الهجوم الإرهابي على منشآت النفط في السعودية تهديد للأمن الدولي

“التشاوري العربي” يدعو إيران للكف عن تدخلاتها

| المنامة - وزارة الخارجية

صدر‭ ‬عن‭ ‬الاجتماع‭ ‬التشاوري‭ ‬لمجلس‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوزاري‭ ‬والذي‭ ‬عُقد‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نيويورك‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬أعمال‭ ‬الدورة‭ ‬74‭ ‬للجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بيانًا‭ ‬أدان‭ ‬الهجوم‭ ‬الإرهابي‭ ‬التخريبي‭ ‬الأخير‭ ‬على‭ ‬منشآت‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬بقيق‭ ‬وخُريص‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬تهديدًا‭ ‬خطيرًا‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة،‭ ‬وإنما‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬وإمدادات‭ ‬الطاقة‭ ‬العالمية‭. ‬

‭ ‬كما‭ ‬أعرب‭ ‬المجلس‭ ‬عن‭ ‬تضامنه‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمس‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬وتأييده‭ ‬جميع‭ ‬التدابير‭ ‬التي‭ ‬تتخذها‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬والتصدي‭ ‬لأي‭ ‬عدوان‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬إدانته‭ ‬للهجمات‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬ناقلات‭ ‬نفط‭ ‬وسفنًا‭ ‬تجارية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وخليج‭ ‬عمان،‭ ‬ومنها‭ ‬الهجوم‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬بتاريخ‭ ‬12‭ ‬مايو‭ ‬2019‭ ‬على‭ ‬ناقلتي‭ ‬نفط‭ ‬سعوديتين‭ ‬وناقلة‭ ‬نفط‭ ‬نرويجية‭ ‬وسفينة‭ ‬شحن‭ ‬إماراتية‭ ‬داخل‭ ‬المياه‭ ‬الإقليمية‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬والاعتداء‭ ‬على‭ ‬ناقلتي‭ ‬نفط‭ ‬في‭ ‬خليج‭ ‬عمان‭ - ‬بتاريخ‭ ‬13‭ ‬يونيو‭ ‬2019،‭ ‬بوصفها‭ ‬أعمالاً‭ ‬إجرامية‭ ‬تهدد‭ ‬أمن‭ ‬وسلامة‭ ‬حركة‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

وفي‭ ‬ذات‭ ‬الإطار،‭ ‬جدّد‭ ‬المجلس‭ ‬دعوته‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬رقم‭ ‬8412‭ ‬بتاريخ‭ ‬10‭/‬9‭/‬2019‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬إلى‭ ‬تحمل‭ ‬مسؤولياته‭ ‬لضمان‭ ‬حرية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬وأمنها‭ ‬وسلامتها،‭ ‬وضمان‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة‭ ‬واستقرارها،‭ ‬واتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬حازم‭ ‬للتصدي‭ ‬للأنشطة‭ ‬أو‭ ‬المحاولات‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تهديد‭ ‬أمن‭ ‬وسلامة‭ ‬الملاحة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬شدّد‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الإطار‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬علاقات‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الإيرانية‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬مبدأ‭ ‬حسن‭ ‬الجوار‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬والامتناع‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬أو‭ ‬التهديد‭ ‬بها،‭ ‬وتفادي‭ ‬التصعيد‭ ‬والعمل‭ ‬الجماعي‭ ‬على‭ ‬نزع‭ ‬فتيل‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

وجدّد‭ ‬المجلس‭ ‬إدانته‭ ‬كذلك‭ ‬للتدخلات‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الوارد‭ ‬في‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬الجامعة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوزاري‭ ‬رقم‭ ‬8418‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬سبتمبر‭ ‬2019‭.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬أكد‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تنفيذ‭ ‬قرارات‭ ‬مجلس‭ ‬الجامعة‭ ‬الأخيرة‭ ‬والبيان‭ ‬الوزاري‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬الدورة‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬الطارئة‭ ‬لمجلس‭ ‬الجامعة،‭ ‬والمتضمنة‭ ‬التصدي‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬للتصريحات‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬بشأن‭ ‬ضم‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وشواطئ‭ ‬البحر‭ ‬الميت‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬فوزه‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭. ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تجديد‭ ‬ولاية‭ ‬وكالة‭ ‬غوث‭ ‬وتشغيل‭ ‬اللاجئين‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأدنى‭ (‬الأونروا‭)‬،‭ ‬وبأغلبية،‭ ‬لثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬قادمة،‭ ‬مشددًا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬العمل‭ ‬لسد‭ ‬العجز‭ ‬المالي‭ ‬المقدر‭ ‬ب120‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭. ‬ودعا‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬التصدي‭ ‬للمخططات‭ ‬الاستيطانية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬القدس‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬القرار‭ ‬الأميركي‭ ‬بالاعتراف‭ ‬بالقدس‭ ‬عاصمة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬داعيًا‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الإطار‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذ‭ ‬قرارات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ذات‭ ‬الصلة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬القرار‭ ‬2334‭.‬

كما‭ ‬شدد‭ ‬المجلس،‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الإطار،‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬إنهاء‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬وفق‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬وعلى‭ ‬قاعدة‭ ‬المرجعيات‭ ‬الدولية‭ ‬الثابتة‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬ومبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬حشد‭ ‬الدعم‭ ‬والتأييد‭ ‬الدوليين‭ ‬للقرارات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬ذات‭ ‬السيادة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬4‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشريف‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬الاستعدادات‭ ‬الجارية‭ ‬لانعقاد‭ ‬المؤتمر‭ ‬الأول‭ ‬لإنشاء‭ ‬المنطقة‭ ‬الخالية‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬وأسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬الأخرى‭ ‬المقرر‭ ‬عقده‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬المقبل،‭ ‬أكد‭ ‬البيان‭ ‬أن‭ ‬التخلص‭ ‬التام‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭ ‬وإيجاد‭ ‬آليات‭ ‬واضحة‭ ‬للتحقق‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬يعد‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬لأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وتعزيزًا‭ ‬للسلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‭ ‬وأن‭ ‬مشاركة‭ ‬دول‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الإيجابية‭ ‬تعد‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬لتحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭.‬