عبدالله بن أحمد يشارك في طاولة مستديرة بالمجلس الأرجنتيني

إيران تتبنى الإرهاب عقيدة ومنهاج عمل

| المنامة - وزارة الخارجية

اجتمع‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية،‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مركز‭ ‬البحرين‭ ‬للدراسات‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬والطاقة‭ (‬دراسات‭)‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أمس‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الأرجنتينية‭ ‬بوينس‭ ‬آيرس،‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأرجنتيني‭ ‬للعلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬أدلبرتو‭ ‬جيافاريني،‭ ‬حيث‭ ‬جرى‭ ‬بحث‭ ‬سبل‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك،‭ ‬واستعراض‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬حول‭ ‬التطورات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

وقال‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬خلال‭ ‬مائدة‭ ‬مستديرة‭ ‬بمقر‭ ‬المجلس‭ ‬الأرجنتيني‭ ‬للعلاقات‭ ‬الدولية‭: ‬إن‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬إنجازات‭ ‬نوعية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح،‭ ‬بخطى‭ ‬ثابتة‭ ‬وواثقة‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل‭.‬

وأشار‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأمناء،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإصلاح‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬يتصف‭ ‬بسمات‭ ‬خاصة؛‭ ‬كونه‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬قناعة‭ ‬ذاتية،‭ ‬ومبادرة‭ ‬خلاقة،‭ ‬ورعاية‭ ‬كريمة،‭ ‬من‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬أبرز‭ ‬هذه‭ ‬السمات‭ ‬هي‭ ‬الشمول‭ ‬والتطوير‭ ‬والتوازن،‭ ‬فالنهج‭ ‬الإصلاحي‭ ‬يشمل‭ ‬كافة‭ ‬المناحي‭ ‬والمجالات‭ ‬التي‭ ‬توفر‭ ‬للمواطن‭ ‬الظروف‭ ‬الملائمة‭ ‬لحياة‭ ‬كريمة،‭ ‬وخدمات‭ ‬بجودة‭ ‬عالية،‭ ‬وللوطن‭ ‬الاستقرار‭ ‬والازدهار،‭ ‬كما‭ ‬يتطلع‭ ‬عبر‭ ‬رؤية‭ ‬وبرامج‭ ‬طموحة‭ ‬ومدروسة‭ ‬إلى‭ ‬ترسيخ‭ ‬دعائم‭ ‬الدولة‭ ‬المدنية‭ ‬العصرية،‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬دولة‭ ‬القانون،‭ ‬وتعزيز‭ ‬المشاركة‭ ‬الشعبية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وبما‭ ‬يحفظ‭ ‬أمن‭ ‬المملكة‭ ‬وسيادتها‭ ‬ومصالحها‭ ‬العليا‭.‬

وأوضح‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬أن‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬2030‭ ‬لا‭ ‬تستهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬أيضا‭ ‬تنمية‭ ‬شاملة‭ ‬ومستدامة،‭ ‬تقود‭ ‬إلى‭ ‬التقدم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المواطن،‭ ‬وتنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬الوطني،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬اقتصاد‭ ‬معرفي‭ ‬وديناميكي‭ ‬متجدد،‭ ‬ومناخ‭ ‬محفز‭ ‬للريادة‭ ‬والابتكار‭ ‬والتنافسية،‭ ‬تواكبه‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬وخدمات‭ ‬وتشريعات‭ ‬تضاهي‭ ‬المعايير‭ ‬العالمية‭.‬

وأفاد‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأمناء،‭ ‬بأن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تمتلك‭ ‬رصيدا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬النجاح‭ ‬والثقة‭ ‬الاستثمارية،‭ ‬إذ‭ ‬ارتفع‭ ‬نمو‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬غير‭ ‬النفطية،‭ ‬ووصلت‭ ‬مساهمتها‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ % ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭. ‬

وفي‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬جاء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البحريني،‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬عربيًا‭ ‬وإقليميًا،‭ ‬وفقًا‭ ‬لمؤشر‭ ‬الحرية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬مؤسسة‭ ‬“هريتدج”‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والمرتبة‭ ‬الـ‭ ‬18‭ ‬عالميًا،‭ ‬وفي‭ ‬المركز‭ ‬الثاني‭ ‬عربيًا‭ ‬في‭ ‬“مؤشر‭ ‬سهولة‭ ‬ممارسة‭ ‬أنشطة‭ ‬الأعمال‭ ‬لعام‭ ‬2018”‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬والمركز‭ ‬الرابع‭ ‬عالميا‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬للاتصالات‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭. ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬معدل‭ ‬البطالة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬عن‭ ‬4‭ %. ‬

وحول‭ ‬تطورات‭ ‬الوضع‭ ‬الإقليمي،‭ ‬بيَّن‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬تشهد‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ ‬نزاعات‭ ‬محتدمة،‭ ‬تدور‭ ‬حول‭ ‬الأمن‭ ‬والسيطرة‭ ‬والمصالح،‭ ‬ومحاولة‭ ‬فرض‭ ‬قوى‭ ‬إقليمية،‭ ‬الطائفية‭ ‬والتطرف‭ ‬على‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭. ‬

كما‭ ‬أشار‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأمناء،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أحداث‭ ‬“صناعة‭ ‬الفوضى”‭ ‬العام‭ ‬2011‭ ‬أدت‭ ‬لتصاعد‭ ‬النزاعات،‭ ‬وانهيار‭ ‬المؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تدخلات‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬الداخلية،‭ ‬وإطلاق‭ ‬موجات‭ ‬من‭ ‬الإرهاب‭ ‬والطائفية،‭ ‬مبينا‭ ‬أنه‭ ‬استنادا‭ ‬لتقديرات‭ ‬رسمية،‭ ‬فقد‭ ‬شهدت‭ ‬المنطقة‭ ‬منذ‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬نحو‭ ‬33‭ ‬ألف‭ ‬عملية‭ ‬إرهابية،‭ ‬تجاوزت‭ ‬خسائرها‭ ‬قرابة‭ ‬90‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭.‬وقال‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭: ‬إن‭ ‬إيران‭ ‬تتبني‭ ‬الإرهاب‭ ‬عقيدة‭ ‬ومنهاج‭ ‬عمل،‭ ‬فهي‭ ‬وراء‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬المنطقة،‭ ‬وانتشار‭ ‬ميليشيات‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وتهديد‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬والتدخلات‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭ ‬للدول،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الإرهاب‭ ‬الإيراني‭ ‬ممنهج‭ ‬وعالمي‭ ‬الطابع،‭ ‬مضيفا‭: ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الاوسط‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬التوسعي‭ ‬والعدواني‭ ‬وخلاياه‭ ‬الإرهابية،‭ ‬فإن‭ ‬حادثة‭ ‬تفجير‭ ‬1994‭ ‬في‭ ‬الأرجنتين‭ ‬الصديقة،‭ ‬وما‭ ‬أسفرت‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬ضحايا‭ ‬أبرياء،‭ ‬تكشف‭ ‬بجلاء‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬إرهاب‭ ‬دولة‭ ‬مشين‭.  ‬وشدد‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬للشؤن‭ ‬الدولية‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الأمناء،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬خطر‭ ‬الإرهاب،‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وينبغي‭ ‬أن‭ ‬نواجه‭ ‬حواضن‭ ‬الإرهاب‭ ‬بتدابير‭ ‬شاملة‭ ‬وفاعلة،‭ ‬فكرا‭ ‬وتمويلا‭ ‬وملاذا‭ ‬ورعاية،‭ ‬وأن‭ ‬ندعم‭ ‬التعايش‭ ‬والوسطية‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬التعصب‭ ‬والكراهية،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تؤمن‭ ‬بضرورة‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬السلام‭ ‬والتنمية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬شراكة‭ ‬جميع‭ ‬الفئات‭ ‬كالمرأة‭ ‬والشباب،‭ ‬باعتبار‭ ‬المواطن‭ ‬هو‭ ‬محور‭ ‬وغاية‭ ‬التنمية‭.‬