عمل بالبنك البريطاني وعاصر القومية و“خياش الفلوس”

أحمد النعيمي .. من مطبخ “بابكو” إلى رئيس تنفيذي لـ “ألبا”

تعرض‭ ‬والده‭ ‬لحادث‭ ‬فترك‭ ‬الدراسة‭ ‬ليعمل‭ ‬يافعا من‭ ‬واقع‭ ‬تجربته‭: ‬“لا‭ ‬تتخذ‭ ‬قرارا‭ ‬وأنت‭ ‬غضبان” غزو‭ ‬الكويت”‭ ‬أرهب‭ ‬البنوك‭ ‬من‭ ‬تمويل‭ ‬الخط‭ ‬الرابع ‭ ‬النعيمي‭ ‬بعد‭ ‬التقاعد‭.. ‬رجل‭ ‬أعمال‭ ‬إنساني في‭ ‬1986‭ ‬عين‭ ‬مديرا‭ ‬عاما‭ ‬للشؤون‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬“ألبا” في‭ ‬1978‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬محاسب‭ ‬قانوني‭ ‬من‭ ‬بريطانيا ‭ ‬أكبر‭ ‬تحدٍّ‭ ‬يواجهه‭ ‬هو‭ ‬تمويل‭ ‬الخط‭ ‬الرابع‭ ‬في‭ ‬“ألبا”

 

‭  ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬السابق‭ ‬لشركة‭ ‬ألمنيوم‭ ‬البحرين‭ (‬ألبا‭)‬،‭ ‬أحمد‭ ‬صالح‭ ‬النعيمي‭ (‬من‭ ‬مواليد‭ ‬المنامة‭ ‬1950‭)‬،‭ ‬عركته‭ ‬الحياة‭ ‬منذ‭ ‬طفولته،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬المستقبل‭ ‬أخفى‭ ‬له‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المفاجآت‭ ‬الصعبة‭ ‬والسارة‭ ‬في‭ ‬آن‭. ‬ورغم‭ ‬الإحباطات‭ ‬التي‭ ‬أعترت‭ ‬بداية‭ ‬مشاوره‭ ‬وأدت‭ ‬لترك‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة‭ ‬مبكرا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬التحديات‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ (‬أبو‭ ‬كميل‭) ‬أحد‭ ‬الشخصيات‭ ‬الإدارية‭ ‬والصناعية‭ ‬البارزة‭.‬

خلال‭ ‬35‭ ‬عاما‭ ‬قضاها‭ ‬في‭ ‬“ألبا”‭ ‬تمكن‭ ‬النعيمي‭ ‬وبفضل‭ ‬جهود‭ ‬مشتركة‭ ‬مع‭ ‬زملائه‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الكيانات‭ ‬الصناعية‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬عبر‭ ‬قصة‭ ‬نجاح‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬توسعة‭ ‬الشركة‭ ‬عبر‭ ‬إضافة‭ ‬الخط‭ ‬الرابع‭ ‬والخامس‭. ‬

بدأت‭ ‬قصة‭ ‬كفاح‭ ‬النعيمي،‭ ‬حين‭ ‬تعرض‭ ‬والده‭ ‬لحادث‭ ‬أقعده‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬وأدى‭ ‬لإغلاق‭ ‬محله‭ ‬التجاري،‭ ‬ليقرر‭ ‬الابن‭ ‬ترك‭ ‬مقاعد‭ ‬الدراسة‭ ‬وهو‭ ‬بالصف‭ ‬الرابع‭ ‬الابتدائي‭ ‬وعمره‭ ‬12‭ ‬ربيعا‭ ‬ويأخذ‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬مسؤولية‭ ‬الأسرة،‭ ‬رغم‭ ‬رغبة‭ ‬والده‭ ‬في‭ ‬استكمال‭ ‬دراسته‭.‬

تقدم‭ ‬النعيمي‭ ‬بطلب‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬نفط‭ ‬البحرين‭ (‬بابكو‭)‬،‭ ‬وقد‭ ‬اجتاز‭ ‬المقابلة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أبلغ‭ ‬بأن‭ ‬الشواغر‭ ‬حاليا‭ ‬نفدت‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬صغر‭ ‬سنه‭ (‬ما‭ ‬بين‭ ‬11‭ ‬و12‭ ‬عاما‭) ‬لا‭ ‬يساعده‭. ‬ألحَّ‭ ‬الفتى‭ ‬وقد‭ ‬اغرورقت‭ ‬عيناه‭ ‬بالدموع‭ ‬وهمّ‭ ‬بالبكاء‭ ‬لفقد‭ ‬الوظيفة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يخبره‭ ‬المسؤول‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬وظيفة‭ ‬واحدة‭ ‬شاغرة‭ ‬تختص‭ ‬بالمطبخ،‭ ‬وكان‭ ‬حينها‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬النعيمي‭ ‬مصطلح‭ ‬“‭ ‬catering”،‭ ‬فأصر‭ ‬على‭ ‬الحصول‭ ‬عليها،‭ ‬وقد‭ ‬استجيب‭ ‬لرغبته‭.‬

فرصة‭ ‬تدريب‭ ‬ممتازة

بعد‭ ‬التحاقه‭ ‬بـ‭ ‬“بابكو”،‭ ‬حظي‭ ‬النعيمي‭  ‬بفرصة‭ ‬تدريب‭ ‬ممتازة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ورش‭ ‬العمل،‭ ‬إذ‭ ‬التحق‭ ‬بدورة‭ ‬أكاديمية‭ ‬ومهنية‭ ‬استمرت‭ ‬عامين‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يباشر‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الطبخ‭ ‬لنحو‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬العمل‭ ‬بنظام‭ ‬النوبات‭ ‬ولبعد‭ ‬مقر‭ ‬الشركة‭ ‬قرر‭ ‬السكن‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬عوالي،‭ ‬حيث‭ ‬يبدأ‭ ‬الدوام‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬السادسة‭.‬

كان‭ ‬السكن‭ ‬في‭ ‬عوالي‭ ‬ينقسم‭ ‬إلى‭ ‬ثلاث‭ ‬فئات،‭ ‬إحدها‭ ‬للأجانب،‭ ‬والثانية‭ ‬للهنود،‭ ‬والثالثة‭ ‬للبحرينيين،‭ ‬وكانت‭ ‬هي‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬المستوى‭. ‬لم‭ ‬تشعر‭ ‬عائلة‭ ‬النعيمي‭ ‬بالارتياح‭ ‬لبعده‭ ‬عنها،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفعه‭ ‬إلى‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬وظيفة‭ ‬أخرى‭ ‬مستفيدا‭ ‬من‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬التدريب‭ ‬الجيدة‭ ‬من‭ ‬“بابكو”‭. ‬

في‭ ‬العام‭ ‬1964‭ ‬توفق‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬بالبنك‭ ‬البريطاني‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬حينها‭ ‬“أتش‭ ‬اس‭ ‬بي‭ ‬سي”‭ ‬وفي‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬أجهزة‭ ‬حديثة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الزبائن،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬المعاملات‭ ‬تتم‭ ‬وجها‭ ‬لوجه؛‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أكسبه‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬ومواجهة‭ ‬المشكلات‭.‬

بنكان‭ ‬يتبنان‭ ‬الحسابات‭ ‬بحرب‭ ‬1967‭ ‬

ويتذكر‭ ‬النعيمي‭ ‬حرب‭ ‬يونيو‭ ‬1967،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬موجة‭ ‬إغلاق‭ ‬للحسابات‭ ‬بالبنوك‭ ‬الأجنبية‭ ‬جراء‭ ‬ظروف‭ ‬الحرب،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬البنكان‭ ‬المحليان‭ ‬الوحيدان‭ ‬وهما‭ ‬البنك‭ ‬العربي‭ ‬المحدود‭ ‬وبنك‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬يقومان‭ ‬بافتتاح‭ ‬الحسابات‭ ‬لأولئك‭ ‬الزبائن‭ ‬الذين‭ ‬اتجهوا‭ ‬للبنوك‭ ‬الوطنية،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬صعود‭ ‬القومية‭ ‬العربية‭.‬

وطوال‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬النعيمي‭ ‬يعمل‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬البنك،‭ ‬انتهز‭ ‬الفرصة‭ ‬للدراسة‭ ‬بالانتساب‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬المعاهد‭ ‬في‭ ‬بيروت،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يباشر‭ ‬عملا‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬بدوام‭ ‬جزئي،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬سوى‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة‭ ‬للقيلولة‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الالتزامات‭. ‬كان‭ ‬لديه‭ ‬طموح‭ ‬لاسترجاع‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬فقدها‭ ‬بمقاعد‭ ‬الدراسة‭ ‬واستكمال‭ ‬الدراسة‭ ‬الثانوية،‭ ‬ليواصلها‭ ‬من‭ ‬المنازل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬الدبلوما‭ ‬التجارية،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬كان‭ ‬معه‭ ‬زميل‭ ‬الدرب‭ ‬خليل‭ ‬البلوشي‭. ‬طلب‭ ‬الاثنان‭ ‬من‭ ‬البنك‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬منحة‭ ‬للتدريب،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬أولويات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬حينها‭. ‬وطلبا‭ ‬أيضا‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬المسائية؛‭ ‬ليتسنى‭ ‬لهم‭ ‬استكمال‭ ‬دراستهما،‭ ‬وبالفعل‭ ‬وافق‭ ‬البنك‭ ‬على‭ ‬طلبهما،‭ ‬لينتقلا‭ ‬إلى‭ ‬كلية‭ ‬الخليج‭ ‬الصناعية‭ ‬وينخرطان‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭ ‬بالفترة‭ ‬الصباحية‭.‬

سانحة‭ ‬“ألبا”

أثناء‭ ‬فترة‭ ‬دراسته‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬الصناعية،‭ ‬قدم‭ ‬النعيمي‭ ‬أوراقه‭ ‬للعمل‭ ‬بشركة‭ ‬“ألبا”،‭ ‬ودخل‭ ‬مقابلة‭ ‬توظيف‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬المحاسبين،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬أحد‭ ‬المسؤولين‭ ‬بالشركة‭ (‬الذي‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬النعيمي‭ ‬“شايف‭ ‬روحه”‭)‬،‭ ‬حال‭ ‬دون‭ ‬تعيينه‭. ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬استكمل‭ ‬دراسته‭ ‬بكلية‭ ‬الخليج‭ ‬الصناعية‭ ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬في‭ ‬الدراسات‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1974،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المنح‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬لخريجي‭ ‬الكلية،‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬لشركة‭ ‬ألبا،‭ ‬فطلب‭ ‬ممثل‭ ‬“ألبا”‭ ‬تقديم‭ ‬أوراقه‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬ليقابله‭ ‬نفس‭ ‬المسؤول‭ ‬الذي‭ ‬أبعده‭ ‬أولا،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬كانت‭ ‬مختلفة،‭ ‬ليخبره‭ ‬المسؤول‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المقابلة،‭ ‬قائلا‭ ‬“كنت‭ ‬أبحث‭ ‬عن‭ ‬شخص‭ ‬يأخذ‭ ‬مكاني‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬الأيام،‭ ‬والآن‭ ‬حصلت‭ ‬عليك”‭.‬

بعد‭ ‬أسبوعين‭ ‬من‭ ‬اللقاء‭ ‬مع‭ ‬مسؤول‭ ‬“ألبا”،‭ ‬بدأت‭ ‬رحلة‭ ‬النعيمي‭ ‬للدراسة‭ ‬بالخارج،‭ ‬وذلك‭ ‬ضمن‭  ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المبتعثين‭ ‬من‭ ‬الشركة‭ ‬بلغ‭ ‬عددهم‭ ‬نحو‭  ‬40‭ ‬طالبا‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الكلية‭.‬

وفي‭ ‬العام‭ ‬1978‭ ‬حصل‭ ‬النعيمي‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬مؤهل‭ ‬محاسب‭ ‬قانوني‭ ‬من‭ ‬بريطانيا،‭ ‬لتسند‭ ‬له‭ ‬أول‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬“ألبا”،‭ ‬وهي‭ ‬رئاسة‭ ‬المحاسبة‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬المالية‭.‬

يعتقد‭ ‬النعيمي‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الطيف‭ ‬الواسع‭ ‬للخبرات‭ ‬في‭ ‬المحاسبة،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬مجال‭ ‬أكبر‭ ‬للتطوير‭. ‬واجهته‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬تقبل‭ ‬التغيير‭ ‬ومقاومة‭ ‬هذا‭ ‬التغيير،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يثبط‭ ‬همته،‭ ‬فجاءته‭ ‬فكرة‭ ‬إعداد‭ ‬دورة‭ ‬تدريبية‭ ‬للشباب‭ ‬في‭ ‬أسس‭ ‬المحاسبة‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الدورة،‭ ‬اكتشف‭ ‬نقاط‭ ‬ضعف‭ ‬الموظفين،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يخبرهم‭ ‬بطريقة‭ ‬مباشرة‭ ‬مما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬إقناعهم‭ ‬بالتغيير‭.‬

ولم‭ ‬يكن‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬هو‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬واجه‭ ‬النعيمي‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬مسيرته‭ ‬الطويلة‭ ‬في‭ ‬“ألبا”،‭ ‬فهو‭ ‬رجل‭ ‬يحب‭ ‬الإحاطة‭ ‬وفهم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يتعلق‭ ‬بطبيعة‭ ‬عمله،‭ ‬ولذلك‭ ‬كان‭ ‬كثير‭ ‬التساؤل‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالميزانية‭ ‬أو‭ ‬التأخير،‭ ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬يزور‭ ‬مواقع‭ ‬المشاريع؛‭ ‬ليستطيع‭ ‬التحدث‭ ‬مع‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬الشركة‭ ‬بنفس‭ ‬اللغة‭ ‬التي‭ ‬يراها‭ ‬لطبيعة‭ ‬العمل‭.‬

‭ ‬قرار‭ ‬متسرع‭ ‬بالاستقالة

يحكي‭ ‬النعيمي‭ ‬قصة‭ ‬اتخاذه‭ ‬قرار‭ ‬متسرع‭  ‬بالاستقالة،‭ ‬والدرس‭ ‬الذي‭ ‬استفاده‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التجربة،‭ ‬قائلا‭ ‬“لا‭ ‬تأخذ‭ ‬قرارا‭ ‬وأنت‭ ‬غضبان”،‭ ‬وتتلخص‭ ‬الحكاية‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يتولى‭ ‬مسؤولية‭ ‬قسم‭ ‬المحاسبة،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬قسم‭ ‬آخر‭ ‬يرأسه‭ ‬زميل‭ ‬أجنبي،‭ ‬وكان‭ ‬القسمان‭ ‬يتبعان‭ ‬لمدير‭ ‬المالية‭. ‬وفي‭ ‬أحد‭ ‬الاجتماعات‭ ‬أعلن‭ ‬مدير‭ ‬المالية‭ ‬أن‭ ‬النعيمي‭ ‬سيكون‭ ‬قائم‭ ‬مكان‭ ‬زميله‭ ‬في‭ ‬غيابه،‭ ‬لكن‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬الدوام‭ ‬تأسف‭ ‬له‭ ‬المدير،‭ ‬وقال‭ ‬له‭ ‬إن‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬رافض‭ ‬فكرة‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬هو‭ ‬بالإنابة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬النعيمي‭ ‬مستاء‭ ‬للغاية،‭ ‬وحينها‭ ‬كانت‭ ‬نهاية‭ ‬الأسبوع،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬قراره‭ ‬بتقديم‭ ‬استقالته،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬إجازة‭ ‬الأسبوع،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬شركة‭ ‬كبرى‭ ‬قابلته،‭ ‬وكانت‭ ‬تحاول‭ ‬استقطابه‭.‬

بعد‭ ‬الإجازة،‭ ‬تلقى‭ ‬النعيمي‭ ‬طلبا‭ ‬من‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬الشؤون‭ ‬المالية،‭ ‬وبين‭ ‬أنه‭ ‬لاحظ‭ ‬عليه‭ ‬علامات‭ ‬انشغال‭ ‬البال،‭ ‬فصارحه‭ ‬النعيمي‭ ‬عن‭ ‬استيائه‭ ‬من‭ ‬التراجع‭ ‬عن‭ ‬تكليفه‭ ‬لإنابة‭ ‬مديره،‭ ‬فرد‭ ‬عليه‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬بأن‭ ‬“ألبا”‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬إعلان‭ ‬تعيينات‭ ‬للبحرينيين،‭ ‬وأنه‭ (‬النعيمي‭) ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬هذه‭ ‬التعيينات،‭ ‬وكنوع‭ ‬من‭ ‬ترضية‭ ‬لزميله‭ ‬الأجنبي‭ ‬تم‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬هو‭ ‬بإنابة‭ ‬مدير‭ ‬المالية‭. ‬

وبعد‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء،‭ ‬كانت‭ ‬صدمة‭ ‬النعيمي،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬الاستقالة‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬يعلم‭ ‬الخفايا‭ ‬الحقيقية‭ ‬للحادثة‭.‬

وبإيعاز‭ ‬من‭ ‬المدير‭ ‬العام،‭ ‬اتصل‭ ‬له‭ ‬مدير‭ ‬التدريب،‭ ‬وقال‭ ‬له‭ ‬إن‭ ‬الشركة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬تدربيي‭ ‬على‭ ‬مرحلتين،‭ ‬الأولى‭ ‬معلنة،‭ ‬والأخرى‭ ‬غير‭ ‬معلنة،‭ ‬الأولى‭ ‬لمنصب‭ ‬مدير،‭ ‬والثانية‭ ‬لمنصب‭ ‬مدير‭ ‬عام،‭ ‬ليعدل‭ ‬النعيمي‭ ‬عن‭ ‬قراره‭ ‬بالاستقالة‭.‬

وبعد‭ ‬فترة‭ ‬استلم‭ ‬النعيمي‭ ‬البرنامج‭ ‬التدريبي،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬ضمنه‭ ‬انتدابه‭ ‬لشركة‭ ‬“ارنست‭ ‬ويونغ”‭ ‬لمدة‭ ‬عام،‭ ‬وبعدها‭ ‬زيارة‭ ‬إلى‭ ‬“كايزر”‭ ‬للألمنيوم‭ ‬في‭ ‬أميركا،‭ ‬والتي‭ ‬تمتلك‭ ‬حينها‭ ‬حصة‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬“ألبا”‭ ‬لمدة‭ ‬نحو‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭.‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬أتم‭ ‬هذين‭ ‬البرنامجين،‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬واستلم‭ ‬منصبه‭ ‬كمدير‭ ‬لإدارة‭ ‬المحاسبة‭ ‬الإدارية،‭ ‬وأعد‭ ‬له‭ ‬حينها‭ ‬برنامج‭ ‬للتطوير،‭ ‬أحدها‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬“هارفرد”،‭ ‬والثانية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬“كروانفيلد”‭.‬

في‭ ‬العام‭ ‬1986‭ ‬عين‭ ‬النعيمي‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬للشؤون‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬“ألبا”،‭ ‬وتقع‭ ‬تحت‭ ‬مسؤوليته‭ ‬دوائر‭ ‬مختلفة،‭ ‬وبحكم‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭ ‬حضر‭ ‬اجتماعات‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة،‭ ‬وكان‭ ‬هناك‭ ‬وزراء‭ ‬معروفين‭ ‬حينها‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬والسعودية‭ ‬مثل‭ ‬يوسف‭ ‬الشيراوي‭ ‬وغازي‭ ‬القصيبي‭.‬

ورغم‭ ‬الرهبة،‭ ‬كان‭ ‬يتذكر‭ ‬كلمات‭ ‬وأسلوب‭ ‬الشيراوي‭ ‬الذي‭ ‬يزرع‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬معه‭.‬

 

‭ ‬تمويل‭ ‬الخط‭ ‬الرابع‭ ‬في‭ ‬“ألبا”

وخلال‭ ‬توليه‭ ‬دائرة‭ ‬الشؤون‭ ‬المالية،‭ ‬برز‭ ‬أكبر‭ ‬تحدٍّ‭ ‬يواجه‭ ‬النعيمي‭ ‬في‭ ‬تاريخه‭ ‬المهني،‭ ‬وهو‭ ‬تمويل‭ ‬الخط‭ ‬الرابع،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬حينه‭ ‬مشروع‭ ‬ضخم‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البحرين‭ ‬بكلفة‭ ‬1‭.‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬فعمل‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬مقترح‭ ‬أو‭ ‬ورقة‭ ‬أولية‭ ‬لعرضها‭ ‬على‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬عبر‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة،‭ ‬والتي‭ ‬حظيت‭ ‬بالموافقة،‭ ‬لينطلق‭ ‬بعدها‭ ‬جهد‭ ‬شاق‭ ‬لجمع‭ ‬التمويل‭ ‬والتفاوض‭ ‬مع‭ ‬النبوك‭ ‬ومؤسسات‭ ‬تمويل‭ ‬الصادرات‭ ‬العالمية‭. ‬لم‭ ‬يتعامل‭ ‬النعيمي‭ ‬مع‭ ‬مشروعات‭ ‬بهذا‭ ‬الحجم،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬أكبر‭ ‬مشروع‭ ‬عمل‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بحجم‭ ‬110‭ ‬ملايين‭ ‬دولار‭.‬

وفي‭ ‬العام‭ ‬1990،‭ ‬سار‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬قدم‭ ‬وساق‭ ‬للتوقيع‭ ‬النهائي‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬خط‭ ‬الصهر‭ ‬الرابع،‭ ‬والذي‭ ‬أقيم‭ ‬له‭ ‬حفل‭ ‬كبير‭ ‬بتاريخ‭ ‬17‭ ‬يوليو،‭ ‬وبعدها‭ ‬تلقى‭ ‬النعيمي‭ ‬رسالة‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أسطر‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬كانت‭ ‬محفزة‭ ‬لأبعد‭ ‬الحدود‭ ‬وفحواها‭ ‬“بعد‭ ‬الشكر،‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمر‭ ‬الزمني،‭ ‬يبشر‭ ‬بمستقبل‭ ‬زاهر‭ ‬في‭ ‬عملك‭  ‬بالشركة”،‭ ‬حيث‭ ‬أخذ‭ ‬النعيمي‭ ‬الخطاب‭ ‬لمكتب‭ ‬الرئيسي‭ ‬التنفيذي،‭ ‬وقال‭ ‬له‭  ‬“إن‭ ‬الخطاب‭ ‬لا‭ ‬يفترض‭ ‬أنه‭ ‬يوجه‭ ‬له‭ ‬بل‭ ‬لزوجته،‭ ‬فلولاها‭ ‬لما‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬والرعاية‭ ‬الكافية‭ ‬ليركز‭ ‬على‭ ‬عمله‭ ‬ويساهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز”‭ .‬

ورغم‭ ‬توقيع‭ ‬القرض،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬استلام‭ ‬الأموال‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬البنوك،‭ ‬إذ‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬إجراءات‭ ‬أخرى،‭ ‬وفي‭ ‬19‭ ‬يوليو‭ ‬ذهب‭ ‬النعيمي‭ ‬في‭ ‬إجازة‭ ‬مرتاح‭ ‬البال‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وقع‭ ‬مع‭ ‬بنكين‭ ‬محليين‭ ‬لقرض‭ ‬مؤقت‭ ‬أو‭ ‬bridge loan‭ ‬للبدء‭ ‬بالمشروع‭.‬

وطوال‭ ‬الإجازة‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬اتصال‭ ‬بالبحرين،‭ ‬وفي‭ ‬2‭ ‬أغسطس‭ ‬1990،‭ ‬اتصل‭ ‬بالشركة‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬رد،‭ ‬لم‭ ‬يطلع‭ ‬على‭ ‬الأخبار‭ ‬يومها،‭ ‬ليعلم‭ ‬لاحقا‭  ‬وقوع‭ ‬“غزو‭ ‬الكويت”‭. ‬“اتصل‭ ‬عليّ‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬إلغاء‭ ‬الإجازة‭ ‬والتوجه‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬إقناع‭ ‬البنوك‭ ‬للالتزام‭ ‬بتمويل‭ ‬المشروع،‭ ‬وتلقيت‭ ‬اتصالا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬مديري‭ ‬البنكين‭ ‬المحليين‭ ‬طالبا‭ ‬الانسحاب‭ ‬من‭ ‬القرض،‭ ‬فأخبرته‭ ‬أننا‭ ‬نعمل‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬البلد‭ ‬ومخاطرنا‭ ‬نفس‭ ‬المخاطر”‭.‬

ذهب‭ ‬النعيمي‭ ‬إلى‭ ‬لندن‭ ‬وكانت‭ ‬عملية‭ ‬إقناع‭ ‬البنوك‭ ‬الأجنبية‭ ‬غير‭ ‬سهلة،‭ ‬إذ‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬غير‭ ‬مطمئن،‭ ‬لكن‭ ‬تم‭ ‬إقناعهم‭. ‬وفي‭ ‬يناير‭ ‬1991‭ ‬رجع‭  ‬للبحرين‭ ‬وتم‭ ‬توقيع‭ ‬عقود‭ ‬مع‭ ‬مراكز‭ ‬تمويل‭ ‬الصادرات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعلم‭ ‬بقرب‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب،‭ ‬فرغم‭ ‬أن‭ ‬دوي‭ ‬الصواريخ‭ ‬كان‭ ‬يسمع‭ ‬في‭ ‬فبراير،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مبالغ‭ ‬التمويل‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬سحبها‭.‬

وبعد‭ ‬إنجاز‭ ‬الخط‭ ‬الرابع،‭ ‬طلب‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬من‭ ‬النعيمي‭ ‬مغادرة‭ ‬مكتبه‭ ‬لمدة‭ ‬عامين‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أقسام‭ ‬الشركة،‭ ‬وكانت‭ ‬فرصة‭ ‬له‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬الماجستير‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬الإدارية‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬بوسطن‭ ‬في‭ ‬1994‭.‬

 

العمل‭ ‬بمختلف‭ ‬الأقسام

ويبدو‭ ‬أن‭ ‬توجيه‭ ‬النعيمي‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأقسام،‭ ‬لإعداده‭ ‬مستقبلا‭ ‬لتولي‭ ‬منصب‭ ‬الرئيس‭ ‬التنفيذي،‭ ‬إذ‭ ‬عمل‭ ‬بين‭ ‬العمال‭ ‬وفي‭ ‬الأفران‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬المهن‭ ‬بالشركة‭.‬

في‭ ‬2002‭ ‬أصبح‭ ‬نائبا‭ ‬للرئيس‭ ‬التنفيذي‭ ‬للشؤون‭ ‬التجارية،‭ ‬كما‭ ‬أسند‭ ‬له‭ ‬مصنع‭ ‬تكليس‭ ‬الفحم،‭ ‬إذ‭ ‬استطاع‭ ‬بفضل‭ ‬جهود‭ ‬الموظفين‭ ‬والعمال‭ ‬من‭ ‬نقل‭ ‬المصنع‭ ‬للربحية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬الشركة‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬شريك‭ ‬فيه‭ ‬أو‭ ‬بيعه‭. ‬

ومن‭ ‬المحطات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬النعيمي،‭ ‬وهو‭ ‬رئيس‭ ‬تنفيذي‭ ‬لـ‭ ‬“ألبا”‭ ‬فترة‭ ‬الكساد‭ ‬في‭ ‬2008،‭ ‬إذ‭ ‬عمل‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬الشركة‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬خطة‭ ‬لخفض‭ ‬التكلفة‭ ‬إلى‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬بصورة‭ ‬تلقائية‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬التنفيذية‭.‬

وقبل‭ ‬أن‭ ‬يتقاعد‭ ‬ضيفنا‭ ‬ويغادر‭ ‬الشركة‭ ‬في‭ ‬2009،‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬دراسة‭ ‬الجدوى‭ ‬الخاصة‭ ‬لخط‭ ‬الصهر‭ ‬السادس‭.‬

وبعد‭ ‬تقاعده‭ ‬عمل‭ ‬النعيمي‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬شركة‭ ‬استشارية‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصناعي،‭ ‬كما‭ ‬أسس‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الاستثمارية‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬استثمارات‭ ‬في‭ ‬البوسنة‭ ‬والهرسك‭.‬