهة‭ ‬مستديمة‭ ‬تقدر‭ ‬بنحو‭ ‬13‭ %.‬

من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬فقد‭ ‬أنكر‭ ‬المتهمون‭ ‬جميعا‭ ‬ما‭ ‬نسب‭ ‬إليهم‭ ‬من‭ ‬اتهام،‭ ‬وقال‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الواقعة‭ ‬25‭ ‬نوفمبر‭ ‬2018‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬صف‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬وتحدث‭ ‬معه‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬التوجه‭ ‬معه‭ ‬للإدارة‭ ‬لحل‭ ‬الموضوع‭ ‬بشكل‭ ‬ودي،‭ ‬لكن‭ ‬المذكور‭ ‬رفض،‭ ‬فغادر‭ ‬الصف‭ ‬وتوجه‭ ‬لدورة‭ ‬المياه،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬سمع‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬صوت‭ ‬صراخ‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬صف‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬فتوجه‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬ولم‭ ‬يشاهد‭ ‬الاعتداء،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬انصرف،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬شاهد‭ ‬المشرف‭ ‬برفقة‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭.‬

وقرر‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يضرب‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الأخير‭ ‬وصديقه‭ ‬هما‭ ‬من‭ ‬بدآ‭ ‬في‭ ‬ضربه‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الخميس‭ ‬الموافق‭ ‬22‭ ‬نوفمبر‭ ‬2018،‭ ‬وفي‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬دخل‭ ‬إلى‭ ‬الصف‭ ‬وشاهد‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬وشاهده‭ ‬رافعا‭ ‬كرسيا‭ ‬ناحيته،‭ ‬فرفع‭ ‬بدوره‭ ‬كرسي‭ ‬خشبي‭ ‬آخر‭ ‬ليدفع‭ ‬به‭ ‬كرسي‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ضربه‭ ‬3‭ ‬إلى‭ ‬4‭ ‬ضربات‭ ‬بواسطة‭ ‬يده‭ ‬على‭ ‬وجهه،‭ ‬حتى‭ ‬فك‭ ‬الشجار‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المتهمين‭ ‬الثالث‭ ‬والرابع‭.‬

وأفاد‭ ‬المتهم‭ ‬الثالث‭ ‬أنه‭ ‬شاهد‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬برفقة‭ ‬الرابع‭ ‬وأخبراه‭ ‬أنهما‭ ‬متوجهان‭ ‬لصف‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬للتفاهم‭ ‬معه،‭ ‬وعند‭ ‬دخولهم‭ ‬الصف‭ ‬قام‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬برفع‭ ‬كرسي‭ ‬خشبي‭ ‬وقام‭ ‬الأول‭ ‬برفع‭ ‬كرسي‭ ‬آخر‭ ‬مدافعا‭ ‬عن‭ ‬نفسه،‭ ‬وقد‭ ‬تساقطت‭ ‬الكراسي‭ ‬أرضا،‭ ‬ولفت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬شاهد‭ ‬الأول‭ ‬يعتدي‭ ‬بالضرب‭ ‬على‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬عدة‭ ‬ضربات،‭ ‬وبعدها‭ ‬حاول‭ ‬هو‭ ‬فك‭ ‬الشجار‭ ‬وتعرض‭ ‬لعضّه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجني‭ ‬عليه،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يقم‭ ‬بضربه‭ ‬إطلاقا‭.‬