محكوم عليه بالسجن 10 سنوات

إبطال حكم إدانة حارق سيارة شرطي وإحالته لمحكمة أول درجة

| محرر الشؤون المحلية

تنظر‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬متهم‭ ‬بحرق‭ ‬سيارة‭ ‬شرطي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬كرزكان‭ ‬انتقاما‭ ‬منه‭ ‬لعمله‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬وتنفيذا‭ ‬لأغراض‭ ‬إرهابية،‭ ‬والمحكوم‭ ‬عليه‭ ‬سابقا‭ ‬بالسجن‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬مع‭ ‬آخر‭ ‬دون‭ ‬إبلاغه‭ ‬بأمر‭ ‬الإحالة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬تخفيف‭ ‬عقوبة‭ ‬الثاني‭ ‬بوقت‭ ‬سابق‭ ‬للسجن‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف،‭ ‬إذ‭ ‬أمرت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬بإعادة‭ ‬القضية‭ ‬لمحكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬بدائرة‭ ‬مختلفة‭ ‬لبطلان‭ ‬الحكم‭ ‬السابق‭ ‬بحق‭ ‬المتهم‭.‬

وقررت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬تأجيل‭ ‬القضية‭ ‬لجلسة‭ ‬6‭ ‬أكتوبر‭ ‬لسماع‭ ‬شاهد‭ ‬الإثبات‭ ‬مع‭ ‬الأمر‭ ‬باستمرار‭ ‬حبس‭ ‬المتهم‭ ‬لحين‭ ‬الجلسة‭ ‬المقبلة‭.‬

وكانت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬قد‭ ‬قضت‭ ‬في‭ ‬طعن‭ ‬المتهم‭ ‬الماثل‭ ‬بقبول‭ ‬استئنافه‭ ‬شكلا‭ ‬وفي‭ ‬الموضوع‭ ‬بإلغاء‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬وإعادة‭ ‬القضية‭ ‬لمحكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬للفصل‭ ‬فيها‭ ‬بهيئة‭ ‬مغايرة‭.‬

وذكرت‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬أنه‭ ‬ولما‭ ‬خلت‭ ‬الأوراق‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬المتهم‭ ‬“المستأنف”‭ ‬بأمر‭ ‬إحالته‭ ‬للمحكمة‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬أوجبته‭ ‬المادة‭ (‬164‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية،‭ ‬وكانت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬قد‭ ‬فصلت‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬إعلانه‭ ‬بأمر‭ ‬الإحالة،‭ ‬فإن‭ ‬اتصالها‭ ‬بالدعوى‭ ‬بالنسبة‭ ‬له‭ ‬يكون‭ ‬منعدما‭ ‬وتكون‭ ‬إجراءات‭ ‬المحاكمة‭ ‬باطلة؛‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬الإعلان‭ ‬القانوني‭ ‬شرط‭ ‬لصحة‭ ‬اتصال‭ ‬المحكمة‭ ‬بالدعوى‭ ‬ويبطل‭ ‬حتما‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬بناء‭ ‬عليه‭ ‬ولا‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬أثر‭ ‬ولا‭ ‬يغني‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬إعلان‭ ‬المحكمة‭ ‬له‭ ‬بالحضور‭ ‬أمامها‭ ‬وإعادة‭ ‬إعلانه‭ ‬طالما‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬إعلانه‭ ‬بأمر‭ ‬الإحالة‭ ‬للمحكمة،‭ ‬ويكون‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬المحكمة‭ ‬قد‭ ‬بني‭ ‬على‭ ‬إجراءات‭ ‬باطلة‭ ‬وفوّت‭ ‬على‭ ‬المستأنف‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬درجات‭ ‬التقاضي،‭ ‬ووفقا‭ ‬لذلك،‭ ‬فإنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬المحكمة‭ ‬القضاء‭ ‬بإلغاء‭ ‬الحكم‭ ‬المستأنف‭ ‬بحقه‭ ‬وإعادة‭ ‬القضية‭ ‬لمحكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬للفصل‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

وتتحصل‭ ‬تفاصيل‭ ‬القضية‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬والمدان‭ ‬الاخر‭ ‬عقدا‭ ‬اتفاقا‭ ‬فيما‭ ‬بينهما‭ ‬على‭ ‬حرق‭ ‬سيارة‭ ‬الشرطي‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بمنطقة‭ ‬كرزكان؛‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬تواجدها‭ ‬بجوار‭ ‬مسكنه‭ ‬بقصد‭ ‬الإخلال‭ ‬بالأمن‭ ‬العام‭ ‬وسلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬وبث‭ ‬الرعب‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المواطنين‭.‬

وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬عرض‭ ‬الفكرة‭ ‬على‭ ‬المتهم‭ ‬الأول،‭ ‬والذي‭ ‬وافقه‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة،‭ ‬والتقيا‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الواقعة‭ ‬وتوجها‭ ‬لمكان‭ ‬تواجد‭ ‬السيارة،‭ ‬إذ‭ ‬سكب‭ ‬المستأنف‭ ‬البترول‭ ‬الذي‭ ‬أحضره‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬على‭ ‬السيارة،‭ ‬وقام‭ ‬الأخير‭ ‬بإشعال‭ ‬الحريق‭ ‬بواسطة‭ ‬قداحه،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬احتراقها‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬ولاذا‭ ‬بالفرار‭ ‬من‭ ‬الموقع‭.‬

وثبت‭ ‬للمحكمة‭ ‬من‭ ‬تقرير‭ ‬شعبة‭ ‬طاقم‭ ‬مسرح‭ ‬الجريمة‭ ‬عقب‭ ‬المعاينة‭ ‬والكشف‭ ‬على‭ ‬السيارة‭ ‬أن‭ ‬الحريق‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬سكب‭ ‬مادة‭ ‬سريعة‭ ‬الاشتعال‭ ‬على‭ ‬نقطتي‭ ‬تركز‭ ‬الحريق‭ ‬بهما،‭ ‬وأن‭ ‬الحريق‭ ‬بفعل‭ ‬فاعل‭ ‬ومتعمد،‭ ‬كما‭ ‬ثبت‭ ‬للمحكمة‭ ‬أن‭ ‬قيمة‭ ‬التلفيات‭ ‬في‭ ‬سيارة‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬بلغت‭ ‬5800‭ ‬دينار‭.‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬التحريات‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬لهوية‭ ‬المدانين‭ ‬وأنهما‭ ‬من‭ ‬ارتكب‭ ‬الواقعة‭ ‬بالاشتراك‭ ‬مع‭ ‬آخرين‭ ‬مجهولين،‭ ‬فتم‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المتهم‭ ‬الأول،‭ ‬والذي‭ ‬اعترف‭ ‬باقترافه‭ ‬للجريمة،‭ ‬كما‭ ‬قرر‭ ‬بمشاركة‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬ارتكابها‭.‬

وكانت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬قد‭ ‬انتهت‭ ‬إلى‭ ‬ثبوت‭ ‬الاتهام‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المدانين،‭ ‬والذي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬أنهما‭ ‬بتاريخ‭ ‬13‭ ‬أغسطس‭ ‬2018،‭ ‬أشعلا‭ ‬عمدا‭ ‬وآخرون‭ ‬مجهولون‭ ‬حريقا‭ ‬في‭ ‬السيارة‭ ‬المبينة‭ ‬وصفا‭ ‬ونوعا‭ ‬بالأوراق‭ ‬والمملوكة‭ ‬للمجني‭ ‬عليه‭ ‬معرضين‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬للخطر‭ ‬وأموالهم‭ ‬للخطر‭ ‬تنفيذا‭ ‬لغرض‭ ‬إرهابي‭.‬

وقضت‭ ‬على‭ ‬إثر‭ ‬ذلك‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬بإدانة‭ ‬المتهمين‭ ‬وسجنت‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬لمدة‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬وألزمتهما‭ ‬بالتضامن‭ ‬بدفع‭ ‬مبلغ‭ ‬5804‭ ‬دنانير‭ ‬للشرطي‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬كقيمة‭ ‬تلفيات‭ ‬سيارته‭ ‬وبمصادرة‭ ‬المضبوطات،‭ ‬فاستأنف‭ ‬الأول‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬وتم‭ ‬تخفيف‭ ‬عقوبته‭ ‬للسجن‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬والتأييد‭ ‬فيما‭ ‬عدا‭ ‬ذلك،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬للثاني‭ ‬وعند‭ ‬استئنافه‭ ‬لهذا‭ ‬الحكم‭ ‬قضت‭ ‬المحكمة‭ ‬بإعادة‭ ‬محاكمته‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بهيئة‭ ‬مغايرة‭ ‬لعدم‭ ‬إعلانه‭ ‬بأمر‭ ‬الإحالة‭.‬