يواجه تهمة تزوير الجواز واستعماله في الدخول للبلاد بطريقة غير مشروعة

المحكمة تنتظر رد “سفارة” بشأن صحة جواز أحد رعاياها

| عباس إبراهيم

لا‭ ‬تزال‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬تنتظر‭ ‬الرد‭ ‬من‭ ‬السفارة‭ ‬الباكستانية‭ ‬بشأن‭ ‬استعلامها‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬الباكستاني‭ ‬لمتهم‭ ‬‭(‬52‭ ‬عاما‭) ‬من‭ ‬رعاياها‭ ‬صحيحا‭ ‬من‭ ‬عدمه،‭ ‬إذ‭ ‬طلبت‭ ‬هذا‭ ‬الرد‭ ‬منذ‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‭ ‬حتى‭ ‬الجلسة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وقررت‭ ‬مجددا‭ ‬تأجيل‭ ‬القضية‭ ‬لذات‭ ‬السبب،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الجلسة‭ ‬المقبلة‭ ‬بتاريخ‭ ‬18‭ ‬سبتمبر‭ ‬الجاري،‭ ‬مع‭ ‬الأمر‭ ‬باستمرار‭ ‬حبس‭ ‬المتهم‭ ‬بحيازة‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬باكستاني‭ ‬مزور،‭ ‬والذي‭ ‬اعترف‭ ‬أن‭ ‬أصوله‭ ‬إيرانية‭ ‬وقد‭ ‬هرب‭ ‬منها‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬قبل‭ ‬30‭ ‬عاما،‭ ‬ويدعي‭ ‬أن‭ ‬جوازه‭ ‬صحيح‭.‬

وكان‭ ‬المتهم‭ ‬قد‭ ‬قرر‭ ‬أنه‭ ‬حضر‭ ‬للمملكة‭ ‬بعد‭ ‬قضائه‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬باكستان‭ ‬تزوج‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬سيدة‭ ‬هناك،‭ ‬وأنجب‭ ‬منها‭ ‬3‭ ‬أبناء‭ ‬جميعهم‭ ‬يملكون‭ ‬جوازات‭ ‬مشابهة‭ ‬وبأسماء‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬أسمائهم‭ ‬الحقيقية‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬تتشابه‭ ‬مع‭ ‬اسم‭ ‬والدهم،‭ ‬والذي‭ ‬يواجه‭ ‬تهمة‭ ‬تزوير‭ ‬الجواز‭ ‬واستعماله‭ ‬في‭ ‬الدخول‭ ‬للبلاد‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭.‬

وخلال‭ ‬نظر‭ ‬القضية‭ ‬أنكر‭ ‬المتهم‭ ‬ما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬اتهام،‭ ‬وادعى‭ ‬أنه‭ ‬استخدم‭ ‬الجواز‭ ‬المتهم‭ ‬بتزويره‭ ‬في‭ ‬الخروج‭ ‬والدخول‭ ‬من‭ ‬وإلى‭ ‬المملكة‭ ‬طوال‭ ‬الأعوام‭ ‬التي‭ ‬قضاها‭ ‬فيها،‭ ‬كما‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬تجديده‭ ‬عدة‭ ‬مرات‭ ‬منذ‭ ‬حصوله‭ ‬عليه‭ ‬قبل‭ ‬30‭ ‬عاما‭.‬

وتشير‭ ‬التفاصيل‭ ‬حسبما‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬الأوراق‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بلاغا‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬ورد‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمباحث‭ ‬والأدلة‭ ‬الجنائية‭ (‬إدارة‭ ‬المباحث‭ ‬الجنائية‭) ‬والمعد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ملازم،‭ ‬والثابت‭ ‬به‭ ‬أنه‭ ‬وعلى‭ ‬إثر‭ ‬واقعة‭ ‬دخول‭ ‬للبلاد‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬مشروعة،‭ ‬إذ‭ ‬وردت‭ ‬إليه‭ ‬معلومات‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬شخص‭ ‬أفاد‭ ‬باسمه‭ ‬وأنه‭ ‬تاجر‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬ولديه‭ ‬3‭ ‬أبناء،‭ ‬جميعهم‭ ‬إيرانيي‭ ‬الأصل‭ ‬وحصلوا‭ ‬على‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬الباكستاني‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬مشروعة،‭ ‬وأنهم‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬البلاغ‭ ‬خارج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وبصدد‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬عملهم‭.‬

وأوضح‭ ‬أن‭ ‬المتحرى‭ ‬عنهم‭ ‬غادروا‭ ‬البلاد‭ ‬بعد‭ ‬الحملة‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬الإيرانيين‭ ‬الحاصلين‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬الباكستانية‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬مشروعة،‭ ‬وبتكثيف‭ ‬التحريات‭ ‬وعمليات‭ ‬المتابعة‭ ‬وبسؤال‭ ‬المصادر‭ ‬الموثوقة‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬لهوية‭ ‬الأشخاص‭ ‬وهم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المتهم‭ ‬وأبنائه‭ ‬الثلاثة‭ ‬وجميعهم‭ ‬من‭ ‬سكنة‭ ‬منطقة‭ ‬النعيم‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتهم‭ ‬الإيراني‭ ‬الأصل‭ ‬يمتلك‭ ‬محلا‭ ‬تجاريا‭ ‬يبيع‭ ‬فيه‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية،‭ ‬لكن‭ ‬اسمه‭ ‬في‭ ‬الجواز‭ ‬الباكستاني‭ ‬مختلف‭ ‬عن‭ ‬الحقيقي،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬وأبناءه‭ ‬الثلاثة‭ ‬حصلوا‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬الباكستانية‭ ‬بطريقة‭ ‬مخالفة‭ ‬للقانون،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬أنهم‭ ‬جميعهم‭ ‬أسمائهم‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬الأب‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لم‭ ‬يقبضوا‭ ‬على‭ ‬الأبناء‭ ‬لكونهم‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬ولم‭ ‬يرجعوا‭ ‬للمملكة‭ ‬برفقة‭ ‬والدهم‭.‬

وبالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬المتهم‭ ‬أنكر‭ ‬ما‭ ‬نسب‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬اتهامات‭ ‬مدعيا‭ ‬أنها‭ ‬غير‭ ‬صحيحة،‭ ‬وأوضح‭ ‬أنه‭ ‬ذو‭ ‬أصول‭ ‬إيرانية‭ ‬فعلا،‭ ‬لكنه‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬صغيرا‭ ‬هرب‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬متوجها‭ ‬إلى‭ ‬باكستان،‭ ‬والتي‭ ‬فيها‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬الجنسية‭ ‬الباكستانية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬حضر‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مستخدما‭ ‬هذا‭ ‬الجواز،‭ ‬وبقي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬نحو‭ ‬30‭ ‬عاما‭.‬

وتابع،‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يتنقل‭ ‬بين‭ ‬البلدان‭ ‬باستخدام‭ ‬هذا‭ ‬الجواز،‭ ‬إذ‭ ‬إنه‭ ‬توجه‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬وباكستان‭ ‬مرات‭ ‬عدة،‭ ‬ولم‭ ‬يوقفه‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬وأن‭ ‬الجواز‭ ‬الذي‭ ‬بحوزته‭ ‬صحيح‭ ‬وليس‭ ‬مزور‭.‬

ويدعي‭ ‬المتهم‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬هروبه‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬تحديدا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬القائم‭ ‬فيها‭ ‬حاليا،‭ ‬مبينا‭ ‬أنه‭ ‬مكث‭ ‬في‭ ‬باكستان‭ ‬عقب‭ ‬هروبه‭ ‬من‭ ‬بلاده‭ ‬قرابة‭ ‬السنة،‭ ‬وخلالها‭ ‬تزوج‭ ‬من‭ ‬سيدة‭ ‬باكستانية‭ ‬وتقدم‭ ‬بطلب‭ ‬للحكومة‭ ‬الباكستانية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الجنسية،‭ ‬إذ‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬الجواز‭ ‬المضبوط‭ ‬بحوزته،‭ ‬وبعد‭ ‬زواجه‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬السيدة‭ ‬أنجب‭ ‬منها‭ ‬أبناءه‭ ‬الثلاثة‭ ‬المذكورين‭ ‬في‭ ‬أوراق‭ ‬القضية‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬باسمه‭ ‬الحقيقي‭ ‬والاسم‭ ‬بالجوازات‭ ‬المزورة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إنكاره‭ ‬لاسمه‭ ‬الحقيقي،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اسمه‭ ‬الوارد‭ ‬في‭ ‬الجواز‭ ‬المتهم‭ ‬بحيازته‭ ‬هو‭ ‬اسمه‭ ‬الصحيح‭.‬

هذا‭ ‬وكانت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬قد‭ ‬أحالته‭ ‬للمحكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنه‭ ‬بتاريخ‭ ‬12‭ ‬فبراير‭ ‬2019،‭ ‬ارتكب‭ ‬الآتي‭:‬

أولا‭: ‬اشترك‭ ‬بطريق‭ ‬المساعدة‭ ‬مع‭ ‬موظف‭ ‬حسن‭ ‬النية‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬إدخال‭ ‬بيانات‭ ‬في‭ ‬وسيلة‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬تخص‭ ‬الغدارة‭ ‬العامة‭ ‬للجنسية‭ ‬والجوازات‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬إظهار‭ ‬بيانات‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬صحيحة‭ ‬بنية‭ ‬استعمالها‭ ‬كبيانات‭ ‬صحيحة‭ ‬بأن‭ ‬سلم‭ ‬الموظف‭ ‬جواز‭ ‬سفر‭ ‬مزور‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬صحيح‭ ‬والذي‭ ‬قام‭ ‬بإدخال‭ ‬بياناته‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الإدارة‭ ‬بما‭ ‬يفيد‭ ‬دخوله‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬المطار،‭ ‬خلافا‭ ‬للحقيقة،‭ ‬فتمت‭ ‬الجريمة‭ ‬بنا‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬المساعدة‭.‬

ثانيا‭: ‬اشترك‭ ‬بطريق‭ ‬الاتفاق‭ ‬مع‭ ‬آخر‭ ‬مجهول‭ ‬في‭ ‬تزوير‭ ‬محرر‭ ‬خاص‭ ‬وهو‭ ‬جواز‭ ‬السفر‭ ‬المنسوب‭ ‬صدوره‭ ‬إلى‭ ‬جمهورية‭ ‬باكستان‭ ‬باسمه‭ ‬الشخصي‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬اصطناعه‭ ‬وتقليده‭.‬

ثالثا‭: ‬استعمل‭ ‬المحرر‭ ‬الخاص‭ ‬سالف‭ ‬الذكر‭ ‬مع‭ ‬علمه‭ ‬بتزويره‭ ‬بأن‭ ‬قدمه‭ ‬لموظف‭ ‬الجوازات‭ ‬للدخول‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭.‬

رابعا‭: ‬دخل‭ ‬البلاد‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭.‬