عامر المري: أحضر المهرجان لتبادل الخبرات ومشاهدة روائع الأفلام

عرض الفيلم السوداني “ستموت في العشرين” بالجونة

| طارق البحار

تدور‭ ‬عجلة‭ ‬الأفلام‭ ‬في‭ ‬مهرجان‭ ‬الجونة‭ ‬السينمائي‭ ‬دورته‭ ‬الجديدة‭ ‬بثبات‭ ‬وبتنظيم‭ ‬رائع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عروض‭ ‬سينمائية‭ ‬رائعة‭ ‬وقيمة،‭ ‬عروض‭ ‬من‭ ‬الذهب‭ ‬ننتظره‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬فقط‭ ‬عبر‭ ‬الجونة‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬فريقه‭ ‬برنامج‭ ‬قيم‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬وبحضور‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬نجوم‭ ‬الفن‭ ‬داخل‭ ‬مصر‭ ‬وخارجها‭.‬

وانطلقت‭ ‬فعاليات‭ ‬الدورة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬مهرجان‭ ‬الجونة‭ ‬السينمائي‭ ‬في‭ ‬السابعة‭ ‬من‭ ‬مساء‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي،‭ ‬ويشارك‭ ‬بالمهرجان‭ ‬12‭ ‬فيلما‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬الأفلام‭ ‬الروائية‭ ‬الطويلة،‭ ‬و9‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬الأفلام‭ ‬الوثائقية‭ ‬الطويلة،‭ ‬و23‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬الأفلام‭ ‬القصيرة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬3‭ ‬أفلام‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬الخاص،‭ ‬ويعرض‭ ‬المهرجان‭ ‬21‭ ‬فيلما‭ ‬خارج‭ ‬المسابقة،‭ ‬ومن‭ ‬البحرين‭ ‬تحضر‭ ‬البلاد‭ ‬حصريًا‭ ‬لتطيل‭ ‬يومية‭ ‬مفصلة‭ ‬لأحداثه‭.‬

حضور‭ ‬مدير‭ ‬العين‭ ‬السينمائي

أعرب‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬مهرجان‭ ‬العين‭ ‬السينمائي‭ ‬عامر‭ ‬سالمين‭ ‬المري‭ ‬الذي‭ ‬يحضر‭ ‬فعاليات‭ ‬مهرجان‭ ‬الجونة‭ ‬السينمائي‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الثالثة‭ ‬عن‭ ‬سعادته‭ ‬بالحضور‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬الاحتفالية‭ ‬الكبيرة‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تواجده‭ ‬الدائم‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المهرجانات‭ ‬الدولية‭ ‬لتبادل‭ ‬الأفكار‭ ‬والخبرات‭ ‬ومشاهدة‭ ‬العروض‭ ‬والتعريف‭ ‬أكثر‭ ‬بمهرجان‭ ‬العين‭ ‬السينمائي‭ ‬الذي‭ ‬سينطلق‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬المقبل‭.‬

وقال‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬للبلاد‭ ‬بأنه‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬الغنية‭ ‬فنيا‭ ‬بعد‭ ‬الدورة‭ ‬الأولى‭ ‬وأثنى‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬سيختارها‭ ‬للمشاهدة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدورة،‭ ‬وقال‭: ‬سعيد‭ ‬للغاية‭ ‬من‭ ‬المستوى‭ ‬الجميل‭ ‬والتنظيم‭ ‬الرائع‭ ‬والمستوى‭ ‬الفني‭ ‬الهائل‭ ‬الموجود‭ ‬بمهرجان‭ ‬الجونة‭ ‬السينمائي‭ ‬وأتمنى‭ ‬لفريق‭ ‬المهرجان‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التوفيق‭ ‬والنجاح‭ ‬والتألق‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة‭ ‬ووعد‭ ‬غبر‭ ‬مسافات‭ ‬البلاد‭ ‬بدورة‭ ‬كبيرة‭ ‬ثانية‭ ‬للعين‭ ‬السينمائي‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬الأفلام‭ ‬والنجوم‭ ‬والعروض‭ ‬والندوات‭ ‬الفنية‭ ‬والسينمائية‭ ‬كما‭ ‬الدورة‭ ‬الأولى”‭.‬

ستموت‭ ‬في‭ ‬العشرين‭ ‬

عرض‭ ‬الفيلم‭ ‬السوداني‭ ‬الرائع‭ (‬ستموت‭ ‬في‭ ‬العشرين‭) ‬ضمن‭ ‬مسابقة‭ ‬الأفلام‭ ‬الروائية‭ ‬الطويلة،‭ ‬ليلة‭ ‬البارحة‭ ‬ضمن‭ ‬فعاليات‭ ‬الدورة‭ ‬الثالثة‭ ‬لمهرجان‭ ‬الجونة‭ ‬السينمائي‭ ‬والتي‭ ‬ستستمر‭ ‬إلى‭ ‬27‭ ‬سبتمبر‭ ‬الجاري‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬بحضور‭ ‬كبير‭ ‬جدا‭ ‬ضمن‭ ‬عرض‭ ‬“Red Carpet”‭ ‬بحضور‭ ‬مخرج‭ ‬العمل‭ ‬أمجد‭ ‬أبو‭ ‬العلاء،‭ ‬وأبطال‭ ‬وصناع‭ ‬الفيلم،‭ ‬ونفذت‭ ‬التذاكر‭ ‬في‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬طرحها‭ ‬في‭ ‬الصباح؛‭ ‬نظرا‭ ‬لما‭ ‬يقدمه‭ ‬الفيلم‭ ‬من‭ ‬قصة‭ ‬وإخراج‭ ‬وإبداع،‭ ‬خصوصًا‭ ‬والفيلم‭ ‬قد‭ ‬حاز‭ ‬مؤخرا‭ ‬على‭ ‬جائز‭ ‬“أسد‭ ‬المستقبل”،‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬أيام‭ ‬فينيسيا،‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬ضمن‭ ‬فعاليات‭ ‬الدورة‭ ‬الـ‭ ‬76‭ ‬لمهرجان‭ ‬فينيسيا‭ ‬السينمائي‭ ‬الدولي‭.‬

الفيلم‭ ‬الذي‭ ‬تشارك‭ ‬قنوات‭ ‬ART‭ ‬في‭ ‬إنتاجه‭ ‬يدور‭ ‬حول‭ ‬“مزمل”‭ ‬الذي‭ ‬يولد‭ ‬ملعونا‭ ‬بنبوءة‭ ‬تفيد‭ ‬موته‭ ‬عند‭ ‬بلوغه‭ ‬العشرين‭ ‬من‭ ‬عمره،‭ ‬يكبر‭ ‬“مزمل”‭ ‬وسط‭ ‬نظرات‭ ‬الشفقة‭ ‬التي‭ ‬تشعره‭ ‬بأنه‭ ‬ميت،‭ ‬حتى‭ ‬يعود‭ ‬“سليمان”،‭ ‬المصور‭ ‬السينمائي‭ ‬إلى‭ ‬قريته،‭ ‬يوفر‭ ‬جهاز‭ ‬عرض‭ ‬الأفلام‭ ‬الخاص‭ ‬بسليمان،‭ ‬نافذة‭ ‬لمزمل‭ ‬لرؤية‭ ‬العالم،‭ ‬وعندما‭ ‬يبلغ‭ ‬العشرين،‭ ‬يواجه‭ ‬حيرته‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬اختيار‭ ‬الموت،‭ ‬وبين‭ ‬حافلة‭ ‬تنقله‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬جدي‭.‬

ويقدم‭ ‬الفيلم‭ ‬السوداني‭ ‬“ستموت‭ ‬في‭ ‬العشرين”‭ ‬كل‭ ‬صفات‭ ‬الفيلم‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬يحب‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬يراه‭ ‬فور‭ ‬وصوله‭ ‬للسينما‭ ‬في‭ ‬العروض‭ ‬التجارية،‭ ‬وشخصيا‭ ‬عجبني‭ ‬عمل‭ ‬المخرج‭ ‬والسيناريو‭ ‬لأمجد‭ ‬أبو‭ ‬علاء،‭ ‬الممزوج‭ ‬بين‭ ‬الوطن‭ ‬وقدر‭ ‬شاب‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬قصة‭ ‬الفيلم‭ ‬مستوحى‭ ‬عن‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭ (‬النوم‭ ‬عند‭ ‬قدمى‭ ‬الجبل‭) ‬للكاتب‭ ‬السوداني‭ ‬حمور‭ ‬زيادة،‭ ‬وفي‭ ‬التفاصيل‭ ‬تدور‭ ‬الأحداث‭ ‬بولاية‭ ‬الجزيرة،‭ ‬وفيه‭ ‬يولد‭ (‬مُزمل‭) ‬في‭ ‬قرية‭ ‬سودانية‭ ‬تسيطر‭ ‬عليها‭ ‬الأفكار‭ ‬الصوفية،‭ ‬ثم‭ ‬تصله‭ ‬نبوءة‭ ‬من‭ ‬واعظ‭ ‬القرية‭ ‬تفيد‭ ‬بأنه‭ ‬سيموت‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬العشرين،‭ ‬فيعيش‭ ‬أيامه‭ ‬في‭ ‬خوف‭ ‬وقلق‭ ‬بالغين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬المصور‭ ‬السينمائي‭ ‬المتقدم‭ ‬في‭ ‬العمر،‭ ‬سليمان‭. ‬وتبدأ‭ ‬رحلة‭ ‬مزمل‭ ‬مع‭ ‬سليمان‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تفارقه‭ ‬مخاوفه‭ ‬من‭ ‬كابوس‭ ‬الموت‭ ‬القريب‭.‬

ويعتبر‭ ‬ستموت‭ ‬في‭ ‬العشرين‭ ‬هو‭ ‬سابع‭ ‬فيلم‭ ‬روائي‭ ‬بتاريخ‭ ‬السودان،‭ ‬وأول‭ ‬فيلم‭ ‬روائي‭ ‬طويل‭ ‬لمخرجه‭ ‬ومؤلفه‭ ‬السوداني‭ ‬أمجد‭ ‬أبو‭ ‬العلا،‭ ‬واشترك‭ ‬في‭ ‬تأليفه‭ ‬مع‭ ‬يوسف‭ ‬إبراهيم،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬بطولة‭ ‬مصطفى‭ ‬شحات،‭ ‬إسلام‭ ‬مبارك،‭ ‬محمود‭ ‬السراج،‭ ‬بونا‭ ‬خالد‭ ‬وطلال‭ ‬عفيفي،‭ ‬ويشارك‭ ‬في‭ ‬إنتاجه‭ ‬شركتا‭ ‬فيلم‭ ‬كلينك‭ ‬وترانزيت‭ ‬فيلمز‭ ‬لحسام‭ ‬علوان،‭ ‬بجانب‭ ‬شركات‭ ‬الإنتاجAndolfi‭ ‬وDUOFilm ASوDie Gesellschaft DGS‭ ‬وStation Films‭.‬

“Les Miserables”‭ ‬

شاهدت‭ ‬لكم‭ ‬في‭ ‬العروض‭ ‬الأولية‭ ‬لمهرجان‭ ‬الجونة‭ ‬أيضا‭ ‬ضمن‭ ‬العروض‭ ‬خارج‭ ‬المسابقة‭ ‬الرسمية‭ ‬لمهرجان‭ ‬الجونة‭ ‬السينمائي‭ ‬الدورة‭ ‬الثالثة‭ ‬يوم‭ ‬أمس،‭ ‬الفيلم‭ ‬الفرنسي‭ ‬“Les Miserables”‭ ‬للمخرج‭ ‬لادج‭ ‬لي‭ ‬والذي‭ ‬اختارته‭ ‬فرنسا‭ ‬لتمثيلها‭ ‬في‭ ‬الأوسكار‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬أفضل‭ ‬فيلم‭ ‬أجنبي‭ ‬في‭ ‬النسخة‭ ‬الـ‭ ‬92‭ ‬من‭ ‬حفل‭ ‬توزيع‭ ‬جوائز‭ ‬الأوسكار،‭ ‬والمقرر‭ ‬اقامته‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬فبراير‭ ‬المقبل‭. ‬قصة‭ ‬الفيلم‭ ‬مستوحاة‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬الشغب‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬باريس‭ ‬العام‭ ‬2005،‭ ‬وتدور‭ ‬أحداثه‭ ‬حول‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬لواء‭ ‬مكافحة‭ ‬الجريمة‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬تجاوزهم‭ ‬أثناء‭ ‬محاولتهم‭ ‬اعتقالهم،‭ ‬كما‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬التوترات‭ ‬بين‭ ‬المجموعات‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬المقاطعة‭ ‬بصورة‭ ‬درامية‭ ‬جميلة‭. ‬ونافس‭ ‬الفيلم‭ ‬على‭ ‬سعفة‭ ‬كان‭ ‬الذهبية‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬وحصد‭ ‬جائزة‭ ‬لجنة‭ ‬التحكيم‭ ‬التي‭ ‬ترأسها‭ ‬المخرج‭ ‬المكسيكي‭ ‬إليخاندرو‭ ‬إيناريتو‭. ‬

The Father

من‭ ‬الأفلام‭ ‬الرائعة‭ ‬في‭ ‬الجونة‭ ‬فيلم‭ (‬الأب‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬إخراج‭ ‬كريستينا‭ ‬جروزيفا،‭ ‬وبيتر‭ ‬فالجانوف‭ ‬تتعلق‭ ‬بالتحديات‭ ‬التي‭ ‬تخص‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الأقرب‭ ‬إلينا‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬قصة‭ ‬درامية‭ ‬عائلية‭ ‬حميمية‭.‬

حقق‭ ‬الفيلم‭ ‬جائزة‭ ‬الكرة‭ ‬الكريستالية،‭ ‬في‭ ‬الدورة‭ ‬الـ‭ ‬54‭ ‬لمهرجان‭ ‬كارلوفي‭ ‬فاري‭ ‬السينمائي،‭ ‬وتدور‭ ‬أحداثه‭ ‬بعد‭ ‬فقدان‭ ‬فاسيل‭ ‬لزوجته،‭ ‬حيث‭ ‬يصدق‭ ‬إدعاءات‭ ‬جارته،‭ ‬التي‭ ‬تخبره‭ ‬أن‭ ‬الزوجة‭ ‬الراحلة‭ ‬تحادثها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الهاتف‭ ‬وبسبب‭ ‬إيمانه‭ ‬بالقوى‭ ‬الخارقة‭ ‬للطبيعة،‭ ‬يطلب‭ ‬فاسيل‭ ‬مساعدة‭ ‬وسيط‭ ‬روحاني‭ ‬محترف،‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬زوجته،‭ ‬رغم‭ ‬محاولات‭ ‬ابنه‭ ‬الكثيرة‭ ‬لإيقافه‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأفعال‭.‬