مخالفًا للقانون... وعيون “التجارة” غافلة

محل بـ“الشعبي” يبيع اللؤلؤ المزروع “جهارًا”

| المحرر الاقتصادي

((تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الالكترونية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية ، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الاشارة للمصدر.))

 

يعرض‭ ‬محل‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الشعبي،‭ ‬بمدينة‭ ‬عيسى،‭ ‬لؤلؤًا‭ ‬مزروعًا‭ ‬للبيع،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬يمنع‭ ‬الاتجار‭ ‬به،‭ ‬ويحاسب‭ ‬عليه‭. ‬ولم‭ ‬يتسن‭ ‬لمندوب‭ ‬“البلاد”‭ ‬الحديث‭ ‬مع‭ ‬صاحب‭ ‬المحل،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬أكد‭ ‬فيه‭ ‬تجار‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬السوق‭ ‬بأن‭ ‬مفتشي‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك،‭ ‬ووزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والسياحة‭ ‬نادرًا‭ ‬ما‭ ‬يأتون‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬بهدف‭ ‬التفتيش‭ ‬وضبط‭ ‬المخالفات‭. ‬ووضع‭ ‬المحل‭ ‬لوحة‭ ‬على‭ ‬واجهته‭ ‬“جهارًا‭ ‬نهارًا”‭ ‬يؤكد‭ ‬وجود‭ ‬لؤلؤ‭ ‬طبيعي‭ ‬مزروع‭ ‬للبيع‭.‬

‭ ‬ومن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تمنع‭ ‬بيع‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬المزروع‭ ‬لحماية‭ ‬إرث‭ ‬حضاري‭ ‬وتاريخ‭ ‬يمتد‭ ‬لمئات‭ ‬السنين،‭ ‬حيث‭ ‬تسعى‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬خصوصية‭ ‬هذه‭ ‬السلعة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اقتصار‭ ‬الاتجار‭ ‬على‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬الطبيعي،‭ ‬وسنت‭ ‬قانونًا‭ ‬واضحًا‭ ‬لذلك،‭ ‬يعاقب‭ ‬من‭ ‬يخالف‭ ‬ذلك‭.‬

ويمنع‭ ‬القانون‭ ‬الاتجار‭ ‬باللؤلؤ‭ ‬المزروع،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬داخلاً‭ ‬في‭ ‬المشغولات،‭ ‬بحيث‭ ‬يحظر‭ ‬بيعه‭ ‬وشراؤه‭ ‬وعرضه،‭ ‬بهدف‭ ‬حماية‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬البحريني‭ ‬الأصيل‭ ‬والذي‭ ‬يكتسب‭ ‬شهرة‭ ‬عالمية‭ ‬واسعة‭.‬

‭ ‬واللؤلؤ‭ ‬المزروع‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يتكون‭ ‬داخل‭ ‬الصدفة‭ ‬بمساعدة‭ ‬الإنسان،‭ ‬بمعنى‭ ‬أنه‭ ‬ينتج‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إفراز‭ ‬المادة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحيوان‭ (‬المحار‭)‬،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬بل‭ ‬بسبب‭ ‬التدخل‭ ‬بوضع‭ ‬شيء‭ ‬على‭ ‬مدخل‭ ‬الصدفة‭ ‬ليضطر‭ ‬الحيوان‭ ‬إفراز‭ ‬المادة‭ ‬عليها‭. ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يظهر‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬الطبيعي‭ ‬والمزروع‭ ‬إلا‭ ‬بالفحص‭ ‬المخبري‭.‬

وبرعت‭ ‬اليابان‭ ‬بإنتاج‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬المزروع‭ ‬بداية‭ ‬الأمر،‭ (‬منتصف‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭) ‬فيما‭ ‬دخلت‭ ‬الصين‭ ‬على‭ ‬الخط‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬وأصبح‭ ‬ينتج‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬عقدًا‭ ‬كاملاً‭ ‬يباع‭ ‬بـ‭ ‬10‭ ‬دولارات‭ ‬فقط،‭ ‬قياسًا‭ ‬بآلاف‭ ‬الدولارات‭ ‬للؤلؤ‭ ‬الطبيعي‭.‬

وصدر‭ ‬أول‭ ‬قانون‭ ‬لتنظيم‭ ‬تجارة‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1928،‭ ‬كما‭ ‬صدر‭ ‬أول‭ ‬تشريع‭ ‬للرقابة‭ ‬على‭ ‬المشغولات‭ ‬الذهبية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1968‭.‬

وبحسب‭ ‬نص‭ ‬الأمر‭ ‬الأميري‭ ‬رقم‭ ‬4‭ ‬لسنة‭ ‬1975‭ ‬فانه‭ ‬“يحظر‭ ‬الاتجار‭ ‬في‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬المزروع‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬داخلاً‭ ‬في‭ ‬مشغولات‭ ‬مطعمة‭ ‬به”‭.‬

ومن‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ (‬القانون‭) ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬البحرينية‭ ‬محط‭ ‬ثقة‭ ‬للتجار‭ ‬والمستهلكين‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭.‬

ويعد‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬البحريني‭ ‬الأفضل‭ ‬عالميًّا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬النوعية‭ ‬واللون‭ ‬والنقاء‭ ‬والبريق،‭ ‬حيث‭ ‬يرجع‭ ‬السبب‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬ينابيع‭ ‬المياه‭ ‬العذبة‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التنقيب،‭ ‬والتي‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬بريقه‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬المالحة‭ ‬التي‭ ‬تعطيه‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬العتمة‭ (‬تجعله‭ ‬قاتمًا‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭). ‬

ولا‭ ‬يوجد‭ ‬بحسب‭ ‬تجار‭ ‬ومراقبين‭ ‬أي‭ ‬إحصاءات‭ ‬عن‭ ‬الكميات‭ ‬المتوافرة‭ ‬في‭ ‬السوق‭.‬

ويقدر‭ ‬هواة‭ ‬وغطاسون‭ ‬نسبة‭ ‬تواجد‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬تقريبًا‭ ‬بمحارة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬محارة‭.‬

وبحسب‭ ‬أرشيف‭ ‬المحاكم،‭ ‬أيدت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2013،‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬ضد‭ ‬صاحب‭ ‬محل‭ ‬مجوهرات‭ ‬بأحد‭ ‬المجمعات‭ ‬التجارية‭ ‬ومدير‭ ‬المحل‭ ‬بتغريم‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬500‭ ‬دينار،‭ ‬وذلك‭ ‬بتهمة‭ ‬بيع‭ ‬لؤلؤ‭ ‬مزروع،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬ضبط‭ ‬الكميات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أحد‭ ‬المفتشين‭ ‬بإدارة‭ ‬فحص‭ ‬المعادن‭ ‬والأحجار‭ ‬الكريمة‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬متخفيًا‭.‬