صدى المنجز الثقافي لمدينة المحرق ليصل إلى العالمية

مي بنت محمد: الاستثمار في الثقافة يحقق الاستدامة

| المنامة - هيئة الثقافة والآثار

من‭ ‬مدينة‭ ‬قازان‭ ‬الروسية،‭ ‬تردد‭ ‬صدى‭ ‬المنجز‭ ‬الثقافي‭ ‬لمدينة‭ ‬المحرّق‭ ‬البحرينية‭ ‬ليصل‭ ‬إلى‭ ‬العالمية،‭ ‬حيث‭ ‬استلمت‭ ‬رئيسة‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭  ‬ورئيسة‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬مركز‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للثقافة‭ ‬والبحوث‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أمس‭ ‬جائزة‭ ‬الآغا‭ ‬خان‭ ‬للعمارة؛‭ ‬نظير‭ ‬مشروع‭ ‬“إحياء‭ ‬منطقة‭ ‬المحرّق”‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬كريم‭ ‬آغا‭ ‬خان،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬حفل‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬الفائزين‭ ‬بالجائزة‭ ‬والذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬مسرح‭ ‬موسى‭ ‬جليل‭ ‬تتار‭ ‬الأكاديمي‭ ‬للأوبرا‭ ‬والباليه،‭ ‬ومثّل‭ ‬جمهورية‭ ‬تتارستان‭ ‬الروسية‭ ‬في‭ ‬الحفل‭ ‬رئيسها‭ ‬السابق‭ ‬مينتيمير‭ ‬شايمييف‭. ‬

كما‭ ‬تم‭ ‬تكريم‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬المشروع‭ ‬ومثله‭ ‬المهندسان‭ ‬نورة‭ ‬السايح‭ ‬وغسان‭ ‬الشمالي‭. ‬وكان‭ ‬مشروع‭ ‬“إحياء‭ ‬منطقة‭ ‬المحرّق”‭ ‬قد‭ ‬فاز‭ ‬بالجائزة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬خمسة‭ ‬مشاريع‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬وإسلامية‭ ‬أخرى‭.‬

وقالت‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬“فوز‭ ‬مدينة‭ ‬المحرّق‭ ‬بجائزة‭ ‬الآغا‭ ‬خان‭ ‬للعمارة‭ ‬هو‭ ‬ثمرة‭ ‬جهود‭ ‬مستمرة‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬لإعادة‭ ‬إحياء‭ ‬مدن‭ ‬البحرين‭ ‬القديمة،‭ ‬وبالأخص‭ ‬المحرّق،‭ ‬التي‭ ‬تكتسب‭ ‬عاما‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬أهمية‭ ‬عالمية”‭. ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬“الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬هو‭ ‬طريقتنا؛‭ ‬لكي‭ ‬نحقق‭ ‬الاستدامة،‭ ‬وهي‭ ‬طريقتنا‭ ‬لكي‭ ‬نؤكد‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬أن‭ ‬الثقافة‭ ‬فعل‭ ‬مقاومة”‭.‬

وأكدت‭ ‬أن‭ ‬المنجز‭ ‬الثقافي‭ ‬والحضاري‭ ‬البحريني‭ ‬يستمر‭ ‬تحقيقه‭ ‬بفضل‭ ‬الدعم‭ ‬الكريم‭ ‬والسامي‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الداعم‭ ‬الأول‭ ‬للثقافة،‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬الترويج‭ ‬لما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬إقليمية‭ ‬وعالمية‭ ‬كمركز‭ ‬إنتاج‭ ‬ثقافي‭.‬

وأشادت‭ ‬بأهمية‭ ‬التعاون‭ ‬البناء‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬في‭ ‬المحرّق،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جهود‭ ‬مركز‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للثقافة‭ ‬والبحوث‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬بإحياء‭ ‬النشاط‭ ‬الثقافي‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬المحرّق‭ ‬القديمة‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2002م،‭ ‬لينطلق‭ ‬العمل‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬نطاق‭ ‬أوسع،‭ ‬وخاصة‭ ‬مشروع‭ ‬موقع‭ ‬طريق‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬المسجل‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬التراث‭ ‬العالمي‭ ‬لمنظمة‭ ‬اليونيسكو،‭ ‬والذي‭ ‬تنجزه‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬وتعمل‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬استكماله‭ ‬مع‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭.‬

وأردفت‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الأساس‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬إحياء‭ ‬المدن‭ ‬القديمة‭ ‬هو‭ ‬استعادة‭ ‬روحها‭ ‬الأصيلة،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬إعادة‭ ‬إحياء‭ ‬المحرّق‭ ‬حقق‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬أساسية‭ ‬للمواطنين‭ ‬القاطنين‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬وشجّع‭ ‬الجيل‭ ‬الجديد‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬للسكن‭ ‬والاستثمار‭ ‬فيها‭.‬

وأكدت‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬أن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬المقومات‭ ‬الحضارية‭ ‬والثقافية‭ ‬يعود‭ ‬بالأثر‭ ‬الإيجابي‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي،‭ ‬كما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬السياحة‭ ‬الثقافية‭ ‬النوعية،‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬إعادة‭ ‬أحياء‭ ‬المدن‭ ‬القديمة‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬العائد‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬الأصيلة‭ ‬والخصوصية‭ ‬الثقافية‭ ‬والاستثنائية‭ ‬للمدن‭ ‬البحرينية،‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬عوامل‭ ‬جذب‭ ‬النشاط‭ ‬السياحي‭ ‬والاقتصادي‭.‬