ارتفاع عدد مؤسسات التعليم العالي من 3 بالتسعينات إلى 15 حاليا

59 % من الجامعيين إناث.. و65 % خريجات.. و12 جامعة خاصة

تشهد‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تطورًا‭ ‬متناميًا‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مستويات‭ ‬التعليم،‭ ‬لاسيما‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬العالي؛‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل،‭ ‬والاقتصاد‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬المعرفة،‭ ‬حيث‭ ‬شهدت‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2000،‭ ‬طفرة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬مع‭ ‬افتتاح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجامعات،‭ ‬التي‭ ‬يتزايد‭ ‬عددها‭ ‬باستمرار،‭ ‬حيث‭ ‬وصل‭ ‬عددها‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬15‭ ‬مؤسسة،‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬حكومية،‭ ‬وخاصة،‭ ‬وإقليمية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬مجموع‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬التسعينات‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬الثلاث‭ ‬جامعات‭. ‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نغفل‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬لتعزيز‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬التعليم،‭ ‬وزيادة‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وفقًا‭ ‬للتوجيهات‭ ‬السامية‭ ‬من‭ ‬قرينة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد،‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭. ‬ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬فقد‭ ‬تنامى‭ ‬عدد‭ ‬النساء‭ ‬البحرينيات‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل؛‭ ‬نتيجة‭ ‬التحاقهن‭ ‬بمؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬وحصولهن‭ ‬على‭ ‬المؤهلات‭ ‬الأكاديمية‭. ‬

وتشهد‭ ‬آخر‭ ‬إحصائيات‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬ووزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النمو،‭ ‬حيث‭ ‬بلغت‭ ‬النسبة‭ ‬التقريبية‭ ‬لخريجات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬65‭ % ‬مقارنة‭ ‬بإجمالي‭ ‬عدد‭ ‬الخريجين،‭ ‬كما‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬الطالبات‭ ‬المقيدات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بالبحرين‭ ‬59‭ % ‬مقارنة‭ ‬بعدد‭ ‬الطلبة،‭ ‬وتشير‭ ‬الإحصائيات‭ ‬أيضًا‭ ‬إلى‭ ‬تفوقهن‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المنح‭ ‬والبعثات‭ ‬الدراسية‭. ‬

‭ ‬وأثبتت‭ ‬الإحصائيات‭ ‬الأخيرة‭ ‬لليونيسكو‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الطلبة‭ ‬المسجلين‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وقد‭ ‬فاق‭ ‬عدد‭ ‬الطالبات‭ ‬عدد‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المراحل‭ ‬الجامعية‭ ‬من‭ ‬الدبلوم‭ ‬إلى‭ ‬الدكتوراه،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬التخصصات‭. ‬

ولقد‭ ‬أصبحت‭ ‬إسهامات‭ ‬وإنجازات‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬ليست‭ ‬كطالبة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المناصب‭ ‬الإدارية‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬السلك‭ ‬الجامعي،‭ ‬فحصلت‭ ‬على‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬لمؤسسة‭ ‬تعليم‭ ‬عالٍ،‭ ‬عميد،‭ ‬مدير،‭ ‬رئيس‭ ‬قسم،‭ ‬وكذلك‭ ‬حققت‭ ‬تقدمًا‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الأكاديمي‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬فحصلت‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدرجات‭ ‬العلمية،‭ ‬إضافةً‭ ‬إلى‭ ‬حصولها‭ ‬على‭ ‬الزمالة‭ ‬والعضوية‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الهيئات‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭. ‬

كما‭ ‬دُشِّنَ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬الخاصة،‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬عددها‭ ‬إلى‭ ‬12‭ ‬مؤسسة‭ ‬خاصة،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يزداد‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬بافتتاح‭ ‬مؤسسات‭ ‬تعليم‭ ‬عالٍ‭ ‬خاصة‭ ‬قريبًا‭. ‬

ونظرًا‭ ‬لأهمية‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬فقد‭ ‬ظهر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬بشأن‭ ‬معايير‭ ‬الجودة؛‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ظهور‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المملكة؛‭ ‬لمراقبة‭ ‬أداء‭ ‬المؤسسات،‭ ‬ووضع‭ ‬سياسات‭ ‬ومعايير‭ ‬لضمان‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والتدريبية،‭ ‬إضافةً‭ ‬إلى‭ ‬المرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬بتأسيس‭ ‬هيئة‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2008،‭ ‬والتي‭ ‬تمَّ‭ ‬إعادة‭ ‬تنظيمها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2012‭. ‬وهي‭ ‬جهة‭ ‬تقييم‭ ‬مستقلة؛‭ ‬تقوم‭ ‬بمراجعة‭ ‬أداء‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬والتدريبية،‭ ‬وتحديد‭ ‬مجالات‭ ‬التطوير‭ ‬الممكنة؛‭ ‬لتحسين‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬والتدريبية،‭ ‬وتطبيق‭ ‬أعلى‭ ‬المعايير‭ ‬العالمية‭ ‬لضمان‭ ‬الجودة‭.‬

بقلم‭: ‬نجمة‭ ‬تقي‭ (‬مستشار‭ ‬أكاديمي‭ ‬بإدارة‭ ‬مراجعة‭ ‬أداء‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بهيئة‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭)‬