المحكمة برأت ثالثا لعدم كفاية الأدلة ضده

3 سنوات لمتهمين بتمويل الإرهاب وغرامة 100 ألف دينار

| عباس إبراهيم

برأت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الرابعة‭ ‬متهما‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬3‭ ‬متهمين‭ ‬مما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬اتهامات‭ ‬بتسلم‭ ‬ونقل‭ ‬وتسليم‭ ‬أموال‭ ‬لصالح‭ ‬عائلتي‭ ‬شخصين‭ ‬محكوم‭ ‬عليهم‭ ‬بقضايا‭ ‬أمنية،‭ ‬فيما‭ ‬دانت‭ ‬الآخران‭ -‬أحدهما‭ ‬هارب‭ ‬ومقيم‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭- ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬وبتغريم‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬مبلغ‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬عما‭ ‬أسند‭ ‬إليهما‭.‬

وكانت‭ ‬أحالت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬المتهمين‭ ‬الثلاثة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنهم‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬عامي‭ ‬2018‭ ‬و2019،‭ ‬ارتكبوا‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬المتهمان‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‭: ‬قاما‭ ‬لحساب‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬لمصلحتهم‭ ‬بعمليات‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬بممارستهم‭ ‬نشاطا‭ ‬إرهابيا‭ ‬بأن‭ ‬قاما‭ ‬لحساب‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بعمليات‭ ‬استلام‭ ‬ونقل‭ ‬وتسلم‭ ‬لمبالغ‭ ‬مالية‭ ‬المبينة‭ ‬المقدار‭ ‬بالأوراق‭ ‬وذلك‭ ‬تنفيذا‭ ‬لنشاطهم‭ ‬الإرهابي‭.‬

ثانيا‭: ‬المتهم‭ ‬الأول‭: ‬اشترك‭ ‬بطريق‭ ‬الاتفاق‭ ‬والمساعدة‭ ‬مع‭ ‬المتهمين‭ ‬الثاني‭ ‬والثالث‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجريمة‭ ‬موضوع‭ ‬البند‭ ‬أولا‭ ‬بأن‭ ‬اتحدت‭ ‬إرادته‭ ‬معهما‭ ‬وقام‭ ‬بتكليفهما‭ ‬بعمليات‭ ‬استلام‭ ‬ونقل‭ ‬وتسلم‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬محل‭ ‬التحقيق‭ ‬لحساب‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬ولمصلحته‭ ‬مع‭ ‬علمه‭ ‬ممارستهم‭ ‬نشاطا‭ ‬إرهابيا‭.‬

وذكرت‭ ‬المحكمة‭ ‬أن‭ ‬الواقعة‭ ‬تتحصل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬المتهمين‭ ‬الأول‭ ‬والثاني‭ ‬اجتمعت‭ ‬أفكارهما‭ ‬الشيطانية‭ ‬على‭ ‬إتيان‭ ‬السوء‭ ‬من‭ ‬الفعل‭ ‬وانصرفت‭ ‬نواياهما‭ ‬إلى‭ ‬الإفساد‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬والإتيان‭ ‬بأعمال‭ ‬الشغب‭ ‬والتخريب‭ ‬والعمليات‭ ‬الإرهابية؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زعزعة‭ ‬أمن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬قام‭ ‬بتكليف‭ ‬من‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬الهارب‭ ‬والمتواجد‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬بعمليات‭ ‬استلام‭ ‬ونقل‭ ‬تسليم‭ ‬لمبالغ‭ ‬مالية‭ ‬لحساب‭ ‬مجموعة‭ ‬“سرايا‭ ‬الأشتر”‭ ‬الإرهابية‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬الإرهابية‭ ‬مع‭ ‬علمهما‭ ‬بتلك‭ ‬الأهداف‭. ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬تحريات‭ ‬شاهد‭ ‬الإثبات‭ ‬الملازم‭ ‬أول‭ ‬دلت‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬ارتكاب‭ ‬المتهمين‭ ‬تلك‭ ‬الوقائع‭ ‬تنفيذا‭ ‬لغرض‭ ‬إرهابي‭. ‬واعترف‭ ‬المتهم‭ ‬الثاني‭ ‬بالتحقيقات‭ ‬بارتكابه‭ ‬للواقعة،‭ ‬وأوضح‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬تلك‭ ‬المبالغ‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بتسليمها‭ ‬مبلغين‭ ‬لعائلتي‭ ‬شخصين‭ ‬محكوم‭ ‬عليهما‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬10‭ ‬سنوات،‭ ‬وثبت‭ ‬بالحكمين‭ ‬الإرهابيين‭ ‬أنه‭ ‬سبق‭ ‬الحكم‭ ‬فعلا‭ ‬على‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهما‭ ‬المذكورين‭ ‬بتهم‭ ‬الانضمام‭ ‬لجماعة‭ ‬إرهابية‭ ‬واستعمال‭ ‬الأسلحة‭ ‬والمفرقعات‭ ‬وتمويل‭ ‬الإرهاب‭. ‬وتابع‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬2018‭ ‬قام‭ ‬بتكليف‭ ‬من‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬الهارب‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬والتابع‭ ‬لجماعة‭ ‬تيار‭ ‬الوفاء‭ ‬الإسلامي‭ ‬باستلام‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬العناصر‭ ‬التابعة‭ ‬له‭ ‬والاحتفاظ‭ ‬بها‭ ‬وتسليمها‭ ‬لآخرين‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تعليماته،‭ ‬إذ‭ ‬استلم‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يناير‭ ‬1000‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬أحد‭ ‬تابعيه‭ ‬بمنطقة‭ ‬سند‭ ‬وسلمه‭ ‬لآخر‭ ‬بمنطقة‭ ‬النويدرات،‭ ‬كما‭ ‬استلم‭ ‬لاحقا‭ ‬بعد‭ ‬عدة‭ ‬أشهر‭ ‬مبلغ‭ ‬2800‭ ‬دينار‭ ‬من‭ ‬منطقة‭ ‬كرباباد‭ ‬وقام‭ ‬بتعليمات‭ ‬من‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬بتقسيم‭ ‬المبلغ‭ ‬وتسليم‭ ‬مبلغ‭ ‬900‭ ‬دينار‭ ‬لعائلة‭ ‬أحد‭ ‬المحكوم‭ ‬عليهم‭ ‬بقضايا‭ ‬إرهابية،‭ ‬وسلم‭ ‬باقي‭ ‬المبلغ‭ ‬لعائلة‭ ‬محكوم‭ ‬عليه‭ ‬آخر‭.‬

وقالت‭ ‬المحكمة‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬حكمها‭ ‬إنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬لما‭ ‬أسند‭ ‬للمتهم‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬اتهام،‭ ‬فلما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬محكمة‭ ‬الموضوع‭ ‬أن‭ ‬تجزأ‭ ‬الدليل‭ ‬في‭ ‬الأوراق،‭ ‬ولو‭ ‬كان‭ ‬اعترافا،‭ ‬فتأخذ‭ ‬ما‭ ‬تطمئن‭ ‬إليه‭ ‬منه‭ ‬وتطرح‭ ‬ما‭ ‬عداه؛‭ ‬لتعلق‭ ‬ذلك‭ ‬بسلطتها‭ ‬التقديرية‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬الدليل‭ ‬بالأوراق؛‭ ‬كون‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬قانونا‭ ‬أن‭ ‬العبرة‭ ‬في‭ ‬الإثبات‭ ‬في‭ ‬المواد‭ ‬الجنائية‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬باقتناع‭ ‬المحكمة‭ ‬واطمئنانها‭ ‬إلى‭ ‬الدليل‭ ‬المقدم‭ ‬إليها‭ ‬ولها‭ ‬كامل‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬لعناصر‭ ‬الدعوى‭ ‬المطروحة‭ ‬أمامها،‭ ‬فما‭ ‬اطمأنت‭ ‬إليه‭ ‬أخذت‭ ‬به‭ ‬وما‭ ‬لم‭ ‬تطمئن‭ ‬إليه‭ ‬أعرضت‭ ‬عنه‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تسأل‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬وبما‭ ‬أنها‭ ‬تشككت‭ ‬في‭ ‬أركان‭ ‬الجريمة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬عناصر‭ ‬المسندة‭ ‬للمتهم‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الأمر‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬وجدانها،‭ ‬ومادامت‭ ‬أنها‭ ‬أحاطت‭ ‬بظروف‭ ‬وملابسات‭ ‬الدعوى،‭ ‬فإنها‭ ‬لم‭ ‬تطمئن‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الأدلة‭ ‬ضده‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الشك‭ ‬يفسر‭ ‬لمصلحة‭ ‬المتهم،‭ ‬وأن‭ ‬الشك‭ ‬لا‭ ‬ينفي‭ ‬أصل‭ ‬البراءة‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬احتمال‭ ‬الثبوت‭ ‬ودرجته،‭ ‬وأنها‭ ‬وبعد‭ ‬تمحيص‭ ‬للدعوى‭ ‬بأدلة‭ ‬الثبوت‭ ‬فيها‭ ‬بحق‭ ‬المتهم‭ ‬الثالث‭ ‬فقد‭ ‬داخلتها‭ ‬الريبة‭ ‬وتشككت‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬عناصر‭ ‬الإثبات‭ ‬ضده،‭ ‬وترى‭ ‬أن‭ ‬الدليل‭ ‬في‭ ‬الأوراق‭ ‬قبله‭ ‬قد‭ ‬جاء‭ ‬قاصرا‭ ‬عن‭ ‬بلوغ‭ ‬حد‭ ‬الكفاية‭ ‬اللازمة‭ ‬لاقتناعها؛‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تطمئن‭ ‬معه‭ ‬المحكمة‭ ‬لارتكابه‭ ‬للاتهام‭ ‬المسند‭ ‬إليه‭ ‬وترى‭ ‬القضاء‭ ‬ببراءته‭ ‬مما‭ ‬أسند‭ ‬إليه‭ ‬عملا‭ ‬بنص‭ ‬المادة‭ (‬255‭) ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجنائية‭.  ‬وبعد‭ ‬صدور‭ ‬الحكم‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬نيابة‭ ‬الجرائم‭ ‬الإرهابية‭ ‬المحامي‭ ‬العام‭ ‬المستشار‭ ‬أحمد‭ ‬الحمادي‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬استندت‭ ‬في‭ ‬التدليل‭ ‬على‭ ‬ثبوت‭ ‬التهم‭ ‬في‭ ‬حقهم‭ ‬إلى‭ ‬الأدلة‭ ‬القولية‭ ‬منها‭ ‬شهود‭ ‬الإثبات‭ ‬واعتراف‭ ‬المتهم‭ ‬الأول‭ ‬وعلى‭ ‬الأدلة‭ ‬الفنية،‭ ‬فتم‭ ‬إحالة‭ ‬المتهمين‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الرابعة،‭ ‬وقد‭ ‬تداولت‭ ‬القضية‭ ‬بجلسات‭ ‬المحكمة‭ ‬بحضور‭ ‬محامي‭ ‬المتهمين‭ ‬ومكنتهم‭ ‬من‭ ‬الدفاع‭ ‬وإبداء‭ ‬الدفوع‭ ‬القانونية‭ ‬ووفرت‭ ‬لهم‭ ‬جميع‭ ‬الضمانات‭ ‬القانونية‭ ‬وقضت‭ ‬بحكمها‭ ‬سالف‭ ‬البيان،‭ ‬وللمتهمين‭ ‬حق‭ ‬الطعن‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬الصادر‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬في‭ ‬المواعيد‭ ‬المقررة‭ ‬قانونا‭ ‬إذا‭ ‬قامت‭ ‬أسباب‭ ‬قانونية‭ ‬تحمله‭ ‬لذلك،‭ ‬كما‭ ‬يسمح‭ ‬النظام‭ ‬القضائي‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬مرحلة‭ ‬الطعن‭ ‬أمام‭ ‬الاستئناف‭ ‬الطعن‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الضمانات‭ ‬القانونية‭ ‬المكفولة‭ ‬لأي‭ ‬متهم‭.‬