غياب تأهيل المقبلين على الاقتران إشكالية كبرى

أحمد العطاوي: عدم فهم الزواج وسوء الاختيار أبرز أسباب الطلاق

| إبراهيم النهام | تصوير: خليل إبراهيم

ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬مركز‭ ‬دراسات‭ ‬لأسباب‭ ‬الطلاق الزواج‭ ‬الناجح‭ ‬يحتضن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬الشاملة‭ ‬أولها‭ ‬الشراكة مركز‭ ‬التوفيق‭ ‬الأسري‭ ‬بحاجة‭ ‬للتطوير‭ ‬قبالة‭ ‬كم‭ ‬القضايا‭ ‬الواردة‭ ‬إليه على‭ ‬الشباب‭ ‬أن‭ ‬يعتبروا‭ ‬الزواج‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬مراحل‭ ‬حياتهم

 

قال‭ ‬الأستاذ‭ ‬المساعد‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الآداب‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬والمختص‭ ‬بشؤون‭ ‬الأسرة‭ ‬والعلاقات‭ ‬الزوجية‭ ‬أحمد‭ ‬العطاوي‭ ‬بأن‭ ‬غياب‭ ‬تأهيل‭ ‬المقبلين‭ ‬على‭ ‬الزواج،‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬حدوث‭ (‬الطلاق‭) ‬والذي‭ ‬وصفه‭ ‬بالظاهرة،‭ ‬موضحا‭ ‬بأن‭ ‬من‭ ‬الأسباب‭ ‬أيضا‭ ‬غياب‭ ‬الفهم‭ ‬الدقيق‭ ‬لمعنى‭ ‬الزواج‭ ‬والحياة‭ ‬الأسرية‭. ‬وأوضح‭ ‬العطاوي‭ ‬بحوار‭ ‬أجرته‭ ‬معه‭ ‬“البلاد”‭ ‬بأن‭ ‬هنالك‭ ‬غيابا‭ ‬واضحا‭ ‬للإحصاءات‭ ‬الرسمية‭ ‬حول‭ ‬نسبة‭ ‬الطلاق،‭ ‬وأسبابها،‭ ‬والفئات‭ ‬العمرية‭ ‬الخاصة‭ ‬بها،‭ ‬مبيناً‭ ‬بأنها‭ ‬تمثل‭ ‬أهمية‭ ‬للتمحص‭ ‬والدراسة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الباحثين،‭ ‬داعيا‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشئون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬لإنشاء‭ ‬مركز‭ ‬دراسات‭ ‬تابع‭ ‬لها،‭ ‬يبحث‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬ويضع‭ ‬لها‭ ‬الحلول‭.‬

‭# ‬الطلاق‭ ‬المبكر‭ ‬ظاهرة‭ ‬بدأت‭ ‬بالانتشار‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬بالآونة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬لماذا؟

أهمها‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬الوعي‭ ‬لدى‭ ‬كلا‭ ‬الطرفين‭ (‬الزوج‭ ‬والزوجة‭) ‬لعدم‭ ‬تأهليهم‭ ‬لدخول‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية،‭ ‬وهي‭ ‬مسؤولية‭ ‬مشتركة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الأسرة،‭ ‬ونطاق‭ ‬التعليم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬الجامعة‭ ‬بهذا‭ ‬الجانب‭ ‬ليس‭ ‬بالشكل‭ ‬المطلوب،‭ ‬والدولة‭ ‬بصورة‭ ‬عامة‭ ‬مدعوة‭ ‬لإقامة‭ ‬دورات‭ ‬متخصصة‭ ‬لتأهيل‭ ‬الأفراد‭ ‬المقبلين‭ ‬على‭ ‬الزواج،‭ ‬وبالإمكان‭ ‬الأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬التجربة‭ ‬الماليزية‭ ‬الرائدة‭ ‬التي‭ ‬خصصت‭ ‬جهة‭ ‬تعني‭ ‬بذلك،‭ ‬ومن‭ ‬المستفيدين‭ ‬بهذه‭ ‬التجربة‭ ‬مدينة‭ ‬دبي،‭ ‬ودولة‭ ‬الكويت‭.‬

 

‭# ‬ما‭ ‬آخر‭ ‬الاحصاءات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالطلاق؟‭ ‬وكيف‭ ‬تقرأها؟

بحثت‭ ‬عن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإحصاءات،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬وجدته‭ ‬هو‭ ‬مجرد‭ ‬دراسات‭ ‬صحفية،‭ ‬وليست‭ ‬علمية،‭ ‬وهنالك‭ ‬أرقام‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬إثباتات‭ ‬تحدد‭ ‬بدقة‭ ‬صحة‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام،‭ ‬ولكني‭ ‬وبالمجمل‭ ‬المشاهدات‭ ‬العامة‭ ‬تؤكد‭ ‬بأن‭ ‬هنالك‭ ‬ارتفاعا‭ ‬كبيرا‭ ‬بنسبة‭ ‬الطلاق،‭ ‬أسوة‭ ‬ببقية‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬الأخرى،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬التفاوت‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬دولة‭ ‬وأخرى‭.‬

وعليه،‭ ‬أدعو‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬لإصدار‭ ‬تقرير‭ ‬سنوي‭ ‬يبين‭ ‬للرأي‭ ‬العام‭ ‬هذه‭ ‬النسب‭ ‬بصورة‭ ‬دقيقة‭ ‬وعلمية،‭ ‬وأن‭ ‬تنشئ‭ ‬مركزا‭ ‬للدراسات‭ ‬والبحوث؛‭ ‬لدراسة‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭ ‬وأسبابها‭ ‬والحلول‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬جهات‭ ‬الاختصاص‭.‬

 

‭# ‬هنالك‭ ‬من‭ ‬يرى‭ ‬بأن‭ ‬معايير‭ ‬اختيار‭ ‬شريك‭ ‬الحياة‭ ‬مسألة‭ ‬تفتقر‭ ‬الدقة،‭ ‬ما‭ ‬رأيك؟

سوء‭ ‬الاختيار‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أسباب‭ ‬الطلاق،‭ ‬وسببه‭ ‬الرئيس‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬الفهم‭ ‬الدقيق‭ ‬لمعنى‭ ‬الزواج‭ ‬والحياة‭ ‬الأسرية،‭ ‬وأغلب‭ ‬الأزواج‭ ‬ينظرون‭ ‬للعلاقة‭ ‬الزوجية‭ ‬بأنها‭ ‬إشباع‭ ‬للشهوة،‭ ‬والبعض‭ ‬لتحسين‭ ‬الوضع‭ ‬المادي،‭ ‬بالتركيز‭ ‬على‭ ‬هدف‭ ‬واحد‭ ‬للزواج‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ (‬الزواج‭) ‬الناجح‭ ‬والصحيح‭ ‬يحتوي‭ ‬بمضمونه‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬الشاملة،‭ ‬كالشراكة،‭ ‬والمسئولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وبناء‭ ‬الأسرة،‭ ‬وغيرها‭.‬

 

‭# ‬هل‭ ‬ترى‭ ‬بأن‭ (‬الأسباب‭ ‬المادية‭) ‬عامل‭ ‬هدم‭ ‬أمام‭ ‬بقاء‭ ‬الأسرة‭ ‬ولاستمرارها؟‭ ‬بم‭ ‬تنصح؟

هي‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬فشل‭ ‬أو‭ ‬نجاح‭ ‬الزواج،‭ ‬ووجودها‭ ‬كمشكلة‭ ‬ليست‭ ‬سببا‭ ‬ماشرا‭ ‬للطلاق،‭ ‬وإنما‭ ‬حسن‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬حسن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المشكلة،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬لحدوث‭ ‬الطلاق،‭ ‬وإلا‭ ‬لكانت‭ ‬العلاقات‭ ‬الزوجية‭ ‬في‭ ‬الأسر‭ ‬الفقيرة‭ ‬والمتعففة‭ ‬طريقها‭ ‬نحو‭ ‬الفشل‭.‬

 

‭# ‬هنالك‭ ‬من‭ ‬يوجه‭ ‬فوهة‭ ‬الاتهام‭ ‬نحو‭ ‬محاكم‭ ‬الأسرة،‭ ‬ويحملها‭ ‬مسؤولية‭ ‬تشجيع‭ ‬الزوجات‭ ‬على‭ ‬سهولة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الطلاق،‭ ‬كيف‭ ‬تنظر‭ ‬لذلك؟

هذا‭ ‬الاتهام‭ ‬موجود،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬قانون‭ ‬أحكام‭ ‬الأسرة‭ ‬العام‭ ‬2009‭ ‬والخاص‭ ‬بالدائرة‭ ‬السنية،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬سمي‭ ‬بقانون‭ ‬المرأة،‭ ‬وكأنه‭ ‬خصص‭ ‬لها،‭ ‬لكن‭ ‬الحقيقية‭ ‬بخلاف‭ ‬ذلك،‭ ‬فهو‭ ‬قانون‭ ‬متعلق‭ ‬بكلا‭ ‬الطرفين،‭ ‬ولقد‭ ‬ساعد‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬تسريع‭ ‬إجراءات‭ ‬المحاكم‭ ‬بصورة‭ ‬عامة‭ ‬وليس‭ ‬الطلاق‭ ‬بصورة‭ ‬خاصة،‭ ‬وزاد‭ ‬في‭ ‬توضيح‭ ‬حقوق‭ ‬الزوجة‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬يجهلها‭ ‬البعض،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬اجتهاد‭ ‬القاضي‭ ‬فقط‭.‬

 

‭# ‬هل‭ ‬تحمل‭ ‬الأسرة‭ ‬جوانب‭ ‬تقصير‭ ‬في‭ ‬تربية‭ ‬الأبناء‭ ‬وفي‭ ‬بناء‭ ‬شخصياتهم؟

مسألة‭ ‬التوعية‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬الوالدين،‭ ‬فإذا‭ ‬لم‭ ‬يحسن‭ ‬الوالدان‭ ‬تربية‭ ‬أبنائهم،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬سيؤثر‭ ‬على‭ ‬حياتهم‭ ‬الزوجية‭ ‬مستقبلاً،‭ ‬وفي‭ ‬اختيار‭ ‬شريك‭ ‬الحياة‭ ‬المناسب،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬فشل‭ ‬العلاقة‭ ‬الزوجية‭ ‬المستقبلية‭.‬

 

‭# ‬هل‭ ‬ترى‭ ‬بأن‭ ‬الجهود‭ ‬التكافلية‭ ‬كافية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬بقاء‭ ‬الأسرة‭ ‬ونجاحها؟

لا،‭ ‬هنالك‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬القصور‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الحكومي‭ ‬أو‭ ‬الأهلي،‭ ‬ولا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬بأنها‭ ‬غائبة،‭ ‬بل‭ ‬قصور‭ ‬يستلزم‭ ‬زيادة‭ ‬المراكز‭ ‬التوعوية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتهيئة‭ ‬الشباب‭ ‬ذكورا‭ ‬وأناثا‭ ‬للحياة‭ ‬الزوجية،‭ ‬وحل‭ ‬المشاكل‭ ‬عند‭ ‬وقوعها‭.‬

 

‭# ‬كيف‭ ‬تقرأ‭ ‬أداء‭ ‬مركز‭ ‬التوفيق‭ ‬الأسري؟

فكرة‭ ‬المركز‭ ‬قديمة،‭ ‬ترجع‭ ‬لبداية‭ ‬الألفية،‭ ‬وكانت‭ ‬حينها‭ ‬متواضعة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تأهيل‭ ‬الموظفين‭ ‬أو‭ ‬مناسبة‭ ‬المكان،‭ ‬ومر‭ ‬المركز‭ ‬بعدة‭ ‬مراحل‭ ‬إلى‭ ‬العام‭ ‬2015‭ ‬حين‭ ‬صدر‭ ‬المرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬الذي‭ ‬يلزم‭ ‬بتحويل‭ ‬جميع‭ ‬القضايا‭ ‬الأسرية‭ ‬اليه،‭ ‬قبل‭ ‬البت‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬الشرعية؛‭ ‬لمحاولة‭ ‬الإصلاح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المتخاصمين‭ (‬الزوجين‭).‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬المركز‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬بعد‭ ‬مضي‭ ‬أربعة‭ ‬سنوات‭ ‬منذ‭ ‬صدور‭ ‬المرسوم،‭ ‬بحاجة‭ ‬الى‭ ‬تطوير‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬القضايا‭ ‬المرفوعة‭ ‬بالمحاكم‭ ‬الشرعية،‭ ‬حيث‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬المكاتب‭ ‬جدا‭ ‬متواضع‭ ‬قياسا‭ ‬لعدد‭ ‬القضايا‭ ‬المرفوعة‭ ‬بالمحاكم‭ ‬الشرعية‭.‬

إضافة‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬أحكام‭ ‬الأسرة‭ ‬الصادرة‭ ‬في‭ ‬2017‭ ‬لم‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬إلزام‭ ‬القاضي‭ ‬بتحويل‭ ‬الدعوة‭ ‬الى‭ ‬هذا‭ ‬المكتب،‭ ‬قبل‭ ‬البت‭ ‬في‭ ‬النظر‭ ‬بها،‭ ‬هنالك‭ ‬عدم‭ ‬وضوح‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬المرسوم‭.‬

 

‭# ‬برأيك،‭ ‬لماذا‭ ‬يتجه‭ ‬الشباب‭ ‬للزواج‭ ‬من‭ ‬الأجنبية؟

من‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬الزواج‭ ‬من‭ ‬بنات‭ ‬أهل‭ ‬البلد،‭ ‬متمثلاً‭ ‬بغلاء‭ ‬المهور،‭ ‬والمبالغة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الحفلات،‭ ‬وأماكنها‭.‬

 

‭# ‬هل‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نصنف‭ ‬زواج‭ ‬البحرينية‭ ‬من‭ ‬الأجنبي‭ ‬بالظاهرة؟

لا‭ ‬توجد‭ ‬هنالك‭ ‬دراسات‭ ‬أو‭ ‬إحصاءات‭ ‬دقيقة‭ ‬توضح‭ ‬ذلك،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬أتصور‭ ‬بأنها‭ ‬ظاهرة،‭ ‬فأغلب‭ ‬الزيجات‭ ‬ليست‭ ‬من‭ ‬أجنبي،‭ ‬وإنما‭ ‬من‭ ‬الخليجيين‭.‬

‭# ‬هل‭ ‬تعتقد‭ ‬بأن‭ (‬تعدد‭ ‬الزواج‭) ‬يمثل‭ ‬حلا‭ ‬للعنوسة؟‭ ‬لماذا؟

موضوع‭ ‬التعدد‭ ‬حساس‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬الخليجية،‭ ‬والبحريني‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬وهو‭ ‬حل،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬بنفس‭ ‬الوقت‭ ‬مشكلة،‭ ‬بحسب‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬فالتعدد‭ ‬الذي‭ ‬أباحه‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬له‭ ‬أسبابه‭ ‬وله‭ ‬شروطه،‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬شروطه‭ ‬قدرة‭ ‬الرجل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعدل‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬الظاهرة‭ ‬بين‭ ‬زوجاته،‭ ‬وعدم‭ ‬تفضيل‭ ‬زوجة‭ ‬على‭ ‬أخرى‭.‬

فإذا‭ ‬حدث‭ ‬تفضيل،‭ ‬سيكون‭ ‬سببا‭ ‬في‭ ‬حصول‭ ‬المشاكل‭ ‬الزوجية،‭ ‬التي‭ ‬ستفضي‭ ‬مستقبلاً‭ ‬لحصول‭ ‬الطلاق‭.‬

 

‭# ‬هنالك‭ ‬من‭ ‬يتهم‭ ‬الإعلام‭ ‬الرسمي‭ ‬والمحلي‭ ‬بغياب‭ ‬الدور‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬ثقافي‭ ‬الوعي‭ ‬لكلا‭ ‬الجنسين؟‭ ‬ما‭ ‬رأيك؟

أوافقك‭ ‬الرأي،‭ ‬دور‭ ‬الإعلام‭ ‬مهم‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬الجمهور،‭ ‬سواء‭ ‬بالحلقات‭ ‬الحوارية،‭ ‬أو‭ ‬المقالات‭ ‬الصحفية،‭ ‬أو‭ ‬منصات‭ ‬أثير‭ ‬الأذاعة،‭ ‬ولقد‭ ‬كانت‭ ‬لي‭ ‬تجربة‭ ‬في‭ ‬الإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬قبل‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬الخمس‭ ‬سنوات‭.‬

تجربتي‭ ‬في‭ ‬الإذاعة‭ - ‬شرح‭ ‬لقانون‭ ‬أحكام‭ ‬الأسرة‭- ‬استمت‭ ‬لقرابة‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬دورتين،‭ ‬كان‭ ‬هنالك‭ ‬تجاوب‭ ‬من‭ ‬الجمهور‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬التجربة‭ ‬في‭ ‬التلفزيون،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬حلقات‭ ‬قليلة‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬الخمس،‭ ‬والتي‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬توقيتها‭ ‬في‭ ‬البث‭ ‬مناسبا،‭ ‬ولم‭ ‬يعاد‭ ‬تجديدها‭.‬

 

‭# ‬ما‭ ‬المشورة‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬للمقبلين‭ ‬على‭ ‬الزواج؟

أن‭ ‬يعتبروا‭ ‬الزواج‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬مراحل‭ ‬حياتهم،‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬أن‭ ‬يهيئوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬بالمعلومات‭ ‬الكافية،‭ ‬وذلك‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الدورات‭ ‬المركزة‭ ‬التي‭ ‬تقيمها‭ ‬بعض‭ ‬المراكز‭ ‬المحلية،‭ ‬مثل‭ ‬مكتب‭ (‬إصلاح‭) ‬للإصلاح‭ ‬الأسري‭ ‬التابع‭ ‬لجمعية‭ ‬الإصلاح،‭ ‬ومركز‭ ‬عائشة‭ ‬يتيم‭ ‬التابع‭ ‬لجمعية‭ ‬نهضة‭ ‬فتاة‭ ‬البحرين‭.‬

وهنالك‭ ‬أيضا‭ ‬المراكز‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬العمل‭ ‬والتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والموزعة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬محافظات‭ ‬المملكة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬القراءة‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬المتخصصة؛‭ ‬لبيان‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬الزوجية‭.‬