المخرج السوداني صهيب قسم الباري يحقق جائزة “فارايتي”

أهمية ترميم الأفلام للحفاظ عليها وعلى تاريخها المهم في الجونة السينمائي

| طارق البحار

من‭ ‬الندوات‭ ‬المهمة‭ ‬ضمن‭ ‬مهرجان‭ ‬الجونة‭ ‬السينمائي‭ ‬المنعقد‭ ‬حاليا‭ ‬بنجاح‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الثالثة‭ ‬تم‭ ‬تقديم‭ ‬ندوة‭ ‬ضمن‭ ‬سيني‭ ‬جونة‭ ‬حول‭ ‬ترميم‭ ‬الأفلام‭ ‬واهمية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ساندرا‭ ‬شولبرج،‭ ‬رئيس‭ ‬مؤسسة‭ ‬‮«‬أندي‭ ‬كولكت‮»‬‭ ‬لترميم‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬الخاصة،‭ ‬وبتقديم‭ ‬فارياب‭ ‬وبحضور‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬صناع‭ ‬الأفلام‭ ‬والصحافة‭ ‬وبإشراف‭ ‬ومتابعة‭ ‬رئيس‭ ‬المهرجان‭ ‬انتشال‭ ‬التميمي

واكدت‭ ‬شولبرج‭ ‬إن‭ ‬مؤسستها‭ ‬تقوم‭ ‬بعمل‭ ‬دقيق‭ ‬لترميم‭ ‬الأفلام‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬امريكا‭ ‬مبني‭ ‬على‭ ‬صناع‭ ‬الأفلام‭ ‬الأصليين‭ ‬قبل‭ ‬وفاتهم‭ ‬وبعدها،‭ ‬وأوضحت‭ ‬أن‭ ‬ترميم‭ ‬النسخ‭ ‬الأصلية‭ ‬للأفلام‭ ‬يواجه‭ ‬تحديات‭ ‬كبرى‭ ‬بسبب‭ ‬ضعف‭ ‬التمويل‭ ‬الموجه‭ ‬لذلك،‭ ‬خاصة‭ ‬أنها‭ ‬تعتمد‭ ‬بشكل‭ ‬رئيسي‭ ‬على‭ ‬المنح‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المختلفة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬واجهته‭ ‬مؤسستها‭ ‬أثناء‭ ‬محاولاتها‭ ‬لترميم‭ ‬بعض‭ ‬الأفلام‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬إنتاج‭ ‬عام‭ ‬السبعينات‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬قضايا‭ ‬المرأة‭ ‬ذات‭ ‬الأصول‭ ‬الأفريقية‭ ‬مثلا،‭ ‬وكذلك‭ ‬قضايا‭ ‬الأمريكيين‭ ‬السود،‭ ‬أو‭ ‬ذوي‭ ‬الأصول‭ ‬الآسيوية،‭ ‬وهذه‭ ‬عادة‭ ‬مشكلات‭ ‬تواجه‭ ‬ترميم‭ ‬الأفلام‭ ‬الخاصة

وقالت‭ ‬ان‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬النسخ‭ ‬الأصلية‭ ‬‮«‬نيجاتيف‮»‬‭ ‬هي‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬المشكلات‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬أغلبيتها‭ ‬تم‭ ‬تخزينها‭ ‬بصورة‭ ‬خاطئة‭ ‬تماما،‭ ‬في‭ ‬مخازن‭ ‬لم‭ ‬تراعى‭ ‬أصول‭ ‬تخزين‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬الخام،‭ ‬موضحة‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬تخزينها‭ ‬في‭ ‬ثلاجات‭ ‬المنازل‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬جودتها‭ ‬لأطول‭ ‬فترة‭ ‬ممكنة،‭ ‬خاصة‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لو‭ ‬نجحنا‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬لصيغ‭ ‬جيدة‭ ‬لتخزين‭ ‬وحفظ‭ ‬الأفلام‭ ‬يمكننا‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بها‭ ‬لمدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬300‭ ‬سنة‭ ‬مثلا،‭ ‬وذلك‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬الطريقة‭ ‬الرقمية‭ ‬لحفظها‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الاحوال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4‭ ‬أعوام‭ ‬على‭ ‬الأكثر

واكدت‭ ‬في‭ ‬حديثها‭ ‬الشيق‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬الحقيقية‭ ‬أن‭ ‬تغيير‭ ‬الألوان‭ ‬الحقيقية‭ ‬للفيلم‭ ‬والتي‭ ‬تحدث‭ ‬بسبب‭ ‬سوء‭ ‬التخزين،‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬سببا‭ ‬رئيسيا‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬رؤية‭ ‬المخرج‭ ‬الأصلية‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬إنتاجه،‭ ‬فمثلا‭ ‬يطغى‭ ‬اللون‭ ‬الأخضر‭ ‬أو‭ ‬الأصفر‭ ‬وأحيانًا‭ ‬الأحمر‭ ‬بكثافة‭ ‬على‭ ‬الصورة‭ ‬ككل‭ ‬فيدمر‭ ‬هدف‭ ‬المخرج‭ ‬وصناع‭ ‬الفيلم،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬مثلا‭ ‬إبراز‭ ‬صورة‭ ‬لأحد‭ ‬الأمريكيين‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬أفريقية‭ ‬فإن‭ ‬لونه‭ ‬قد‭ ‬يتغير‭ ‬بسبب‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬للون‭ ‬بشرة‭ ‬آخر‭. ‬وأعلنت‭ ‬ساندرا‭ ‬في‭ ‬الندوة‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬عقد‭ ‬شراكة‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬جوجل‭ ‬الأميركية‭ ‬لتكون‭ ‬منصتها‭ ‬جوجل‭ ‬للثقافة‭ ‬والفنون‭ ‬منصة‭ ‬رئيسة‭ ‬للأفلام‭ ‬الخاصة،‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬قللت‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬مثل‭ ‬نتفليكس‭ ‬من‭ ‬تمويل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأفلام‭. ‬وفي‭ ‬سؤال‭ ‬لمسافات‭ ‬البلاد‭ ‬حول‭ ‬هل‭ ‬هناك‭ ‬أية‭ ‬محاولات‭ ‬عربية‭ ‬أو‭ ‬خليجية‭ ‬لترميم‭ ‬بعض‭ ‬افلامها‭ ‬القديمة‭ ‬مثل‭ ‬بس‭ ‬يا‭ ‬بحر‭ ‬أو‭ ‬الحاجز‭ ‬فقالت‭ ‬ساندرا‭ ‬انه‭ ‬للأسف‭ ‬لم‭ ‬نلتقى‭ ‬اي‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬وأنتجت‭ ‬ملايين‭ ‬الأفلام‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ترميم‭ ‬فوري‭ ‬بسبب‭ ‬ضعف‭ ‬الاهتمام‭ ‬والتمويل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدول،‭ ‬فهناك‭ ‬أفلام‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬المحطات‭ ‬أو‭ ‬يوتيوب‭ ‬بصورة‭ ‬غير‭ ‬مريحة‭ ‬وأحتاج‭ ‬حالا‭ ‬إلى‭ ‬تحرك‭ ‬لترميمها،‭ ‬وان‭ ‬دولة‭ ‬الخليج‭ ‬تحتاج‭ ‬اكثر‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬لان‭ ‬فيلم‭ ‬مثل‭ ‬بي‭ ‬يا‭ ‬بحر‭ ‬مثلا‭ ‬لن‭ ‬يتكرر‭ ‬ويعتبر‭ ‬تاريخا‭ ‬خاصا‭ ‬للسينما‭ ‬الكويتية‭.‬

فارايتي

ضمن‭ ‬فعاليات‭ ‬مهرجان‭ ‬الجونة‭ ‬السينمائي‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الثالثة‭ ‬2019‭ ‬أم‭ ‬اختيار‭ ‬المخرج‭ ‬السوداني‭ ‬صهيب‭ ‬قسم‭ ‬الباري‭ ‬لنيل‭ ‬جائزة‭ ‬مجلة‭ ‬فارايتي‭ ‬التي‭ ‬تمنحها‭ ‬سنويًا‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬المجلة‭ ‬العريقة‭ ‬في‭ ‬المنوعات‭ ‬والسينما‭ ‬وبحضور‭ ‬المدير‭ ‬الفني‭ ‬للمهرجان‭ ‬انتشال‭ ‬التميمي‭ ‬والذي‭ ‬سلمه‭ ‬الجائزة‭ ‬وسط‭ ‬حضور‭ ‬كبير‭ ‬ونجاح‭ ‬جديد‭ ‬للسينما‭ ‬السودانية‭ ‬أواخر‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المهرجانات

المخرج‭ ‬صهيب‭ ‬قسم‭ ‬الباري‭ ‬حقق‭ ‬الجائزة‭ ‬عن‭ ‬فيلمه‭ ‬المشارك‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬الأفلام‭ ‬الوثائقية‭ ‬الطويلة‭ ‬بالمهرجان‭ ‬“حديث‭ ‬عن‭ ‬الأشجار”،‭ ‬وأعرب‭ ‬عن‭ ‬سعادته‭ ‬بالجائزة‭ ‬وقال‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬مقال‭ ‬كُتب‭ ‬عن‭ ‬فيلمه‭ ‬وقت‭ ‬عرضه‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬برلين‭ ‬السينمائي،‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬فارايتي‭.‬

الفيلم‭ ‬يحكي‭ ‬قصة‭ ‬أربعة‭ ‬من‭ ‬صناع‭ ‬الأفلام‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬شغفهم‭ ‬بالسينما‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الغياب‭ ‬عنها،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬استعادة‭ ‬حلم‭ ‬حياتهم‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬السينما‭ ‬واقعًا‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬تكمن‭ ‬مهمتهم‭ ‬فيتأهيلهم‭ ‬دارًا‭ ‬قديمة‭ ‬للعرض‭ ‬في‭ ‬الهواء‭ ‬الطلق،‭ ‬وإحياء‭ ‬علاقة‭ ‬حب‭ ‬وشغف‭ ‬بالسينما‭ ‬لا‭ ‬ينتهيان‭.‬

تقع‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬93‭ ‬دقيقة‭ ‬وهو‭ ‬إنتاج‭ ‬مشترك‭ ‬بين‭ ‬“السودان،‭ ‬فرنسا،‭ ‬ألمانيا،‭ ‬تشاد”‭.‬

شراكة

أعلنت‭ ‬إدارة‭ ‬مهرجان‭ ‬الجونة‭ ‬بشراكتها‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬Facebook‭ ‬لتقديم‭ ‬مجموعة‭ ‬مدروسة‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬والأنشطة‭ ‬والتعاون‭ ‬المشترك،‭ ‬بحضور‭ ‬عمرو‭ ‬منسي،‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمهرجان‭ ‬الجونة،‭ ‬وبحضور‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬النجوم،‭ ‬وقال‭ ‬فارس‭ ‬عقاد،‭ ‬رئيس‭ ‬الشراكات‭ ‬الإعلامية‭ ‬لمنطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وأفريقيا‭ ‬وتركيا‭: ‬إن‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬مهرجان‭ ‬الجونة‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الثالثة‭ ‬ولكنه‭ ‬كبير‭ ‬بإمكانياته‭ ‬وفعالياته،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬فيس‭ ‬بوكللتعاون‭ ‬مع‭ ‬المهرجان‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬بشكل‭ ‬مصغر‭ ‬وتم‭ ‬تعزيز‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬خلال‭ ‬الدورة‭ ‬الثالثة،‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬تدشين‭ ‬ستديو‭ ‬خاص‭ ‬لفيس‭ ‬بوك‭ ‬يمكن‭ ‬للإعلاميين‭ ‬والصحفيين‭ ‬والممثلين‭ ‬والمبدعين‭ ‬استخدامه،‭ ‬موضحًالزيادة‭ ‬التعاون‭ ‬العام‭ ‬القادم‭. ‬وأضاف‭: ‬“أن‭ ‬اختيار‭ ‬مهرجان‭ ‬الجونة‭ ‬لهذه‭ ‬الشراكة‭ ‬جاء‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬أهمها‭ ‬تفوقه‭ ‬على‭ ‬مهرجانات‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬انتظامه‭ ‬وعدم‭ ‬توقفه‭ ‬مثل‭ ‬بعض‭ ‬المهرجانات‭ ‬الأخرى،‭ ‬وكذلك‭ ‬عمليةالتنظيم‭ ‬وطريقة‭ ‬التحضير‭ ‬والتعامل‭ ‬باحترافية‭ ‬كبيرة،‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬المؤشرات‭ ‬كانت‭ ‬إيجابية،‭ ‬ونحن‭ ‬نركز‭ ‬على‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المهرجانات”‭.‬

أصوات‭ ‬اللاجئين‭ ‬في‭ ‬السينما

نظم‭ ‬مهرجان‭ ‬الجونة‭ ‬السينمائي،‭ ‬مائدة‭ ‬حوار‭ ‬بعنوان‭ ‬“سينما‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنسانية‭ ‬أصوات‭ ‬اللاجئين‭ ‬فيالسينما”‭.‬بادارة‭ ‬رانيلد‭ ‬إيك،‭ ‬بالجامعة‭ ‬الألمانية،‭ ‬بحضور‭ ‬ومتابعة‭ ‬رئيس‭ ‬المهرجان‭ ‬انتشال‭ ‬التميمي‭ ‬وقيس‭ ‬شيخ‭ ‬نجيب‭ ‬والمخرج‭ ‬أمين‭ ‬درة‭ ‬والفنانة‭ ‬صبا‭ ‬مبارك‭ ‬والمخرج‭ ‬عمرو‭ ‬سلامة‭ ‬وآخرين‭.‬