الميزانية أقرت زيادته 110 ملايين دينار لعامين

من يحرك مياه “هيكلة الدعم” الراكدة؟

| سيدعلي المحافظة

لا‭ ‬تزال‭ ‬ملايين‭ ‬زيادة‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬تراوح‭ ‬مكانها‭ ‬كأرقام‭ ‬ضمن‭ ‬قانون‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬أقرت‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‭.‬

وأسفرت‭ ‬مناقشات‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬عن‭ ‬اتفاق‭ ‬حكومي‭ ‬برلماني‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬تدوير‭ ‬تلك‭ ‬المبالغ‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬بنود‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية؛‭ ‬استكمالا‭ ‬لجهود‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬وتوجيهه‭ ‬لمستحقيه،‭ ‬بعد‭ ‬المصادقة‭ ‬على‭ ‬الميزانية‭.‬

وكان‭ ‬مشروع‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬قد‭ ‬خصص‭ ‬قبل‭ ‬تعديله‭ ‬لبند‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مبلغ‭ ‬760‭ ‬مليونًا‭ ‬و82‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مناقشات‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬تمخضت‭ ‬عن‭ ‬رفع‭ ‬هذه‭ ‬الميزانية‭ ‬إلى‭ ‬871‭ ‬مليونا‭ ‬و108‭ ‬آلاف‭ ‬دينار،‭ ‬بفارق‭ ‬بلغ‭ ‬110‭ ‬ملايين‭ ‬دينار‭ ‬عن‭ ‬السنتين‭ ‬الماليتين‭.‬

ومنذ‭ ‬صدور‭ ‬القرار‭ ‬الأخير‭ ‬برفع‭ ‬أسعار‭ ‬البنزين‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2018،‭ ‬وتشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬وغرفتي‭ ‬البرلمان‭ ‬بتوجيه‭ ‬ملكي‭ ‬لإعادة‭ ‬توجيه‭ ‬الدعم‭ ‬لمستحقيه،‭ ‬راوح‭ ‬الدعم‭ ‬مكانه‭ ‬بعد‭ ‬توقف‭ ‬مناقشات‭ ‬اللجنة‭ ‬الثلاثية‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭.‬

وعاد‭ ‬موضوع‭ ‬الدعم‭ ‬للظهور‭ ‬مجددًا‭ ‬خلال‭ ‬مناقشات‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة،‭ ‬وإقرار‭ ‬زيادة‭ ‬المبلغ‭ ‬المخصص‭ ‬للحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بواقع‭ ‬55‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬سنة‭ ‬مالية،‭ ‬للاستفادة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬وتوجيهه‭ ‬لمستحقيه‭.‬

وطمأن‭ ‬حينها‭ ‬وزير‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬النواب‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الزيادة‭ ‬ستذهب‭ ‬فعليًا‭ ‬إلى‭ ‬جيوب‭ ‬المواطنين،‭ ‬وأن‭ ‬إعادة‭ ‬توزيع‭ ‬هذه‭ ‬المبالغ‭ ‬على‭ ‬11‭ ‬وجهًا‭ ‬من‭ ‬وجوه‭ ‬الدعم‭ ‬الحكومي‭ ‬ستتم‭ ‬بعد‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬اللجنة‭ ‬المشتركة‭ ‬وبالتوافق‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬والسلطة‭ ‬التشريعية‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الإعلانات‭ ‬المتكررة‭ ‬لبعض‭ ‬النواب‭ ‬خلل‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬بشأن‭ ‬عزمهم‭ ‬التحرك‭ ‬نحو‭ ‬إعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬اللجنة‭ ‬التي‭ ‬توقف‭ ‬عملها‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أيا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التحركات‭ ‬لم‭ ‬تتم‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة،‭ ‬ما‭ ‬يبقي‭ ‬موضوع‭ ‬إعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬الدعم‭ ‬على‭ ‬حاله‭ ‬بانتظار‭ ‬من‭ ‬يحرك‭ ‬مياهه‭ ‬الراكدة‭.‬