مي بنت محمد: الثقافة وسيلة ناجحة في تحفيز التنمية الحضرية

البحرين نموذج في استثمار البنية الثقافية المستدامة

| المنامة - هيئة الثقافة والآثار

في‭ ‬استمرار‭ ‬لتحقيق‭ ‬المنجز‭ ‬الثقافي‭ ‬والحضاري،‭ ‬ألقت‭ ‬رئيسة‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬أمس‭ ‬الأول،‭ ‬كلمة‭ ‬في‭ ‬مكتبة‭ ‬الكونغرس‭ ‬الأميركي،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬أكبر‭ ‬مكتبة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬سفارة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لدى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ودائرة‭ ‬إفريقيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬في‭ ‬المكتبة؛‭ ‬بهدف‭ ‬التعريف‭ ‬بمسيرة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالحراك‭ ‬الثقافي‭ ‬وصناعة‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬ثقافية‭ ‬مستدامة،‭ ‬بحضور‭ ‬سفير‭ ‬البحرين‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭ ‬الثقافية‭ ‬والإعلامية‭.‬

وقالت‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬“لا‭ ‬أحد‭ ‬ينكر‭ ‬اليوم‭ ‬أهمية‭ ‬استثمار‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬فالثقافة‭ ‬قوة‭ ‬دافعة‭ ‬ووسيلة‭ ‬ناجحة‭ ‬في‭ ‬تحفيز‭ ‬التنمية‭ ‬الحضرية‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬وجذب‭ ‬المستثمرين‭ ‬والزوار”،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬تلقي‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬البديلة‭ ‬للتنمية‭ ‬وتعمل‭ ‬كضمان‭ ‬على‭ ‬استدامة‭ ‬النمو‭ ‬للمجتمعات‭. ‬

وأضافت‭ ‬“تركز‭ ‬المدن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬على‭ ‬طرق‭ ‬جديدة‭ ‬لتعزيز‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬صناعة‭ ‬السياحة‭ ‬الثقافية”،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬شهدت‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬نهضة‭ ‬استثمرت‭ ‬في‭ ‬بنيتها‭ ‬التحتية‭ ‬الثقافية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬التراث‭ ‬الثقافي‭ ‬الذي‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬حضارة‭ ‬دلمون‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬حضارات‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭. ‬

وعن‭ ‬ازدهار‭ ‬قطاع‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬قالت‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬“تطور‭ ‬قطاع‭ ‬الثقافة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنين‭ ‬ليصبح‭ ‬قطاعًا‭ ‬نابضًا‭ ‬بالحياة”،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬إستراتيجية‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬ثقافية‭ ‬مستدامة،‭ ‬إذ‭ ‬أثمرت‭ ‬عن‭ ‬مشاريع‭ ‬حفاظ‭ ‬للتراث‭ ‬الثقافي‭ ‬المادي‭ ‬وغير‭ ‬المادي‭ ‬وإنشاء‭ ‬شبكة‭ ‬من‭ ‬المتاحف‭ ‬ومراكز‭ ‬الزوار‭ ‬من‭ ‬شمال‭ ‬البحرين‭ ‬وحتى‭ ‬جنوبها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إدراج‭ ‬3‭ ‬مواقع‭ ‬بحرينية‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬التراث‭ ‬العالمي‭ ‬لمنظمة‭ ‬اليونيسكو‭. ‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬“هذا‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الثقافي،‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬فوز‭ ‬البحرين‭ ‬بجوائز‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬فوز‭ ‬مشروع‭ (‬إحياء‭ ‬منطقة‭ ‬المحرق‭) ‬بجائزة‭ ‬الآغا‭ ‬خان‭ ‬للعمارة‭ ‬للعام‭ ‬2019”،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬شكل‭ ‬نموذجًا‭ ‬مثاليًا‭ ‬للتعاون‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والأهلي‭ ‬وشمل‭ ‬موقع‭ ‬طريق‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬المسجل‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬التراث‭ ‬العالمي‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬البيوت‭ ‬المتفرعة‭ ‬عن‭ ‬مركز‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للثقافة‭ ‬والبحوث‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬المنجزات‭ ‬الثقافية‭ ‬البحرينية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لتتحقق‭ ‬لولا‭ ‬الدعم‭ ‬والتعاون‭ ‬الكبير‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭. ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬“الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الثقافة”‭ ‬حقق‭ ‬مشاريع‭ ‬ثقافية‭ ‬مهمة‭ ‬وصل‭ ‬مجموع‭ ‬تكلفتها‭ ‬إلى‭ ‬145‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬على‭ ‬رأسها‭ ‬مسرح‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تشييده‭ ‬بدعم‭ ‬كريم‭ ‬من‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ومتحف‭ ‬موقع‭ ‬قلعة‭ ‬البحرين‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬“أركابيتا”،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المتاحف‭ ‬ومراكز‭ ‬الزوار‭ ‬ومشاريع‭ ‬تجديد‭ ‬المدن‭ ‬التاريخية‭.‬

وأهدت‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬كتبها‭ ‬الخاصة‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬إصدادات‭ ‬مركز‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬لمكتبة‭ ‬الكونغرس،‭ ‬كما‭ ‬قامت‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬بإهداء‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬إصداراتها‭ ‬للمكتبة‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بتاريخ‭ ‬البحرين‭ ‬وآثارها‭.‬