الفن يكرّس القيم الطيبة بنفوس الأطفال والشباب

رؤيا تقي: فكرة “حي الفنانين” بدوحة عراد لا تزال أُمنية

| محرر الشئون المحلية

منذ‭ ‬قرابة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬وضعت‭ ‬الفنانة‭ ‬البحرينية‭ ‬رؤيا‭ ‬تقي‭ ‬مسارها‭ ‬الخاص‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فكرتها‭ ‬لتوظيف‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬غرس‭ ‬القيم‭ ‬والمعاني‭ ‬الطيبة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الأطفال‭ ‬والناشئة‭ ‬والشباب،‭ ‬حيث‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬إيمانها‭ ‬التام‭ ‬بأن‭ ‬توظيف‭ ‬الفن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬له‭ ‬أثره‭ ‬البالغ‭ ‬في‭ ‬صقل‭ ‬شخصية‭ ‬ووعي‭ ‬تلك‭ ‬الفئة‭.‬

وفي‭ ‬العام‭ ‬2014،‭ ‬تبلورت‭ ‬فكرة‭ ‬جديدة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الانتخابات‭ ‬آنذاك،‭ ‬حيث‭ ‬ابتكرت‭ ‬برنامج‭ ‬“صوتك‭ ‬بالألوان”،‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬توظيف‭ ‬إبداعات‭ ‬شباب‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الجنسين،‭ ‬فيما‭ ‬فوق‭ ‬سن‭ ‬21‭ ‬سنة،‭ ‬وذلك‭ ‬للمشاركة‭ ‬بما‭ ‬سيقدمونه‭ ‬من‭ ‬لوحات‭ ‬ومشاركات‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الترويج‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬التشريعية‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية‭.‬

فتلك‭ ‬التجربة‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬وقعها‭ ‬الخاص‭ ‬والمهم‭ ‬حيث‭ ‬تقول‭ ‬رؤيا‭: ‬“كانت‭ ‬تجربة‭ ‬ملهمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬ولها‭ ‬جانب‭ ‬اجتماعي‭ ‬أيضًا‭ ‬وهو‭ ‬الالتقاء‭ ‬بين‭ ‬المواطنين،‭ ‬وفي‭ ‬كلتا‭ ‬الحالتين،‭ ‬فإن‭ ‬الفكرة‭ ‬بمثابة‭ ‬مرسم‭ ‬حر‭ ‬استضافته‭ ‬المراكز‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بوزارة‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وهي‭ ‬عشرة‭ ‬مراكز‭ ‬موزعة‭ ‬في‭ ‬البلد،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬مشاركات‭ ‬الفنانين‭ ‬الشباب‭ ‬والهواة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تعطي‭ ‬صورة‭ ‬حية‭ ‬لما‭ ‬يتطلعون‭ ‬إليه‭ ‬للنهوض‭ ‬بالبلاد‭ ‬وتطويرها،‭ ‬وفعالية‭ ‬“صوتك‭ ‬بالألوان”‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬دعم‭ ‬المبادرات‭ ‬الفنية‭ ‬وإشراك‭ ‬الأطفال‭ ‬والناشئة‭ ‬والشباب،‭ ‬وزرع‭ ‬روح‭ ‬الانتماء‭ ‬والمواطنة‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬حب‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المشاركين”‭.‬

وتشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬اهتمامًا‭ ‬ملحوظًا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬لتسجيل‭ ‬أبنائهم‭ ‬في‭ ‬الدورات‭ ‬الفنية‭ ‬على‭ ‬اختلافها‭ ‬وفي‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬الإبداعية‭ ‬التي‭ ‬تناسب‭ ‬فئة‭ ‬الأطفال‭ ‬والناشئة،‭ ‬وقد‭ ‬تبين‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رصد‭ ‬آراء‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬دورات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأهلية‭ ‬والمهرجانات‭ ‬الفنية‭ ‬والبداية‭ ‬كانت‭ ‬مع‭ ‬تلوين‭ ‬الوجوه‭ ‬والنحت‭ ‬على‭ ‬البلاط‭ ‬والخزف‭ ‬وتلوين‭ ‬الفخار،‭ ‬ثم‭ ‬تطورت‭ ‬الأفكار‭ ‬لابتكار‭ ‬دورات‭ ‬فنية‭ ‬جديدة‭ ‬وناجحة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الإقبال‭ ‬كدورات‭ ‬تذويب‭ ‬الشمع‭ ‬واللوحات‭ ‬القماشية‭ ‬والنحت‭ ‬والنقش‭ ‬والخط‭ ‬العربي،‭ ‬وهي‭ ‬مجالات‭ ‬تتطلب‭ ‬مهارة‭ ‬عالية‭ ‬وجهدًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬التدريب‭ ‬والتطبيق،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭.‬

وتوضح‭ ‬أن‭ ‬فعاليات‭ ‬مدينة‭ ‬الشباب‭ ‬بمركز‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬للمعارض‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2013‭ ‬كانت‭ ‬انطلاقة‭ ‬ممتازة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬دورات‭ ‬ورش‭ ‬النحت‭ ‬وتذويب‭ ‬الشمع‭ ‬ونقش‭ ‬الآيات‭ ‬القرآنية‭ ‬على‭ ‬الجبس‭ ‬والطين،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الدورات،‭ ‬نغرس‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬المشاركين‭ ‬المعاني‭ ‬الوطنية‭ ‬والإنسانية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬شخصياتهم‭ ‬ومهاراتهم‭ ‬ومعارفهم‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬أهم‭ ‬الأمنيات‭ ‬التي‭ ‬سعت‭ ‬رؤيا‭ ‬لتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬هي‭ ‬فكرة‭ ‬“حي‭ ‬الفنانين”‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬الفكرة‭ ‬“أُمنية”‭ ‬بالنسبة‭ ‬لها،‭ ‬فمنذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬وجدت‭ ‬إمكانية‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬إمكانيات‭ ‬“دوحة‭ ‬عراد”‭ ‬كموقع‭ ‬فني‭ ‬يحمل‭ ‬اسم‭ ‬“حي‭ ‬الفنانين”،‭ ‬وسعت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬المقترح‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الفكرة‭ ‬لم‭ ‬تر‭ ‬النور‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وسواء‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تطبيقها‭ ‬أو‭ ‬واصل‭ ‬السعي‭ ‬فنانون‭ ‬آخرون،‭ ‬فإن‭ ‬أساس‭ ‬الفكرة‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬النشاط‭ ‬الفني‭ ‬بكل‭ ‬مساراته‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬الحركة‭ ‬التنويرية‭ ‬لأي‭ ‬مجتمع،‭ ‬ونحن‭ ‬نهدف‭ ‬إلى‭ ‬استقطاب‭ ‬المواطنين‭ ‬المقيمين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأعمار،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الأطفال‭ ‬والناشئة‭ ‬والشباب،‭ ‬وبمشاركة‭ ‬فنانين‭ ‬محترفين‭ ‬وهواة،‭ ‬لتنمية‭ ‬المواهب‭ ‬والقدرات‭ ‬الفنية‭ ‬وكذلك‭ ‬استقطاب‭ ‬السيّاح‭ ‬والزوار‭ ‬الخليجيين،‭ ‬علاوةً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬محب‭ ‬للفن‭ ‬ويولي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬اهتمامًا‭ ‬خاصًا‭ ‬بتطوير‭ ‬قدرات‭ ‬أبنائهم‭ ‬الموهوبين‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الفنية‭ ‬المختلفة،‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬إكسابهم‭ ‬القدرات‭ ‬والمهارات‭ ‬لتقديم‭ ‬إبداعاتهم‭.‬