علاقات تاريخية ووشائج قوية توثّقت عبر التاريخ بين المنامة والرياض

البحرين تشارك شقيقتها الكبرى الاحتفال بذكرى اليوم الوطني

السعودية‭ ‬تعيش‭ ‬عصرها‭ ‬الذهبي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عهد‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬وولي‭ ‬عهده البحرين‭ ‬تقف‭ ‬مع‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬خندق‭ ‬واحد‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب انتهاج‭ ‬الحوار‭ ‬وتغليب‭ ‬صوت‭ ‬العقل‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬درء‭ ‬التهديدات‭ ‬والأخطار‭ ‬ ‭ ‬400‭ ‬شركة‭ ‬سعودية‭ ‬تملك‭ ‬استثمارات‭ ‬فعلية‭ ‬في‭ ‬المملكة التجارة‭ ‬المتبادلة‭ ‬تنمو‭ ‬بمعدلات‭ ‬متزايدة‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬15‭ ‬و20‭ %‬ السعودية‭ ‬مستمرة‭ ‬بتعميق‭ ‬أواصر‭ ‬الصداقة‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم جهود‭ ‬مضنية‭ ‬لتجديد‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬الاعتدال‭ ‬والوسطية

 

‭ ‬تشارك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬شقيقتها‭ ‬الكبرى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الاحتفال‭ ‬بذكرى‭ ‬اليوم‭ ‬الوطني‭ ‬الـ89‭ ‬نظرًا‭ ‬لما‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬تاريخية‭ ‬ووشائج‭ ‬قوية‭ ‬توثقت‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭ ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬نموذجًا‭ ‬يحتذى‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الأشقاء،‭ ‬وامتدت‭ ‬وتشعبت‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الزاهر‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وأخيه‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭.‬

وشهدت‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬تطورات‭ ‬كبيرة،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬الزيارة‭ ‬الميمونة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ولقائه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي،‭ ‬تلك‭ ‬الزيارة‭ ‬التي‭ ‬حظيت‭ ‬بترحيب‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قيادة‭ ‬وحكومة‭ ‬وشعبًا‭ ‬وأضافت‭ ‬إلى‭ ‬تاريخ‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬فصلاً‭ ‬جديدًا‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬الأخوي‭ ‬المثمر‭.‬

وأعقب‭ ‬ذلك‭ ‬تأسيس‭ ‬مجلس‭ ‬التنسيق‭ ‬البحريني‭ ‬السعودي‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬الذي‭ ‬يأتي‭ ‬إطارًا‭ ‬يحتوي‭ ‬العلاقات‭ ‬القوية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬وينظمها‭ ‬وينقلها‭ ‬إلى‭ ‬إطار‭ ‬عصري‭ ‬يؤطر‭ ‬التعاون‭ ‬الثنائي،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬المجلس‭ ‬بوابة‭ ‬مشرقة‭ ‬للعبور‭ ‬بهذه‭ ‬العلاقات‭ ‬إلى‭ ‬مستقبل‭ ‬زاهر‭ ‬ومشرق،‭ ‬يحدد‭ ‬خلالها‭ ‬مسار‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‭ ‬والمقبلة،‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬علمي‭ ‬وعملي‭ ‬وقويم‭ ‬من‭ ‬التعاون،‭ ‬ولعل‭ ‬أولى‭ ‬ثمرات‭ ‬مجلس‭ ‬التنسيق‭ ‬البحريني‭ ‬السعودي،‭ ‬عرض‭ ‬الخطوات‭ ‬الفنية‭ ‬القادمة‭ ‬بشأن‭ ‬مشروع‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬حمد،‭ ‬والمشاريع‭ ‬المستقبلية‭ ‬لتطوير‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭.‬

وكانت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وستظل‭ ‬داعمة‭ ‬لمواقف‭ ‬شقيقتها‭ ‬الكبرى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وتقف‭ ‬صفًّا‭ ‬واحدًا‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬أية‭ ‬مخططات‭ ‬تستهدفها،‭ ‬وهذا‭ ‬الموقف‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬بوضوح‭ ‬بعد‭ ‬العمل‭ ‬الإرهابي‭ ‬الذي‭ ‬استهدف‭ ‬معملين‭ ‬تابعين‭ ‬لشركة‭ ‬أرامكو‭ ‬بمحافظة‭ ‬بقيق‭ ‬وخريص‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬حيث‭ ‬شدّد‭ ‬جلالته‭ ‬في‭ ‬اتصال‭ ‬هاتفي،‭ ‬مع‭ ‬أخيه‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬على‭ ‬تضامن‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬السعودية‭ ‬وتأييدها‭ ‬المطلق‭ ‬لما‭ ‬تتخذه‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬لحماية‭ ‬مؤسساتها‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالحها،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تقف‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬خندق‭ ‬واحد‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬بكل‭ ‬صوره‭ ‬وأشكاله‭ ‬وضد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يحاول‭ ‬المساس‭ ‬بأمن‭ ‬المملكة‭ ‬واستقرارها،‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬البحرين‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬تعلن‭ ‬انضمامها‭ ‬للتحالف‭ ‬العربي‭ ‬لإعادة‭ ‬الشرعية‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬الذي‭ ‬دعت‭ ‬إليه‭ ‬السعودية،‭ ‬وكذلك‭ ‬التحالف‭ ‬الإسلامي‭ ‬لمحاربة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬ويقف‭ ‬الجنود‭ ‬البحرينيون‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬أشقائهم‭ ‬من‭ ‬الجنود‭ ‬السعوديين‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬الجنوبية‭ ‬للذود‭ ‬عن‭ ‬حياض‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى‭.‬

وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬تنطلق‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬قدمًا‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬عامًا‭ ‬بعد‭ ‬عام،‭ ‬إذ‭ ‬يشار‭ ‬إلى‭ ‬الطموح‭ ‬المتزايد‭ ‬لبناء‭ ‬علاقات‭ ‬اقتصادية‭ ‬تكاملية‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬والتي‭ ‬يدعمها‭ ‬عدة‭ ‬عوامل،‭ ‬منها‭: ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬تعد‭ ‬الشريك‭ ‬التجاري‭ ‬الأول‭ ‬للبحرين،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الشركات‭ ‬الفاعلة‭ ‬التي‭ ‬فيها‭ ‬استثمار‭ ‬سعودي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬315‭ ‬شركة،‭ ‬بينما‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الشركات‭ ‬السعودية‭ ‬العاملة‭ ‬والمسجلة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ما‭ ‬يربو‭ ‬على‭ ‬43‭ ‬شركة‭.‬

والمعروف‭ ‬أن‭ ‬وتيرة‭ ‬التجارة‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬تنمو‭ ‬بمعدلات‭ ‬متزايدة‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬15‭ ‬و20‭ %‬،‭ ‬ووصل‭ ‬عدد‭ ‬الشركات‭ ‬السعودية‭ ‬التي‭ ‬تملك‭ ‬استثمارات‭ ‬فعلية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬شركة‭.‬

وتشهد‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بقيادة‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬وولي‭ ‬عهده‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬عصرها‭ ‬الذهبي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات،‭ ‬فهي‭ ‬تشهد‭ ‬عجلة‭ ‬تطور‭ ‬سريع‭ ‬وتقدم‭ ‬حضاري‭ ‬غير‭ ‬مسبوق،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬حافلا‭ ‬بالإنجازات،‭ ‬فعلى‭ ‬المستوى‭ ‬السياسي‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬واصلت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬اللحمة‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرات‭ ‬وتحركات‭ ‬قوية‭ ‬لدفع‭ ‬العمل‭ ‬الخليجي‭ ‬والعربي‭ ‬المشترك،‭ ‬حيث‭ ‬استضافت‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬واستضافت‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬الطارئة‭ ‬في‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬الماضي،‭ ‬وأنشأت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالس‭ ‬التنسيقية‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬شقيقاتها‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬كما‭ ‬عززت‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬الشأنين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬سياسيًّا‭ ‬واقتصاديًّا،‭ ‬وأصبح‭ ‬لها‭ ‬وجود‭ ‬أعمق‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬وفي‭ ‬صناعة‭ ‬القرار‭ ‬العالمي،‭ ‬فشكلت‭ ‬عنصر‭ ‬دفع‭ ‬قويًّا‭ ‬للصوت‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬في‭ ‬دوائر‭ ‬الحوار‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬منظماته‭ ‬وهيئاته‭ ‬ومؤسساته‭.‬

وفي‭ ‬مجال‭ ‬علاقات‭ ‬المملكة‭ ‬المتميزة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬استمرت‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬نهجها‭ ‬لتطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬كافة،‭ ‬وذلك‭ ‬بتعميق‭ ‬أواصر‭ ‬الصداقة‭ ‬عبر‭ ‬توقيع‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬ومذكرات‭ ‬التفاهم‭ ‬مع‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الزيارات‭ ‬المتبادلة‭ ‬التي‭ ‬باتت‭ ‬رافدا‭ ‬مهما‭ ‬لإيصال‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للمملكة‭ ‬التي‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‌‭.‬

وإدراكًا‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬مسؤولياتها،‭ ‬ونظرًا‭ ‬لما‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬وصراعات‭ ‬ضاعفت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬السعودية‭ ‬جهودها‭ ‬على‭ ‬الساحتين‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬عبر‭ ‬انتهاج‭ ‬الحوار‭ ‬والتشاور‭ ‬وتغليب‭ ‬صوت‭ ‬العقل‭ ‬والحكمة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬درء‭ ‬التهديدات‭ ‬والأخطار‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬تفاقمها،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬تهدئة‭ ‬الأوضاع‭ ‬وتجنب‭ ‬الصراعات‭ ‬المدمرة‭ ‬وحل‭ ‬المشكلات‭ ‬بالوسائل‭ ‬السلمية‭.‬

وتلعب‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬دورا‭ ‬مشهودا‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬القضايا‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ومن‭ ‬أبرزها‭ ‬الجهود‭ ‬المضنية‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬لتجديد‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬الاعتدال‭ ‬والوسطية،‭ ‬وتعبر‭ ‬المملكة‭ ‬عن‭ ‬فخرها‭ ‬واعتزازها‭ ‬بالشرف‭ ‬العظيم‭ ‬الذي‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬وهو‭ ‬رعاية‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬في‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬والمدينة‭ ‬المنورة،‭ ‬وخدمة‭ ‬حجاج‭ ‬بيت‭ ‬الله‭ ‬الحرام‭ ‬وسائر‭ ‬المعتمرين،‭ ‬وتبذل‭ ‬جهودًا‭ ‬مضنية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬وكان‭ ‬نجاح‭ ‬موسم‭ ‬الحج‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬إنجازًا‭ ‬متميزًا‭ ‬ومستمرًّا،‭ ‬حيث‭ ‬استضافت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬2‭,‬4‭ ‬مليون‭ ‬حاج‭ ‬وحاجة‭ ‬أدوا‭ ‬مناسكهم‭ ‬في‭ ‬راحة‭ ‬وطمأنينة‭ ‬ويسر،‭ ‬وسخرت‭ ‬كافة‭ ‬إمكاناتها‭ ‬لخدمة‭ ‬حجيج‭ ‬بيت‭ ‬الله‭ ‬الحرام‭.‬

وواصلت‭ ‬المملكة‭ ‬جهودها‭ ‬لاستكمال‭ ‬التوسعة‭ ‬الثالثة‭ ‬للمسجد‭ ‬الحرام‭ ‬التي‭ ‬دشنها‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬لرفع‭ ‬الطاقة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬30‭ ‬مليون‭ ‬معتمر‭ ‬بحلول‭ ‬2030،‭ ‬وستبلغ‭ ‬تكلفة‭ ‬مشروع‭ ‬توسعة‭ ‬الحرم‭ ‬المكي‭ ‬100‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وتقوم‭ ‬التوسعة‭ ‬على‭ ‬خمسة‭ ‬مشاريع‭ ‬أساسية‭: ‬مبنى‭ ‬التوسعة‭ ‬الرئيسي،‭ ‬ومشروع‭ ‬الساحات،‭ ‬ومشروع‭ ‬أنفاق‭ ‬المشاة،‭ ‬ومشروع‭ ‬محطة‭ ‬الخدمات‭ ‬المركزية‭ ‬للحرم،‭ ‬والطريق‭ ‬الدائري‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬يحيط‭ ‬بالمسجد‭ ‬الحرام‭.‬

وفى‭ ‬إطار‭ ‬الأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سباقة‭ ‬في‭ ‬مد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬لنجدة‭ ‬أشقائها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬القارات‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الكوارث‭ ‬التي‭ ‬تلم‭ ‬بهم،‭ ‬إدراكًا‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬مسؤولياتها‭ ‬نحو‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬ونظرًا‭ ‬لما‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬وصراعات‭.‬

وتقوم‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬بدور‭ ‬عالمي‭ ‬مشهود‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬بجميع‭ ‬أنواعه،‭ ‬وقامت‭ ‬خلال‭ ‬جهودها‭ ‬الأمنية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والفكرية‭ ‬وإسهاماتها،‭ ‬بالمشاركة‭ ‬بفعالية‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬والثنائية‭ ‬المبذولة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتمويله‭ ‬والتزامها‭ ‬وتنفيذها‭ ‬للقرارات‭ ‬الدولية،‭ ‬ومن‭ ‬أبرز‭ ‬الإنجازات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬تشكيل‭ ‬التحالف‭ ‬الإسلامي‭ ‬لمحاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬المكون‭ ‬من‭ ‬34‭ ‬دولة‭.‬

وفي‭ ‬مجال‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة،‭ ‬كان‭ ‬للمرأة‭ ‬السعودية‭ ‬حظ‭ ‬وافر‭ ‬من‭ ‬ثمار‭ ‬النهضة‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬فكانت‭ ‬عاملاً‭ ‬مساعدًا‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التطور‭ ‬ودعم‭ ‬عجلة‭ ‬التنمية،‭ ‬وبلوغ‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬العالمية،‭ ‬وقد‭ ‬شهد‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات،‭ ‬وذلك‭ ‬تنفيذًا‭ ‬لبرنامج‭ ‬إصلاحات‭ ‬يقوده‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬السعودية‭ ‬بالمحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬نتج‭ ‬عنه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬صدور‭ ‬الأمر‭ ‬الملكي‭ ‬بتعيين‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬ريما‭ ‬بنت‭ ‬بندر‭ ‬بن‭ ‬سلطان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز؛‭ ‬سفيرة‭ ‬لخادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬لدى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬بمرتبة‭ ‬وزير؛‭ ‬لتكون‭ ‬أول‭ ‬امرأة‭ ‬سعودية‭ ‬يتم‭ ‬تعيينها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬المملكة‭.‬

بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتطوير‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬السعودي،‭ ‬هناك‭ ‬اهتمام‭ ‬كبير‭ ‬باستثمار‭ ‬الطاقات‭ ‬الشبابية،‭ ‬إذ‭ ‬تخطو‭ ‬السعودية‭ ‬إلى‭ ‬عامها‭ ‬الـ89‭ ‬بروح‭ ‬شبابية،‭ ‬ملؤها‭ ‬الفخر‭ ‬بإنجاز‭ ‬ماض‭ ‬يعمره‭ ‬روح‭ ‬التجدد‭ ‬ويكتنفه‭ ‬عصر‭ ‬التحدي،‭ ‬حيث‭ ‬يقود‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬تطبيق‭ ‬رؤية‭ ‬السعودية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬التحول‭ ‬واستنهاض‭ ‬الأمة،‭ ‬التي‭ ‬تكتنز‭ ‬الشباب‭ ‬السعودي‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬عليه‭ ‬كل‭ ‬برامج‭ ‬التحول‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬ولي‭ ‬العهد،‭ ‬بمباركة‭ ‬ملكية‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬مختلفة‭.‬

وفي‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬حقق‭ ‬الاقتصاد‭ ‬السعودي‭ ‬معدلات‭ ‬ومؤشرات‭ ‬اقتصادية‭ ‬إيجابية‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬شهدته‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬تذبذب‭ ‬وتقلبات‭ ‬وعدم‭ ‬ثبات‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬النفط‭ ‬العالمية،‭ ‬حيث‭ ‬نما‭ ‬المعدل‭ ‬السنوي‭ ‬للناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬واستمر‭ ‬النمو‭ ‬الإيجابي‭ ‬للاقتصاد‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الجاري،‭ ‬كما‭ ‬نمت‭ ‬الإيرادات‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬سجلت‭ ‬المصروفات‭ ‬خلال‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬نموًّا‭ ‬ملحوظًا‭.‬

وبجانب‭ ‬السوق‭ ‬المالية،‭ ‬تمكنت‭ ‬هيئة‭ ‬السوق‭ ‬المالية‭ ‬بجهودها‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬تطويــر‭ ‬منظومــة‭ ‬السوق‭ ‬بما‭ ‬يكفل‭ ‬جذب‭ ‬الاسـتثمار‭ ‬وبخاصة‭ ‬الأجنبي،‭ ‬وقد‭ ‬توجــت‭ ‬تلك‭ ‬المجهــودات‭ ‬بانضمــام‭ ‬السوق‭ ‬المالية‭ ‬السعودية‭ ‬خلال‭ ‬عام‭ ‬إلى‭ ‬عــدد‭ ‬مـن‭ ‬المؤشـرات‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬بينها؛‭ ‬مؤشــر‭ ‬“فوتسي‭ ‬راسل”‭ ‬ومؤشر‭ ‬MSCI‭ ‬والتي‭ ‬تأتي‭ ‬ضمــن‭ ‬تصنيــف‭ ‬الأســواق‭ ‬الناشــئة‭.‬

وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬المصرفي،‭ ‬يواصل‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬السعودي‭ ‬أداءه‭ ‬الجيد‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الصعد‭ ‬والمجالات‭ ‬المصرفية،‭ ‬وقد‭ ‬عكست‭ ‬مؤشرات‭ ‬السلامة‭ ‬المالية‭ ‬متانة‭ ‬القطاع‭ ‬بتسجيل‭ ‬نسب‭ ‬جيدة‭ ‬بمختلف‭ ‬المؤشرات‭.‬