إيران تمارس الإرهاب منذ عقود وسجلها مليء بالانتهاكات

وزير الخارجية: تكريم سمو رئيس الوزراء من “الصحة العالمية” كقائد عالمي يؤكد المكانة العالية لسموه

| المنامة - وزارة الخارجية

قال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أمام‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بنيويورك‭ ‬إن‭ ‬تبني‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬للإرهاب‭ ‬العابر‭ ‬للحدود‭ ‬خلق‭ ‬شبكات‭ ‬من‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬والميليشيات‭ ‬المتطرفة،‭ ‬والتي‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬كثيرة‭ ‬ومتفرقة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬كسوريا‭ ‬واليمن‭ ‬وشمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬ودول‭ ‬الصحراء‭ ‬والساحل‭ ‬وأميركا‭ ‬الجنوبية‭ ‬وغيرها،‭ ‬تستلزم‭ ‬منا‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهد‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الجماعي،‭ ‬للقضاء‭ ‬عليها‭ ‬وضمان‭ ‬عدم‭ ‬عودتها‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬كان‭. ‬

وقال‭: ‬تتوالى‭ ‬الشراكة‭ ‬الوطيدة‭ ‬والمتنامية،‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ودعم‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬مع‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأجهزتها‭ ‬ووكالاتها‭ ‬المتخصصة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تؤكده‭ ‬الخطوات‭ ‬والمبادرات‭ ‬التي‭ ‬اتخذتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬2030‭.‬

وأضاف‭: ‬جاء‭ ‬تكريم‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‭ ‬كقائد‭ ‬عالمي،‭ ‬في‭ ‬سابقة‭ ‬هي‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المنظمة،‭ ‬ليؤكد‭ ‬المكانة‭ ‬العالية‭ ‬التي‭ ‬يحظى‭ ‬بها‭ ‬سموه،‭ ‬ويجسد‭ ‬التقدير‭ ‬الدولي‭ ‬لدور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬المنظمة،‭ ‬معربا‭ ‬عن‭ ‬سعادته‭ ‬الغامرة‭ ‬باعتماد‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬في‭ ‬قرارها‭ ‬رقم‭ ‬329‭ ‬على‭ ‬73،‭ ‬لمبادرة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬بإعلان‭ ‬الخامس‭ ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬يوما‭ ‬عالمياً‭ ‬للضمير‭. ‬

وقال‭: ‬هناك‭ ‬هدفان‭ ‬أساسيان‭ ‬يأتيان‭ ‬في‭ ‬صدارة‭ ‬اهتمام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ومناقشاتنا‭ ‬اليوم،‭ ‬وهما‭ ‬“تحقيق‭ ‬السلام”،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬“القضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب”،‭ ‬وهذان‭ ‬هما‭ ‬الهاجسان‭ ‬الرئيسان‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭. ‬فقد‭ ‬ترسخت‭ ‬القناعة‭ ‬لدينا‭ ‬جميعًا‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬يؤثر‭ ‬حتماً‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬كالجمهورية‭ ‬العربية‭ ‬السورية‭ ‬والجمهورية‭ ‬اليمنية‭ ‬ودولة‭ ‬ليبيا،‭ ‬جراء‭ ‬ما‭ ‬ألم‭ ‬بهذه‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬اضطرابات‭ ‬أدت‭ ‬لإضعاف‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬انهيارها،‭ ‬وفاقمت‭ ‬من‭ ‬مشكلة‭ ‬الهجرة‭ ‬واللاجئين،‭ ‬ووفرت‭ ‬بيئة‭ ‬خصبة‭ ‬لظهور‭ ‬جماعات‭ ‬إرهابية‭ ‬بأشكال‭ ‬متعددة،‭ ‬سواء‭ ‬تلك‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الجماعات،‭ ‬التي‭ ‬هددت‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة‭ ‬واستقرار‭ ‬شعوبها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬منهج‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة‭ ‬لكي‭ ‬يسود‭ ‬السلام‭.‬

وتابع‭: ‬من‭ ‬أهم‭ ‬القرارات،‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬منها‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬النظر‭ ‬إليها‭ ‬والتعامل‭ ‬معها،‭ ‬باعتبارها‭ ‬مسألة‭ ‬سياسية‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬تتعلق‭ ‬بالاحتلال‭ ‬والسيادة‭ ‬والأرض‭ ‬والحقوق،‭ ‬وعلى‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أراد‭ ‬السلام،‭ ‬النهوض‭ ‬بمسؤولياته،‭ ‬في‭ ‬إلزام‭ ‬إسرائيل‭ ‬بتنفيذ‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية،‭ ‬والتوقف‭ ‬عن‭ ‬سياسات‭ ‬ضم‭ ‬الأراضي،‭ ‬والاستيلاء‭ ‬الجائر‭ ‬عليها،‭ ‬وانتهاك‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وعن‭ ‬عرقلة‭ ‬الجهود‭ ‬الرامية‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬ودائم‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬يفضي‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬1967،‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وفقا‭ ‬لمبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية،‭ ‬والقرارات‭ ‬الأممية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭.‬

وقال‭: ‬استمرارًا‭ ‬لمساعي‭ ‬البحرين‭ ‬الدؤوبة،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬تدخر‭ ‬يومًا‭ ‬جهدًا‭ ‬في‭ ‬بذلها،‭ ‬لتمكين‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة،‭ ‬وبالأخص‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق،‭ ‬من‭ ‬النمو‭ ‬والازدهار،‭ ‬وتحقيق‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬كافة،‭ ‬فقد‭ ‬استضافت‭ ‬بلادي‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬الصديقة‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي‭ ‬ورشة‭ ‬“السلام‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الازدهار”،‭ ‬والتي‭ ‬تمثل‭ ‬جهدًا‭ ‬نوعيًا‭ ‬ومبادرة‭ ‬مهمة‭ ‬لتعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬وتوفير‭ ‬الحياة‭ ‬الأفضل‭ ‬لشعوب‭ ‬المنطقة‭.‬

وواصل‭: ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬حرص‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يدعم‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‎،‭ ‬نؤكد‭ ‬تضامننا‭ ‬مع‭ ‬الجهود‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬لقضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية،‭ ‬وفق‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬سيادة‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬ووحدتها‭ ‬الوطنية‭ ‬والترابية،‭ ‬ونحيي‭ ‬الجهود‭ ‬المقدرة‭ ‬للأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تسوية‭ ‬القضية،‭ ‬وجهوده‭ ‬أيضًا،‭ ‬نحو‭ ‬تثبيت‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬العربية‭ ‬السورية،‭ ‬والتي‭ ‬توجت‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بتشكيل‭ ‬اللجنة‭ ‬الدستورية،‭ ‬متمنين‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬الخطوة‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬للحل‭ ‬السياسي‭ ‬المنشود‭ ‬في‭ ‬سوريا‭.‬

وقال‭: ‬نؤكد‭ ‬على‭ ‬موقفنا‭ ‬الداعم‭ ‬لجمهورية‭ ‬السودان‭ ‬الشقيقة،‭ ‬ولكل‭ ‬الخطوات‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬اتخاذها،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬والازدهار،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬فيها،‭ ‬ونرحب‭ ‬بتشكيل‭ ‬الحكومة‭ ‬الانتقالية،‭ ‬برئاسة‭ ‬دولة‭ ‬الدكتور‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬حمدوك،‭ ‬مؤيدين‭ ‬المطالب‭ ‬الخاصة‭ ‬برفع‭ ‬اسم‭ ‬السودان‭ ‬من‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬الراعية‭ ‬للإرهاب،‭ ‬بما‭ ‬يمكنه‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الدولية،‭ ‬وتجاوز‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬المهمة‭ ‬والدقيقة‭ ‬من‭ ‬تاريخه‭.‬

وذكر‭ ‬أن‭ ‬التحدي‭ ‬الآخر،‭ ‬الذي‭ ‬نود‭ ‬أن‭ ‬نؤكده‭ ‬وهو‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وكما‭ ‬ترون‭ ‬جميعا،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الخطر‭ ‬اتخذ‭ ‬أشكالا‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة،‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬الدول‭ ‬وضعت‭ ‬عالمنا‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬صعبة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتجلى‭ ‬فيما‭ ‬تمارسه‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬إرهاب‭ ‬ممتد‭ ‬عبر‭ ‬عقود،‭ ‬فالنظام‭ ‬الإيراني‭ ‬بحرسه‭ ‬الثوري‭ ‬الإرهابي،‭ ‬يمتلك‭ ‬سجلا‭ ‬مسيئًا‭ ‬مليئًا‭ ‬بالانتهاكات‭ ‬للمواثيق‭ ‬والقرارات‭ ‬الدولية،‭ ‬سواء‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تأسيس‭ ‬الميلشيات‭ ‬الإرهابية‭ ‬ودعمها،‭ ‬أو‭ ‬محاولاته‭ ‬المتواصلة‭ ‬لإثارة‭ ‬الفوضى‭ ‬والفتنة،‭ ‬والتدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬البحرين،‭ ‬أو‭ ‬بمواصلة‭ ‬احتلالها‭ ‬الجائر‭ ‬للجزر‭ ‬الثلاث‭ ‬التابعة‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الشقيقة‭ (‬طنب‭ ‬الكبرى‭ ‬وطنب‭ ‬الصغرى‭ ‬وأبو‭ ‬موسى‭) ‬والتهديد‭ ‬المباشر‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الاحتلال‭ ‬المستمر‭.‬

وأضاف‭: ‬نؤكد‭ ‬أننا‭ ‬مع‭ ‬أشقائنا‭ ‬في‭ ‬التحالف‭ ‬العربي‭ ‬لدعم‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬والذي‭ ‬تقوده‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬سنواصل‭ ‬جهودنا‭ ‬لإنقاذ‭ ‬اليمن‭ ‬وإعادة‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬إليه،‭ ‬ونحث‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬توحيد‭ ‬جهود‭ ‬كافة‭ ‬الأطراف‭ ‬اليمنية‭ ‬الوطنية‭ ‬مع‭ ‬حكومتهم‭ ‬الشرعية،‭ ‬للتصدي‭ ‬لميلشيات‭ ‬الحوثي‭ ‬الانقلابية‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬إيران،‭ ‬ولكل‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬اليمن،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التوصل‭ ‬لحل‭ ‬سلمي‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬المبادرة‭ ‬الخليجية‭ ‬وآليتها‭ ‬التنفيذية‭ ‬ومخرجات‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬وقرار‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬رقم‭ ‬2216‭ ‬للعام‭ ‬2015،‭ ‬وبما‭ ‬ينهي‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬التدخلات‭ ‬الإيرانية،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬المهدد‭ ‬الرئيسي‭ ‬لوحدة‭ ‬اليمن‭ ‬وسلامة‭ ‬أراضيه‭ ‬وجواره‭ ‬الإقليمي‭.‬

ونوه‭ ‬بجهود‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية،‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للفصائل‭ ‬المسلحة‭ ‬التابعة‭ ‬للنظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬والخارجة‭ ‬على‭ ‬القانون،‭ ‬التي‭ ‬أضحت‭ ‬خطرًا‭ ‬حقيقيًا‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬العراق‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬امتد‭ ‬خطرها‭ ‬إلى‭ ‬انتهاك‭ ‬حرمة‭ ‬البعثات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬فيه،‭ ‬وطال‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة،‭ ‬وجعل‭ ‬العراق‭ ‬منطلقًا‭ ‬لأهدافها‭ ‬الإرهابية‭.‬

وقال‭: ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬هنا،‭ ‬التغافل‭ ‬عن‭ ‬الدور‭ ‬الخطير،‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬الإرهابي،‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬والحض‭ ‬على‭ ‬الكراهية،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬الأجندة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬لإدامة‭ ‬التوتر‭ ‬والأزمات‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬مشددين‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬ردع‭ ‬هذا‭ ‬الحزب‭ ‬الإرهابي‭ ‬وإبعاد‭ ‬خطره‭ ‬عن‭ ‬المنطقة‭.‬

وجدد‭ ‬الإشادة‭ ‬بالمسار‭ ‬الحاسم‭ ‬الذي‭ ‬تسلكه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬الصديقة،‭ ‬في‭ ‬مجابهة‭ ‬إيران‭ ‬وأدواتها‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬وذلك‭ ‬بممارسة‭ ‬الضغط‭ ‬الأقصى‭ ‬وفرض‭ ‬العقوبات‭ ‬الصارمة،‭ ‬مؤكدين‭ ‬دعمنا‭ ‬لمواصلة‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬لتجفيف‭ ‬منابع‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ووقف‭ ‬السياسات‭ ‬الهدامة‭ ‬للنظام‭ ‬الإيراني‭.‬

وشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬إمدادات‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭ ‬والملاحة‭ ‬البحرية،‭ ‬تتعرض‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ومضيق‭ ‬هرمز‭ ‬والمنطقة‭ ‬ككل،‭ ‬للخطر‭ ‬الشديد‭ ‬جراء‭ ‬سلوكيات‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬واستهدافه‭ ‬المتكرر‭ ‬للسفن‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة،‭ ‬فمنذ‭ ‬نحو‭ ‬خمسة‭ ‬وثلاثين‭ ‬عامًا‭ ‬سعت‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬لتنبيه‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬للتصدي‭ ‬لهذا‭ ‬الخطر،‭ ‬ولجأت‭ ‬آنذاك‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الذي‭ ‬أصدر‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬552‭ ‬لعام‭ ‬1984،‭ ‬والمتعلق‭ ‬بالاعتداءات‭ ‬الإيرانية‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الإرهاب‭ ‬الإيراني‭ ‬ما‭ ‬يزال‭ ‬متواصلاً‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬وبشكل‭ ‬أكبر‭ ‬وأخطر،‭ ‬ويشكل‭ ‬تهديدًا‭ ‬لهذه‭ ‬المنطقة‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للسلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‭ ‬ولاستقرار‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭.‬

وقال‭: ‬نجدد‭ ‬إدانتنا‭ ‬واستنكارنا،‭ ‬للاعتداء‭ ‬الإرهابي‭ ‬التخريبي‭ ‬الشنيع،‭ ‬باستهداف‭ ‬منشآت‭ ‬نفطية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة،‭ ‬والذي‭ ‬تتحمل‭ ‬إيران‭ ‬مسؤوليته،‭ ‬وهو‭ ‬الاعتداء‭ ‬الذي‭ ‬شكل‭ ‬تهديدًا‭ ‬خطيرًا‭ ‬لإمدادات‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭ ‬والنظام‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي،‭ ‬مؤكدين‭ ‬دعمنا‭ ‬التام‭ ‬والمطلق‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ -‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬الركن‭ ‬الرئيس‭ ‬لاستقرار‭ ‬المنطقة‭ - ‬فيما‭ ‬تتخذه‭ ‬من‭ ‬خطوات‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬ونطالب‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬وخاصة‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬بتحمل‭ ‬مسؤولياته‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين،‭ ‬واتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬صارم‭ ‬تجاه‭ ‬الممارسات‭ ‬الإيرانية‭ ‬الإجرامية‭ ‬المتكررة‭.‬

ورحب‭ ‬بالبيان‭ ‬المشترك‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬والجمهورية‭ ‬الفرنسية‭ ‬وجمهورية‭ ‬ألمانيا‭ ‬الاتحادية،‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬إيران‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم،‭ ‬وأوضح‭ ‬أهمية‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الاتفاق‭ ‬الخاص‭ ‬بالبرنامج‭ ‬النووي‭ ‬الإيراني،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يفي‭ ‬بمقتضيات‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وقال‭: ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬مسؤوليات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تجاه‭ ‬استقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬ككل،‭ ‬وامتدادا‭ ‬لدورها‭ ‬التاريخي،‭ ‬والتزامها‭ ‬بالعمل‭ ‬المشترك‭ ‬مع‭ ‬أشقائها،‭ ‬وحلفائها،‭ ‬وشركائها‭ ‬الدوليين‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية،‭ ‬وحرصها‭ ‬على‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والقرصنة‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬جاءت‭ ‬مشاركة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لأمن‭ ‬الملاحة‭ ‬وحماية‭ ‬الممرات‭ ‬البحرية،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬الدقيق‭ ‬والمهم،‭ ‬بهدف‭ ‬تأمين‭ ‬وحماية‭ ‬أهم‭ ‬الممرات‭ ‬الدولية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والحيوية‭ ‬للتجارة‭ ‬والطاقة‭. ‬

وواصل‭: ‬استضافت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬اجتماعًا‭ ‬عسكريًا‭ ‬دوليًا‭ ‬هامًا،‭ ‬بحث‭ ‬سبل‭ ‬تكثيف‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي‭ ‬لتعزيز‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة،‭ ‬وهي‭ ‬تستعد‭ ‬الآن‭ ‬لاستضافة‭ ‬اجتماعٍ‭ ‬دوليٍ‭ ‬آخر،‭ ‬سيعقد‭ ‬بالمنامة‭ ‬الشهر‭ ‬المقبل،‭ ‬ويعنى‭ ‬بأمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬والجوية،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬وبولندا،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬دولة،‭ ‬كأحد‭ ‬نتائج‭ ‬المؤتمر‭ ‬الدولي‭ ‬لدعم‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الذي‭ ‬انعقد‭ ‬بمدينة‭ ‬وارسو‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬الصورة‭ ‬أصبحت‭ ‬واضحة‭ ‬أمامنا،‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬أولويات‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬الإبطاء‭ ‬والتأخير‭ ‬وإنما‭ ‬تستوجب‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬اليوم‭ ‬قبل‭ ‬الغد،‭ ‬فالهدفان‭ ‬الرئيسيان‭ ‬اللذان‭ ‬نعمل‭ ‬من‭ ‬أجلهما‭ ‬وهما‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب،‭ ‬يتطلبان‭ ‬وبشدة‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬المشترك،‭ ‬ودعم‭ ‬أي‭ ‬تحرك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬السلام،‭ ‬والتعامل‭ ‬الحازم‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬للتخريب،‭ ‬وتنتهج‭ ‬العنف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬وتعيق‭ ‬منظمتنا‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬والغايات‭ ‬المنشودة‭.‬