23 سبتمبر الحكم بطعن موظفة اختلست 111 ألفا من “جدحفص للولادة”

| محرر الشؤون المحلية

حجزت‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف‭ ‬العليا‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬استئناف‭ ‬منسقة‭ ‬مواعيد‭ ‬بمستشفى‭ ‬جدحفص‭ ‬للولادة‭ ‬مدانة‭ ‬بالاستيلاء‭ ‬خلال‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬مبلغ‭ ‬111‭ ‬ألف‭ ‬و708‭ ‬دنانير‭ ‬و500‭ ‬فلس‭ ‬من‭ ‬الحسابات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمستشفى،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تزوير‭ ‬كشوف‭ ‬الخزانة‭ ‬المالية‭ ‬التي‭ ‬بحوزتها‭ ‬ومن‭ ‬المفترض‭ ‬إرسالها‭ ‬إلى‭ ‬الوزارة‭ ‬للتدقيق‭ ‬عليها،‭ ‬وافتضح‭ ‬أمرها‭ ‬بسبب‭ ‬اختفاء‭ ‬900‭ ‬دينار،‭ ‬والمحكوم‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬بالحبس‭ ‬لمدة‭ ‬3‭ ‬سنوات،‭ ‬وإلزامها‭ ‬برد‭ ‬المبلغ‭ ‬المختلس،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تغريمها‭ ‬ذات‭ ‬المبلغ‭ ‬المذكور؛‭ ‬وذلك‭ ‬للنطق‭ ‬بالحكم‭ ‬في‭ ‬استئنافها‭ ‬بجلسة‭ ‬23‭ ‬سبتمبر‭ ‬الجاري‭.‬

وتتحصل‭ ‬تفاصيل‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬مدققة‭ ‬الحسابات‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬لاحظت‭ ‬نقصا‭ ‬شديدا‭ ‬في‭ ‬إيرادات‭ ‬مستشفى‭ ‬جدحفص‭ ‬للولادة،‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬نظاما‭ ‬إلكترونيا‭ ‬وأجهزة‭ ‬كمبيوتر‭ ‬لتسجيل‭ ‬المدخول‭ ‬المالي‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬الولادة‭ ‬والإقامة‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2011‭ ‬وحتى‭ ‬العام‭ ‬2014‭. ‬فأثار‭ ‬ذلك‭ ‬النقص‭ ‬شكوك‭ ‬المدققة‭ ‬مما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬حالات‭ ‬ضياع‭ ‬للأموال‭ ‬أو‭ ‬عمليات‭ ‬اختلاس‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الموظفين‭.‬

وبالفعل‭ ‬قررت‭ ‬المذكورة‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬إجراءات‭ ‬عملية‭ ‬الجرد‭ ‬والمراجعة‭ ‬إلى‭ ‬كافة‭ ‬الفواتير‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬المستشفى،‭ ‬والمسجلة‭ ‬يدويا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬ولاحظت‭ ‬وجود‭ ‬فروقات‭ ‬كبيرة‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ ‬الإيرادات‭ ‬الفعلية‭ ‬والمسجلة‭ ‬دفتريا،‭ ‬وأن‭ ‬الفرق‭ ‬يصل‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭.‬

فتم‭ ‬إجراء‭ ‬تحقيق‭ ‬داخلي‭ ‬بالوزارة‭ ‬لمعرفة‭ ‬المتسبب‭ ‬بتلك‭ ‬الاختلاسات،‭ ‬إذ‭ ‬تبين‭ ‬أن‭ ‬المتهمة‭ ‬وهي‭ ‬موظفة‭ ‬بالمستشفى‭ ‬والمسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تسجيل‭ ‬تلك‭ ‬المبالغ‭ ‬وتسليمها‭ ‬إلى‭ ‬مندوب‭ ‬الوزارة‭ ‬الذي‭ ‬يحضر‭ ‬للمستشفى‭ ‬لتحصيل‭ ‬إيراداته‭ ‬وتسليمها‭ ‬للوزارة،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تسجل‭ ‬المبالغ‭ ‬الكبيرة‭ ‬والخاصة‭ ‬بتكلفة‭ ‬عمليات‭ ‬الولادة،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬بتدوين‭ ‬التسلسل‭ ‬الخاص‭ ‬بالفواتير‭.‬

وتم‭ ‬تأكيد‭ ‬تلك‭ ‬الشبهات‭ ‬حولها‭ ‬عندما‭ ‬تعرضت‭ ‬المتهمة‭ ‬لوعكة‭ ‬صحية‭ ‬وتغيبت‭ ‬عن‭ ‬الحضور‭ ‬بسبب‭ ‬المرض،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬وعند‭ ‬استلام‭ ‬مندوب‭ ‬الوزارة‭ ‬أموال‭ ‬خزانة‭ ‬المستشفى‭ ‬تبين‭ ‬وجود‭ ‬نقص‭ ‬لمبلغ‭ ‬900‭ ‬دينار،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬الخزانة‭ ‬رغم‭ ‬ثبوته‭ ‬دفتريا،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬المسؤولات‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬اتصلت‭ ‬بالمتهمة‭ ‬لسؤالها‭ ‬عن‭ ‬المبلغ‭ ‬الضائع،‭ ‬والتي‭ ‬أجابتها‭ ‬بثقة‭ ‬أن‭ ‬المبلغ‭ ‬بحوزتها‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬مع‭ ‬تأكيدها‭ ‬بأنها‭ ‬ستجلبه‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭.‬

وثبت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬أودعت‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬الدعوى‭ ‬أن‭ ‬إجمالي‭ ‬المبالغ‭ ‬المختلسة‭ ‬من‭ ‬المستشفى‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2011‭ ‬وحتى‭ ‬العام‭ ‬2014،‭ ‬تبلغ‭ ‬111‭ ‬ألف‭ ‬و708‭ ‬دنانير‭ ‬و500‭ ‬فلس‭.‬

وبجلب‭ ‬المتهمة‭ ‬للتحقيق‭ ‬معها‭ ‬أنكرت‭ ‬ما‭ ‬نسب‭ ‬إليها،‭ ‬وادعت‭ ‬في‭ ‬أقوالها‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬تقوم‭ ‬بأعمال‭ ‬موظفات‭ ‬آخريات‭ ‬معها‭ ‬بالمستشفى‭ ‬بسبب‭ ‬انشغالهم‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬أخرى،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬واقعة‭ ‬أخذها‭ ‬لمبلغ‭ ‬900‭ ‬دينار‭ ‬صحيحة،‭ ‬وأنها‭ ‬بمجرد‭ ‬الاتصال‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مسؤولتها‭ ‬أعادتها‭ ‬إلى‭ ‬خزانة‭ ‬المستشفى‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭.‬

وقد‭ ‬أحالت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬الموظفة‭ ‬المتهمة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2011‭ ‬وحتى‭ ‬العام‭ ‬2014،‭ ‬ارتكبت‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬حال‭ ‬كونها‭ ‬موظفا‭ ‬عاما‭ ‬بمستشفى‭ ‬جدحفص‭ ‬للولادة،‭ ‬اختلست‭ ‬مبلغ‭ ‬111‭ ‬ألفا‭ ‬و708‭ ‬دنانير‭ ‬و500‭ ‬فلس‭ ‬والمملوكة‭ ‬لوزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬والتي‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬حيازتها‭ ‬بسبب‭ ‬وظيفتها‭.‬

ثانيا‭: ‬ارتكبت‭ ‬تزويرا‭ ‬في‭ ‬محررات‭ ‬رسمية،‭ ‬وهي‭ ‬استمارة‭ ‬صادرة‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬المالية؛‭ ‬لرصد‭ ‬مبالغ‭ ‬وأرصدة‭ ‬القبض‭ ‬للمتحصلات‭ ‬“كشوف‭ ‬الخزينة”‭ ‬التي‭ ‬ترسل‭ ‬إلى‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬من‭ ‬المستشفى،‭ ‬بأن‭ ‬حرفت‭ ‬الحقيقة‭ ‬في‭ ‬بيانات‭ ‬تلك‭ ‬الاستمارات‭ ‬خلافا‭ ‬لحقيقة‭ ‬البيانات‭ ‬الصحيحة‭ ‬والمثبتة‭ ‬بالسجلات‭ ‬اليومية‭ ‬للمستشفى‭.‬

ثالثا‭: ‬استعملت‭ ‬المحرر‭ ‬المزور‭ ‬موضوع‭ ‬التهمة‭ ‬السابقة‭ ‬بأن‭ ‬قدمته‭ ‬لموظف‭ ‬الحسابات‭ ‬بوزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬واعتد‭ ‬بالبيانات‭ ‬المدونة‭ ‬به‭ ‬وأقرت‭ ‬بصحتها‭ ‬مع‭ ‬علمها‭ ‬بتزويرها‭.‬