7 سنوات لوافد زوّر الهويات و“اللياسن”

| محرر الشؤون المحلية

دانت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بقضية‭ ‬تزوير‭ ‬لبطاقات‭ ‬الهوية‭ ‬ورخص‭ ‬السياقة؛‭ ‬بهدف‭ ‬استئجار‭ ‬سيارات‭ ‬ثم‭ ‬بيعها‭ ‬خردة‭ ‬“سكراب”،‭ ‬والذي‭ ‬ضبط‭ ‬بحوزته‭ ‬أدوات‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة،‭ ‬وهي‭ ‬طابعة‭ ‬بطاقات‭ ‬بلاستيكية‭ ‬وكمبيوتر‭ ‬محمول،‭ ‬وقضت‭ ‬بسجنه‭ ‬لمدة‭ ‬7‭ ‬سنوات‭ ‬وأمرت‭ ‬بإبعاده‭ ‬نهائيا‭ ‬عن‭ ‬البلاد‭ ‬وبمصادرة‭ ‬المضبوطات،‭ ‬فيما‭ ‬برأت‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬اتهامات‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إنه‭ ‬ولأن‭ ‬أوراق‭ ‬القضية‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬يشد‭ ‬من‭ ‬أزر‭ ‬ما‭ ‬قرره‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بشأن‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬واشتراكه‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة‭ ‬محل‭ ‬التهمة‭ ‬أولا،‭ ‬ولما‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الأقوال‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬بذاتها‭ ‬ومفردة‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬دليلا‭ ‬يكفي‭ ‬لاطمئنان‭ ‬المحكمة‭ ‬لارتكابه‭ ‬تلك‭ ‬الواقعة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يُدخل‭ ‬في‭ ‬وجدانها‭ ‬الشك،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬الأحكام‭ ‬الجنائية‭ ‬مبناها‭ ‬الجزم‭ ‬واليقين‭ ‬لا‭ ‬الظن‭ ‬والتخمين‭ ‬وكانت‭ ‬الأوراق‭ ‬قد‭ ‬افتقرت‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬ذلك‭ ‬اليقين‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬اعتصامه‭ ‬بالإنكار‭ ‬بجلسة‭ ‬المحاكمة‭ ‬الأولى،‭ ‬لذا‭ ‬فهي‭ ‬لا‭ ‬تطمئن‭ ‬لما‭ ‬قرره‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بالتحقيقات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬ما‭ ‬يضحى‭ ‬معه‭ ‬اتهامه‭ ‬للثاني‭ ‬غير‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬سند‭ ‬صحيح‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬والقانون‭ ‬مما‭ ‬يتعين‭ ‬معه‭ ‬القضاء‭ ‬ببراءة‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭ ‬عملا‭ ‬بنص‭ ‬المادة‭ (‬255‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭.‬

وتشير‭ ‬التفاصيل‭ ‬إلى‭ ‬ورود‭ ‬بلاغ‭ ‬للشرطة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وافد‭ ‬من‭ ‬جنسيتهما،‭ ‬والذي‭ ‬قرر‭ ‬فيه‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬اشترى‭ ‬سيارة‭ ‬“سكراب”‭ ‬من‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بقيمة‭ ‬750‭ ‬دينارا،‭ ‬لكنه‭ ‬عندما‭ ‬تحقق‭ ‬عن‭ ‬سجل‭ ‬المركبة‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬اتضح‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬سيارة‭ ‬بهذا‭ ‬الرقم،‭ ‬فحاول‭ ‬الاتصال‭ ‬بالمتهم‭ ‬الأول‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬إرجاع‭ ‬المبلغ‭ ‬وتسليمه‭ ‬السيارة‭ ‬المباعة‭ ‬وورقة‭ ‬المبايعة،‭ ‬وفي‭ ‬الموعد‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬بينهما‭ ‬حضر‭ ‬المذكور‭ ‬وحاول‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ ‬ورقة‭ ‬المبايعة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬وهرب‭ ‬من‭ ‬المكان‭.‬

فأجرى‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬تحقيقهم‭ ‬عن‭ ‬المركبة،‭ ‬والتي‭ ‬عند‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬بياناتها‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الإلكتروني‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬“نجم”‭ ‬تبين‭ ‬أنها‭ ‬تابعة‭ ‬لشركة‭ ‬تأجير‭ ‬سيارات،‭ ‬ومسجل‭ ‬ضدها‭ ‬بلاغ‭ ‬ومطلوبة‭ ‬لدى‭ ‬مركز‭ ‬شرطة‭ ‬النبيه‭ ‬صالح،‭ ‬إذ‭ ‬أبلغ‭ ‬موظف‭ ‬شركة‭ ‬التأجير‭ ‬ضدها،‭ ‬والذي‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬شخصا‭ ‬وافدا‭ ‬حضر‭ ‬إليه‭ ‬وسلمه‭ ‬بطاقة‭ ‬هوية‭ ‬واستأجر‭ ‬تلك‭ ‬السيارة،‭ ‬وبالاستعلام‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬الشخص‭ ‬صاحب‭ ‬الهوية‭ ‬المسلمة‭ ‬للشركة‭ ‬تبين‭ ‬أنه‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭.‬

لذا‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الشرطة‭ ‬سوى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬باع‭ ‬تلك‭ ‬السيارة،‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬هويته،‭ ‬إذ‭ ‬تمكن‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬تزوير‭ ‬بطاقة‭ ‬هوية‭ ‬لمقيم‭ ‬غادر‭ ‬البلاد‭ ‬واستأجر‭ ‬باسمه‭ ‬تلك‭ ‬السيارة‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬باعها‭ ‬بهوية‭ ‬مزورة‭ ‬للمبلغ‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬“سكراب”‭.‬

كما‭ ‬علم‭ ‬الشرطة‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الأسبقيات‭ ‬بهذا‭ ‬المجال‭ ‬ومطلوب‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قضية،‭ ‬وتلقوا‭ ‬معلومات‭ ‬حوله‭ ‬مفادها‭ ‬أنه‭ ‬موجود‭ ‬بتلك‭ ‬اللحظة‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬المعارض،‭ ‬وبالفعل‭ ‬تمكن‭ ‬الشرطة‭ ‬من‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭.‬

وأثناء‭ ‬عملية‭ ‬تفتيشه‭ ‬ذاتيا‭ ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬بحوزته‭ ‬على‭ ‬رخصة‭ ‬قيادة‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬عليها‭ ‬صورته،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬بحوزته‭ ‬بطاقة‭ ‬هوية‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬شخص‭ ‬ثان‭ ‬وعليها‭ ‬أيضا‭ ‬صورته‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬اعترف‭ ‬أنه‭ ‬حضر‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2006،‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬كفيله‭ ‬ولا‭ ‬يملك‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬أو‭ ‬بطاقة‭ ‬هوية،‭ ‬وكان‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬الصباغة،‭ ‬لكن‭ ‬مدخوله‭ ‬كان‭ ‬ضعيفا‭ ‬ولا‭ ‬يكفي‭ ‬حاجته،‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬اتفق‭ ‬مع‭ ‬صديقه‭ ‬الذي‭ ‬يقيم‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬السكن‭ ‬“المتهم‭ ‬الثاني”‭ ‬على‭ ‬تزوير‭ ‬رخص‭ ‬قيادة‭ ‬لأشخاص‭ ‬مقابل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭.‬

وبالفعل‭ ‬اشتريا‭ ‬طابعة‭ ‬خاصة‭ ‬بطباعة‭ ‬البطاقات‭ ‬البلاستيكية‭ ‬وجهاز‭ ‬كمبيوتر‭ ‬محمولا‭ (‬لابتوب‭)‬،‭ ‬واستعملا‭ ‬أحد‭ ‬البرامج‭ ‬لارتكاب‭ ‬عمليات‭ ‬التزوير،‭ ‬مبينا‭ ‬أنهما‭ ‬بالفعل‭ ‬استخدما‭ ‬بطاقة‭ ‬مزورة‭ ‬في‭ ‬استئجار‭ ‬سيارة‭ ‬وبيعها‭ ‬على‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬والذي‭ ‬أبلغ‭ ‬ضده‭ ‬لاحقا،‭ ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬حضر‭ ‬إليه‭ ‬شخص‭ ‬وطلب‭ ‬منه‭ ‬استخراج‭ ‬رخصة‭ ‬سياقه‭ ‬صحيحة‭ ‬له‭ ‬مقابل‭ ‬300‭ ‬دينار،‭ ‬وبالفعل‭ ‬استخدم‭ ‬تلك‭ ‬الطابعة‭ ‬مستخدما‭ ‬البرنامج‭ ‬المذكور،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬طبعها‭ ‬تبين‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬مطابقة‭ ‬للرخصة‭ ‬الصحيحة‭ ‬فاحتفظ‭ ‬بها‭ ‬ولم‭ ‬يستلمها‭ ‬سالف‭ ‬الذكر‭ ‬خشية‭ ‬من‭ ‬افتضاح‭ ‬أمره،‭ ‬وتبين‭ ‬أنه‭ ‬اشترى‭ ‬سيارات‭ ‬عدة‭ ‬ببطاقات‭ ‬هوية‭ ‬مزورة‭ ‬أو‭ ‬لأشخاص‭ ‬خرجوا‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬إحداها‭ ‬اتفق‭ ‬مع‭ ‬صاحبها‭ ‬بشرائها‭ ‬بمبلغ‭ ‬1000‭ ‬دينار‭ ‬وسلم‭ ‬المجني‭ ‬عليه‭ ‬مبلغ‭ ‬140‭ ‬دينارا‭ ‬كمقدم‭ ‬ولم‭ ‬يسلمه‭ ‬باقي‭ ‬المبلغ‭.‬