سلوك قطر يمثل خروجا عن المنظومة الخليجية

وزير الخارجية: إيصال الرأي والموقف لا يدخل ضمن خطوات التطبيع

| المنامة - وزارة الخارجية

أكد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الشيخ‭ ‬خالد‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬تنتهجه‭ ‬قطر‭ ‬من‭ ‬تآمر‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬ليس‭ ‬وليد‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬اتخذت‭ ‬فيها‭ ‬دول‭ ‬الاعتدال‭ ‬مواقفها‭ ‬لمقاطعة‭ ‬قطر،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قطر‭ ‬قد‭ ‬تآمرت‭ ‬على‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬وتآمرت‭ ‬على‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬وعلى‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬وكذلك‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬لم‭ ‬تسلم‭ ‬من‭ ‬مؤامرات‭ ‬قطر‭.‬

وأوضح‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬لقاء‭ ‬أجرته‭ ‬قناة‭ ‬“بي‭ ‬بي‭ ‬سي”‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬“المشهد”‭ ‬أن‭ ‬قطر‭ ‬لم‭ ‬تلتزم‭ ‬بالمواثيق‭ ‬والاتفاقات‭ ‬التي‭ ‬تربطها‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬وإن‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬سلوك‭ ‬يمثل‭ ‬خروجا‭ ‬حقيقيا‭ ‬وصريحا‭ ‬عن‭ ‬المنظومة‭ ‬الخليجية‭.‬

وقال‭: ‬“إن‭ ‬هناك‭ ‬وثائق‭ ‬كثيرة‭ ‬تدين‭ ‬قطر،‭ ‬وأهمها‭ ‬اتفاقية‭ ‬الرياض،‭ ‬عندما‭ ‬سحبنا‭ ‬سفراءنا‭ ‬من‭ ‬الدوحة،‭ ‬ولم‭ ‬نقطع‭ ‬العلاقات‭ ‬حينها،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬محاولات،‭ ‬والجميع‭ ‬يتطلع‭ ‬لتجاوز‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة،‭ ‬فقد‭ ‬وقع‭ ‬حينها‭ ‬أمير‭ ‬قطر‭ ‬اتفاق‭ ‬الرياض‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬بلغة‭ ‬موحدة‭ ‬تنطبق‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬وقد‭ ‬نشرت‭ ‬بنود‭ ‬هذا‭ ‬الاتفاق‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الإعلامي‭. ‬ومن‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود،‭ ‬سمعت‭ ‬شخصيا‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬مسؤولي‭ ‬قطر‭ ‬بأن‭ ‬اتفاق‭ ‬الرياض‭ ‬قد‭ ‬ذهب‭ ‬مع‭ ‬صاحبه،‭ ‬فرجعت‭ ‬قطر‭ ‬إلى‭ ‬ديدنها‭ ‬في‭ ‬التآمر‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬المنطقة”‭.‬

وكشف‭ ‬الوزير‭ ‬دور‭ ‬قطر‭ ‬في‭ ‬محاولات‭ ‬تزوير‭ ‬التاريخ‭ ‬لخدمة‭ ‬أغراضها‭ ‬التوسعية،‭ ‬حيث‭ ‬أشار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قطر‭ ‬قدمت‭ ‬83‭ ‬وثيقة‭ ‬مزورة‭ ‬لمحكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬الخلاف‭ ‬الحدودي‭ ‬البحريني‭ ‬القطري؛‭ ‬لطمس‭ ‬حق‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تتنازل‭ ‬عنه‭ ‬ولن‭ ‬يسقط‭ ‬بالتقادم‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬إزالته‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭.‬

وأكد‭ ‬الدور‭ ‬الإرهابي‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بحزب‭ ‬الله‭ ‬الإرهابي‭ ‬واستهدافه‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والمنطقة‭ ‬عبر‭ ‬خلاياه‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬إيران،‭ ‬وتدريب‭ ‬أتباعه‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬والدعم‭ ‬الإعلامي‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خلايا‭ ‬تتواجد‭ ‬في‭ ‬الضاحية‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وتدريب‭ ‬الحشد‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬والحرس‭ ‬الثوري‭.‬

وقال‭ ‬الوزير‭: ‬“لدينا‭ ‬وثائق‭ ‬كثيرة‭ ‬تثبت‭ ‬بالأسماء،‭ ‬والأوقات،‭ ‬والبرنامج‭ ‬الذي‭ ‬أدخلوا‭ ‬فيه،‭ ‬تم‭ ‬تسليمها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬إلى‭ ‬نظيره‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬نهاد‭ ‬المشنوق،‭ ‬وأيضا‭ ‬سلمت‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬العراقي‭ ‬السابق‭ ‬حيدر‭ ‬العبادي،‭ ‬والذي‭ ‬كانت‭ ‬لنا‭ ‬معه‭ ‬علاقة‭ ‬طيبة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬المشترك”‭.‬

ونفى‭ ‬الوزير‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أي‭ ‬جهود‭ ‬لتطبيع‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬موضحا‭ ‬ان‭ ‬إيصال‭ ‬الرأي‭ ‬والموقف‭ ‬والصوت‭ ‬لا‭ ‬يدخل‭ ‬ضمن‭ ‬خطوات‭ ‬التطبيع،‭ ‬وعلى‭ ‬الشعب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬أن‭ ‬يسمع‭ ‬رأينا،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬معها‭ ‬اتفاقات‭ ‬سلام،‭ ‬فالعالم‭ ‬العربي‭ ‬أكثر‭ ‬وأكبر‭ ‬من‭ ‬البلدين‭ ‬المرتبطان‭ ‬باتفاقات‭ ‬سلام‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يسمعوا‭ ‬آراءنا‭ ‬وموقفنا‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائط‭ ‬أخرى‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬ورشة‭ ‬“السلام‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الازدهار”‭ ‬التي‭ ‬استضافتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ليست‭ ‬أول‭ ‬خطوة‭ ‬اقتصادية‭ ‬وإنما‭ ‬سبقتها‭ ‬مبادرات‭ ‬آمنت‭ ‬بها‭ ‬قيادات‭ ‬فلسطينية،‭ ‬ومنها‭ ‬أن‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬فلسطين‭ ‬الأسبق‭ ‬سلام‭ ‬فياض‭ ‬كانت‭ ‬لديه‭ ‬خطة‭ ‬اقتصادية‭ ‬دولية‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭ ‬ولاقت‭ ‬القبول‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وكذلك‭ ‬مبادرة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬جيم‭ ‬كولنز‭ ‬وكيري‭ ‬التي‭ ‬قبلها‭ ‬الرئيس‭ ‬محمود‭ ‬عباس،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اليابانيين‭ ‬والتايلنديين‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬دول‭ ‬آسيوية‭ ‬كانت‭ ‬لديهم‭ ‬أيضا‭ ‬خطة‭ ‬اقتصادية‭ ‬لدعم‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

وقال‭ ‬الوزير‭: ‬لم‭ ‬تعقد‭ ‬ورشة‭ ‬“السلام‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الازدهار”‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬تفاوض‭ ‬مستمر‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية،‭ ‬حول‭ ‬ماهية‭ ‬الورشة‭ ‬والتي‭ ‬ارتكزت‭ ‬على‭ ‬الجانب‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وليس‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بصفقة‭ ‬القرن‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬عنها‭ ‬شيء،‭ ‬وعندما‭ ‬تأكدنا‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬ورشة‭ ‬اقتصادية،‭ ‬دعي‭ ‬لها‭ ‬الاقتصاديون‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬وحتى‭ ‬بعض‭ ‬الساسة”‭.‬

وأضاف‭ : ‬“أن‭ ‬جاريد‭ ‬كوشنر‭ ‬كبير‭ ‬مستشاري‭ ‬رئيس‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬قد‭ ‬أبلغني‭ ‬أن‭ ‬لديهم‭ ‬خطة‭ ‬اقتصادية‭ ‬تأتي‭ ‬بالوضع‭ ‬الأفضل‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬وهو‭ ‬شق‭ ‬لا‭ ‬يتضمن‭ ‬الوضع‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬نصل‭ ‬إليه‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬والذي‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬طرح‭ ‬منفصل،‭ ‬وليس‭ ‬هنا‭ ‬مجال‭ ‬للحديث‭ ‬عنه،‭ ‬الحديث‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬توفير‭ ‬خطة‭ ‬اقتصادية‭ ‬تعين‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬أفضل”‭.‬

وحول‭ ‬الشأن‭ ‬السوري،‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬إنه‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬محاولات‭ ‬لتقييم‭ ‬الوضع‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬الشعب‭ ‬السوري،‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬دورا‭ ‬عربيا‭ ‬سوريا‭ ‬أو‭ ‬دورا‭ ‬عربيا‭ ‬مشتركا‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬السوري‭. ‬واستذكر‭ ‬الوزير‭ ‬جهود‭ ‬البحرين،‭ ‬والسعودية،‭ ‬والإمارات،‭ ‬ومصر،‭ ‬والأردن،‭ ‬مع‭ ‬ستيفان‭ ‬دي‭ ‬ميستورا‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬آنذاك‭ ‬مبعوثا‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للشأن‭ ‬السوري،‭ ‬وإمكان‭ ‬التعاون‭ ‬معه‭ ‬كمجموعة‭ ‬عربية‭ ‬لدعم‭ ‬جهوده‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬العربية‭ ‬لم‭ ‬تعرقلها‭ ‬إرادة‭ ‬أميركية،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬نر‭ ‬خطوات‭ ‬مقابلة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬السوري،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أوقف‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭.‬