كادر معهد عالية مكون من 4 معلمات بريطانيات والدراسة 4 سنوات

ملف بريطاني سري عن ترشيح كليات عراقية لتدريس البحرينيات

| إعداد: راشد الغائب - ترجمة: سيد محمد المحافظة

((تنبه صحيفة البلاد مختلف المنصات الإخبارية الالكترونية، لضرورة توخي الحيطة بما ينص عليه القانون المعني بحماية حق الملكية الفكرية ، من عدم قانونية نقل أو اقتباس محتوى هذه المادة الصحفية، حتى لو تمت الاشارة للمصدر.))

 

المعهد‭ ‬باسم‭ ‬“عالية”‭ ‬آخر‭ ‬عراقية‭ ‬حملت‭ ‬لقب‭ ‬ملكة بلجريف‭ ‬يستفسر‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬افتتاح‭ ‬جامعة‭ ‬إنجليزية‭ ‬للبنات‭ ‬في‭ ‬بغداد الجامعة‭ ‬المختلطة‭ ‬بالعراق‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تناسب‭ ‬رغبة‭ ‬البحرين

 

أقرت‭ ‬وزارة‭ ‬المعارف‭ ‬العراقية‭ ‬بالحقبة‭ ‬الملكية‭ ‬بالعام‭ ‬1945‭ ‬تأسيس‭ ‬معهد‭ ‬الملكة‭ ‬عالية‭ ‬للبنات‭ ‬تكون‭ ‬مدة‭ ‬الدراسة‭ ‬فيه‭ ‬سنتان‭ ‬بعد‭ ‬الإعدادية‭ ‬لغرض‭ ‬إعداد‭ ‬مدرسات‭. ‬وأطلق‭ ‬اسم‭ ‬المعهد‭ ‬تيمنا‭ ‬باسم‭ ‬ملكة‭ ‬العراق‭ ‬عالية‭ ‬بنت‭ ‬علي‭ ‬قرينة‭ ‬ملك‭ ‬العراق‭ ‬السابق‭ ‬غازي،‭ ‬ووالدة‭ ‬آخر‭ ‬ملوك‭ ‬بغداد‭ ‬فيصل‭ ‬الثاني،‭ ‬وشقيقة‭ ‬عبدالإله‭ ‬الهاشمي‭ ‬الوصي‭ ‬على‭ ‬الأمير‭ ‬فيصل‭ ‬الثاني‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتوج‭ ‬ملكا‭ ‬على‭ ‬العراق‭.‬

تعتبر‭ ‬الملكة‭ ‬عالية‭ ‬آخر‭ ‬امرأة‭ ‬عراقية‭ ‬حملت‭ ‬لقب‭ ‬ملكة‭ ‬في‭ ‬بغداد‭. ‬وأطلق‭ ‬عليها‭ ‬ملكة‭ ‬للعراق‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬حكم‭ ‬زوجها‭ ‬الملك‭ ‬غازي‭ ‬بالفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1933‭ ‬لغاية‭ ‬1939،‭ ‬ثم‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬الملكة‭ ‬الأم‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬زوجها‭ ‬من‭ ‬1939‭ ‬حتى‭ ‬وفاتها‭ ‬بسبب‭ ‬إصابة‭ ‬بمرض‭ ‬السرطان‭ ‬بالعام‭ ‬1950‭.‬

وافتتحت‭ ‬الملكة‭ ‬عالية‭ ‬معهد‭ ‬البنات‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬1946،‭ ‬وتفقدت‭ ‬صفوف‭ ‬المعهد‭ ‬والمختبرات،‭ ‬وحضرت‭ ‬مسرحية‭ ‬أقامها‭ ‬المعهد‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬وذلك‭ ‬وفق‭ ‬تقرير‭ ‬نشرته‭ ‬صحيفة‭ ‬المدى‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2018‭.‬

وارتفعت‭ ‬درجة‭ ‬المعهد‭ ‬الى‭ ‬كلية‭ ‬بالعام‭ ‬1946‭. ‬وتحول‭ ‬الاسم‭ ‬إلى‭ ‬كلية‭ ‬التربية‭ ‬للبنات‭ ‬ونقلت‭ ‬تبعيتها‭ ‬لجامعة‭ ‬بغداد‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬النظام‭ ‬الجمهوري‭ ‬بالعراق‭.‬

ملف‭ ‬سري

وترجم‭ ‬فريق‭ ‬صفحة‭ ‬وثائق‭ ‬بجريدة‭ ‬البلاد‭ ‬مراسلات‭ ‬بملف‭ ‬عنون‭ ‬بأنه‭ ‬“سري”،‭ ‬ويحمل‭ ‬عنوان‭ ‬“تدريب‭ ‬معلمات‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬لحكومة‭ ‬البحرين”‭. ‬ويعود‭ ‬تاريخ‭ ‬الملف‭ ‬والمراسلات‭ ‬للفترة‭ ‬من‭ ‬19‭ ‬أكتوبر‭ ‬1947‭ ‬لغاية‭ ‬12‭ ‬يناير‭ ‬1948،‭ ‬وفق‭ ‬أرشيف‭ ‬الوثائق‭ ‬بالمكتبة‭ ‬البريطانية‭.‬

ويحتوي‭ ‬الملف‭ ‬على‭ ‬مراسلات‭ ‬بين‭ ‬مسؤولين‭ ‬بريطانيين‭ ‬بخصوص‭ ‬عرض‭ ‬اقتراح‭ ‬إرسال‭ ‬نساء‭ ‬بحرينيات‭ ‬بمعهد‭ ‬لتدريب‭ ‬المعلمات‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬وتوصي‭ ‬المراسلات‭ ‬بمعهد‭ ‬الملكة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬باعتباره‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬المؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬بالعراق‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭. ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬الوثائق‭ ‬رسالة‭ ‬بين‭ ‬مستشار‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬تشارلز‭ ‬بلجريف‭ ‬والمعتمدية‭ ‬بالبحرين‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬1947،‭ ‬حيث‭ ‬يظهر‭ ‬في‭ ‬نص‭ ‬الرسالة‭ ‬استفسار‭ ‬بلجريف‭ ‬عن‭ ‬“حقيقة‭ ‬افتتاح‭ ‬جامعة‭ ‬انجليزية‭ ‬للبنات‭ ‬في‭ ‬بغداد”،‭ ‬وينقل‭ ‬فيه‭ ‬رغبة‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬ابتعاث‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المعلمات‭ ‬البحرينيات‭ ‬لبغداد‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الجامعة‭ ‬موجودة‭ ‬واقعا‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬حكومة‭ ‬بغداد‭ ‬لا‭ ‬تمانع‭ ‬من‭ ‬استقبالهن‭.‬

رغبة‭ ‬الحكومة

تتواصل‭ ‬الرسائل‭ ‬بين‭ ‬بلجريف‭ ‬والمعتمدية،‭ ‬ليصل‭ ‬الرد‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬القنصلية‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬بالعام‭ ‬1947م‭ ‬بعدم‭ ‬وجود‭ ‬جامعة‭ ‬بريطانية‭ ‬مخصصة‭ ‬للبنات‭ ‬إنما‭ ‬هناك‭ ‬ثلاث‭ ‬جامعات‭ ‬موجودة‭ ‬أصلا‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬منذ‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭. ‬وأشار‭ ‬ممثل‭ ‬القنصلية‭ ‬بأن‭ ‬إحدى‭ ‬الجامعات‭ ‬مختلطة‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يناسب‭ ‬رغبة‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭.  ‬وأكمل‭ ‬بأن‭ ‬الجامعتين‭ ‬الأخريين‭ ‬إحداهن‭ ‬دون‭ ‬المستوى‭ ‬والأخرى‭ ‬ممتازة‭ (‬كلية‭ ‬الملكة‭ ‬عالية‭) ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬الانجليزية‭ ‬وفيها‭ ‬كادر‭ ‬تعليمي‭ ‬مكون‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬مدرسات‭ ‬بريطانيات،‭ ‬حيث‭ ‬يختار‭ ‬المتميزات‭ ‬من‭ ‬خريجات‭ ‬الثانوية‭ ‬للالتحاق‭ ‬بهذه‭ ‬الجامعة،‭ ‬وهي‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يتلاءم‭ ‬مع‭ ‬رغبة‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية‭.‬