يوميات أخصائية اجتماعية وعلى ضفاف المدينة أعمال مقبلة

فاطمة النهام: القضايا التي نلمسها من الواقع تطلق لي العنان في الكتابة

| حوراء جعفر

فاطمة‭ ‬النهام‭ ‬كاتبة‭ ‬بدأت‭ ‬القراءة‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة،‭ ‬ونشرت‭ ‬أعمال‭ ‬متنوعة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المقال‭ ‬والخاطرة‭ ‬إلى‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭ ‬في‭ ‬صفحات‭ ‬بريد‭ ‬القراء‭ ‬وبأقلام‭ ‬القراء‭ ‬بجريدة‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج،‭ ‬لها‭ ‬اهتمام‭ ‬بحضور‭ ‬الفعاليات‭ ‬والأمسيات‭ ‬الأدبية،‭ ‬وتعمل‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬عمليين‭ ‬أدبيين‭ ‬سوف‭ ‬يرون‭ ‬النور،‭ ‬وهي‭ ‬أيضا‭ ‬اختصاصية‭ ‬إرشاد‭ ‬اجتماعي‭ ‬أولى،‭ ‬لها‭ ‬خبرة‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬البحرين‭ ‬طيلة‭ ‬17‭ ‬عاما،‭ ‬14‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬الإرشاد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬و3‭ ‬سنوات‭ ‬في‭ ‬الإرشاد‭ ‬الأول‭.‬

 

لمن‭ ‬تقرأين؟‭ ‬

رحلتي‭ ‬مع‭ ‬القراءة‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬الطفولة‭ ‬نظرا‭ ‬لتوافر‭ ‬مكتبة‭ ‬ثرية‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬ويعود‭ ‬الفضل‭ ‬إلى‭ ‬والدي‭ ‬وإلى‭ ‬أخي‭ ‬الأستاذ‭ ‬والكاتب‭ ‬الصحفي‭ ‬إبراهيم‭ ‬النهام،‭ ‬وفي‭ ‬الطفولة‭ ‬كنت‭ ‬احب‭ ‬قراءة‭ ‬المجلات‭ ‬مثل‭ ‬مجلة‭ ‬ماجد‭ ‬وزكية‭ ‬الذكية،‭ ‬وفي‭ ‬المراهقة‭ ‬كنت‭ ‬احب‭ ‬قراءة‭ ‬روايات‭ ‬الدكتور‭ ‬نبيل‭ ‬فاروق،‭ ‬وكنت‭ ‬على‭ ‬شغف‭ ‬بقراءة‭ ‬روايات‭ ‬أجاثا‭ ‬كريستي،‭ ‬وقراءة‭ ‬كتابات‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬خالد‭ ‬توفيق‭ (‬سلسلة‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬الطبيعة‭) ‬و‭(‬سلسلة‭ ‬فانتازيا‭)‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬قراءات‭ ‬متعددة‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬العالمي‭ ‬المترجم،‭ ‬وفي‭ ‬الجامعة‭ ‬كنت‭ ‬اعشق‭ ‬المكتبة‭ ‬لأقرأ‭ ‬لنجيب‭ ‬محفوظ‭ ‬وكبار‭ ‬الأدباء‭ ‬المصريين،‭ ‬وحاليا‭ ‬وضعت‭ ‬في‭ ‬مكتبتي‭ ‬كتابات‭ ‬لحنة‭ ‬مينه‭ ‬وزكريا‭ ‬تامر‭ ‬ويوسف‭ ‬زيدان،‭ ‬واهوى‭ ‬كتب‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬اهمية‭ ‬في‭ ‬عملي‭ ‬الإرشادي‭. ‬

 

 

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬العملين‭ ‬القادمين؟‭ ‬

العمل‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬قصصية‭ ‬بعنوان‭ (‬يوميات‭ ‬أخصائية‭ ‬اجتماعية‭) ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬قصة‭ ‬قصيرة‭ ‬تحكي‭ ‬حول‭ ‬اخصائية‭ ‬ارشاد‭ ‬اجتماعي‭ ‬متقاعدة‭ ‬وعانس،‭ ‬حيث‭ ‬تنقل‭ ‬لنا‭ ‬خبرتها‭ ‬وقصص‭ ‬نجاحاتها‭ ‬واخفاقاتها‭ ‬في‭ ‬احتواء‭ ‬الطلبة‭ ‬ومعالجة‭ ‬مشاكلهم‭ ‬وهمومهم‭ ‬والقصص‭ ‬معظمها‭ ‬حقيقية‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تخلوا‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬الخيال،‭ ‬تعيش‭ ‬فترة‭ ‬هدوء‭ ‬واستقرار‭ ‬بعد‭ ‬صولات‭ ‬وجولات‭ ‬في‭ ‬مهنتها‭ ‬الإنسانية‭ ‬لكنها‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬إيضا‭ ‬تعيش‭ ‬ذكريات‭ ‬شبح‭ ‬الماضي‭ ‬نظرا‭ ‬لعشقها‭ ‬لمهنتها‭ ‬وطلابها،‭ ‬وصادف‭ ‬انها‭ ‬رأت‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬حياتها‭ ‬الحالية،‭ ‬وشهدت‭ ‬كيف‭ ‬عصفت‭ ‬الحياة‭ ‬بهم،‭ ‬والسؤال‭ ‬هل‭ ‬عادت‭ ‬اليهم‭ ‬لمساعدتهم؟

والثاني‭ ‬هو‭ ‬رواية‭ ‬بعنوان‭ (‬على‭ ‬ضفاف‭ ‬المدينة‭)‬،‭ ‬وتحكي‭ ‬قصة‭ ‬شاب‭ ‬دفعت‭ ‬به‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬إن‭ ‬يمر‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬والإخفاقات‭ ‬في‭ ‬حياته،‭ ‬ذكريات‭ ‬عالقة‭ ‬في‭ ‬ذهنه‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬شخصية‭ ‬الإستاذ‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يضربه‭ ‬باستمرار،‭ ‬وفاة‭ ‬والده‭ ‬بمرض‭ ‬عضال‭ ‬وهو‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬في‭ ‬الطفولة،‭ ‬وعدم‭ ‬ارتباطه‭ ‬بحبه‭ ‬الأول‭ ‬حيث‭ ‬فرق‭ ‬بينهم‭ ‬القدر‭ ‬نظرا‭ ‬لأنها‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬ثرية‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬اسرة‭ ‬بسيطة،‭ ‬شاءت‭ ‬الاقدار‭ ‬بأن‭ ‬يسافر‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ليذوق‭ ‬مرارة‭ ‬الغربة‭ ‬والسبب‭ ‬هو‭ ‬انه‭ ‬اصبح‭ ‬مسئولا‭ ‬عن‭ ‬النفقة‭ ‬لوالدته‭ ‬واخوته،‭ ‬ويلتقي‭ ‬بصديق‭ ‬هناك‭ ‬وتتوافد‭ ‬الاحداث‭ ‬ليجد‭ ‬نفسه‭ ‬متورطا‭ ‬في‭ ‬عصابة‭ ‬بيع‭ ‬الأعضاء‭.‬

 

من‭ ‬أين‭ ‬تستوحين‭ ‬أفكارك؟

الإطلاع‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الثقافة‭ ‬مثل‭ ‬الأدب‭ ‬العربي‭ ‬والعالمي‭ ‬المترجم،‭ ‬والأفلام‭ ‬الهادفة،‭ ‬والإطلاع‭ ‬المستمر‭ ‬على‭ ‬ثقافات‭ ‬العالم‭ ‬والشعوب‭ ‬حيث‭ ‬انه‭ ‬كلما‭ ‬تغذى‭ ‬العقل‭ ‬واستمتعت‭ ‬به‭ ‬الروح‭ ‬كلما‭ ‬استطاع‭ ‬ان‭ ‬ينتج‭ ‬عملا‭ ‬ادبيا‭ ‬مميزا‭ ‬وشيئا‭ ‬جديدا‭ ‬وجميلا،‭ ‬والقضايا‭ ‬والظواهر‭ ‬التي‭ ‬نلمسها‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬تطلق‭ ‬لي‭ ‬العنان‭ ‬في‭ ‬إلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬قضية‭ ‬معينة‭. ‬

 

ما‭ ‬طقوسك‭ ‬أثناء‭ ‬الكتابة؟

الليل‭ ‬والمطر‭ ‬والموسيقى،‭ ‬حيث‭ ‬اعشق‭ ‬الليل‭ ‬بطبعه‭ ‬الهادئ‭ ‬والغامض،‭ ‬ويلهمني‭ ‬الليل‭ ‬بهدوئه‭ ‬للكتابة‭ ‬ونثر‭ ‬الحبر‭ ‬على‭ ‬الورق،‭ ‬واحب‭ ‬المطر‭ ‬وصوته‭ ‬ورائحته‭ ‬لما‭ ‬يعطيه‭ ‬من‭ ‬خير‭ ‬وعطاء‭ ‬وجمال‭ ‬وهدوء‭ ‬وسكينة‭ ‬للنفس،‭ ‬واحب‭ ‬الموسيقى‭ ‬لأنها‭ ‬تريح‭ ‬الأعصاب‭ ‬وتساعد‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬صياغة‭ ‬احداث‭ ‬القصة‭ ‬وسردها‭ ‬خصوصا‭ ‬القصص‭ ‬الرومانسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والإنسانية‭ ‬التي‭ ‬تلامس‭ ‬شغاف‭ ‬القلوب‭.‬

 

ما‭ ‬رأيكِ‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬الالكتروني؟‭ ‬وهل‭ ‬يغني‭ ‬عن‭ ‬الورقي؟‭ ‬

احترم‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬يفضل‭ ‬الكتاب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬ومنهم‭ ‬العكس،‭ ‬وبالنسبة‭ ‬لي‭ ‬شخصيا‭ ‬انا‭ ‬افضل‭ ‬الكتاب‭ ‬الورقي‭ ‬لأنه‭ ‬يبقى‭ ‬للأبد،‭ ‬والأوراق‭ ‬نحتفظ‭ ‬بها‭ ‬لسنوات‭ ‬ونحافظ‭ ‬عليها،‭ ‬اما‭ ‬الكتب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لا‭ ‬تبقى‭ ‬ولا‭ ‬تذر‭ ‬حيث‭ ‬انها‭ ‬غير‭ ‬مضمونة‭ ‬تختفي‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬ما،‭ ‬ولا‭ ‬اجد‭ ‬الكتاب‭ ‬الإلكتروني‭ ‬يغني‭ ‬عن‭ ‬الورقي‭ ‬لأن‭ ‬الكتاب‭ ‬الورقي‭ ‬يمثل‭ ‬لي‭ ‬الاصالة‭ ‬والعراقة‭.‬

 

هل‭ ‬ترين‭ ‬اقبالا‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬على‭ ‬القراءة؟‭ ‬

في‭ ‬البداية‭ ‬يبدو‭ ‬الوضع‭ ‬مقلقا‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وقد‭ ‬سببت‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬عزوف‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬عن‭ ‬القراءة،‭ ‬ويختلف‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬بالطبع‭ ‬عن‭ ‬جيلنا‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تتوافر‭ ‬فيه‭ ‬بشكل‭ ‬او‭ ‬بآخر‭ ‬هذه‭ ‬الامكانات،‭ ‬كما‭ ‬اود‭ ‬أن‭ ‬انوه‭ ‬بأن‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬ماجد‭ ‬النعيمي‭ ‬قد‭ ‬قام‭ ‬مؤخرا‭ ‬مشكورا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بطرح‭ ‬مشروع‭ ‬القراءة‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬وأود‭ ‬ان‭ ‬اشكره‭ ‬جزيل‭ ‬الشكر‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬اللفتة‭ ‬الطيبة‭ ‬والكريمة‭ ‬لأن‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬اعتبره‭ ‬وكأنه‭ ‬مرساة‭ ‬النجاة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬ابنائنا‭ ‬من‭ ‬انجرافهم‭ ‬بتيار‭ ‬الحياة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬وإعادة‭ ‬تراثنا‭ ‬القديم‭.‬

‭ ‬

إلى‭ ‬ماذا‭ ‬تطمحين؟

أن‭ ‬اصبح‭ ‬كاتبة‭ ‬متميزة‭ ‬اشرف‭ ‬بلدي،‭ ‬وأن‭ ‬تلاقي‭ ‬كتاباتي‭ ‬اعجاب‭ ‬القراء‭ ‬وارضاء‭ ‬اذواقهم،‭ ‬وان‭ ‬تسنح‭ ‬لي‭ ‬الفرص‭ ‬في‭ ‬الحضور‭ ‬والمشاركة‭ ‬محليا‭ ‬وعربيا‭ ‬بالفعاليات‭ ‬والأمسيات‭ ‬الأدبية‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬أدب‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة‭ ‬وأدب‭ ‬الرواية،‭ ‬كما‭ ‬اطمح‭ ‬إلى‭ ‬تكملة‭ ‬دراستي‭ ‬الجامعية‭ ‬في‭ ‬ماجستير‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬الإرشادي‭. ‬

 

كلمة‭ ‬أخيرة‭.‬

اتقدم‭ ‬بالشكر‭ ‬الجزيل‭ ‬إلى‭ ‬جريدة‭ ‬البلاد‭ ‬المتميزة‭ ‬لأتاحتها‭ ‬لي‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة،‭ ‬كما‭ ‬اتقدم‭ ‬بخالص‭ ‬الحب‭ ‬والامتنان‭ ‬الى‭ ‬ابي‭ ‬الحبيب‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬الفضل‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬توفيق‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬واتقدم‭ ‬له‭ ‬بباقة‭ ‬شكر‭ ‬وحب‭ ‬وود‭ ‬على‭ ‬دعمه‭ ‬وتشجيعه‭ ‬المستمر‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬العملية‭ ‬وفي‭ ‬مسيرتي‭ ‬الكتابية‭.‬