جائزة الملك حمد لتمكين شباب العالم: نموذجٌ بارز للشراكة العالمية

كم‭ ‬كنت‭ ‬أتمنى‭ ‬التواجد‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬تكرم‭ ‬الفائزين‭ ‬بالأمس،‭ ‬ولكن‭ ‬منعني‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬تواجدي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نيويورك‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬الفعاليات‭ ‬الجانبية‭ ‬المنعقدة‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬أعمال‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬حاليًّا‭ ‬عرض‭ ‬المشاريع‭ ‬المختلفة،‭ ‬والتي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬ومناقشة‭ ‬أبرز‭ ‬الحلول‭ ‬الممكنة‭ ‬للتحديات‭ ‬الحالية‭. ‬كما‭ ‬أحب‭ ‬أن‭ ‬أنوّه‭ ‬بأن‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الفعاليات‭ ‬تتم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وبمشاركة‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم‭.‬

‭ ‬تصّر‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬على‭ ‬إيصال‭ ‬رسالتها‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدوليّ؛‭ ‬بأن‭ ‬عملية‭ ‬التغيير‭ ‬التي‭ ‬تنشدها‭ ‬جميع‭ ‬الأمم،‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬مساحات‭ ‬جغرافية‭ ‬واسعة،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تتطلب‭ ‬قرارًا‭ ‬قياديّا،‭ ‬وإرادة‭ ‬سياسية؛‭ ‬يأتيان‭ ‬من‭ ‬قمة‭ ‬هرم‭ ‬الدولة؛‭ ‬مُمثلة‭ ‬في‭ ‬شخص‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬والذي‭ ‬تحمل‭ ‬الجائزة‭ ‬اسم‭ ‬جلالته؛‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬الجائزة‭ ‬وما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬مضامين‭ ‬وأهداف‭ ‬ومبادئ،‭ ‬تتجاوز‭ ‬مساحة‭ ‬البحرين‭ ‬الداخلية‭ ‬أو‭ ‬المحلية‭ ‬إلى‭ ‬العالمية؛‭ ‬حيث‭ ‬انطلقت‭ ‬من‭ ‬مبنى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬نيويورك؛‭ ‬لتنتشر‭ ‬عبر‭ ‬العالم،‭ ‬حاملة‭ ‬للشباب‭ ‬العالمي‭ ‬وللجهات‭ ‬المهتمة‭ ‬بقضايا‭ ‬الشباب‭ ‬ودعمه‭ ‬رسائلَ‭ ‬واعدة،‭ ‬نحو‭ ‬التمكين،‭ ‬ومدّ‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬والمساندة،‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تحويل‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬أجندة‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وأهدافها‭ ‬السبعة‭ ‬عشر‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬تصّر‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين–‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ - ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نموذجًا‭ ‬حيًّا‭ ‬ومثالًا‭ ‬يُحتذى،‭ ‬في‭ ‬المشاركة‭ ‬العالمية،‭ ‬التي‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬بحث‭ ‬وإيجاد‭ ‬أفضل‭ ‬سبل‭ ‬الشراكات‭ ‬والمبادرات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬وعلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬صعيد،‭ ‬ومع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ولعلّ‭ ‬حرصها‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬مكاتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬المختلفة‭ ‬–‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬–‭ ‬يُعد‭ ‬مؤشرًا‭ ‬واضحًا،‭ ‬ودليلاً؛‭ ‬على‭ ‬حسِّها‭ ‬المسؤول‭ ‬تجاه‭ ‬القضايا‭ ‬والمسائل‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬حياة‭ ‬الشعوب‭ ‬والمجتمعات‭ ‬الدولية،‭ ‬خارج‭ ‬نطاقها‭ ‬المحليّ،‭ ‬كما‭ ‬يُجسد‭ ‬–‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬–‭ ‬إيمان‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بأهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬النهوض‭ ‬بهذه‭ ‬المجتمعات،‭ ‬والدفع‭ ‬بها‭ ‬نحو‭ ‬الأمام،‭ ‬لكيلا‭ ‬يتخلف‭ ‬فرد‭ ‬واحد‭ ‬منها‭ ‬عن‭ ‬ركب‭ ‬التقدم‭.‬

جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬لتمكين‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ - ‬في‭ ‬نسختها‭ ‬الثانية‭ ‬–‭ ‬تُعد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬–‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬–‭ ‬فهي‭ ‬تتوجّه‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬ملياري‭ ‬نسمة‭ ‬من‭ ‬الشباب،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬ثلث‭ ‬سكان‭ ‬العالم؛‭ ‬بهدف‭ ‬استثمار‭ ‬طاقاتهم،‭ ‬وتشغيل‭ ‬إمكانياتهم،‭ ‬وتحريك‭ ‬عامل‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬لديهم؛‭ ‬بوصفهم‭ ‬محرّك‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬المجتمعات،‭ ‬بما‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬قابلية‭ ‬واستعداد‭ ‬نفسي‭ ‬وعقلي‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬المتغيرات‭ ‬العالمية،‭ ‬ومواكبة‭ ‬مستجداتها،‭ ‬وفهمها،‭ ‬والتعامل‭ ‬معها،‭ ‬ولاسيما‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالعلوم‭ ‬التكنولوجية‭ ‬الحديثة‭ ‬وعلوم‭ ‬المستقبل،‭ ‬ولذلك‭ ‬فالتعويل‭ ‬عليهم‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأجندة‭ ‬العالمية‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وتسريع‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬السبعة‭ ‬عشر‭ ‬بحلول‭ ‬2030‭. ‬

‭ ‬وقد‭ ‬استطاعت‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬البحرينية‭ ‬الأصل،‭ ‬والعربية‭ ‬الإقليم،‭ ‬بما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬فكر‭ ‬تنموي‭ ‬موجه‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬الشبابية‭ ‬والقائمين‭ ‬على‭ ‬دعمها‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬خاصة‭ ‬أو‭ ‬أهلية‭ ‬أو‭ ‬حكومية؛‭ ‬أن‭ ‬تنتشر،‭ ‬ويذيع‭ ‬صيتها،‭ ‬ويرتفع‭ ‬صوتها‭ ‬الإعلامي‭ ‬بعيدًا،‭ ‬بفضل‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬لعل‭ ‬أهمها‭ ‬تكاتف‭ ‬الجهود،‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة،‭ ‬وبرنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ومكاتبها‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬–‭ ‬بكل‭ ‬جهد‭ - ‬على‭ ‬الترويج‭ ‬لهذه‭ ‬الجائزة‭ ‬ودعمها‭ ‬وإدارتها،‭ ‬والشكر‭ ‬موصول‭ ‬للمنظمات‭ ‬التي‭ ‬قمنا‭ ‬بدعوتها‭ ‬للقيام‭ ‬بأعمال‭ ‬التحكيم‭ ‬وهم‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي،‭ ‬واليونيدو،‭ ‬والمكتب‭ ‬الإقليمي‭ ‬للمنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة،‭ ‬ومكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للمستوطنات‭ ‬البشرية،‭ ‬واليونيسيف،‭ ‬وبرنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للبيئة‭. ‬

‭ ‬لقد‭ ‬خرجت‭ (‬جائزة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬لتمكين‭ ‬الشباب‭ ‬العالمي‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭) ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬بقوة،‭ ‬وتنافسية‭ ‬عالية،‭ ‬ونتوقّع‭ ‬لها‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬الاتساع‭ ‬والانتشار‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬القادمة،‭ ‬وإننا‭ ‬إذ‭ ‬نهنّئ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وقيادتها‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النجاح؛‭ ‬فإننا‭ ‬نبارك‭ ‬للفائزين‭ ‬بهذه‭ ‬الجائزة‭ ‬القيّمة،‭ ‬ونعدّهم‭ - ‬كأفراد‭ ‬أو‭ ‬كمؤسسات‭ - ‬سفراء‭ ‬حقيقيين‭ ‬للتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬ونأمل‭ ‬أن‭ ‬تعود‭ ‬جوائزهم‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬مجتمعاتهم،‭ ‬بما‭ ‬يقودها‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدام‭ ‬والشامل‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭.‬