مسؤولون يتلكأون في تنفيذ قوانين أقرها البرلمان

العرادي بحوار مع “البلاد”: إنجاز إسكاني برغم الظروف الاقتصادية الصعبة

| راشد الغائب | تصوير خليل إبراهيم

((تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الالكترونية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية ، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الاشارة للمصدر.))

 

لمجلس النواب دور رقابي لمتابعة تنفيذ الوزارات القوانين الصادرة أعكف‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬اقتراحات‭ ‬بقوانين‭ ‬أهمها‭ ‬للمحاماة‭ ‬والإعلام سأتريث‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬قانون‭ ‬الإعلام‭ ‬لما‭ ‬بعد‭ ‬عرض‭ ‬الحكومة‭ ‬مشروعها تكامل‭ ‬وتنسيق‭ ‬وانسجام‭ ‬بين‭ ‬عمل‭ ‬مجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب أعضاء‭ ‬“الشورى”‭ ‬خبرات‭ ‬سياسية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وقانونية طابع‭ ‬الدور‭ ‬النيابي‭ ‬بالتوسط‭ ‬لطلبات‭ ‬الناس‭ ‬بالوزارات‭ ‬إيجابي‭ ‬ولكن‭..‬ ممارسة‭ ‬التشريع‭ ‬والرقابة‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب‭ ‬تحقق‭ ‬الطموحات‭ ‬الشعبية الناس‭ ‬لا‭ ‬تلمس‭ ‬نتائج‭ ‬العملية‭ ‬التشريعية‭ ‬بسبب‭ ‬طول‭ ‬دورة‭ ‬إصدار‭ ‬القوانين البحرين‭ ‬تعيش‭ ‬نهضة‭ ‬تنموية‭ ‬شاملة‭ ‬يرعاها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك تقليص‭ ‬العجز‭ ‬بنسبة‭ ‬37‭.‬8‭ % ‬من‭ ‬نتائج‭ ‬“التوازن‭ ‬المالي” نيابتي‭ ‬السابقة‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬متجانس‭ ‬وحققنا‭ ‬منجزات‭ ‬وتجاوزنا‭ ‬الصعوبات

انتقد‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬علي‭ ‬العرادي‭ ‬عبر‭ ‬“البلاد”‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬“تلكؤ‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬من‭ ‬إدخال‭ ‬قوانين‭ ‬أقرها‭ ‬البرلمان‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ”،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬موافقة‭ ‬مجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب‭ ‬ومصادقة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬عليها‭.‬

وقال‭ ‬بحوار‭ ‬مع‭ ‬الصحيفة‭ ‬إن‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التلكؤ‭ ‬من‭ ‬واجب‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬دوره‭ ‬الرقابي‭ ‬لمتابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬للقوانين‭ ‬الصادرة،‭ ‬خصوصا‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬مكتسبا‭ ‬للمواطنين‭.‬

وعن‭ ‬خطته‭ ‬التشريعية‭ ‬بدور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الجديد،‭ ‬ذكر‭ ‬العرادي‭ ‬أنه‭ ‬يعكف‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬اقتراحات‭ ‬بقوانين‭ ‬عدة،‭ ‬وأهمها‭ ‬قانون‭ ‬المحاماة‭ ‬وقانون‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحافة،‭ ‬ومستدركا‭ ‬أنه‭ ‬سيتريث‭ ‬بشأن‭ ‬طرح‭ ‬قانون‭ ‬للإعلام‭ ‬لما‭ ‬بعد‭ ‬تقديم‭ ‬الحكومة‭ ‬مشروع‭ ‬قانونها‭ ‬على‭ ‬البرلمان‭.‬

وفيما‭ ‬يأتي‭ ‬نص‭ ‬الجزء‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬حوار‭ ‬“البلاد”‭ ‬مع‭ ‬الشوري‭ ‬العرادي‭...‬

المحاماة‭ ‬والإعلام

ما‭ ‬أبرز‭ ‬خططك‭ ‬التشريعية‭ ‬بدور‭ ‬الانعقاد‭ ‬المقبل؟

هناك‭ ‬تصورات‭ ‬عديدة‭ ‬بشأن‭ ‬اقتراحات‭ ‬بقوانين‭ ‬أعكف‭ ‬على‭ ‬دراستها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬ومن‭ ‬المؤمل‭ ‬أن‭ ‬أقدمها‭ ‬الأدوار‭ ‬القادمة‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬اكتمل‭ ‬التصور‭ ‬بشأنها‭.‬

‭ ‬ولعل‭ ‬قانون‭ ‬المحاماة‭ ‬وقانون‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحافة‭ ‬هما‭ ‬أبرز‭ ‬اهتماماتي‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة،‭ ‬غير‭ ‬أني‭ ‬سأتريث‭ ‬بشأن‭ ‬قانون‭ ‬الإعلام؛‭ ‬نظرا‭ ‬لما‭ ‬أعلنت‭ ‬عنه‭ ‬الحكومة‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬مسودة‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬في‭ ‬حوزتها‭ ‬وستقدمه‭ ‬قريبا،‭ ‬وعلى‭ ‬غرار‭ ‬ذلك‭ ‬سنرى‭ ‬الأنسب‭ ‬بشأن‭ ‬ذلك‭.‬

كما‭ ‬أتطلع‭ ‬لتقديم‭ ‬اقتراحات‭ ‬أخرى‭ ‬تتناسب‭ ‬والتوجهات‭ ‬التي‭ ‬تتحرك‭ ‬باتجاهها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بشأن‭ ‬الرؤية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬2030،‭ ‬والخطط‭ ‬الرامية‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬التوازن‭ ‬المالي،‭ ‬والتي‭ ‬تستدعي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬التعديلات‭ ‬التي‭ ‬تتواكب‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬التوجهات،‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬نراعي‭ ‬فيها‭ ‬مصلحة‭ ‬المواطنين‭ ‬الذي‭ ‬يشكل‭ ‬محور‭ ‬العمل‭ ‬والتطوير‭.‬

هدف‭ ‬واحد

لمدة‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬خلت‭ ‬كنت‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬واليوم‭ ‬أنت‭ ‬عضو‭ ‬بمجلس‭ ‬الشورى،‭ ‬ما‭ ‬مدى‭ ‬تواؤم‭ ‬العمل‭ ‬بين‭ ‬غرفتي‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية،‭ ‬وكيف‭ ‬تجد‭ ‬التجربتين؟

إن‭ ‬عمل‭ ‬مجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب‭ ‬يتسم‭ ‬بالتكامل‭ ‬والتنسيق‭ ‬والانسجام‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬وكل‭ ‬غرفة‭ ‬تكمل‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬التشريع‭ ‬وسن‭ ‬القوانين،‭ ‬وهناك‭ ‬سعي‭ ‬جاد‭ ‬ومتواصل‭ ‬لرفع‭ ‬مستوى‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الغرفتين‭.‬

‭ ‬ورغم‭ ‬اختلاف‭ ‬آلية‭ ‬التمثيل‭ ‬بين‭ ‬المجلسين،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬كافة‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬مجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب‭ ‬ينطلقون‭ ‬باتجاه‭ ‬هدف‭ ‬واحد‭ ‬وهو‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬ومصالحه،‭ ‬والسعي‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصلحة‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب،‭ ‬وترجمة‭ ‬التوجيهات‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬بجعل‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬محور‭ ‬التنمية‭ ‬والتطوير،‭ ‬وما‭ ‬نجده‭ ‬من‭ ‬عطاء‭ ‬وإنجاز‭ ‬للسلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬إنما‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭.‬

أما‭ ‬بشأن‭ ‬تجربتي‭ ‬الشخصية،‭ ‬فإن‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬خلال‭ ‬الأربع‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية‭ ‬وضمن‭ ‬فريقٍ‭ ‬نيابي‭ ‬متجانس‭ ‬ومتماسك‭ ‬برئاسة‭ ‬المستشار‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬إبراهيم‭ ‬الملا،‭ ‬مهد‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المنجزات،‭ ‬وتجاوز‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الصعوبات،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬مصالح‭ ‬الناس‭ ‬ومكتسباتهم،‭ ‬رغم‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬البحرين‭ ‬والمنطقة‭ ‬ككل‭ ‬آنذاك‭.‬

وفي‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الأعضاء‭ ‬الذين‭ ‬مُنحوا‭ ‬الثقة‭ ‬الملكية‭ ‬بتعيينهم‭ ‬في‭ ‬الغرفة‭ ‬المعينة‭ ‬يملكون‭ ‬قدرا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬في‭ ‬الجوانب‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والقانونية‭ ‬وغيرها،‭ ‬وتعد‭ ‬تجاربهم‭ ‬وإمكاناتهم‭ ‬رافدا‭ ‬مهما‭ ‬للعملية‭ ‬التشريعية،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬بيئة‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬محفزة‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬العمل،‭ ‬واستكمال‭ ‬التجربة‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية،‭ ‬والمساهمة‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬للوصول‭ ‬للأهداف‭ ‬التي‭ ‬تصبو‭ ‬لها‭ ‬المملكة‭ ‬تحت‭ ‬راية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭.‬

حيز‭ ‬التنفيذ

ثمة‭ ‬تذمر‭ ‬يطفو‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية،‭ ‬ويصفون‭ ‬حراك‭ ‬مجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب‭ ‬بالخجول،‭ ‬وذات‭ ‬مخرجات‭ ‬محدودة‭ ‬لا‭ ‬يلمس‭ ‬الشعب‭ ‬أثرها،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يؤكد‭ ‬فيه‭ ‬نواب‭ ‬وشوريون‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬منجزات‭ ‬متواصلة،‭ ‬ما‭ ‬تعليقك‭ ‬على‭ ‬ذلك؟

أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يتصل‭ ‬بحقيقتين‭ ‬مهمتين،‭ ‬الأولى‭ ‬هو‭ ‬الطابع‭ ‬الذي‭ ‬بدا‭ ‬فيه‭ ‬الدور‭ ‬النيابي‭ ‬في‭ ‬التوسط‭ ‬لإيصال‭ ‬طلبات‭ ‬الناس‭ ‬الخدمية‭ ‬للجهات‭ ‬والوزارات‭ ‬المعنية،‭ ‬ولا‭ ‬أنكر‭ ‬الإيجابيات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بهذا‭ ‬الجانب‭ ‬وما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬القنوات‭ ‬من‭ ‬حلحلة‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬تعنى‭ ‬بالمواطنين‭.‬

‭ ‬ولكن‭ ‬الإشكالية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬هو‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬المهمة‭ ‬والدور‭ ‬الأساسي‭ ‬لأعضاء‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬ينحصر‭ ‬دور‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬في‭ ‬التشريع‭ ‬والرقابة،‭ ‬وهو‭ ‬دور‭ ‬رفيع،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬مورس‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب،‭ ‬فإنه‭ ‬يحقق‭ ‬الطموحات‭ ‬الشعبية‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬قانوني‭ ‬ثابت‭ ‬وراسخ‭.‬

‭ ‬ولعل‭ ‬عدم‭ ‬تلمس‭ ‬الناس‭ ‬نتائج‭ ‬العملية‭ ‬التشريعية،‭ ‬يعود‭ ‬لطبيعة‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬تعديل‭ ‬القوانين‭ ‬وسن‭ ‬التشريعات،‭ ‬والتي‭ ‬تحتاج‭ ‬وقتا‭ ‬لما‭ ‬تفتضيه‭ ‬الاقتراحات‭ ‬من‭ ‬مناقشة‭ ‬وبحث‭ ‬وانتقال‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬تشريعية‭ ‬قد‭ ‬تطول‭ ‬بين‭ ‬مجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب‭ ‬والحكومة،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يتطلع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬لنتائج‭ ‬ملموسة‭ ‬ومباشرة‭ ‬يتلمسون‭ ‬أثرها‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬المعيشية،‭ ‬ونحن‭ ‬نقدر‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬ونسعى‭ ‬له‭ ‬عبر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬الخدمية‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬المواطنين‭.‬

أما‭ ‬الأمر‭ ‬الآخر،‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية،‭ ‬يتصل‭ ‬بإنفاذ‭ ‬القوانين‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المسؤولين‭ ‬بعد‭ ‬الموافقة‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬غرفتي‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬والمصادقة‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬فثمة‭ ‬تلكؤ‭ ‬لدى‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬إدخال‭ ‬القوانين‭ ‬الصادرة‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ،‭ ‬وهنا‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الغرفة‭ ‬المنتخبة‭ -‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬دورها‭ ‬الرقابي‭- ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬مدى‭ ‬قيام‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬للقوانين‭ ‬الصادرة،‭ ‬خصوصا‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬مكتسبا‭ ‬للمواطنين‭ ‬الكرام‭.‬

تقليص‭ ‬العجز

في‭ ‬ظل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬شعار‭ ‬“التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬والشاملة”‭ ‬هل‭ ‬تجد‭ ‬الخطوات‭ ‬التي‭ ‬تبذلها‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬المختلفة‭ ‬مقنعة،‭ ‬وهل‭ ‬ترتقي‭ ‬للمستوى‭ ‬المطلوب‭ ‬من‭ ‬الأداء‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬لوضع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬متقدم‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات؟

•    بداية‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬بأن‭ ‬تجربة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التنمية‭ ‬والتطوير‭ ‬الشامل،‭ ‬لم‭ ‬يبدأ‭ ‬مع‭ ‬نشوء‭ ‬هذا‭ ‬العنوان‭ ‬أو‭ ‬تبنيه‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭ ‬كإستراتيجية‭ ‬لتنمية‭ ‬الدول‭ ‬وتحسين‭ ‬واقع‭ ‬المجتمعات،‭ ‬بل‭ ‬بدأ‭ ‬قبل‭ ‬عقدين‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬وتحديدا‭ ‬مع‭ ‬تسلم‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم،‭ ‬وإطلاق‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالته،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬بمثابة‭ ‬فجرٍ‭ ‬جديد‭ ‬للديمقراطية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة،‭ ‬وقد‭ ‬لمست‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬آثار‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة‭ ‬والمجالات،‭ ‬حيث‭ ‬قدمت‭ ‬البحرين‭ ‬نفسها‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬وفي‭ ‬تصاعد‭ ‬مطرد‭ ‬كأنموذج‭ ‬مثالي‭ ‬لدولة‭ ‬المؤسسات‭ ‬والقانون‭.‬

أما‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الخطوات‭ ‬المتخذة،‭ ‬فمن‭ ‬الملاحظ‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬قفزة‭ ‬كبيرة‭ ‬أو‭ ‬لنقل‭ ‬إننا‭ ‬نعيش‭ ‬نهضة‭ ‬تنموية‭ ‬شاملة‭ ‬يرعاها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬طموحاتها‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬تحت‭ ‬مظلته‭ ‬كافة‭ ‬الكوادر‭ ‬الوطنية،‭ ‬كلٌ‭ ‬في‭ ‬تخصصه‭ ‬ووظيفته‭ ‬ومجاله‭.‬

وإذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬بصورة‭ ‬أوضح،‭ ‬فعلينا‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬التنامي‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬والمبادرات‭ ‬الوطنية‭ ‬المميزة،‭ ‬ففي‭ ‬المجال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬نرى‭ ‬الابتكارات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل،‭ ‬والارتقاء‭ ‬باقتصادات‭ ‬الوطن،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬برنامج‭ ‬التوازن‭ ‬المالي‭ ‬الذي‭ ‬بدأت‭ ‬طلائع‭ ‬أهدافه‭ ‬تظهر‭ ‬بصورة‭ ‬واضحة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقليص‭ ‬العجز‭ ‬بنسبة‭ ‬37‭.‬8‭ % ‬مع‭ ‬الحرص‭ ‬ومراعاة‭ ‬حفظ‭ ‬مكتسبات‭ ‬المواطنين،‭ ‬وعدم‭ ‬الإضرار‭ ‬بوضعهم‭ ‬المعيشي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬استمرار‭ ‬المبادرات‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الإنسانية‭ ‬يرعاها‭ ‬قائد‭ ‬الإنسانية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬وتنفذها‭ ‬بكل‭ ‬اقتدار‭ ‬المؤسسة‭ ‬الخيرية‭ ‬الملكية،‭ ‬كما‭ ‬نجد‭ ‬التطور‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬الإنجاز‭ ‬الإسكاني،‭ ‬والتطور‭ ‬العمراني،‭  ‬والازدهار‭ ‬الذي‭ ‬تعيش‭ ‬المملكة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬القطاعات‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬مرت‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬ظروف‭ ‬اقتصادية‭ ‬صعبة‭.‬

وأود‭ ‬أن‭ ‬أشيد‭ ‬بالمبادرات‭ ‬الخلاقة‭ ‬الذي‭ ‬يقدمها‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ضمن‭ ‬برنامج‭ ‬“استجابة”،‭ ‬والذي‭ ‬أسهم‭ ‬ومازال‭ ‬وبصورة‭ ‬جلية‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬وتطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة،‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬أبواب‭ ‬عديدة‭ ‬نحو‭ ‬معالجة‭ ‬قضايا‭ ‬تعترض‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني،‭ ‬وتقدم‭ ‬أفكارا‭ ‬مبتكرة‭ ‬لاستيعاب‭ ‬تطلعاتهم،‭ ‬وتكريس‭ ‬إمكاناتهم‭ ‬وقدراتهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الوطن‭ ‬وتحقيق‭ ‬الازدهار‭ ‬له‭.‬