مسيرة 100 عام من تاريخ شرطة البحرين

عرفت‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور‭ ‬بأنها‭ ‬بلد‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬وبقيت‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬السمة‭ ‬عبر‭ ‬ماضيها‭ ‬الممتد‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬التاريخ‭ ‬ويعد‭ ‬جهاز‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساس‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭.‬

تأسست‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1919‭ ‬بأمر‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬العظمة‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين؛‭ ‬ليصدر‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬قانون‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1920،‭ ‬والذي‭ ‬عرف‭ ‬بـ‭ ‬“قانون‭ ‬البوليس”‭ ‬كأول‭ ‬تشريع‭ ‬قانوني‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ينظم‭ ‬العمل‭ ‬الشرطي‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬منضبطة‭ ‬لحفظ‭ ‬أمن‭ ‬الوطن،‭ ‬ولتبدأ‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬تحقيق‭ ‬قفزات‭ ‬واسعة‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬الأمنية‭ ‬والخدمات‭ ‬الشرطية‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬بقيادة‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬على‭ ‬دعمه‭ ‬المتواصل‭ ‬واهتمامه‭ ‬بإبراز‭ ‬تاريخ‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتأكيد‭ ‬لاعتزاز‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬بشراكتها‭ ‬الوطنية‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الفئات‭ ‬المجتمعية‭ ‬رفع‭ ‬راية‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬يزينها‭ ‬شعار‭ ‬المئوية،‭ ‬لتنطلق‭ ‬بعدها‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬المعارض‭ ‬والبرامج‭ ‬التي‭ ‬تبرز‭ ‬التاريخ‭ ‬الحضاري‭ ‬ومسيرة‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث،‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬أحد‭ ‬مرتكزات‭ ‬الأداء‭ ‬الأمني‭ ‬بمفهومه‭ ‬الشامل،‭ ‬كان‭ ‬بدايتها‭ ‬معرض‭ ‬تاريخ‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجمع‭ ‬السيف‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬رئيس‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬سعادة‭ ‬اللواء‭ ‬طارق‭ ‬الحسن،‭ ‬ويتضمن‭ ‬أقساما‭ ‬عدة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬قسم‭ ‬للصور‭ ‬والوثائق‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬تحكي‭ ‬محطات‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬وسجلها‭ ‬الحافل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭.‬

ضمن‭ ‬المحطات‭ ‬التاريخية‭ ‬لشرطة‭ ‬البحرين،‭ ‬واهتمام‭ ‬قيادة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بأمن‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطنين‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية،‭ ‬تسارعت‭ ‬التطورات‭ ‬الشرطية‭ ‬وتم‭ ‬تشكيل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية،‭ ‬التي‭ ‬تلبي‭ ‬المتطلبات‭ ‬الأمنية‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬السلامة‭ ‬العامة‭ ‬للمواطنين،‭ ‬واستراتيجيات‭ ‬التطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬بقيادة‭ ‬معالي‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الإدارات‭ ‬والأجهزة‭ ‬الأمنية،‭ ‬واتجهت‭ ‬الشرطة‭ ‬بجانب‭ ‬عملها‭ ‬الأمني‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬الخدمي‭ ‬وتجسد‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭.‬

ظلت‭ ‬خلالها‭ ‬ومازالت‭ ‬رمزًا‭ ‬للتضحيات‭ ‬والفداء‭ ‬للوطن‭ ‬وحاملة‭ ‬راية‭ ‬الشرف‭ ‬والعزة‭ ‬والولاء‭ ‬لقادة‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬السنين،‭ ‬ولا‭ ‬زالت‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬هذه‭ ‬المئوية،‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض،‭ ‬ملتزمة‭ ‬بعهد‭ ‬من‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء‭ ‬للوطن،‭ ‬متمسكة‭ ‬بمقتضيات‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬الأكثر‭ ‬تميزا‭ ‬في‭ ‬المزج‭ ‬بين‭ ‬الشرطة‭ ‬العصرية‭ ‬والخدمية‭ ‬والمجتمعية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين،‭ ‬اليوم،‭ ‬شرطة‭ ‬حديثة‭ ‬تتبنى‭ ‬العمل‭ ‬الشرطي‭ ‬المجتمعي‭ ‬لحفظ‭ ‬الأمن‭ ‬ويسهرون‭ ‬على‭ ‬راحة‭ ‬المواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬ويعتبرون‭ ‬بمثابة‭ ‬الدرع‭ ‬الحصين‭ ‬الذي‭ ‬يحفظ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

 

علي‭ ‬الصايغ