تعديل عقوبة “نصّاب” للسجن 3 سنوات بدل 5

| محرر الشؤون المحلية

خففت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬عقوبة‭ ‬محتال،‭ ‬في‭ ‬الأربعينات‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬ادعى‭ ‬لمواطنين‭ ‬إمكان‭ ‬استثماره‭ ‬أموالهما‭ ‬معه‭ ‬عبر‭ ‬شراء‭ ‬وبيع‭ ‬الأراضي‭ ‬وتمكن‭ ‬من‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬مبلغ‭ ‬يفوق‭ ‬14‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬منهما‭ ‬وماطل‭ ‬في‭ ‬إعادته‭ ‬إليهما‭ ‬رغم‭ ‬مطالبتهما‭ ‬إياه‭ ‬باسترجاع‭ ‬أموالهما،‭ ‬وذلك‭ ‬بجعلها‭ ‬السجن‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬سنوات،‭ ‬وأيدت‭ ‬الأمر‭ ‬بإلزامه‭ ‬بإعادة‭ ‬المبالغ‭ ‬لأصحابها‭ ‬وبمصادرة‭ ‬عائدات‭ ‬الجريمة‭.‬

ويتبين‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬القضية‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬المجني‭ ‬عليهما‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تقدم‭ ‬ببلاغ‭ ‬لدى‭ ‬شعبة‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬أفاد‭ ‬فيه‭ ‬بأن‭ ‬المستأنف‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬الاحتيال‭ ‬عليه،‭ ‬إذ‭ ‬أوهمه‭ ‬أن‭ ‬مجال‭ ‬عمله‭ ‬هو‭ ‬استثمار‭ ‬أموال‭ ‬الغير،‭ ‬فقام‭ ‬بتسليمه‭ ‬مبلغ‭ ‬7250‭ ‬دينارا‭ ‬ليستثمرها‭ ‬إليه‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬العقاري،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المستأنف‭ ‬احتال‭ ‬عليه‭ ‬واستولى‭ ‬على‭ ‬المبلغ‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬بأية‭ ‬استثمارات‭ ‬لصالحه،‭ ‬واكتشف‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬تلك‭ ‬المحنة‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬شخص‭ ‬محتال‭ ‬ونصاب‭ ‬ويستولي‭ ‬على‭ ‬أموال‭ ‬الغير،‭ ‬إذ‭ ‬عرف‭ ‬عنه‭ ‬بالفعل‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬اختلاس‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أموال‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬غيره‭.‬

وعقب‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المستأنف‭ ‬أنكر‭ ‬ما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭ ‬وادعى‭ ‬أن‭ ‬مجال‭ ‬عمله‭ ‬ليس‭ ‬استثمار‭ ‬أموال‭ ‬الغير‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬شابه،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بالمجني‭ ‬عليه‭ ‬الأول؛‭ ‬كونه‭ ‬لا‭ ‬يعرفه‭ ‬سوى‭ ‬معرفة‭ ‬سطحية،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتسلم‭ ‬منه‭ ‬أية‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬أصلا،‭ ‬والمسألة‭ ‬كلها‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬علاقة‭ ‬بصديق‭ ‬للمجني‭ ‬عليه‭ ‬المذكور،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬اقترض‭ ‬منه‭ ‬مبلغ‭ ‬1500‭ ‬دينار،‭ ‬وأعاده‭ ‬إليه‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭.‬

وأفاد‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يعلم‭ ‬أصلا‭ ‬بوجود‭ ‬هذا‭ ‬البلاغ‭ ‬ضده‭ ‬إلا‭ ‬عندما‭ ‬حصلت‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬عامل‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬محلات‭ ‬بيع‭ ‬وشراء‭ ‬الهواتف‭ ‬النقالة‭ ‬مشكلة،‭ ‬فاتصل‭ ‬بالشرطة‭ ‬للإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬العامل،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬تفاجأ‭ ‬بوجود‭ ‬بلاغ‭ ‬عليه‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭.‬

وبسؤال‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬تفاصيل‭ ‬البلاغ‭ ‬الذي‭ ‬تقدم‭ ‬به،‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تعرف‭ ‬على‭ ‬المستأنف‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬أحد‭ ‬أصدقائه،‭ ‬وكان‭ ‬أبلغه‭ ‬بأن‭ ‬المدان‭ ‬يستثمر‭ ‬أموال‭ ‬الناس،‭ ‬وأنه‭ ‬كان‭ ‬ينوي‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬سيولة‭ ‬مالية‭ ‬ليتمكن‭ ‬من‭ ‬الاستثمار‭ ‬معه،‭ ‬وعرض‭ ‬عليه‭ ‬صديقه‭ ‬فكرة‭ ‬الاستثمار‭ ‬لدى‭ ‬المستأنف،‭ ‬مؤكدا‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬أعماله‭ ‬مضمونة‭ ‬واستثماراته‭ ‬سليمة‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الصديق‭ ‬شرح‭ ‬له‭ ‬طريقة‭ ‬عمل‭ ‬المستأنف،‭ ‬وقال‭ ‬له‭ ‬إنه‭ ‬يأخذ‭ ‬أموالا‭ ‬من‭ ‬المستثمرين‭ ‬ويشتري‭ ‬قطعا‭ ‬من‭ ‬الأراضي،‭ ‬ويقوم‭ ‬ببيعها‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬بأسعار‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬سعر‭ ‬الشراء،‭ ‬وعقب‭ ‬ذلك‭ ‬يقوم‭ ‬بإعادة‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬مضافا‭ ‬إليه‭ ‬الربح‭ ‬المتحصل‭ ‬عليه‭ ‬ويأخذ‭ ‬أتعابه‭ ‬من‭ ‬الأرباح‭.‬

وتابع‭ ‬بأنه‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬قام‭ ‬بتسليم‭ ‬صديقه‭ ‬مبلغا‭ ‬وقدره‭ ‬600‭ ‬دينار،‭ ‬وفي‭ ‬المرة‭ ‬الثانية‭ ‬قدم‭ ‬للمتهم‭ ‬شخصيا‭ ‬مبلغ‭ ‬3200‭ ‬دينار،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المستأنف‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬أسبوع‭ ‬واحد‭ ‬دفعة‭ ‬ثالثة‭ ‬بمبلغ‭ ‬وقدره‭ ‬2500‭ ‬دينار‭ ‬استلمها‭ ‬منه‭ ‬المحتال‭ ‬شخصيا‭ ‬مدعيا‭ ‬له‭ ‬استثماره‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬قطع‭ ‬سكنية‭ (‬أراضٍ‭).‬

وأشار‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬الأول‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬قرابة‭ ‬4‭ ‬أشهر‭ ‬على‭ ‬تسليم‭ ‬المبالغ‭ ‬المالية‭ ‬للمستأنف‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬مطالبته‭ ‬برأس‭ ‬المال‭ ‬والأرباح،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأخير‭ ‬قام‭ ‬بمماطلته‭ ‬والتسويف‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬المبالغ‭ ‬إليه،‭ ‬وكانت‭ ‬المفاجأة‭ ‬عندما‭ ‬اكتشف‭ ‬أن‭ ‬المستأنف‭ ‬ليس‭ ‬سوى‭ ‬شخص‭ ‬محتال‭ ‬وتمكن‭ ‬من‭ ‬النصب‭ ‬على‭ ‬آخرين‭ ‬غيره،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منه‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬ببلاغ‭ ‬ضده‭ ‬لدى‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة‭ ‬لاتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬ضده‭.‬

أما‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬الثاني‭ ‬فقرر‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬يمارس‭ ‬الرياضة‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المتنزهات‭ (‬ممشى‭)‬،‭ ‬وفيه‭ ‬تعرف‭ ‬على‭ ‬النصاب،‭ ‬وقرر‭ ‬له‭ ‬أنه‭ ‬يستثمر‭ ‬أموال‭ ‬الغير‭ ‬في‭ ‬العقارات‭ ‬وأفاد‭ ‬له‭ ‬بإمكان‭ ‬مشاركته‭ ‬أعمال‭ ‬الاستثمار‭ ‬بالمبالغ‭ ‬التي‭ ‬يرغب‭ ‬بها،‭ ‬وبالفعل‭ ‬قام‭ ‬بتسليمه‭ ‬مبلغ‭ ‬7000‭ ‬دينار‭ ‬ظنا‭ ‬منه‭ ‬أنه‭ ‬سيتحصل‭ ‬على‭ ‬أرباح‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الأموال،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المستأنف‭ ‬استلم‭ ‬منه‭ ‬المبلغ‭ ‬نقدا‭ ‬وماطل‭ ‬في‭ ‬إعادتها‭ ‬إليه‭.‬

هذا‭ ‬وكانت‭ ‬أحالت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬المستأنف‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬العام‭ ‬2016،‭ ‬أولا‭: ‬تلقى‭ ‬مبالغ‭ ‬نقدية‭ ‬من‭ ‬المجني‭ ‬عليهما‭ ‬بغرض‭ ‬استثمارهما‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬ترخيص‭ ‬بذلك‭ ‬من‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭.‬

ثانيا‭: ‬اختلس‭ ‬المبالغ‭ ‬النقدية‭ ‬المملوكة‭ ‬للمجني‭ ‬عليهما‭ ‬إضرارا‭ ‬بهما،‭ ‬وكانت‭ ‬مسلّمة‭ ‬إليه‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬الوكالة‭.‬