ورشة متخصصة للحد من العدوى داخل المستشفيات

القحطاني لـ “البلاد”: قلة الكوادر المؤهلة وندرتها أكبر التحديات

| بدور المالكي من الرفاع

((تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الالكترونية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية ، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الاشارة للمصدر.))

 

 

أكد‭ ‬استشاري‭ ‬الأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬ومكافحة‭ ‬العدوى‭ ‬بالخدمات‭ ‬الطبية‭ ‬الملكية‭ ‬مناف‭ ‬القحطاني،‭ ‬أن‭ ‬انطلاق‭ ‬أول‭ ‬ورشة‭ ‬متخصصة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬العدوى‭ ‬داخل‭ ‬المستشفيات‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬سلامة‭ ‬المريض‭ ‬وحمايته،‭ ‬ويتم‭ ‬خلالها‭ ‬تأهيل‭ ‬وتدريب‭ ‬كوادر‭ ‬بحرينية‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الطبي‭ ‬للعمل‭ ‬مفتشين؛‭ ‬لضمان‭ ‬تطبيق‭ ‬معايير‭ ‬مكافحة‭ ‬العدوى‭ ‬في‭ ‬المرافق‭ ‬الصحية،‭ ‬والتعرف‭ ‬على‭ ‬معايير‭ ‬اعتماد‭ ‬منشآت‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬ويشرف‭ ‬على‭ ‬تدريبهم‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬استشاري‭ ‬مكافحة‭ ‬العدوى‭ ‬في‭ ‬المملكة‭.‬

وبين‭ ‬أن‭ ‬الورشة،‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬أمس‭ ‬وتمتد‭ ‬لـ‭ ‬4‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬للتدريب‭ ‬والبحوث‭ ‬الطبية‭ ‬بالمستشفى‭ ‬العسكري،‭ ‬تستخدم‭ ‬أحدث‭ ‬البرامج‭ ‬التدريبية‭ ‬الذكية‭ ‬لتطوير‭ ‬تقنيات‭ ‬مكافحة‭ ‬العدوى‭ ‬في‭ ‬المنشآت‭ ‬الصحية‭ ‬لتطوير‭ ‬برامج‭ ‬مراقبة‭ ‬غسل‭ ‬أيدي‭ ‬العاملين‭ ‬الصحيين،‭ ‬وتحسين‭ ‬طرق‭ ‬التطهير‭ ‬والتعقيم،‭ ‬والاستخدام‭ ‬الأمثل‭ ‬للمضادات‭ ‬الحيوية،‭ ‬باستخدام‭ ‬المحاكاة‭ ‬كبرامج‭ ‬تدريبية‭ ‬عالية‭ ‬الدقة‭.‬

وأشار‭ ‬القحطاني‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الورشة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬“مشكلة‭ ‬العدوى‭ ‬المكتسبة‭ ‬داخل‭ ‬المستشفيات‭ ‬أصبحت‭ ‬مشكلة‭ ‬عالمية‭ ‬تم‭ ‬رصدها‭ ‬كثيرا‭ ‬بمختلف‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام”،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬مستشفى‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬المهتمين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬وبدأ‭ ‬حملات‭ ‬التوعية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬سنوات‭ ‬وتركزت‭ ‬على‭ ‬الإجراءات‭ ‬الواجب‭ ‬اتخاذها‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬انتقال‭ ‬هذه‭ ‬العدوى‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬تشكل‭ ‬نسبة‭ ‬5‭ ‬و7‭ % ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬الطبية‭ ‬داخل‭ ‬المستشفيات‭ ‬لترتفع‭ ‬إلى‭  ‬15‭% ‬داخل‭ ‬أقسام‭ ‬العناية‭ ‬الفائقة‭ ‬عالميًا‭.‬

وقال‭ ‬“من‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬مريض‭ ‬يبقى‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬مدة‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬10‭ ‬أيام‭ ‬يصبح‭ ‬عرضة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيره‭ ‬للإصابة‭ ‬بهذه‭ ‬العدوى،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬المشكلة‭ ‬تكون‭ ‬خطيرة‭ ‬مع‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬ضعفا‭ ‬في‭ ‬المناعة،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬المسؤولية‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬مستشفيات،‭ ‬أطباء،‭ ‬جهات‭ ‬رسمية؛‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬المسبق‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬نسبة‭ ‬صفر‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬إصابة‭ ‬بالعدوى”‭.‬

وأكد‭ ‬القحطاني‭ ‬أهمية‭ ‬المعامل‭ ‬الافتراضية‭ ‬ونظم‭ ‬المحاكاة‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الطبية‭ ‬والتعليمية،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬تقنية‭ ‬المحاكاة‭ ‬في‭ ‬علاج‭ ‬الحالات‭ ‬المعدية‭ ‬هي‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬أساليب‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬التي‭ ‬يعتمد‭ ‬عليها‭ ‬المدربين‭ ‬لترشيد‭ ‬التكاليف‭ ‬المالية‭ ‬وأيضًا‭ ‬لترشيد‭ ‬الوقت‭ ‬والجهد،‭ ‬وتخدم‭ ‬المحاكاة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬التعليمية‭ ‬مثل‭ ‬“هدف‭ ‬إكساب‭ ‬المهارات”‭ ‬على‭ ‬واقع‭ ‬مشابه‭ ‬للواقع‭ ‬الحقيقي‭ ‬وكذلك‭ ‬فهي‭ ‬تخدم‭ ‬“الهدف‭ ‬المعرفي”،‭ ‬إذ‭ ‬تقدم‭ ‬للمتعلم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعارف‭ ‬حول‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭ ‬الحقيقة‭ ‬ومتطلباتها‭.‬

ونوه‭ ‬استشاري‭ ‬الأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬ومكافحة‭ ‬العدوى‭ ‬بأن‭ ‬أحد‭ ‬برامج‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬هو‭ ‬“ماذا‭ ‬لو‭ ‬؟”‭ ‬والذي‭ ‬يتم‭ ‬بناؤه‭ ‬بحيث‭ ‬يسمح‭ ‬للممارس‭ ‬الصحي‭ ‬المتدرب‭ ‬باختيار‭ ‬المتغيرات،‭ ‬ويوضح‭ ‬ماذا‭ ‬يحدث‭ ‬لهذه‭ ‬المتغيرات‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬المختلفة،‭ ‬ويقوم‭ ‬بتجريب‭ ‬إستراتيجيات‭ ‬مختلفة‭ ‬أو‭ ‬متغيرات‭ ‬مختلفة‭ ‬لرؤية‭ ‬تأثيرها‭ ‬على‭ ‬النتائج‭ ‬دون‭ ‬التعرض‭ ‬لخطورة‭ ‬حقيقية،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تقوم‭ ‬المعامل‭ ‬الافتراضية‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬أنظمة‭ ‬المحاكاة‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬الواقع‭ ‬المثالي‭ ‬بتقديم‭ ‬أكبر‭ ‬فائدة‭ ‬ممكنة‭ ‬للمتدرب‭ ‬بأقل‭ ‬جهد‭ ‬ممكن‭ ‬وأقل‭ ‬كلفة‭ ‬على‭ ‬المؤسسة‭ ‬الصحية‭ ‬أو‭ ‬التعليمية‭ ‬التي‭ ‬ينتمى‭ ‬لها‭ ‬المتدرب‭ ‬وفى‭ ‬صورة‭ ‬أمنة‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬وأعلى‭ ‬درجات‭ ‬المرونة‭.‬

وأشار‭ ‬القحطاني‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أكبر‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬نشاطات‭ ‬مكافحة‭ ‬العدوى‭ ‬هي‭ ‬قلة‭ ‬الكوادر‭ ‬المؤهلة‭ ‬وندرتها،‭ ‬لذلك‭ ‬نتطلع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬ورش‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬محاور‭ ‬عدة‭ ‬لسد‭ ‬النقص‭. ‬وأضاف‭ ‬“نحن‭ ‬نركز‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬داخل‭ ‬المنشآت‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬انتشارًا‭ ‬من‭ ‬غيرها،‭ ‬مثل‭ ‬الالتهابات‭ ‬الدموية،‭ ‬والالتهابات‭ ‬الجراحية،‭ ‬والتهابات‭ ‬قساطر‭ ‬البول،‭ ‬وهذه‭ ‬أنواع‭ ‬من‭ ‬العدوى‭ ‬تستخدم‭ ‬طرق‭ ‬معينة‭ ‬للوقاية‭ ‬منها،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬منعها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬المتناول،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬وسائل‭ ‬للتقليل‭ ‬منها،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الهدف‭ ‬الأسمى‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬برامج‭ ‬مكافحة”‭.‬

وأضاف‭ ‬“سنبحث‭ ‬خلال‭ ‬الورشة‭ ‬الحلول‭ ‬المطروحة‭ ‬بغية‭ ‬توحيد‭ ‬الإجراءات‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬المستشفيات‭ ‬لمكافحة‭ ‬العدوى،‭ ‬وهي‭ ‬تبدأ‭ ‬داخل‭ ‬كل‭ ‬مستشفى‭ ‬مع‭ ‬استقبال‭ ‬المريض‭ ‬والتحقيق‭ ‬الضروري‭ ‬بشأن‭ ‬حالته،‭ ‬مرورًا‭ ‬بوسائل‭ ‬وآليات‭ ‬العزل‭ ‬داخل‭ ‬المستشفى،‭ ‬إلى‭ ‬طرق‭ ‬نقل‭ ‬المرضى‭ ‬بواسطة‭ ‬سيارات‭ ‬الإسعاف”،‭ ‬مردفا‭ ‬“ويجب‭ ‬ألا‭ ‬نتجاهل‭ ‬سوء‭ ‬استعمال‭ ‬المضادات‭ ‬الحيوية‭ ‬وانعكاساته‭ ‬على‭ ‬مناعة‭ ‬الأفراد‭ ‬وسوء‭ ‬مقاومتهم‭ ‬للأمراض‭ ‬والجراثيم”‭.‬