الثقافة الأمنية

محطات مضيئة لتاريخ شرطة البحرين

لقد‭ ‬طرح‭ ‬ملك‭ ‬البحرين‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رؤية‭ ‬عميقة‭ ‬لمتطلبات‭ ‬الأمن‭ ‬بمفهومه‭ ‬الشامل‭ ‬بالنظر‭ ‬لما‭ ‬يمثله‭ ‬موقع‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬إستراتيجية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬حيث‭ ‬انطلق‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نظرة‭ ‬مجتمعية‭ ‬شاملة‭ ‬تركز‭ ‬بشكل‭ ‬رئيس‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬إشراك‭ ‬مؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬أمن‭ ‬المجتمع؛‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬تأكيد‭ ‬وتعميق‭ ‬الثقة‭ ‬والتعاون‭ ‬الفاعلين‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬والقائمين‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الأمني،‭ ‬وذلك‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬مبدأ‭ ‬الوقاية‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬العلاج‭.‬

وأصبحت‭ ‬مسؤولية‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بفضل‭ ‬المفاهيم‭ ‬الإصلاحية‭ ‬التي‭ ‬أرساها‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى،‭ ‬مسؤولية‭ ‬جماعية‭ ‬ومجتمعية‭ ‬تتحملها‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬الفاعلة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬النخب‭ ‬الفكرية،‭ ‬والسياسية،‭ ‬والدينية،‭ ‬والتنظيمات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬السلطات‭ ‬التشريعية،‭ ‬والتنفيذية،‭ ‬والقضائية‭.‬

وأصبحت‭ ‬العملية‭ ‬الأمنية‭ ‬بفضل‭ ‬المفاهيم‭ ‬الآخذة‭ ‬في‭ ‬التعزيز‭ ‬في‭ ‬قناعات‭ ‬المجتمع‭ ‬وسيلة‭ ‬للتربية‭ ‬والسلوك،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وواجباته‭.‬

ويحفل‭ ‬تاريخ‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بالنجاحات،‭ ‬والذي‭ ‬شهد‭ ‬تطورات‭ ‬وإنجازات‭ ‬عبر‭ ‬مسيرة‭ ‬متميزة‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬إشاعة‭ ‬الأمن‭ ‬وحفظ‭ ‬المنجزات‭ ‬وتطبيق‭ ‬النظام‭ ‬والقانون‭ ‬في‭ ‬ربوع‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬يحكي‭ ‬معرض‭ ‬الصور‭ ‬التاريخية‭ ‬الذي‭ ‬تقيمه‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬محطات‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬ويسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬سجلها‭ ‬الحافل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭.‬

وتولي‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬اهتمام‭ ‬بإبراز‭ ‬تاريخ‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وذلك‭ ‬تأكيدا‭ ‬على‭ ‬اعتزاز‭ ‬ها‭ ‬بشراكتها‭ ‬الوطنية‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬الفئات‭ ‬المجتمعية،‭ ‬واعتزازها‭ ‬بالتاريخ‭ ‬العريق‭ ‬لشرطة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها،‭ ‬وما‭ ‬شهدته‭ ‬من‭ ‬مراحل‭ ‬تطور‭ ‬وتحديث‭ ‬عبر‭ ‬حقب‭ ‬زمنية‭ ‬ممتدة،‭ ‬حيث‭ ‬يبرز‭ ‬معرض‭ ‬الصور‭ ‬التاريخية‭ ‬أهم‭ ‬الحقب‭ ‬المضيئة‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭.‬

وبما‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬ذات‭ ‬تاريخ‭ ‬عريق‭ ‬واستطاعت‭ ‬تحقيق‭ ‬إنجازات‭ ‬كبيرة‭ ‬وطفرات‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬مجالات‭ ‬الحياة،‭ ‬فإن‭ ‬شرطة‭ ‬البحرين‭ ‬تعتبر‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التطور‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطوير‭ ‬خدماتها‭ ‬وإجراءاتها،‭ ‬فهي‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الثقة‭ ‬المتبادلة‭ ‬والتقدير‭ ‬المجتمعي‭ ‬لدور‭ ‬وتاريخ‭ ‬الشرطة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬على‭ ‬أساسه‭ ‬تطوير‭ ‬العمل‭ ‬الشرطي‭.‬

ويتضمن‭ ‬معرض‭ ‬الصور‭ ‬التاريخية،‭ ‬عدة‭ ‬أقسام‭ ‬تحكي‭ ‬لمحات‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬الشرطة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عرض‭ ‬الصور‭ ‬والوثائق‭ ‬القديمة‭ ‬والملابس‭ ‬العسكرية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الوثائق‭ ‬والمستندات‭ ‬كالجوازات‭ ‬اللي‭ ‬تم‭ ‬إصدارها،‭ ‬ورخص‭ ‬السياقة،‭ ‬وتسجيل‭ ‬السيارات‭.‬

والواقع‭ ‬أن‭ ‬الفكر‭ ‬الشرطي‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬مواكبة‭ ‬المتغيرات‭ ‬والمتطلبات‭ ‬المجتمعية،‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬توثيق‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬والمجتمع،‭ ‬وعليه‭ ‬أصبحت‭ ‬هناك‭ ‬سيطرة‭ ‬على‭ ‬الجريمة‭ ‬وارتفاع‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬الأمن‭ ‬والسلامة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬فكل‭ ‬شيء‭ ‬يحتاج‭ ‬تطويرا،‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تقييم‭ ‬لوضع‭ ‬آليات‭ ‬تطوره،‭ ‬وهذه‭ ‬الآليات‭ ‬أطلقتها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬نجني‭ ‬ثمارها‭ ‬الآن،‭ ‬بحيث‭ ‬نصل‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬الشرطة‭ ‬العصرية‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مفاصل‭ ‬الدولة،‭ ‬والذي‭ ‬بدوره‭ ‬أكسب‭ ‬المواطن‭ ‬ثقته‭ ‬واحترامه‭ ‬لرجل‭ ‬الأمن‭.‬