وكيل معذّبة ابنتها يدعي أن النزيف بسبب عيب خلقي والمحامي ينفي

| عباس إبراهيم

أرجأت‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الأولى‭ ‬محاكمة‭ ‬سيدة‭ ‬في‭ ‬المنتصف‭ ‬العشرينات‭ ‬من‭ ‬عمرها،‭ ‬والتي‭ ‬حرقت‭ ‬وعذّبت‭ ‬ابنتها‭ ‬الرضيعة‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬15‭ ‬شهرا‭ ‬فقط،‭ ‬إذ‭ ‬أبلغ‭ ‬ضدها‭ ‬زوجها‭ -‬والد‭ ‬الطفلة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭- ‬بشأن‭ ‬تعمدها‭ ‬تعذيب‭ ‬ابنتهما‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬لها‭ ‬بعاهة‭ ‬مستديمة‭ ‬تصل‭ ‬نسبتها‭ ‬إلى‭ ‬10‭ %‬،‭ ‬لجلسة‭ ‬16‭ ‬سبتمبر‭ ‬الجاري؛‭ ‬وذلك‭ ‬لتقديم‭ ‬المرافعة،‭ ‬بعدما‭ ‬أحضر‭ ‬وكيل‭ ‬المتهمة‭ ‬ابنتها‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬وعرضها‭ ‬أمام‭ ‬المحكمة،‭ ‬مطالبا‭ ‬بإسقاط‭ ‬التهم‭ ‬عن‭ ‬موكلته؛‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬شفاء‭ ‬ابنتها‭ ‬من‭ ‬الإصابات‭ ‬التي‭ ‬تعرضت‭ ‬لها،‭ ‬وأن‭ ‬حالتها‭ ‬الصحية‭ ‬جيدة‭ ‬بعد‭ ‬معالجتها‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬تشوها‭ ‬خلقيا‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬لنزيفها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬وكيل‭ ‬والد‭ ‬الطفلة‭ - ‬زوج‭ ‬المتهمة‭ - ‬أنكر‭ ‬ذلك‭ ‬الإدعاء‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬النزيف‭ ‬حصل‭ ‬بسبب‭ ‬الإصابة‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بالطفلة‭ ‬وليس‭ ‬بسبب‭ ‬عيب‭ ‬خلقي،‭ ‬مطالبا‭ ‬باستدعاء‭ ‬الطبيب‭ ‬المعالج‭ ‬للرضيعة‭ ‬بالمستشفى‭ ‬العسكري‭ ‬وكذلك‭ ‬طبيب‭ ‬المخ‭ ‬والأعصاب‭ ‬والطبيب‭ ‬الكاتب‭ ‬للتقرير‭ ‬الطبي‭ ‬عن‭ ‬حالتها‭ ‬لسماع‭ ‬أقوالهم‭.‬

وكان‭ ‬وكيل‭ ‬الأب‭ ‬ولي‭ ‬أمر‭ ‬الرضيعة‭ ‬المجني‭ ‬عليها،‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬موكله‭ ‬متزوج‭ ‬من‭ ‬المتهمة،‭ ‬وله‭ ‬منها‭ ‬طفل‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬3‭ ‬سنوات،‭ ‬والرضيعة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬البالغة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬سنة‭ ‬و3‭ ‬أشهر،‭ ‬وأنها‭ ‬حامل‭ ‬كانت‭ ‬أثناء‭ ‬بدء‭ ‬المحاكمة‭ ‬بجنين‭ ‬آخر،‭ ‬وهو‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬أشهر‭ ‬حاليا،‭ ‬مبينا‭ ‬أن‭ ‬موكله‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬تقدم‭ ‬ببلاغ‭ ‬ضد‭ ‬زوجته،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬البلاغ‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬اكتشف‭ ‬بعد‭ ‬عودته‭ ‬للمنزل‭ ‬إصابة‭ ‬رضيعته‭ ‬بكسر‭ ‬في‭ ‬يدها،‭ ‬وعندما‭ ‬سأل‭ ‬زوجته‭ -‬المتهمة‭- ‬أبلغته‭ ‬أنها‭ ‬سقطت‭ ‬أثناء‭ ‬تعلمها‭ ‬المشي‭ ‬وأصيبت‭ ‬يدها،‭ ‬لكنه‭ ‬رفض‭ ‬تصديق‭ ‬تلك‭ ‬الرواية‭ ‬التي‭ ‬ادعتها‭ ‬والدتها،‭ ‬لكنه‭ ‬ونتيجة‭ ‬لتدخل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬تنازل‭ ‬عن‭ ‬البلاغ‭ ‬الذي‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬لدى‭ ‬مركز‭ ‬الشرطة‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬على‭ ‬الحادثة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬أبلغ‭ ‬عنها‭ ‬رجع‭ ‬مجددا‭ ‬للمنزل‭ ‬بعد‭ ‬الخروج‭ ‬للعمل،‭ ‬وتفاجأ‭ ‬بأن‭ ‬رضيعته‭ ‬مغطاة‭ ‬بلحاف‭ ‬لكامل‭ ‬جسدها‭ ‬تقريبا،‭ ‬وعندما‭ ‬سأل‭ ‬زوجته‭ ‬ادعت‭ ‬إليه‭ ‬أن‭ ‬ابنتهما‭ ‬مصابة‭ ‬بـ‭ ‬“نزلة‭ ‬برد‭ ‬قوية”،‭ ‬لكنه‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أيضا‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬وخصوصا‭ ‬عندما‭ ‬لا‭ ‬حظ‭ ‬أن‭ ‬ابنته‭ ‬مصابة‭ ‬بتشنجات،‭ ‬فقام‭ ‬بنقلها‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭.‬

وبعد‭ ‬كشف‭ ‬الأطباء‭ ‬عليها‭ ‬اتضح‭ ‬لهم‭ ‬أنها‭ ‬مصابة‭ ‬بحروق‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الأسفل‭ ‬من‭ ‬جسمها،‭ ‬وأبلغوا‭ ‬الشرطة‭ ‬بالواقعة‭.‬

وثبت‭ ‬بتقرير‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬المعد‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الطبيب‭ ‬الشرعي‭ ‬بالإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للأدلة‭ ‬المادية‭ ‬التابع‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة،‭ ‬أن‭ ‬الطفلة‭ ‬مصابة‭ ‬بحروق‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الثانية،‭ ‬سطحية‭ ‬وعميقة،‭ ‬تشمل‭ ‬الإليتين‭ ‬والأعضاء‭ ‬التناسلية‭ ‬وخلفية‭ ‬الفخذين‭ ‬وأجزاء‭ ‬من‭ ‬الساقين‭.‬

كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬أم‭ ‬الرضيعة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬تدعي‭ ‬أن‭ ‬الحالة‭ ‬بدأت‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ابنتها‭ ‬كان‭ ‬لديها‭ ‬ارتفاع‭ ‬في‭ ‬درجة‭ ‬الحرارة،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬منها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حاولت‭ ‬وضع‭ ‬الجزء‭ ‬السفلي‭ ‬من‭ ‬ابنتها‭ ‬تحت‭ ‬صنبور‭ ‬المياه،‭ ‬ولأنها‭ ‬لم‭ ‬تلاحظ‭ ‬أن‭ ‬المياه‭ ‬كانت‭ ‬ساخنة،‭ ‬فقد‭ ‬أصيبت‭ ‬الطفلة‭ -‬حسب‭ ‬رواية‭ ‬الأم‭- ‬ما‭ ‬دعاها‭ ‬لوضع‭ ‬مرهم‭ ‬وزيت‭ ‬الزيتون‭ ‬وأوراق‭ ‬الشاي‭ ‬على‭ ‬موضوع‭ ‬الحرق‭.‬

وجاء‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬أيضا‭ ‬أنه‭ ‬بعمل‭ ‬أشعة‭ ‬للطفلة،‭ ‬تبين‭ ‬وجود‭ ‬كسر‭ ‬بعظمة‭ ‬العضد‭ ‬بالقسم‭ ‬القريب،‭ ‬وبه‭ ‬تكلسات‭ ‬عظمية‭ (‬كسر‭ ‬قديم‭) ‬وبعمل‭ ‬أشعة‭ ‬مقطعية‭ ‬تبين‭ ‬وجود‭ ‬تجمع‭ ‬دموي‭ ‬تحت‭ ‬الجافية‭.‬

يذكر‭ ‬أن‭ ‬الأم‭ ‬أنكرت‭ ‬أمام‭ ‬النيابة‭ ‬والمحكمة‭ ‬تعمدها‭ ‬إصابة‭ ‬الطفلة،‭ ‬أو‭ ‬تعمد‭ ‬تعريض‭ ‬حياتها‭ ‬للخطر،‭ ‬وأقرت‭ ‬بأن‭ ‬الحروق‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬لابنتها‭ ‬تمت‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الخطأ،‭ ‬كما‭ ‬نفت‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬تعمدت‭ ‬الإيقاع‭ ‬بابنتها‭ ‬مما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬إصابتها‭ ‬بعدة‭ ‬إصابات‭ ‬في‭ ‬الرأس،‭ ‬وقالت‭ ‬إن‭ ‬الطفلة‭ ‬وقعت‭ ‬من‭ ‬الدراجة‭ ‬فانتفخت‭ ‬مقدمة‭ ‬رأسها‭. ‬

وكانت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬قد‭ ‬أمرت‭ ‬بإحالة‭ ‬الأم‭ ‬المتهمة‭ ‬للمحاكمة‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬غضون‭ ‬العام‭ ‬2018‭:‬

أولا‭: ‬أحدثت‭ ‬عمدا‭ ‬عاهة‭ ‬مستديمة‭ ‬في‭ ‬المجني‭ ‬عليها،‭ ‬بالاعتداء‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬جسمها،‭ ‬وسكب‭ ‬ماء‭ ‬ساخن‭ ‬عليها‭ ‬مما‭ ‬أحدث‭ ‬بها‭ ‬تشوهات‭ ‬في‭ ‬الأعضاء‭ ‬التناسلية‭ ‬والجزء‭ ‬السفلي،‭ ‬وفقد‭ ‬العظم‭ ‬نتيجة‭ ‬عملية‭ ‬تفريغ‭ ‬تجمع‭ ‬دموي‭ ‬وقدرت‭ ‬نسبة‭ ‬العاهة‭ ‬بـ‭ ‬10‭ ‬بالمئة‭.‬

ثانيا‭: ‬عرضت‭ ‬حياة‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬للخطر،‭ ‬ونتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬إصابتها‭ ‬بعاهة‭ ‬مستديمة‭.‬